الحاجة إليها صحيًا ضرورةٌ قصوى: تعرفي على المفاهيم الخاطئة لجراحات السُمنة وحقيقتها
تُعتبر جراحة السُمنة أحد الخيارات العلاجية المُتاحة لعلاج السُمنةObesity في قطاع الرعاية الصحية اليوم. وعلى الرغم من أن هذه الجراحة تنطوي على درجةٍ عالية من الفاعلية، لاتزال هنالك العديد من المعتقدات الخاطئة التي تحيط بها، وتتسبب بعزوف بعض المرضى عن الخضوع لها على الرغم من أنها قد تكون ضروريةً لحالتهم.
حول هذا الموضوع، تحدثنا إلى الدكتور محمد الحداد؛ استشاري جراحة السُمنة والجراحة العامة - رئيس قسم علاج وجراحة السُمنة والمدير الطبي بالإنابة في مستشفى هيلث بونيت، والذي أوضح بعض المعتقدات الخاطئة المنتشرة عن هذه الجراحة، وقدم تصحيحًا لها.
إنما قبل الخوض في هذه المفاهيم الخاطئة ودحضها بالبراهين العلمية، سألنا الدكتور الحداد حول بعض "أطباء التيك توك" وسواها من منصات التواصل الاجت
ماعي، ممن يُسفَهون جراحات السُمنة وينسبون إليها مخاطر كبيرة، قد تدفع بالمحتاجين صحيًا للخضوع لهذه العمليات، للعزوف عنها. وهذا ما أجابنا به مشكورًا
التشكيك في جراحات السُمنة: منطقي أم لا؟
يقول الدكتور الحداد: للأسف، بات بعض الناس يستخدمون وسائل التواصل الإجتماعي لنشر معلومات غير حقيقية ودون أن تكون مستندة إلى أدلة طبية أو دراسات على المدى الطويل. الحقيقة أنه في الوقت الحاضر وكردة فعل موجودة عند بعض الناس، ممن يستمعون إلى بعض الأطباء والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يقولون أن جراحات السُمنة ليست جيدة، وأنها قد تُسبَب مشاكل صحية؛ ولهذا لا يجب أن تتخلص من أي جزء من جسمك، وأن المعدة شيءٌ مهم. في المقابل، نقولُ دومًا وكأطباء، أن أي شيء غير مستند إلى دراسات، لا يجب الاعتماد عليه؛ وأن الدراسات الطبية والعلمية المتوفرة على مدى أكثر من 20 أو 30 سنة جرت على جراحات السُمنة، تثبت فوائد هذه الجراحات في عدة مجالات.
الأعمار بالطبع بيد الله، لكن معظم جراحات السُمنة لها فوائد عدة، منها أنها تساعد الإنسان في البقاء على قيد الحياة لفترةٍ أطول؛ تعالج مرض السكري وارتفاع الكوليسترول في الدم والاختناق. السُمنة حاليًا مرتبطة ب 29 مرض، وجراحات السُمنة أو التخلص من الوزن الزائد بطريقة أو بأخرى، يساعد في علاج هذه الأمراض والحد من مضاعفاتها الخطيرة على الصحة.
أثناء عمليات السُمنة، لا نعمد لإزالة المعدة بشكلٍ كامل؛ يقول الدكتور الحداد كما يدَعي البعض على منصات السوشيال ميديا، وإنما في بعض العمليات نُغيَر مجرى الأكل، وفي عملياتٍ أخرى نقوم بتصغير حجم المعدة لتقليل امتصاص الأشياء الباقية.
يحذر الدكتور الحداد من أن المعلومات التي تطالعنا على وسائل التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي، هي معلومات مغلوطة؛ لكن هؤلاء الأشخاص الذين يتبَنون تلك المعلومات، يُخلَفون أثرًا سلبيًا كبيرًا على بعض الناس الذين لا يُحجمون عن هذه العمليات على الرغم من حاجتهم لها. قد يحمل هؤلاء المؤثرينشيئًا من الإثم في حال حديثهم السلبي عن جراحات السُمنة، محذرين بعض من يعانون من مرض السرطان مثلًا من الإقدام عليها، في حين أن هذه الجراحة ستخُفف الكثير من معاناتهم من هذا المرض.
ويختم الدكتور الحداد إلى أن هؤلاء الأشخاص على السوشيال ميديا، معلوماتهم غير صحيحة ولا تستند إلى حقائق ودراسات علمية على المدى الطويل. مضيفًا أن ما أثبت علميًا ومن خلال دراساتٍ أخذت سنواتٍ طويلة، أن جراحات السُمنة تساعد على خسارة الوزن وعلاج جميع أمراض السُمنة بما فيها السرطانات التي تصيب الإنسان.
أبرز المعتقدات الخاطئة عن جراحات السُمنة وحقيقتها
بعد حديث الدكتور المُسهب حول أهمية جراحات السُمنة لعلاج العديد من الأمراض، لا بد من الإضاءة الآن على بعض المفاهيم والمعتقدات الخاطئة المتعلقة بهذه الجراحات.
-
المعتقد الخاطئ 1:جراحة السُمنة تجميلية
الحقيقة: تحظى جراحة السُمنة باعتماد خبراء الرعاية الصحية، باعتبارها خيارًا علاجيًا للسُمنة. وعلى الرغم من أن أحد فوائدها هو الظهور بقوامٍ رشيق، إلا أن الهدف الأساسي منها يكون تحسين الصحة والتخلص من المضاعفات التي تُسبَبها السُمنة مثل مرض السكري، وارتفاع الكولسترول ارتفاع ضغط الدم، وانقطاع التنفس أثناء النوم. وبالتالي فإن إحالة المريض المصاب بالسُمنة للخيار الجراحي لا يكون بهدف تحسين مظهره فقط، وإنما يكون الغرض الأساسي من ذلك هو تجنيبه للأمراض التي تُسبَبها السُمنة والتي قد تصل لحدٍ يُهدَد حياته.
-
المعتقد الخاطئ 2: جراحة السُمنة خطيرة
الحقيقة: تنطوي جميع العمليات الجراحية دون استثناء على درجةٍ ما من الخطر المرتبط بالتخدير بحد ذاته، وهو أمرٌ يتعين على الجميع معرفته. إلا أنأي جراحةٍ بالعموم، وجراحة السُمنة بشكلٍ خاص، تكون آمنةً للغاية عند إجرائها من قبل فريقٍ جراحي متمرس، وطبيبٍ ماهر، وضمن منشأةٍ جراحية مؤهلة ومعتمدة.وبالعموم، وقبل أي عمليةٍ جراحية، يقوم الأطباء بإجراء تقييمٍ دقيق للمريض وإخضاعه لمجموعةٍ واسعة من الفحوصات والتحاليل التشخيصية، لاكتشاف أي سببٍ قد يمنعه من الخضوع للجراحة.
-
المعتقد الخاطئ 3: جراحة السُمنة لمرضى السُمنة المُفرطة فقط
الحقيقة: لا تقتصر جراحة السُمنة على المرضى المصابين بالسُمنة المفرطة والأوزان العالية جدًا؛ إذ قد يُوصي الأطباء أي مريضٍ بالخضوع للجراحة بناءً على حالته الصحية، بعد تقييم فائدة الجراحة بدقةٍ متناهية وخاصةً في حال وجود أمراضٍ لها علاقة بالسُمنة كمرض السكري من النوع الثاني،وارتفاع الكولسترول، وارتفاع ضغط الدم وانقطاع التنفس أثناء النوم.
-
المعتقد الخاطئ 4: الجراحة طريقةٌ يسيرة لخسارة الوزن الزائد
الحقيقة: على الرغم من فاعلية جراحة السُمنة في خسارة الوزن، إلا أنها ليست بخيارٍ يسير كما قد يُخيّل للبعض؛ إذ تستدعي التزامًا دقيقًا وطويلًا بأنماط حياةٍ معينة، ومتابعة دورية مع الطبيب وأخصائي التغذية لضمان استدامة خسارة الوزن.
-
المعتقد الخاطئ 5: لا يمكن كسب الوزن مجددًا بعد الخضوع للجراحة
الحقيقة: تحدث خسارة الوزن بعد جراحة السُمنة تدريجيًا عند الالتزام بإرشادات الطبيب. ولكن إهمال أنماط الحياة البدنية والغذائية المُوصى بها بعد الجراحة، والعودة للإسراف في تناول الطعام والابتعاد عن ممارسة الرياضة، سيقود المريض لكسب الوزن مجددًا وإهدار ما بذله من جهد.
في الختام؛ فإن جراحة السُمنة هيخيارٌ شخصي للمريض بالتشاور مع الطبيب، الذي يتخذ القرار بناءً على دراسة حالة المريض، وبعد التقييم الشامل من قبل فريق متخصص في علاج مرض السُمنة. والحاجة لإجراء هذه الجراحة من عدمها، يحدده الطبيب المختص حسب حاجاتكِ الصحية والتداعيات الخطيرة للسُمنة على صحتكِ.
فلا تُلقي بالًا عزيزتي بما تسمعينه من بعض المؤثرين على منصات التواصل الإجتماعي، وكوني واثقةً باختيار الطبيب الماهر والمختص الذي يستند في عمله على سنواتٍ طويلة من الخبرة، ودراساتٍ علمية أثبتت بما لا يقبل الشك بنجاعة جراحات السُمنة في تحسين جودة الحياة.