لقاح الإنفلونزا أفضل ما نراهن عليه لتجنب الإصابة

أهمية التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية.. وإليكِ سُبل الوقاية والعلاج في حال الإصابة

جمانة الصباغ

مع عودة فصلي الخريف والشتاء، يعود القلق والتوجس من الأمراض الموسمية التي تنتشر بكثرة في هذه الأوقات ومنها الإنفلونزا.

وتُعدَ الإنفلونزا، أو ما يُعرف بالنزلة الموسمية، مرضًا تنفسيًا فيروسيًا شائعًا يقف وراءه فيروس الإنفلونزا. يصيب هذا المرض الجهاز التنفسي بما في ذلك الأنف، الحلق، والرئتين، وقد تتراوح أعراضه من خفيفةٍ إلى حادة؛ بل قد تؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفاتٍ خطيرة مثل الالتهاب الرئوي أو الوفاة، خاصةً لدى الفئات الأكثر عرضةً للخطر كالأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المُزمنة.

لذا، تبقى الوقاية والعلاج وأخذ اللقاحات المناسبة، من أهم الأساليب للحماية من هذا الفيروس. وهو ما تشاركنا معلوماتٍ قيَمة عنه الدكتورة مي شاكر، طبيبة عامة في مستشفى زليخة دبي؛ إنما أولًا، ما رأيكِ بمعرفة المزيد عن الإنفلونزا وأنواع الفيروسات التي تُسبَبها؟

الدكتورة مي شاكر طبيبة عامة في مستشفى زليخة دبي
الدكتورة مي شاكر طبيبة عامة في مستشفى زليخة دبي

ماهي الإنفلونزا؟

هي عدوى فيروسية تنتقل من شخصٍ لآخر عن طريق الرذاذ المتطاير عند السعال أو العطس، أو عن طريق لمس الأسطح المُلوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين.

هناك 4 أنواع رئيسية من فيروسات الإنفلونزا (A، B، C، وD)؛ لكن النوعين A وBهما الأكثر شيوعًا وتأثيرًا على البشر. وتظهر الإنفلونزا عادةٍ بشكل موسمي، وتزداد حالات الإصابة بها خلال فصلي الخريف والشتاء.

ما هي أعراض الإنفلونزا؟

تشير الدكتورة شاكر إلى أن أعراض الإنفلونزا تتراوح بين معتدلة إلى شديدة، وتشمل:

  • الحمى أو الشعور بالحمى والقشعريرة.
  • السعال الجاف أو المصحوب بالبلغم.
  • آلام العضلات أو الجسم.
  • الصداع.
  • التهاب الحلق.
  • الإرهاق الشديد.
  • سيلان أو انسداد الأنف.
  • التعرق الليلي.

وفي الحالات الأكثر حدةً، قد تؤدي الإنفلونزا إلى مضاعفاتٍ خطيرة مثل الالتهاب الرئوي أو التهابات الأذن أو الجيوب الأنفية؛ كما قد تتفاقم الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من حالاتٍ طبية مُزمنة مثل الربو أو أمراض القلب.

تقوية المناعة أحد سُبل الوقاية من الإنفلونزا
تقوية المناعة أحد سُبل الوقاية من الإنفلونزا

ما أفضل سُبل الوقاية من الإنفلونزا؟

الوقاية هي الخطوة الأولى والأهم لتجنب الإصابة بالإنفلونزا، تؤكد الدكتورة شاكر. وإليكِ بعض نصائحها التي ستساعدكِ في الوقاية من هذا الفيروس:

1. النظافة الشخصية

الحفاظ على نظافة اليدين هو أحد أفضل طرق الوقاية من الإنفلونزا. ينبغي عليكِ غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون لمدةٍ لا تقل عن 20 ثانية، خاصةً بعد السعال أو العطس، أو لمس الأسطح العامة. وإذا لم يكن الماء والصابون متاحين، يمكنكِ استخدام مُعقم اليدين الذي يحتوي على الكحول. لا تنسي الطلب من أطفالكِ والمحيطين بكِ اتباع هذه النصيحة أيضًا، لحمايتهم من الإنفلونزا.

2. تجنَب الاتصال المباشر مع المصابين

يحب كثيرون احتضان أولادهم أو أحبتهم أثناء مرضهم، وهذه عاطفةٌ مشروعة لا لُبس فيها؛ لكنه تعود علينا بالضرر واحتمال إصابتنا بالمرض خاصةً إذا ما كان مرض الإنفلونزا.

لذ تنصحكِ الدكتورة شاكرة بتجنَب الاقتراب من الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الإنفلونزا، مثل السعال أو الحمى. إذ يمكن للفيروس أن ينتقل بسهولةٍ عن طريق الرذاذ المتطاير في الهواء، لذا يجب محاولة الحفاظ على مسافة آمنةٍ مع المرضى وارتداء الكمامة في حال الحاجة للاعتناء بهم.

3. تقوية جهاز المناعة

يُعتبر تعزيز الجهاز المناعي وسيلةً فعالة للوقاية من الإصابة بالإنفلونزا. من المهم في هذه الحالة، اتباع نظامٍ غذائي صحي ومتوازن غني بالفيتامينات والمعادن، مثل فيتامين C والزنك، اللذين يدعمان الجهاز المناعي. كما أن ممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم، يلعبان دورًا هامًا في تقوية المناعة.

4. التهوئة الجيدة

الحفاظ على تهوئة جيدة داخل الأماكن المغلقة، سواء في المنزل أو العمل، يساعد على تقليل انتشار الفيروسات في الهواء. من المفيد عزيزتي أن تقوميبفتح النوافذ والسماح للهواء النقي بالدخول وتجديد الهواء داخل الغرف من حينٍ لآخر.

5. ارتداء الكمامات

في حال تفشَي الإنفلونزا بشكلٍ واسع، خاصةً خلال موسم الإنفلونزا؛ يمكن أن يكون ارتداء الكمامات، خصوصًا في الأماكن المزدحمة، وسيلةً فعالة للحد من انتقال الفيروس.

يُعد التطعيم أفضل الوسائل للوقاية من الإنفلونزا
يُعد التطعيم أفضل الوسائل للوقاية من الإنفلونزا

ما أهمية اللقاحات للوقاية من الإنفلونزا؟

لا شك أن التطعيم ضد الإنفلونزا، يُعدَ من أهم وأفضل الطرق للوقاية من الفيروس وتقليل احتمالية الإصابة أو الحد من حدة الأعراض في حال الإصابة. ويتم تطوير لقاح الإنفلونزا سنويًا استنادًا إلى التوقعات بشأن السلالات الأكثر انتشارًا في الموسم المقبل.

من يجب أن يحصل على اللقاح؟

توصي الدكتورة شاكر بتلَقي لقاح الإنفلونزا سنويًا لجميع الأفراد الذين يبلغون من العمر 6 أشهر فأكثر؛ ولكن تبقى هناك فئاتٌ معينة يُفضَل أن تحصل عليه بشكلٍ خاص نظرًا لخطر تعرضها لمضاعفات شديدة، هم ما يلي:

  • كبار السن فوق سن 65.
  • الأطفال الصغار دون سن 5.
  • الحوامل.
  • الأشخاص الذين يعانون من أمراضٍ مُزمنة مثل الربو أو السكري أو أمراض القلب.
  • العاملون في مجال الرعاية الصحية، كونهم أكثر عرضةً للاختلاط بالمرضى.

متى يجب الحصول على اللقاح؟

يُفضَل الحصول على لقاح الإنفلونزا قبل بداية موسم هذا المرض، ويُستحسنخلال شهري سبتمبر وأكتوبر، وذلك لمنح الجسم الوقت الكافي لتكوين الأجسام المضادة التي تُوفر الحماية ضد الفيروس.

كيف أعالجُ الإصابة بالإنفلونزا؟

رغم أن الوقاية هي أفضل حل للحد من الإصابة بالإنفلونزا، إلا أنه في حال الإصابة، هناك عدة أساليب لعلاج الأعراض والتخفيف منه، تستعرضها الدكتورة مي شاكر من مستشفى زليخة بالنقاط التالية:

  • الراحة التامة: من الأنشطة اليومية التي تُعتبر ضروريةً للسماح للجسم بمكافحة الفيروس. ويجب الحصول على قدر كافٍ من النوم والاسترخاء لتسريع عملية الشفاء.
  • شرب السوائل: البقاء رطبة عن طريق شرب السوائل، مثل الماء والعصائر الطبيعية والشوربات، يساعد على تخفيف الأعراض، خاصةً الحمى وسيلان الأنف.
  • الأدوية المضادة للفيروسات: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدويةً مضادة للفيروسات مثل أوسيلتاميفير (تاميفلو) أو زاناميفير، والتي يمكن أن تساعد في تقليل مدة وشدة المرض. يجب استخدام هذه الأدوية خلال اليومين الأولين من ظهور الأعراض، للحصول على أقصى فائدة.
  • الأدوية المسكنة للأعراض: قد تساعد الأدوية المسكنة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين في تخفيف الحمى والآلام المرتبطة بالإنفلونزا.

خلاصة القول؛ فإن الإنفلونزا مرضٌ شائع ولكنه قد يكون خطيرًا، خاصةً إذا ما لم يتم التعامل معه بالشكل الصحيح. وتظل الوقاية الخطوة الأولى والأهم من خلال النظافة الشخصية، تجنَب المرضى، وتعزيز جهاز المناعة؛ومع ذلك، يبقى التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا هو الأداة الأكثر فعاليةً للوقاية من المرض.

في حالة الإصابة، تبقى الراحة وشرب السوائل والعلاج المبكر الوسائل الرئيسية للتخفيف من حدة الأعراض وتسريع الشفاء. وفي النهاية، يُعتبر الوعي بأهمية الوقاية والعلاج الفعال، جنبًا إلى جنب مع اللقاحات، جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات الصحة العامة للحد من انتشار الإنفلونزا والحفاظ على صحة المجتمع ورفاهه.