وجودها يُنذر بحدوث كسرٍ يجب معالجته: انتبهي إلى أعراض وعلامات كسر العظم
هنااك العديد من المشاكل الصحية أو الأمراض، التي قد لا نعرف إصابتنا بها في البدايات بسبب عدم ظهور أية أعراض حسية تنبأ بها. لكن ومع مرور الوقت، واستخدام العضو المصاب لأغراضٍ عدة، فقد يبدأ الألم بالظهور وتتكشف الإصابة من خلال عددٍ من الأعراض أو العلامات.
من هذه المشاكل كسر العظم، وهو حالةٌ طبية يحدث فيها خللٌ في تكامل العظم كقطعةٍ واحدة؛ ويمكن أن يحدث كسر العظم جراء تعرَض العظم لقوةٍكبيرة أو شِدّة أو أذيةٍ خفيفة بعد حالات طبية معينة، مثلاً حين تضعف العظام وتُصاب بتخلل العظام أو أورام العظام، وفي هذه الحالة يُطلق على الكسر تسمية "الكسر المرضي".
كسور العظام من الحالات الصحية الشائعة بين الكثيرين، وإن كانت سائدةً أكثر عند الأطفال الصغار بسبب اللعب وعدم اليقظة الجيدة؛ أو عند كبار السن لقلة التوازن لديهم أحيانًا؛ أو خلال ممارسة الرياضة أو بعض الهوايات الخطيرة أو الحوادث التي قد تُلحق الأذى بصحة العظام وتجعلها عرضةً للكسر. لذا ينبغي الحذر في مثل هذه الحالات، وعدم إهمال أية حالة قد تكون مؤشرًا على حدوث كسرٍ في العظم.
لكن ماذا لو أصبنا بكسر العظم حتى عن انتفاء الأسباب المذكورة أعلاه؟ في الحقيقة، فإن بعض الأمراض قد تكون سببًا مباشرًا وراء تعرَض العظام للكسر؛ مثل مرض هشاشة العظام الذي يصيب شريحةً كبيرة من النساء أكثر من الرجال، خصوصًا بعد انقطاع الطمث أو التقدم بالسن؛ وكذلك مرض سرطان العظام الذي قد يؤدي إلى حدوث كسرٍ بالعظم حتى مع تأثيرٍ ضئيل.
للوقوف أكثر على أعراض وعلامات كسر العظم التي لا يجب إغفالها، من الضروري أولًا معرفة المزيد عن الكسور وأنواعها؛ وهو ما سوف نستعرض له سويًا في الفقرة التالية وفق معلومات جمعناها من موقع "الطبي" المختص بالشؤون الصحية.
كسور العظام وأنواعها
بدايةً لا بدَ من التأكيد على أن كسور العظام لها أنواعٌ عدة؛ فمثلًا الكسر المُغلق هو الكسر الذي يحدث في العظم دون أن يؤدي إلى تمزق الأنسجة المحيطة أو كسر الجلد. أما الكسر المُركَب،فهو الكسر الذي يتسبب في تلف الأنسجة المحيطة، وقد يكون ذو تأثيرٍ على الجلد؛ وتُعتبر الكسور المُركبة أكثر خطورةً بصورة عامة من الكسور المغلقة، بسبب مخاطر العدوى.من هنا، تبرز الحاجة إلى استشارة طبيبٍ مختص في العظام أو الجراحة، لتقييم حالة الكسر وتقديم العلاج المناسب حسب نوع الكسر، لمنع تفاقمه.
كما توجد أنواعٌ متعددة للكسور التي تصيب العظام، من الضروري معرفتها لتحديد نوعية العلاج الذي تتطلبه؛ وهي تشمل التالي كما أوردها موقع "الطبي":
- الكسر القلعي: ويحصل جراءقيام عضلةٍ أو رباطٍ معين، بشد جزءٍ من العظم وتكسيره.
- الكسر المفتت: يحدث نتيجة قوةٍ عنيفة تؤثر على العظم، مما يؤدي إلى تفننه لشظايا صغيرة.
- كسر الانضغاط أو السحق: ويحدث هذا النوع من السكر عند تعرَض العظم الإسفنجي، مثل فقرات العمود الفقري، لضغطٍ شديد.
- الخلع: هو حالة خروج المفصل من مكانه وتكسَر أحد عظامه.
- الكسر الشعري: ويحدث عندما يكون الكسر رفيعًا وضحلًا في سطح العظم.
- الكسر داخل المفصل: يحصل جراء تأثير الكسر على نهاية العظم التي تُشكل جزءًا من المفصل.
- الكسر الطولي: كما يوحي الإسم، فإنه يحدث عندما يكون الكسر على طول العظم.
- الكسر المائل: هو الكسر الذي يحدث بزاويةٍ مائلة بالنسبة لمحور العظم.
- الكسر المرضي: هو الكسر الذي يحدث جراء الإصابةبحالةٍ مرضية معينة، مثل سرطان العظام، أو نقص فيتامين دال، أو مرض هشاشة العظام.
- الكسر الحلزوني: ظهور جزءٍ من العظم بشكلٍ حلزوني عند التعرض للكسر.
- كسر الإجهاد: يحدث نتيجة حركاتٍ متكررة أو شديدة تؤدي إلى تشققاتٍ صغيرة في العظام، وتُعد هذه الحالة شائعةً عند اللاعبين أو الرياضيينوكذلك الجنود.
اعراض وعلامات وجود كسر بالعظم لا تُغفليها
مع وجود العديد من طبقات الجلد والعضلات والدهون الموجودة على الجسم، قد يبدو صعبًا للبعض وفي حالاتٍ معينة من كسر العظم، الإحساس بأية أعراضٍ. ولهذا تحتاج بعض الكسور للكشف عنها باستخدام الأشعة فقط، في حال لم يشعر المصاب بأي ألمٍ في موضع الكسر.
لكن بالإمكان ومن خلال معرفة بعض العلامات المصاحبة لكسر العظم، معرفة ما إذا كنتِ مصابةٍ بكسرٍ معين لا تشعرين بالألم بسببه؛ هذه العلامات تظهر على شكل تورم أو كدمات كما أشار موقع "اليوم السابع" المصري نقلًا عن موقع Very Well Health.
ففي حال بدأت الأعراض والعلامات التالية بالظهور لديكِ، من الأفضل استشارة الطبيب المختص أو الذهاب للطوارئ:
- الكدمات: إن تغيَر لون الجلد في المنطقة المصابة بالكسر، ينبأ بهروب الشعيرات الدموية وتضرر الأنسجة تحتها. مع الإشارة إلى أن الكدمات قد تحدث تقريبًا لجميع أنواع تلف الأنسجة، بما في ذلك كسر العظم.
- التورم: العظام المعرضة للكسر غالبًا ما يظهر عليها الورم؛ إذ تتسبب الإصابة بتسرب السوائل والدم في بعض الأحيان، إلى الأنسجة الرخوة كالعضلات والدهون والجلد. وهو ما قد يتسبب في تضخم تلك الأنسجة وجعلها مشدودةً أو صلبة.
- التشوه: أول مؤشرٍ على كسر العظم هو تشوهه، فعندما تنحني الذراع أو الساق في أماكن لا يفترض أن تنحني فيها، فهذه علامةٌ على عدم وجود عظمةٍ في مكانها الأصلي. وبالمثل، إذا لاحظت أن العظم يخرج من خلال الجلد ، فعندها يمكن التنبؤ بوجود كسرٍ أو خلع في العظام.
- صدور صوتٍ من العظم: في حال تناهى إلى سمعكِ صوتٌ ما من العظام، فهذا يعني أنها مكسورة؛ إذ أن قطع العظام المكسورة قد تحتك ببعضها.
- الخلع: لا تُعدَ الكسور النوع الوحيد من إصابات العظام الخطيرة؛ بل يمكن لبعض المشاكل والاضطرابات الأخرى، مثل خروج مفصلٍ كالركبة أو الكتف من مكانه بشكلٍ واضح، أن تكون أسوأ من الكسور.
كل هذه الأعراض والعلامات قد تكون مؤشرًا واضحًا على الإصابة بكسر العظم، سواء كان واضحًا للعين أم لا؛ وهي تستدعي مراجعة الطبيب فورًا أو طلب المساعدة الطبية.
كيفية الوقاية من كسر العظم
بعض الحوادث والأمراض لا يمكن التنبؤ بها أو حتى تجنبها؛ لكن بالعموم، فإن اتباع بعض الإجراءات الوقائية، سوف يحميكِ ويحمي من تحبين من مشاكل الكسور ومضاعفاتها، خاصةً للصغار وكبار السن في محيطكِ.
كما أن تقوية العظام من خلال الغذاء والرياضة، قد يحول دون زيادة خطر الإصابة بالكسور. لذا ننصحكِ باتباع النصائح التالية التي قد تقيكِ من كسر العظم، والتي أوردها
موقع "الطبي" على النحو الآتي:
- تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم؛ كون الكالسيوم من العناصر الغذائية المهمة لبناء وتقوية العظام. وتجدين هذا المعدن الحيوي في منتجات الألبان كالزبادي والجبن وغيره، إضافةً إلى السمك والبروكلي والقرنبيط والمكسرات.
- تناول فيتامين د: ويساعد هذا الفيتامين على تحفيز امتصاص الكالسيوم وتقوية العظام. يمكنكِ الحصول على فيتامين D من خلال تناول بعض الأطعمة مثل السمك وزيت السمك؛ كما يساعد التعرض للشمس في الحصول على قدرٍ كافٍ من هذا الفيتامين لتعزيز صحة العظام، طالما أن الجسم لا يقوم بإنتاجه.
- تناول الأطعمة الغنية بالبروتين: ومعروفٌ أن البروتين يقوم بمهام ترميم الأنسجة والعظام؛ويمكن الحصول على البروتين من اللحوم، والدواجن، والبقوليات، والأسماك، والمكسرات.
- ممارسة الرياضة: تُعزَز ممارسة التمارين الرياضية، مثل المشي السريع ورفع الأثقال، من كثافة العظام وتقويتها للحيلولة دون التعرض الدائم للكسور.
- الإقلاع عن التدخين والكحوليات: قد لا تعلمين عزيزتي، لكن التدخين وشرب الكحول قد يُضعفان صحة العظام، وهو ما قد يزيد من خطر الإصابة بالكسور.
- اتخاذ سُبل الحماية للرياضيين: في حال كنتِ ممن يمارسون الرياضة باستمرار، ينبغي عليكِ استخدام بعض وسائل الحماية الشخصية المناسبة، مثل الخوذة وواقيات اليدين والركبةأثناء القيامبالأنشطة الرياضية؛ والأمر ذاته ينطبق المهن التي تكثر فيهاالإصابة بكسور العظم.
- التحقق من السلامة في المنزل: بحيث لا تكون هناك عوائق أو مناطق قد تؤدي إلى السقوط والإصابة بكسور، خصوصًا للمرضى وكبار السن.
في الختام؛ فإن كسر العظم يمكن الوقاية منه باتباع نمط حياةٍ صحي من غذاء ورياضة، وتبنَي الإجراءات الوقائية التي تضمن الحفاظ على صحة العظام وحمايتها من الكسور. ولا تترددي عزيزتي في استشارة الطبيب، في حال شعرتِ أو ظهرت لديكِ أيٌ من أعراض أو علامات كسر العظم كما ذكرناه آنفًا.
واعلمي عزيزتي أن خطر الإصابة بكسر العظم، قد يزيد عند التقدم بالسن وفي حال إهمال النشاط البدني والرياضي؛ ويزداد أكثر لدى النساء في مرحلة انقطاع الطمث.