تعلمي معنا كيفية استخدام حاسبة الحمل بشكلٍ صحيح
تمرَ المرأة بمراحل متعددة خلال حياتها، تشهد فيها العديد من المتغيرات والأحداث التي قد يكون بعضها مثيرًأ ورائعًا وبعضها الآخر مزعجًا ومؤلمًا. وتُعد مرحلة الحمل والإنجاب من أجمل المراحل التي تمرَ بها غالبية النساء، حيث تحتفي فيها المرأة بطفلها الذي تنتظره بفارغ الصبر، وتحمل له في قلبها الكثير من الود والحب والمشاعر المعطاءة التي لا يمكن وصفها.
وعلى الرغم من صعوبة مرحلة الحمل وما يعصف بنا كنساء خلالها من تغيراتٍ جسمانية ونفسية وضغطٍ وتعبٍ شديدين، إلا أننا ننسى أو نغفل عن هذه المنغصات كلها في سبيل غايةٍ واحدة: تخطي الأشهر التسعة من الحمل بيُسر وسلامة، وولادة طفلٍ يتمتع بالصحة والعافية والخلو من أية أمراض أو عيوبٍ خُلقية.
تحتاج المرأة للتحضَر جسديًا ونفسيًا لموضوع الحمل؛إن لجهة العناية بصحتها قبل حدوث التبويض والتخصيب، أو لجهة معرفة كافة التفاصيل المتعلقة بهذه الرحلة. ومنها مسألة حساب الحمل بشكلٍ صحيح لذا نقدم لكافة السيدات المُقبلات على الحمل والولادة، أو اللاتي يخططنَ لهذه المرحلة الجميلة من حياتهنَ، بعض النصائح حول كيفية استخدام حاسبة الحمل بحسب معلومات حصلنا عليها من موقع "الطبي" المختص. لكن لا بد من التذكير مجددًا، بوجوب مراجعة الطبيبة النسائية لإعطائكِ كافة الإرشادات والنصائح حول هذه المسألة وعبور مرحلة الحمل بسلامة.
اعرفي كيفية استخدام حاسبة الحمل بشكل صحيح
من المعلوم أن الحمل يستمر لمدة 9 أشهر، لكنه قد يزيد في الكثير من الحالات لما يقرب من تسعة أشهر ونصف، وذلك بالأخذ بالاعتبار وقت آخر دورة شهرية.
ويشير موقع "الطبي" إلى أن الحمل يستمر لحوالي 280 يومًا (40 أسبوعًا)، بدءًا من اليوم الأول لآخر دورة حيض(الدورة الشهرية). ويُعدَ اليوم الأول من آخر دورة طمثية أول يومٍ في الحمل عند حساب اسابيع الحمل، حتى وإن لم يحدث الحمل لمدة أسبوعين لاحقين (إذ قد يتأخر نمو الجنين أسبوعين عن تاريخ الحمل بشكلٍ عام).
ويمكن للمرأة الحامل متابعة مرحلة الحمل لكل أسبوع على حدا، باستخدام حاسبة الحمل بشكلٍ صحيح. لكن من الضروري التنبة إلى أن حساب موعد الولادة باستخدام هذه الحاسبة، قد لا يكوندقيقًا في جميع حالات النساء الحوامل؛ إذ أن نسبةً قليلة من الحوامل قد يلدنَ في الوقت المتوقع لهنَ، لكن هذا لا ينفي ضرورة معرفة الوقت التقريبي الذي سيلد فيه الطفل.
لحساب موعد الولادة، وفي حال كانت الدورة الشهرية لديكِ منتطمة (أي أنها تستمر لمدة 38 يومًا بين الدورة والأخرى)؛ يمكنكِ القيام بهذه الحسبة بناءً لطريقتين أساسيتين:
- قاعدة نيغل لحساب الحمل: وهي معادلةٌ بسيطة، يتم من خلالها إضافة 7 أيام إلى تاريخ أول يومٍ من آخر دورة شهرية، ومن ثم تطرحين ثلاثة أشهر، لتحصلي على التاريخ المُقدر للولادة. مثلًا، في حال كان موعد آخر دورةٍ شهرية لكِ 1 أكتوبر، فإن حساب موعد الولادة يتم على الشكل التالي:
إضافة 7 أيام لهذا التاريخ، فيصبح 8 أكتوبر؛ طرح 3 أشهر، فيصبح التاريخ 8 أغسطس وهو تقريبًا الموعد المحدد للولادة حسب المعادلة المذكورة أعلاه. هناك العديد من التطبيقات أو المواقع المختصة بالحمل والولادة، والتي تساعدكِ في حساب هذا الموعد بدقةٍ أكبر.
- عجلة الحمل: وهي الطريقة التي يستخدمها معظم الأطباء لحساب مدة الحمل، ومن خلالها يمكن لهم حساب موعد الولادة أيضًا، بالاعتماد على وضع تاريخ آخر دورة ٍطمثية على العجلة؛ وعندما تضعين المؤشر على هذا التاريخ، تعطيكِ العجلة التاريخ المتوقع للولادة.
مع الإشارة من جديد إلى أن هاتين الطريقيتين تمنحانكِ موعد الولادة فقط، وليس طريقة الولادة (طبيعي أم قيصري)؛ ومجددًا نؤكد أن فرص الولادة في الوقت المحدد بالضبط ضئيلة في العموم، لكنها تكون حول تلك الفترة.
لا تتذكرين موعد آخر دورةٍ شهرية..
لا تقلقي عزيزتي، فأنتِ لستِ وحدكِ من يعاني من هذه المشكلة، وهناك مئات آلاف النساء ممن يجدنَ أنفسهنَ في هذه المعضلة. لحسن الحظ، تتواجد طرق حسابٍ عديدة لتحديد موعدٍ تقريبي للولادة في حال عدم تذكر موعد آخر دورة طمث.
وهذه الطرق تتركز على الشكل الآتي:
- بحال كان لدى المرأة الحامل علم أنّ دورة الحيض لديها كانت في أسبوعٍ محدد، فإن ذلك سوف يساعد الطبيب على تحديد موعدٍ تقريبي للولادة.
- في حال عجزت المرأة كليًا عن التذكر، فإن الطبيب سوف يُخضعها لتصوير بالأمواج فوق الصوتية، لتحديد عمر الجنين وبالتالي تحديد موعد الولادة التقريبي.
أعاني من دورةٍ شهرية غير منتظمة أو طويلة نوعًا ما..
يؤكد المختصون أن حدوث هذه الأمور أمرٌ شائع لدى بعض النساء، حيث تطول دورة الطمث لدى مجموعةٍ من النساء بصورةٍ ثابتة ومنتظمة. وفي مثل هذه الحالات، يمكن استخدام عجلة الحمل إنما بالقيام ببعض الحسابات البسيطة.
فالمرحلة الثانية من دورة الحيض تستمر 14 يومًا في العموم، وهو الوقت بين حدوث الإباضة والدورة الطمثية اللاحقة. ففي حال كانت الدورة الطمثية للمرأة 35 يومًا مثلً، فهذ يعني أن التبويض لديها سيكون تقريبًا في اليوم 21 من الدورة الشهرية. وفي حال كانت لدينا فكرةٌ عامة عن موعد التبويض، فإنه يمكننا استخدام موعد آخر دورة طمثية كمعدلٍ من أجل تحديد موعد الولادة على عجلة الحمل (مثال: في حال كانت مدة الدورة الطمثية 35 يومًا، واليوم الأول لهذه الدورة هو 1 تشرين الثاني نوفمبر، يقوم الطبيب بإضافة 21 يومًا ليصبح التاريخ 22 نوفمبر؛ يطرح بعدها 14 يومًا بغية إيجاد الموعد المُعدل لآخر دورة طمثية، وهو هنا 8 نوفمبر. بعد حساب هذا التاريخ، يقوم الطبيب بحساب التاريخ المُقدر للولادة على عجلة الحمل كما في السابق).
عمد الطبيب إلى تغيير تاريخ الولادة المتوقع..
هناك أسبابٌ وجيهة تدفع بالطبيب المختص إلى تغيير موعد الولادة المتوقع، على رأسها سلامة الأم أو الجنين. كذلك قد يتغير موقع الولادة في حال كان الجنين أصغر أو أكبر من المعدل الوسطي حسب عمر الحمل.
ويُجري الطبيب عادةً، تصويرًا بالسونار (الأمواج فوق الصوتية) من أجل تحديد عمر الحمل في حال وجود دورات إباضة غير منتظمة لدى المرأة، أو في حال كان موعد آخر طمثٍ غير مؤكد، أو عند حدوث الحمل على الرغم من تناول مانعات الحمل الفموية.
نصائح لحملٍ آمن
بإمكان معظم النساء الحمل والعمل والاستمرار في حياتهنَ الطبيعية قدر الإمكان. لكن لا يمكننا أن نغفل عن التحديات التي يمكن ن تواجهها بعض الحوامل، خاصةً العاملات والموظفات منهنَ، واللاتي يحتجنَ لإيلاء عنايةٍ قصوى بصحتهنَ أثناء أداء مهام العمل. لذا اسعي عزيزتي لمعرفة الأمور التي تزعجكِ أثناء الحمل، وحاولي اتباع نصائح الطبيب للتخفيف منها أثناء العمل؛ كما يجب أن تكوني على بينةٍ من الحالات أو الأوضاع التي قد تهدد فيها مهام العمل حملكِ، ورتبَي أموركِ جيدًا بحيث يكون تأثيرها قليلًا عليكِ قدر الإمكان.
وفيما يخص النصائح لحملٍ آمن في المنزل أو العمل، يقدم لكِ موقع "مايو كلينك" بعضًا منها على الشكل الملخص التالي:
- للتخفيف من حدة الغثيان والقيء: خاصةً في الصباح وأثناء تواجدكِ في العمل، ابتعدي عن محفزات الغثيان سواء كانت روائح أو مذاقات أطعمة معينة.
- تناولي وجباتٍ خفيفة بين الحين والآخر: والتي قد تساعدكِ في تخطي فترة الغثيان.
- تناولي جرعاتٍ من فيتامين B6 بناءً على إرشادات الطبيب: فهذا الفيتامين يُعدَ آمنًا أثناء الحمل ويمكن أن يساعد في تخفيف الغثيان.
- في حال لم تنجع كل هذه النصائح، من الأفضل استشارة الطبيب لوصف أدويةٍ مضادة للغثيان تُعينكِ خلال ساعات العمل والانشغال.
- لمحاربة التعب والإجهاد الناجمين عن الحمل، تناولي أطعمة غنية بالحديد والبروتين، مثل اللحوم الحمراء خفيفة الدهن والدواجن والمأكولات البحرية والخضراوات ذات الأوراق الخضراء وحبوب الإفطار التي تحتوي على الحبوب الكاملة المعززة بالحديد والبقوليات.
- احصلي على فترات استراحةٍ قصيرة ومتكررة خلال اليوم.
- قلَلي من الأنشطة التي تمارسينها والتي لا علاقة لها بالعمل، مثل التسوق (الذي يمكن للزوج أو الصديقات القيام به، أو تنظيف المنزل دوريًا، أو إعداد الطعام كل يوم).
- حافظي على لياقتكِ البدنية العالية، من خلال القيام ببعض الأنشطة البدنية التي ترفع مستويات الطاقة في الجسم، مثل المشي أو الالتحاق بإحدى دورات اللياقة البدنية لما قبل الولادة، في حال كان وضعكِ الصحي يسمح بذلك.
- احرصي على النوم مبكرًا كل ليلة، والنوم لمدة 8 ساعات على الأقل.
في الختام؛ فإن استخدام حاسبة الحمل بشكلٍ صحيح يساعد المرأة على حساب موعد الولادة التقريبي بغية التحضر له. كما ينبغي على الحامل العاملة أو التي لديها انشغالاتٌ كبيرة، اتباع بعض النصائح الفعالة كالراحة والتغذية والنوم الجيد، لضمان حملٍ آمن وصحي طيلة أسابيع وأشهر الحمل. ويتحقق ذلك من خلال مراجعة الطبيب المختص دومًا والأخذ بإرشاداته.