لضمان الترطيب والحفاظ على الصحة: احرصي على تناول هذه الأطعمة والمشروبات في الصيف
يُركَز معظم الناس على صحتهم خلال فصلي الخريف والشتاء، خصوصًا لجهة تحصين وتقوية مناعتهم ضد الأمراض الشائعة في هذه الفصول مثل نزلات البرد والزكام والتهابات الجهاز التنفسي وغيرها. ناسين، أو متناسين، أهمية إيلاء الإهتمام ذاته خلال فصل الصيف، وهو الفصل المعروف بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة لأقصى الحدود، خاصةً في منطقة الخليج العربي. ومع تغيَر المناخ وارتفاع حرارة الأرض عن السابق، فإننا بتنا نجد العديد من الدول المعتدلة في الصيف، مثل الدول الأوروبية، تشهد موجات حرٍ غير مسبوقة، تتسبب بالكثير من المشاكل الصحية وحتى الوفيات في بعض الأحيان.
كل هذا يدفع بالتساؤل حول قلة العناية بالصحة خلال فصل الصيف، مع أنه لا يخلو من مخاطر صحية كما هو الحال مع الشتاء. والسبب في ذلك يعود لدرجات الحرارة والرطوبة العاليتين، والتي قد تتسبب بجفاف الجسم وعدم الراحة.
تحتل التغذية دورًا أساسيًا في سُلم الاهتمام بالصحة؛ إذ يمكن أن يؤثر نوع الطعام الذي نتناوله بشكل كبير على كيفية تعامل أجسامنا مع أجواء الطقس سواء الباردة أو الحارة. وبالتالي فإن اختيار الأطعمة المناسبة يمكن أن يساعد في الحفاظ على الصحة والراحة خلال الأشهر الحارة.ويُعتبر فصل الصيف من أكثر الفصول التي تتطلب انتباهًا خاصًا للتغذية، نظراً للتغيرات التي تطرأ على الجسم بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
مع الإشارة إلى أن الاحتياجات الغذائية لجسم الإنسان، تختلف من فصل لآخر؛ وبالتالي فإن ما نحتاج لتناوله خلال فصل الصيف، قد يختلف بدرجةٍ كبيرة عن الغذاء المفترض التركيز عليه خلال فصل الشتاء. فالحرارة المرتفعة صيفًا قد تؤدي إلى إجهاد بعض أعضاء الجسم؛ وبالتالي فإن إهمال الحصول على الاحتياجات الغذائية في الصيف، قد يؤثر على صحة وسلامة تلك الأعضاء.
السؤال الذي قد تطرحينه الآن عزيزتي: ما هي الأطعمة والمشروبات التي ينبغي عليَ تناولها في الصيف، لتحصين وتدعيم سلامة جسمي وتجنيبه الأذى والضرر؟ هذا ما سوف نتعرف عليه سويًا في مقالة اليوم، حيث نُسلَط الضوء على أهم الأطعمة والمشروبات التي يجب التركيز عليها في الصيف. وكما ننصحكِ دومًا.. لا بد من استشارة الطبيب المختص حول هذه العناصر الغذائية والكميات المسموح بها وغير المسموح، حسب حالتكِ الصحية واحتياجاتكِ الخاصة؛ لأن كل فردٍ له متطلبات مختلفة عن الآخرين، ونحن نتحدث هنا في العموم.
أطعمة ومشروبات احرصي على تناولها في الصيف
أول ما يخطر على البال فيما يخص التغذية السليمة في الصيف، هي الأطعمة والمشروبات الغنية بالماء. كون ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، قد يؤديان إلى تجفاف الجسم، خاصةً في حال التبول بكثرة دون تعويض ذلك من الماء والسوائل الأخرى.
كذلك الأمر بالنسبة للحالة المزاجية؛ إذ كثيرًا ما يتعكر المزاج خلال فصل الصيف، نتيجة تأثير الطقس الحار. فطول عدد ساعات النهار وارتفاع درجات الحرارة ومستويات الرطوبة، كلها عوامل قد تنعكس سلبًا وبشكلٍ مباشر على صحة العضلات والشرايين والبشرة والعينين. وفي تصريحٍ لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال المستشار الغذائي محمد عمر أبو راشد إن الله خلق جسم الإنسان مبرمجًا بطريقةٍ معينة، تُخوّله امتصاص فوائد الخضار والفواكه والأطعمة في مواسمها. ولذلك فإن تناول الأطعمة والمشروبات، التي بُرمج جسم الإنسان للحصول عليها خلال فصل الصيف، يُسهم بصورةٍ كبيرة في حصولنا على التغذية المطلوبة ويمنع حدوث خلل في المناعة.
ويُعدَد الدكتور أبو راشد لهذه الأطعمة والمشروبات على النحو الآتي:
- السبانخ: هذه الخضروات الورقية من أفضل الأطعمة التي يحتاجها جسم الإنسان خلال فصل الصيف؟ لماذا، لأنها تعمل على تبريد الجسم وزيادة مرونة وقوة العضلات من خلال تزويد الخلايا بالتغذية المطلوبة التي يحتاجها، وفقًا للدكتور أبو راشد. مشيرًا إلى احتواء السبانخ على مادتي اللوتين والزياكسانثين، اللتين تحافظان على الأوعية الدموية، وتمنعان جفاف وتضرَر العروق وظهور الدوالي، وهي من المشكلات التي قد تسببها حرارة الطقس المرتفعة. كذلك فإن السبانخ تحمي العينين من الجفاف خلال الصيف، بالاضافة الى دعمها للجهاز المناعي ومقاومته الأمراض وعلى رأسها السرطان.
- الخيار: عندما نتحدث عن مصادر الترطيب من الأطعمة، فإن الخيار يأتي في المقام الأول. لهذا نجد أن مختصين مثل الدكتور أبو راشد، يحثَون الناس على تناول الخيار خلال فصل الصيف لضمان ترطيب الجسم؛ إذ أن الثمرة الواحدة من الخيار، تتكون من 95% من الماء، والجدير بالذكر أن هذا الماء عضوي وليس ماءً عاديًا، وبالتالي يلعب دورًا كبيرًا وحيويًا في ترطيب البشرة.
كما يعمل الماء العضوي في الخيار على تحفيزإنتاج هرمون الأنسولين، ما يجعلهمفيدًا بصورةٍ خاصةلمرضى السكري الذين عندما يتعرقون، ولا يشربون الماء بكمياتٍ كافية، تزداد لديهم نسبة ارتفاع السكر في الدم بسبب التكثف.
- فاكهة لارتخاء العضلات وصفائح الدم: شدَد المستشار الغذائي أبو راشد في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" أيضًا، على أهمية تناول الخس خلال فصل الصيف؛ نظرًا لاحتوائه على نسبٍ عالية من الكالسيوم والحديد والنحاس وفيتامينات أ وب6 وب، وهي عناصر تُسهم في إرتخاء العضلات والأعصابوحماية الجلد من الشوارد.
كذلك تحدث أبو راشد عن ضرورة تناول الفاصولياء الخضراء، التي تُعدَ من الأطعمة الممتازة جدًا في فصل الصيف؛ كونها تعمل على تقوية صفائح الدم وكريات الدم البيضاء والمناعة، كما ترفع من مستويات الحديد في الدم.
- البطيخ والعنب: يأتيان في مرتبتين متتاليتين؛ فالبطيخ أولًا يُعتبر الرقم واحد بين أصناف الفواكه الصيفية وفقًا لأبو راشد؛والتي تفيد جسم الإنسان كون هذه الفاكهة تعمل على ترطيب الجسم والجلد ورفع كفاءة البروستات.في حين يحلَالعنب في المرتبة الثانية بعد البطيخ من حيث الفواكه الممتازة للغاية، والتي تمدَ الجسم بالبوتاس وتعمل على رفع المناعة وتغذية المخ بالسكريات الطبيعية.
- الأناناس وجوز الهند: معروفٌ عن هذه الفاكهة أنها تساعد على تحسين الهضم، لكن هل تعلمين عزيزتي أن لها دورًا كبير ومهمًا في الصيف لصحة البلعوم؟
نعم؛ فتناول الأناناس في الصيف، بحسب الدكتور أبو راشد، يحارب التهاب البلعوم الذي قد يُصيبنا خلال فصل الصيف جراء تناول الماء البارد أو المُثلج أو بسبب التعرض الشديدلهواء المكيفات. ولفت المستشار الغذائي أيضًا إلى دور ماء جوز الهند في خفض حرارة الجسم في الصيف، محذَرًا في الوقت من مغبة تناول المشروبات المُثلجة بكثرة، كونها تزيد من حدة العطش ولا تقضي عليه كما يُخال للكثيرين.
- المكسرات: تمتاز هذه الأصناف من الغذاء بمحتواها الغني بالأحماض الأمينية والعناصر المُغذّية التي تساعد الجسم على التمتع بالصحة خلال الصيف. لكن الدكتور أبو راشد ينصح بوجوب تناول المكسرات النيئة وغير المملحة، للإستفادة من هذه المزايا.
خلاصة القول؛ أن تغيَر الفصول بين بارد وحار، يترك أثره الكبير والقوي على صحة أجسامنا، وبالتالي من المهم تزويد هذه الأجسام باحتياجاتها الغذائية حسب كل موسم. خصوصًا أن جسم الإنسان مبرمجٌ بطريقةٍ طبيعية، على التكيَف مع الأطعمة حسب مواسمها، وبالتالي فإن ما نحتاجه خلال الصيف قد يختلف بشكلٍ كبير عما نحتاجه خلال الشتاء.
لذا احرصي عزيزتي على تناول الأطعمة والمشروبات التي تحدث عنها الدكتور أبو راشد أعلاه، لضمان الترطيب وتغذية أعضاء الجسم وتقويتها في وجه متغيرات الصيف الحادة؛ كي تنعمي بصحةٍ عالية ورفاهٍ للحياة على الدوام.