الفحص المنتظم والخضوع للعلاجات المناسبة.. أساليب تُبعد عنكِ شبح سرطان المبيض
يحدث سرطان المبيض (السرطانة المبيضية) غالبًا عند النساء اللاتي تتراوح أعمارهنّ بين 50-70 عامًا. وفي الولايات المتحدة، يُعدَ سرطان المبيض ثاني أكثر أنواع السرطانات النسائية شيوعًا، حيث يصيب حوالي امرأة واحدة من بين كل 70 امرأة؛ كما يُعد السبب الخامس الأكثر شيوعًا لوفيات السرطان بين النساء.
فيما يشير المرصد العالمي للسرطان Global Cancer Observatory إلى أن أعداد النساء الجديدات المصابات بسرطان المبيض في المملكة العربية السعودية خلال العام 2022، بلغ 28.113 سيدة؛ فيما سُجل وفاة نحو 14 ألف سيدة جراء الإصابة بالمرض، فيما وصل عدد الحالات السائدة لنحو 95 ألف حالة.
يشهد شهر سبتمبر من كل عام، جهود التوعية من سرطان المبيض وتداعياته على صحة المرأة؛ كما يُشدَد شهر التوعية على أهمية الفحص المنتظم للكشف المبكر عن الإصابة بهذا النوع من السرطانات وعلاجه بالطرق المتاحة وتلك التي يتم العمل على تطويرها، بغية رفع نسبة المتعافيات من سرطان المبيض.
للوقوف أكثر على حيثيات هذا السرطان، تحدثنا إلى الدكتور محي الدين سعود، استشاري ورئيس قسم أمراض النساء والتوليد في مدينة الشيخ شخبوط الطبية أبوظبي عن سرطان المبيض، أعراضه وكيفية علاجه والأهم، طرق الوقاية. فلنتعرف سويًا على هذه التفاصيل في مقالة اليوم..
ما هو سرطان المبيض وما أسبابه وعوامل خطورته؟
سرطان المبيض ناتجٌ عن تحوّراتٍ في خلايا المبيض، وتكمن خطورته في أنه غالبًا ما يتم اكتشافه في مراحل متقدمة من المرض. لا توجد له أسبابٌ مباشرة، إلّا أنَّ بعض النساء اللاتي يحملن جيناتٍ وراثية معينة، قد يكنَّ أكثر عرضةً للإصابة بهذا المرض.
ما علامات أو أعراض سرطان المبيض؟
في مراحله الأولى، لا يُسبَب سرطان المبيض أعراضًا واضحة؛ لكن قد تشعر المرأة بضغطٍ أو بعض الآلام في الحوض. أمّا في مراحله المتقدمة، فقد تعاني المرأة من انتفاخٍ في البطن وفقدان الشهية ونقص الوزن وبعض الألم.
من هنَ السيدات الأكثر عرضةً للإصابة بسرطان المبيض؟
يمكن أن تُصاب المرأة بسرطان المبيض في أي عمر، ولكن أكثر الحالات تحدث في الأعمار المتقدمة، عادةً بعد سن الخمسين.
ما هي مراحل سرطان المبيض؟
عادةً ما يتم تقسيم سرطان المبيض إلى أربع مراحل:
- المرحلة الأولى تكون عند تركّز المرض في المبايض فقط.
- المرحلة الثانية عندما ينتشر إلى الحوض.
- في حين أن المرحلة الثالثة تحدث عند انتشاره في أنحاء البطن وبعض الغدد اللمفاوية.
- أما المرحلة الرابعة والأخيرة فتحدث عندما ينتشر في أنحاء الجسم، بما في ذلك الكبد والرئتين.
وفي بعض الأحيان، قد تكون هناك مرحلة ما قبل السرطان، وتكون مُركَزةً في قناة فالوب.
هل يجب أن أشعر بالقلق إذا أحسستُ بألمٍ في أحد المبيضين أو كليهما؟
كلا؛ ففي معظم الأحيان، يكون الألم في المبايض ناتجًا عن أمراضٍ أخرى تصيب المبيضين، وليس بالضرورة بسبب السرطان.
هل الأورام الليفية أو تكيسات المبيض مرتبطة بسرطان المبيض؟
لا ترتبط الأورام الليفية بتورم المبايض، وكذلك معظم تكيسات المبايض ليس لها علاقة بذلك.
هل يمكن للمرأة الشعور بوجود كتلةٍ في حالة الإصابة بسرطان المبيض، كما هو الحال مع سرطان الثدي؟
لا، لأنه في أكثر الأحيان المرأة لا تشعر بوجود أي كتلة في المبايض إلّا إذا كانت الكتلة كبيرة جداً خارج الحوض ويمكن الشعور بها في البطن؛ ولكن هذه حالات نادرة جداً.
هل سرطان المبيض مرتبطٌ بسرطان الثدي، وكيف؟
في العادة لا يرتبط سرطان المبيض بسرطان الثدي، ولكن بعض النساء اللاتي يحملن جيناتٍ وراثية معينة قد يكنَّ مُعرضات للإصابة بكل من سرطان المبيض وسرطان الثدي بشكلٍ مترابط. لذلك، إن كان هناك عددٌ من حالات الإصابة بسرطان الثدي أو سرطان المبيض أو كليهما في العائلة، فيجب على النساء إجراء فحوصاتٍ وراثية لمعرفة ما إذا كانوا يحملنَ جيناتٍ مرتبطة بهذين النوعين من السرطان.
هل يمكن توريث سرطان المبيض، وفي أي حالات يحدث ذلك؟
بعض حالات سرطان المبيض قد تكون ناتجةً عن جيناتٍ وراثية، لذا يجب على المرأة التي تمتلك تاريخاً مرضياً في العائلة للإصابة، بإجراء فحصٍ وراثي لمعرفة ما إذا كانت تحمل جيناتٍ قد تزيد من احتمالية الإصابة، بما في ذلك سرطان الثدي. وإذا تم اكتشاف وجود هذه الجينات، يُنصح بإجراء فحوصاتٍ وراثية لجميع أفراد العائلة، بما في ذلك الرجال والأبناء، للتأكد من وجود نفس الجينات الوراثية.
هل يمكن لي الحمل والإنجاب بعد الإصابة بسرطان المبيض؟ وما هي الوسائل المتبعة في هذه الأحوال؟
في بعض الحالات الخاصة، لا سيما لدى النساء الشابات؛قد تقتصر الإصابة على مبيضٍ واحدٍ فقط؛ وفي بعض أنواع سرطان المبيض الخاصة، يمكن أن يتم الحفاظ على الرحم والمبيض الثاني. في مثل هذه الحالات النادرة، قد تتمكن المرأة من الحمل والإنجاب بعد العلاج من السرطان.
هل يمكن أن يؤدي سرطان المبيض إلى الوفاة؟
يُكتشف سرطان المبيض غالباً في مراحل متقدمة مثل المرحلة الثالثة أو الرابعة، مما يجعل الشفاء منه أكثر صعوبةً. ومع ذلك بفضل التقدم الكبير في العلاجات، يمكن للمرأة حتى في المراحل المتقدمة من المرض، أن تعيش حياةً طويلة خالية من المرض، إذا تلقت العلاج المناسب، بما في ذلك العلاج الكيميائي والعلاج الاستهدافي والجراحة الكاملة.
ما هي إجراءات تشخيص وعلاج سرطان المبيض؟ وما التقنيات الحديثة المتبعة لمثل هذا المرض؟
عادةً ما يتم تشخيص سرطان المبيض من خلال أربع مراحل:
- المرحلة الأولى: تشمل جمع معلوماتٍ شاملة عن التاريخ الطبي للمرأة وعائلتها، مع التركيز على حالات الإصابة بسرطاناتٍ معينة.
- المرحلة الثانية:تتضمن إجراء فحصٍ شامل ومركَّز للحوض.
- المرحلة الثالثة:تشمل التصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي.
- المرحلة الرابعة:يتم فيها إجراء فحوصات دم لتحديد مرحلة المرض ومدى تقدمه.
بعد ذلك، تُعرض الحالة على فريقٍ متخصص في الأورام؛وعادةً ما يكون العلاج الأول هو الجراحة، يتبعها العلاج الكيميائي والعلاج الاستهدافي. في بعض الأحيان، يمكن تشخيص المرض من خلال فحص السائل الموجود في البطن أو من خلال تحليل الأنسجة باستخدام التصوير الصوتي أو التصوير المقطعي. وبعد تحديد نوع السرطان، يتبع ذلك العلاج الكيميائي، ثم الجراحة، ويُستكمل العلاج بالعلاج الكيميائي.
التقنيات الحديثة قد تشمل أحياناً إعطاء العلاج الكيميائي عند درجات حرارةٍ مرتفعة بعد العملية. وفي بعض الحالات، وبعد انتهاء العلاج الكيميائي، قد يتبع ذلك علاجٌ خاص مركّز حسب نوع المرض، ويستمر العلاج من سنة إلى ثلاث سنوات.
كيف يمكن للمرأة حماية نفسها وبناتها من سرطان المبيض؟
إذا لم يكن لدى المرأة أي تاريخٍ شخصي أو عائلي لأمراضٍ سرطانية مثل سرطان الثدي أو المبيض، فيجب عليها متابعة الفحوصات الروتينية عند طبيب النساء. وخلال هذه الفحوصات، يتم إجراء فحصٍ دقيق للحوض، وقد يشمل التصوير الصوتي للمبايض في العيادة.
أما إذا كان لدى المرأة تاريخٌ شخصي أو عائلي بسرطان الثدي أو المبيض، فيجب عليها متابعة الفحوصات في مراكز متخصصة في هذا المجال. وفي هذه الحالات، تكون المتابعة أكثر تركيزاً، وتشمل فحوصاتٍ دورية كل ستة أشهر مثل الفحص النسائي والتصوير الصوتي وفحص الدم لسرطان المبيض.وتُعدَ هذه الفحوصات ضروريةً بشكلٍ خاص للنساء الأكثر عرضةً للإصابة بهذه السرطانات.
خلاصة القول؛ أن سرطان المبيض قد يكون وراثيًا، وتحتاج المرأة التي لديها تاريخٌ عائلي للإصابة بالسرطان بالخضوع لفحوصاتٍ معينة ومستمرة لضمان خلوها من سرطان المبيض. كما أن الفحص المنتظم للمبايض والرحم، يُسهمان بشكلٍ كبير في تشخيص الإصابة بالسرطان في مرحلة مبكرة، واتخاذ كافة إجراءات العلاج المتاحة والمتطورة لضمان التعافي والاستمتاع بالحياة.
لذا لا تترددي عزيزتي في استشارة طبيبتكِ النسائية حول تلك الفحوصات، لكِ ولجميع الإناث في عائلتكِ، والخضوع لديها باستمرار لحمايتكنَ جميعًا من سرطان المبيض وغيره من أنواع السرطانات الشائعة بين النساء.