تعرفي على تأثير العمليات التجميلية على الصحة النفسية للمرأة السعودية
كشفت دراسة أجرتها الدكتورة رجاء طه القحطانى وأخريات، بقسم علم الاجتماع والخدمة الإجتماعية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة؛ عن تفوق الإناث في عمليات التجميل بنسبة 60 % مقابل 40 % للذكور، كما يُشكل شباب العشرينات النسبة الغالبة من الساعيين للتجميل بنسبة 28.8 %؛ أما على المستوى التعليمي فالغالبية من الجامعيين بنسبة 44.4 % و تمثلت أعلى الإجراءات التجميلية في "حقن الفيلر، والبوتكس، وتبييض الأسنان"، بينما عمليات التجميل كانت النسبة في تجميل الأنف، يليها عمليات إنقاص الوزن، وزراعة الشعر.
من ناحية أخرى، احتلت الدوافع االجتماعية المرتبة الاولى؛ وتتمثل في الصورة الرمزية الجمالية للذات في نظر الآخرين وتأثرها بثقافة الاستهلاك المظهري التجميلي، يلي ذلك الدافع الاقتصادي المتمثل في تسويق وسائل الإعلام الجديد ومشاهير ثقافة التجميل . أما أبرز الآثار فهي العامل النفسي المتمثل في تعزيز الصورة الذهنية للذات، والمتوافقة مع ثقافة التجميل و الاستهلاك المظهري؛ يليها العامل الإقتصادي. بينما الجانب الصحي يمثل أقل الدوافع.
فضلًا عن ذلك، توصلت نتائج الدراسة إلى أن مشاهدة المواد المتعلقة بالجراحة التجميلية على وسائل التواصل االجتماعي، وقضاء ساعات أطول على منصات التواصل الاجتماعي، والحصول على آراء ذاتية سلبية عند مشاهدة وسائل التواصل الاجتماعي، ترتبط بزيادة احتمال التفكير في الخضوع بإجراءات تجميلية في المستقبل.
ولمزيد من المعلومات عن دوافع إجراء العمليات التجميلية بالمجتمع السعودي، وتأثيراتها على الصحة النفسية للمرأة السعودية التي توصلت لها الدراسة.. تابعي القراءة عبر موقع "هي".
دوافع إجراء العمليات التجميلية بالمجتمع السعودي
توصلت نتائج الدراسة حسب الأولوية؛ إلى أن الدوافع الاجتماعية جاءت بالترتيب الأول، ثم الدوافع الاقتصادية، تليها الدوافع النفسية، وأخيرًا الدوافع الصحية. وبصفة عامة ومن الصورة الرمزية الجمالية للذات في نظر الآخرين، وتأثرها بثقافة الاستهلاك المظهري التجميلي؛ يتضح دور ثقافة المجتمع الحديث التي تتسم بالمادية والاستهلاك المظهري في تشكيل صورة الذات والجسد لدى أفراد المجتمع. ونرى أن أعلى عبارة أشار لها المبحوثون هي:
- يهمني رأي الآخرين في مظهري الخارجي؛ وهذا ما أكدته نظرية الصورة الذهنية. وقد أوضح Mindwell أن صورة الجسد هي صورة ذهنية لجسد المرء تتأثر بالملاحظة الذاتية، وملاحظة ردود أفعال الآخرين، فامتلاك صورة صحية للجسم يعني ذلك وجود تصور غير مشوه للشكل الجسم، وهنا يشعر الفرد بالراحة والثقة والرضا عن نفسه.
- جاءت عبارة "أعجبتني نتائج عمليات التجميل التي أجراها الأصدقاء" بالترتيب الثاني؛ وعبارة "تعجبني نتائج عمليات التجميل التي يجريها مشاهير برامج التواصل الاجتماعي" بالترتيب الثالث. وهذا يتفق مع دراسة آخرى، ترى أن مشاهدة المواد المتعلقة بالجراحة التجميلية على وسائل التواصل الاجتماعي، وقضاء ساعات أطول على منصات التواصل الاجتماعي، والحصول على آراء ذاتية سلبية عند مشاهدة وسائل التواصل الاجتماعي؛ ترتبط كلها بزيادة احتمال التفكير في الخضوع للتجميل.
تأثير عمليات التجميل والتقنيات المتنوعة على الصحة النفسية للمرأة السعودية
أشارت الدراسة إلى أن الجانب النفسي هو الأكثر تأثرًا بعمليات التجميل، يليه الجانب الاقتصادي، ثم الاجتماعي؛ وتمثل الآثار النفسية على صحة المرأة السعودية، التالي:
- تعزيز صورة الذات التي تتوافق مع الثقافة التجميلية الاستهلاكية بالمجتمع الحديث؛ والتي قد تصل بالفرد لمرحلة الهوس بالتجميل.
- تُعدّ صورة الذات نقطة محورية في دراسة عمليات التجميل، حيث أعادت ثقافة التجميل الاستهلاكية السائدة صورة الذات لدى السعوديات، و بالتالي كان من الطبيعي أن تكون صورة الذات الإيجابية أو السلبية هي أهم الآثار التي تترقبها المرأة السعودية بعد العملية. وجاءت عبارة "ازدادت ثقتي بنفسي" في الترتيب الأول، تلتها عبارة "أشعر بالحماس لعمل المزيد من عمليات التجميل"؛ ما يعكس تعزيز ثقافة المزيد من التجميل. وهنا قد تنتقل المرأة إلى مرحلة الهوس المستمر، والمزيد من التوافق مع ثقافة التجميل المادية التي تمجد الجمال وتشكل صورة محددة للجمال.
- وفقًا لمعايير ثقافية وحضارية محددة، يتضح هذا التوجه في احتلال عبارة "لدي شعور مستمر بعدم الرضا عن مظهري الخارجي" الترتيب الثالث. و هنا تتفق نتائج الدراسة مع دراسة آخرى، خلصت إلى أن إجراء الجراحة التجميلية الناجحة تسهم في الشعور بالرضا عن مظهر الشخص الجديد وشعوره بالثقة بالنفس، والعكس صحيح، في حال فشل الجراحة التجميلية يشعر المرء بالرفض والإحباط واليأس.
- من ناحية أخرى، إن السعي وراء الجمال من خلال تغيير شكل الجسد بات حلًا مقبولًا وشائعًا للرغبة في تعزيز الثقة بالنفس وتقديرها. وهذا ما أكدته نظرية التفاعلية الرمزية في أنه كلما شعر الفرد بالثقة والرضا عن نفسه زاد تفاعله مع الآخرين واتسعت دائرة علاقاته الاجتماعية؛ وبالتالي ستؤثر انطباعات الآخرين في تفاعلات المرأة السعودية معهم.
وأخيرًا، تعزيز صورة الذات المتوافقة مع ثقافة التجميل السائدة لدى المرأة السعودية له شقين؛ الأول إيجابي يعزز من ثقتها بنفسها وتوافقها مع المجتمع، وشق آخر سلبي قد يجرفها لمرحلة الهوس بالصورة الكاملة للجمال، والتي تتطلب سلسلة من العمليات التجميلية التي قد لا تنتهي.