المكملات الغذائية تُشكل خطورة على مريضات سرطان الثدي.. والدراسات الحديثة تحسم الجدال
مع الرصدّ الدقيق للدراسات العلمية الحديثة التي تُنشّر حول المكملات الغذائية سنجد أن لها فوائد لوظائف الجسم الحيوية، لكن تكمن خطورتها في سوء استخدامها من دون استشارة الطبيب المختص، كذلك تفاعل مركباتها مع أدوية علاج بعض الأمراض المزمنة أمرًا مزعجًا للغاية.
وبما أن المكملات الغذائية تُطردها الشكوك حول تفاعلها مع الأدوية بصفة عامة، والأهم أن جميع الداسات الحديثة باتت تحذر من تناولها من دون استشارة الطبيب المختص لجميع الفئات العمرية بصفة عامة. ورغم تضارب الأقاويل حول فوائد المكملات الغذائية في علاج الخلايا السرطانية، إلا أنها ستظل علامة استفهام في عالم الأبحاث والنظريات طالما كشفت عن خطورتها في تقليل نسب شفاء بعض الأمراض المزمنة بصفة عامة.
أما بالنسبة عن علاقة المكملات الغذائية ومريضات سرطان الثدي على وجه الخصوص، فقد حسمتها بعض الدراسات ولا مجال للجدل بعد الآن.
لذا دعينا نُطلعكِ عبر موقع "هي" على خطورة المكملات الغذائية على مريضات سرطان الثدي بالتفصيل، من خلال استشاري أورام الثدي الدكتور خالد نجيب بمستشفى الدمرداش في القاهرة.
خطورة المكملات الغذائية على مريضات سرطان الثدي
وبحسب دكتور خالد، لا تزال المكملات الغذائية محل أنظار الدراسات الطبية وفوائدها لتلبية احتياجات وظائف الجسم الحيوية بصفة عامة، ورغم أن المكملات الغذائية في حد ذاتها مفيدة، إلا أن سوء استخدامها، والإفراط في تناولها، كذلك عدم معرفة المرضى كيفية توظيفها مع الأدوية الأخرى أثناء تناولها، تناولها لفترة ثم التوقف المفاجئ ثم تناولها من تلقاء أنفسهم مرة أخرى. فكلها عوامل من شأنها أن تتسبب في حدوت نتائج عكسية، وأهم ثغرة في هذا الموضوع الشركات المنتجة للمكملات الغذائية، التي تتلاعب بجودتها لأغراض تجارية فقط لا غير.
أما بالنسبة عن خطورة المكملات الغذائية على مريضات سرطان الثدي تحديدًا؛ فقد أيد دكتور خالد خطورة تناولها أثناء العلاج الكيماوي.
مؤكدًا على ما أقرته رئيسة قسم الوقاية من السرطان ونائبة قسم العلوم السكانية بمركز روزويل بارك للطران في نيويورك" أنه قد لا يكون من الحكمة تناول مرضى سرطان الثدي المكملات الغذائية اثناء العلاج الكيماوي على وجه الخصوص".
إذ أوضحت أنه يعتقد أن مضادات الأكسدة قد تتداخل مع قدرة العلاج الكيماوي على قتل الخلايا السرطانية.
وأضافت أن " الطريقة الوحيدة التي يعمل بها العلاج الكيماوي هي توليد الكثير من الإجها التأكسدي داخل الخلية، والفكرة تتلخص في أن مضادات الأكسدة قد تمنع الإجهاد التأكسدى وتجعل العلاج الكيماوي أقل فعالية.
الدليل العلمي للدراسة
تشير دراسة جديدة إلى أن مريضات سرطان الثدي اللائي يستخدمن المكملات الغذائية أثناء فترة العلاج الكيماوي، ربما يكن أكثر عرضة لخطر عودة المرض والوفاة.
وأفاد باحثون في دورية علم الأورام السريرية أن استخدام المكملات الغذائية التي تزيد مستويات مضادات الأكسدة والحديد وفيتامين B12 وأحماض أوميغا 3 الدهنية، يحدّ من فعالية العلاج الكيماوي.
وقالت كريستين أمبروسون رئيسة قسم الوقاية من السرطان ونائبة رئيس قسم العلوم السكانية في مركز روزويل بارك للسرطان في نيويورك: " نستخلص من هذه الدراسة وغيرها من الأبحاث، أنه قد لا يكون من الحكمة تناول المكملات الغذائية أثناء العلاج الكيماوي تحديدًا".
وأوضحت أنه " يعتقد أن مضادات الأكسدة قد تتداخل مع قدرة العلاج الكيماوي على قتل الخلايا السرطانية".
وأضافت أن "الطبقة الوحيدة التي يعمل بها العلاج الكيماوي هي توليد الكثير من الإجهاد التأكسدي داخل الخلية. والفكرة تتخلص في أن مضادات الأكسدة قد تمنع الإجهاد التأكسدي وتجعل العلاج الكيماوي أقل فعالية".
وقالت أمبروسون: " إن الأطباء ينصحون المرضى منذ عدّة سنوات بعدم تناول مضادات الأكسدة أثناء العلاج الكيماوي".
نصائح لمريضات سرطان الثدي عند استخدام المكملات الغذائية
نصح الدكتور خالد، مرضى سرطان الثدي عند استخدام المكملات الغذائية، باتباع التعليمات التالية:
- عدم تناول المكملات الغذائية نهائيا من دون استشارة الطبيب المختص.
- تناول المكملات الغذائية بناءً على طريقة توظيفها من الطبيب المختص أثناء المراحل العلاجية وليس غير ذلك.
- عمل التحاليل الدورية للفيتامينات والمعادن، لمعرفة احتياجات الجسم وتلبيتها بالعادات الغذائية السليمة خصوصًا أثناء المراحل العلاجية.
- اعتماد مرضى سرطان الثدي على الغذاء الصحي، خصوصا الخضروات والفواكة البديلة عن المكملات الغذائية تحت إشراف طبي مختص.
- الالتزام بتناول كيمات كبيرة من الماء وممارسة رياضة المشي على وجه الخصوص خلال المراحل العلاجية من دون تهاون.
- شراء المكملات الغذائية من الأسواق والشركات المنتجة بناءً على توجيهات الطبيب المختص، وليس غير ذلك.
- يحذر مرضى سرطان الثدي من تناول المكملات الغذائية من تلقاء أنفسهم، أو جميع الفئات العمرية العادية بصفة عامة من دون استشارة الطبيب المختص.
- الالتزام باستشارة الطبيب المعالج في جميع الأغذية والأدوية المتناوله أمر حتمي لتعجيل الشفاء، حسب الخطة العلاجية المحددة لكل مريض على حدا من دون التهاون أو الاستهتار في أي خطوة علاجية بصفة عامة.
وأخيرًا، يحذر دكتور خالد مريضات سرطان الثدي من تناول المكملات الغذائية من دون استشارة الطبيب المعالج، وينصحهن باتباع نظام غذائي صحي متوازن خلال مراحل العلاج، والذي يتضمن مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، خصوصًا" اللحوم الخالية من الدهون، الأسماك، البيض، الفاصوليا، المكسرات" للحفاظ على مستويات الطاقة؛ علمًا أنه يمكن للكربوهيدرات المعقدة مثل: " الحبوب الكاملة، والفواكه" أن توفر طاقة مستدامة طوال اليوم.
كذلك الاعتماد على الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات والمعادن، مثل: " الفواكه الحمضية، والخضروات الورقية والفلفل الحلو، والمكسرات، والبذور، والزبادي" لدعم الجهاز المناعي، مع مراعاة تجنب الأطعمة المصنعة، والوجبات الخفيفة السكرية، وأي أطعمة غير مطبوخة جيدًا، لتقيل خطر الإصابة بالفيروسات الضارة خلال المراحل العلاجية لسرطان الثدي.