6 معلومات خاطئة عن الصداع النصفي وحقيقتها.. يطلعنا عليها خبير
من المؤكد أن كل شخصٍ منا، يعاني أو عانى من نوبات الصداع النصفي لوقتٍ طويل، سيفهم القصد من العبارة التالية: لا تخبروا مرضى الصداع النصفي أن عليهم تخفيف التوتر في حياتهم لتجنب هذه النوبات المُرهقة، إنكم تبدون بخير ولا يبدو عليكم المرض على الإطلاق.
في الحقيقة، هكذا عبارات قد تكون مهينةً للأشخاص المصابين بالصداع النصفي، وهي بالتأكيد لا تُعزَز معنوياتهم ولا ترفع المرض عنهم. فالصداع النصفي ليس مرضًا جسمانيًا، وإن كان يتسبب بمضاعفاتٍ جسدية؛ إنما هو مرضٌ عصبي لا ينتج عن إجهاد الحياة، وهو بالتأكيد ليس صداعًا بسيطًا كالصداع الذي يعانيه الكثيرون من حينٍ لآخر.
يُعتبر الصداع النصفي من الأمراض الشائعة التي "تعيق" في بعض حالاتها الشديدة، القدرة على عيش حياةٍ طبيعية. هو من أخطر الإعاقات التي قد يواجهها البعض؛ وعلى الرغم من أن أسباب هذا المرض لاتزال محل شكٍ كبير، إلا أن العلاجات المُتاحة اليوم أثبتت فاعليةً كبيرة في التخفيف من الأعباء التي تلقيها هذه الحالة الصحية على كاهل المرضى. كذلك وبالرغم من تزايد الوعي بين أفراد المجتمع حول ماهية الصداع النصفي، تبقى العديد من المعلومات الخاطئة منتشرةً حوله.
لذلك، التقينا الدكتور محمد غتالي؛ استشاري طب الأعصاب في مبادلة للرعاية الصحية دبي، والذي قدم بعض المعلومات الخاطئة المنتشرة وأوضح حقيقتها.
6 معلومات خاطئة عن الصداع النصفي وحقيقتها
قبل الخوض في هذه المعلومات، لا بد من الإشارة إلى أن هناك العديد من أنواع الصداع الأساسية والفرعية. من أنواعه الفرعية، الصداع اليومي المُزمن الذي يحدث لمدة 15 يومًا أو أكثر في الشهر. ومن أنواعه الفرعية الأخرى الشائعة، الصداع الناتج عن التوتر والصداع النصفي؛ وقد يكون كلا النوعين مزمنًا، لكنهما ليسا بالضرورة كذلك دائمًا.
ومن أنواع الصداع اليومي المزمن الأخرى:
- الصداع النصفي المستمر، وهو صداع في أحد جانبي الرأس قد يشبه الصداع النصفي.
- الصداع الأولي الطاعن الذي يستمر لبضع ثوانٍ، ويمكن أن يحدث عدة مرات على مدار اليوم.
- الصداع الأولي الإجهادي الناتج عن ممارسة التمارين الرياضية.
- الصداع النصفي الانتيابي المزمن، وهو صداعٌ حاد في أحد جانبي الرأس، ويمكن أن يُسبب الدُّماع أو احتقان الأنف.
- الصداع الناتج عن فرط استخدام الأدوية، ويحدث نتيجة تناول أدوية الصداع بإفراط لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. وتحدث نوبات الصداع هذه لمدة 15 يومًا على الأقل من الشهر.
وبالعودة إلى المعلومات الخاطئة حول الصداع النصفي وحقيقتها، فقد أفادنا بها الدكتور غتالي على النحو الآتي:
-
الصداع النصفي ليس مرضاً خطيراً
معظم أنواع الصداع النصفي ليست خطيرة؛ ومع ذلك، يمكن أن تكون مُزمنة وأحياناً تؤدي لتدهور جودة الحياة إذا لم يتم علاجها بشكلٍ مناسب. من الجدير بالذكر أيضًا أن جميع أنواع الصداع النصفي ليست متساويةً في الشدة؛ فهناك نوعٌ من الصداع النصفي يسمى الصداع النصفي الفالجي الذي يميل إلى أن يكون متوارثاً بين الأسرة، ويرتبط بأعراضٍ عصبية وأعراض هالة تسبق الصداع النصفي، ويمكن أن يؤدي إلى السكتة الدماغية.
-
الصداع النصفي مجرد صداع
الصداع النصفي هو اضطراب صداعٍ أولي ويُعدَ أكثر من مجرد صداع، والذي يُعتبر بطبيعة الحال أحد الأعراض؛ وهنالك بعض أنواع الصداع النصفي التي لا تُسبَب أي صداع، إذ يتم تعريف الصداع النصفي سريرياً بأنه نوعٌ محدد من الصداع الذي يشعر به الشخص بشكلٍ أكثر شدة. وعادةً ما يكون مصحوبًا بأعراض بالإضافة إلى الألم الذي يشعر به المرء في الرأس، مثل الغثيان وانخفاض القدرة على التركيز وحتى الانزعاج من الأضواء وغيرها.
-
الكافيين أحد أسباب الإصابة بالصداع النصفي
لا يُسبَب الكافيين الصداع النصفي، لكنه قد يكون مُحفزًا لبعض الأشخاص. ثمة علاقة مُعقدة بين القهوة والصداع النصفي؛ فالإفراط في تناول الكافيين يمكن أن يُسبَب الصداع النصفي. ومع ذلك، فإن الكافيين بشكلٍ عام يمكن أن يساعد في تخفيف الصداع، بما في ذلك الصداع النصفي. فبعض الناس يجدون أن شرب الكافيين في بداية نوبة الصداع يُقلَل من شدتها، ويمكن أن يساعد في تخفيف بعض الألم؛ ولكن لا يُنصح بالاستخدام المنتظم للكافيين كعلاج.
-
لا توجد أدوية يمكن أن تساعد في علاج الصداع النصفي
تتوفر اليوم العديد من الأدوية للمساعدة في السيطرة على الصداع النصفي بصورةٍ كبيرة، بما في ذلك المُسكنات التي لا تستلزم وصفةً طبية، وغيرها. ويُفضَل دومًا استشارة الطبيب الذي سيقوم بتقييم الحالة ووصف الدواء المناسب وفقًا لها.
-
لا يمكن تشخيص الصداع النصفي دون فحص التصوير الإشعاعي
يعتمد تشخيص الصداع النصفي على الفحص السريري ولا يحتاج إلى أي تصويرٍ لتأكيده. إنما يتم اللجوء للتصوير في حالة غموض الأعراض أو وجود أعراضٍ عصبية أو علاماتٍ تحذيرية؛ وهذا هو الوقت الذي يكون فيه التصوير مُبرَرًا لاستبعاد أمراضٍ أخرى.
-
لا يمكن استخدام أدوية الصداع النصفي للحامل
تُعدَ أدوية الصداع النصفي، آمنة نسبيًا أثناء الحمل، خاصة بعد الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. ولكن يجب تجنَب بعض الأدوية الوقائية المضادة للنوبات، بسبب مخاطرها على الجنين. وقبل الحمل، من المهم أن تتحدث السيدة مع طبيبها حول خطة علاج الصداع النصفي، سواء كانت تتناول أدويةً بدون وصفة طبية، أو أدوية موصوفة، أو كليهما. وبالطبع، ليست جميع الأدوية آمنة أثناء الحمل، فبعضها محظورٌ تمامًا؛ في حين يمكن إضافة أدويةً أخرى مرة أخرى بعد الأشهر الثلاثة الأولى للحمل.
في الختام؛ فإن الصداع النصفي يحيطه الكثير من اللغط والمعلومات الخاطئة التي ينبغي تصحيحها، بغية معالجة نوباته بشكلٍ مناسب وعاجل. كما يجب عدم الاستهانة بالصداع النصفي والتعامل معه ومع مرضاه، على أنه ألمٌ بسيط لا يستدعي القلق؛ فالصداع النصفي يُعدَ من أشكال الإعاقة التي تتهدد جودة الحياة وتمنع المرضى المصابين به من القيام بأي عملٍ مهما كان حجمه.
ولكِ عزيزتي، يا من تعانين من الصداع النصفي وتداعياته على صحتكِ؛ لا تصغي لأيٍ من تلك المعلومات الخاطئة حول مرضكِ هذا، استشيري طبيبكِ حول طرق الوقاية والعلاج المناسبة لحالتكِ الصحية ونوع الصداع الذي تعانين، كي تتمكني من التغلب على الجانب السيء جدًا لهذا المرض والمضي قُدمًا في حياتكِ.