تناولي اللحوم خلال عيد الأضحى.. بطرقٍ صحية وآمنة
يتسم عيد الأضحى المبارك، الذي يُتوج بالحج إلى بيت الله الحرام كل عام، بالعديد من المظاهر الاحتفالية الجميلة التي تعكس فرحة الناس بهذه المناسبة الدينية العظيمة، وتلاحمهم ضمن أجواء أسرية واجتماعية خلابة.
وأكثر ما يُميَز عيد الأضحى، ذبح الأضاحي وتناول بعضٍ من لحومها بعد توزيع الجزء الأكبر على الفقراء والمحتاجين. حيث تزدان موائد الطعام في المنازل والمطاعم وغيرها من أماكن الأكل، بأشهى وألذ أطباق اللحوم التي يتهافت الكبار والصغار على تناولها والاستمتاع بمذاقها الرائع بجانب أصناف الحلوى المتعددة.
وعلى الرغم من روعة تناول اللحوم، إلا أن الإكثار منها خلال عيد الأضحى، يمكن أن ينقلب لضررٍ ويُنغص علينا فرحة العيد. لذا نجدد معكِ عزيزتي، الدعوة للاعتدال في استهلاك اللحوم خلال العيد هذه السنة، ويمكنكِ اتباع بعض النصائح والطرق التي سنوردها في مقالة اليوم، لتحقيق ذلك.
إنما بداية، فلنتعرف سويًا على مخاطر الإكثار من تناول اللحوم في العيد على الصحة..
أضرار الإسراف في تناول اللحوم خلال عيد الأضحى
إذن، وكما ذكرنا آنفًا؛ فإن الإقبال على تناول اللحوم يزداد مع حلول عيد الأضحى. ويؤدي الإفراط في تناول اللحوم للعديد من المشاكل الصحية، لذلك نجب أن نكون حريصين عند تناول اللحوم، وتوازن بينها وبين الأطعمة الأخرى.
اللحوم من الأطعمة التي لا يمكن الاستغناء عنها، كونها مهمةٌ لبناء ونمو جسم الإنسان؛ لكن الإفراط في تناولها يمكن أن يؤدي للمشكلات الصحية التالية كما ذكرها موقع "ويب طب":
- زيادة خطر الإصابة بالسرطان: فقد ربطت دراسات حديثة بين الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والمصنعة وزيادة خطر الإصابة بأمراض السرطان؛مثل سرطان القولون، وسرطان البنكرياس، وسرطان المعدة.
- صعوبة الهضم والإصابة بالإمساك: فاللحوم من الأطعمة التي تحتاج إلى وقت حتى يتم هضمها، كونها لا تحتوي على ألياف. ويمكن أن يؤدي الإفراط في تناول اللحوم إلى الإصابة بإضطرابات في عملية الإخراج ومواعيدها.
- تأثيرات سلبية على البشرة والشعر: إذ قليلًا ما يتوفر فيتامين ج في المنتجات الحيوانية، وهو فيتامين مهم في تكوين الكولاجين الذي يحافظ على صحة البشرة والشعر والأظافر.
- زيادة فرص الإصابة بالأمراض: خاصةً المتعلقة بالمناعة والفيروسات، مثل نزلات البرد؛ وذلك لعدم الحصولعلى كمياتٍ كبيرة من الفيتامينات والمعادن اللازمة لمقاومة العدوى وعلى رأسها فيتامين ج.
- مشاكل القلب والشرايين: الألياف ضروريةٌ ليس فقط للهضم، وإنما أيضًا لتقليل امتصاص الكوليسترول وحماية القلب من الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تصيبه. وبما أن الألياف فقيرةٌ في اللحوم، فإن الإسراف في تناولها قد يضر كثيرًا بصحة القلب.
- الإصابة بالإلتهابات في الجسم: فالدهون المشبعة الموجودة في اللحم تُعزز إصابة الجسم بالالتهابات، كما أن اللحوم تفتقر إلى مضادات الأكسدة التي تساعد في مكافحة الالتهابات والوقاية منها.
- حصى الكلى: يؤثر الإفراط في تناول اللحوم سلبًا على الكلى وزيادة احتمالية تكون الحصوات، حيث أن البروتينات الحيوانية تحتوي على مركبات تسمى البيورينات التي تتحلل إلى حمض اليوريك، والكثير من هذا الحمض يُسبَب تشكَل حصوات الكلى.
- زيادة الوزن: تناول كمياتٍ كبيرة من البروتين الحيواني، وتخزينه في الجسم على هيئة دهون، وفي حال عدم القيام بنشاطٍ بدني لحرقها؛ يؤدي حتمًا إلى زيادة ملحوظة في الوزن.
- الإصابة بالجفاف: نتيجة زيادة حمض اليوريك في الجسم، سوف تحتاج الكلى إلى مقدارٍ زائد من الماء لتخليص الجسم من المواد السامة التي تتراكم بسبب اللحوم. وهو ما يتطلب سحب المزيد من الماء الموجود في الجسم وكثرة الحاجة إلى التبول؛ ومع عدم شرب الماء بكميات كافية، يمكن أن تصابي بالجفاف.
استمتعي بتناول اللحم بطريقةٍ صحية في عيد الأضحى
لتجنب جميع المخاطر والأضرار المذكورة أعلاه، يقدم الدكتور مجدي حامد، أخصائي العلاج الطبيعي والتغذية العلاجية، بعض النصائح المهمة لاستهلاك اللحوم في العيد بشكلٍ آمن وصحي، ودون التسبب بمشاكل على الصعيد الصحي.
إليكِ عزيزتي هذه النصائح كما أوردها موقع "تحيا مصر":
- تحديد كمية اللحم المناسبة: بحسب الدكتور حامد، فإن الشخص الطبيعي الذي لا يعاني من أية أمراض، ووزنه يصل لحوالي 80 كيلوجرام، يكفيه تناول حوالي ربع كيلوجرام من اللحم يوميًا لتلبية احتياجاته من البروتين.
- الطهو الصحيح: تلعب طريقة الطهو الجيدة، دورًا بارزًا أيضًا في تعزيز الاستفادة من اللحوم وفوائدها على الصحة. فالشوي أو السلق، بحسب الدكتور حامد، هي أفضل طرق إعداد اللحم وتناوله للاستفادة الاقصوى من قيمته الغذائية. كما حذر أخصائي التغذية العلاجية مرضى ارتفاع الضغط ودهون الدم من مغبة تحمير اللحم قبل تناوله، تجنبًا لزيادة محتوى الدهون التي قد ترفع من نسب الكوليسترول والدهون الثلاثية. مُنبَهًا في الوقت ذاته من تناول الأجزاء المحروقة من اللحم، والتي يعشقها الكثيرون، إذ تفقد هذه الأجزاء عادةً الكثير من العناصر الغذائية.
- الشوي على الفحم بحذر: عند إعداد اللحم للشوي، ينبغي عدم وضعه مباشرةً على الفحم؛ إذ تشير بعض الأبحاث إلى أن الأبخرة المتصاعدة من الدهون التي تتساقط على الفحم المشتعل، قد تُسبَب السرطان.
- مرضى الكلى والكبد ممنوعون من تناول اللحوم في عيد الأضحى: هذا ما أشار إليه الدكتور حامد، مؤكدًا على ضرورة استشارة الطبيب استنادًا إلى آخر الفحوصات والتحاليل.
- تناول اللحوم لمرضى النقرس: بحسب الدكتور حامد، يمكن لهؤلاء المرضى تناول قطعة صغيرة من اللحم، مع الحفاظ على تناول الأدوية الخاصة بعلاج النقرس وشرب كمياتٍ كبيرة من الماء أثناء تناول اللحم.
- الخضروات ضرورية بجانب اللحوم: نصح الدكتور حامد محبي اللحوم، بوجوب تناول الخضروات معها؛ خاصةً الخضروات الورقية، للحصول على حاجتهم من الفيتامينات والأملاح والمعادن، فضلًا عن تجنبالإصابةبالإمساك.
- تجنب تناول الشاي والقهوة مباشرةً بعد الأكل: لأنها قد تؤدي إلى عدم قدرة الجسم على امتصاص الحديد من اللحم كما ينبغي.
- توزيع تناول اللحوم خلال أيام العيد: بحيث لا يحصل أي إفراطٍ في تناولها خلال يومٍ واحد، ما يسمح للجهاز الهضمي بالعمل بصورةٍ فعالة لجهة الهضم والامتصاص. وهذا التوزيع سيُسهم أيضًا في منع التلبك المعوي والنزلات المعوية والحموضة والارتجاع، وكلها أعراضٌ تنجم عن الإفراط في تناول اللحوم دفعةٍ واحدة.
- شرب الماء بكمياتٍ كافية: الماء ضروري لتحسين وتفعيل الهضم بعد تناول اللحوم، ويمكنكِ أيضًا تناول الزبادي أو اللبن الرائب اللذين يحتويان على البكتيريا النافعة، للمساعدة أيضًا في عملية الهضم.
في الختام، فإن القلق على الصحة وعدم تعريضها لأية مخاطر، لا ينبغي أن يُلغي تناولنا للحوم الضرورية لصحة الجسم والعقل. لكن خير الأمور أوسطها كما تقول المقولة، وبالتالي فإن الاعتدال في تناول اللحوم في عيد الأضحى، وتجنبه لمن يعانون من بعض أمراض الكبد والكلى والنقرس، يمنح الجميع تقريبًا فرصة الاستمتاع بمذاق اللحوم التي تبقى السمة الأبرز للاحتفال بعيد الأضحى.
وكل عام والجميع وقارئات "هي" بأتم الصحة والسلامة.