الشفاء من سرطان الثدي .. نصائح وحقائق طبية هامة على الناجيات من سرطان الثدي معرفتها
الشفاء من سرطان الثدي أهم خبر على الإطلاق لكل امرأة عانت من آلامه ومن تأثيراته النفسية العميقة، ولكل امرأة تسلحت بالقوة والصبر في مواجهته. فمن الممكن أن يحدث الشفاء بعد رحلة طويلة وشاقة من العلاج والمقاومة. وعلى الرغم من أن لكل تجربة شفاء ظروفها التي تتعلق بها وتختلف عن مثيلاتها. إلا أن مقومات الشفاء قد تكون واحدة في جميع الحالات بعد الاكتشاف المبكر، وبدء بروتوكول العلاج المناسب ألا وهي الإرادة القوية والدعم النفسي لمريضات سرطان الثدي.
اليوم نقدم هذا الموضوع عن علامات الشفاء من سرطات الثدي، وأهم المعلومات التي يجب أن تظل عالقة في ذهن الناجيات من سرطان الثدي مع ذكر لأهم النصائح التي لها أن تحقق الوقاية من الإصابة به مرة أخرى.
مرحلة ما بعد الشفاء من سرطان الثدي
من الطبيعي أن تعاني الناجيات من سرطان الثدي من بعض التأثيرات الجانبية للعلاج الكيميائي، مثل: تساقط الشعر أو تغير في شكل الجسم كما يحدث في حالة جراحة سرطان الثدي. لأن هذه الآثار هي أثار طويلة المدى تختلف استمراريتها والمعاناة منها من امرأة لأخرى ومن أبرز هذه التأثيرات، الشعور بالتعب والإرهاق باعتبارهما أحد أهم التأثيرات الشائعة خاصة في السنة الأولى بعد الشفاء.
ما هي علامات الشفاء من سرطان الثدي؟
توجد بعض العلامات الهامة التي تدل على الشفاء من سرطان الثدي، وقد تدل على أن المرض في حالة استقرار، ومن أهم هذه العلامات بحسب الأطباء المختصين ما يلي:
- اختفاء الأعراض الأولية وزوال الكتل أو الألم في الثدي أو منطقة تحت الإبط، فقد يكون ذلك علامة جيدة على أن العلاج كان فعالًا.
- تحسن الحالة الصحية العامة للمريضة مثل عودة الشهية، وزيادة مستوى الطاقة، وتحسين جودة الحياة، وسهولة النوم دون أي اضطرابات تعوقه، وممارسة الحياة بشكل طبيعي تمامًا كما كان الأمر في السابق.
- النتائج والتقارير الخاصة بالاختبارات والفحوصات التي يتم عملها بعد انتهاء رحلة العلاج سواء كان كيميائي أو إشعاعي أو جراحي، فإذا كانت النتائج تفيد بعدم وجود خلايا سرطانية نشطة في الجسم. فإن الأمر يشير إلى الشفاء والنجاة من المرض.
- يفيد الأطباء المختصين أن استقرار الحالة لمدة 5 سنوات يعد علامة قوية من علامات الشفاء من سرطان الثدي. إذ يعتبر الأطباء أن مريضة سرطان الثدي في حالة "تعافي" إذا ظلت خالية من السرطان لمدة 5 سنوات بعد العلاج. كلما زادت الفترة بدون عودة المرض، زادت فرص الشفاء التام وبعد شبح الإصابة به مرة الآخرى، ولتحقيق ذلك يتطلب الأمر من الناجيات من سرطان الثدي الالتزام ببعض النصائح كما سيلي ذكره لاحقًا.
- ومن علامات الشفاء من سرطان الثدي أيضًا، التعافي البدني والعاطفي إذ يعتبر التعافي النفسي من العلامات الهامة للشفاء، وكذلك تحسن الحالة النفسية بشكل ملحوظ، كما أن قبول شكل الجسم بعد العلاج يدل على تمام الشفاء العاطفي وهو جزء هام جدًا من مرحلة الشفاء.
نصائح للناجيات من سرطان الثدي
بعد ظهور علامات الشفاء من سرطان الثدي، وبعد تجاوز مراحل العلاج، تحتاج الناجيات منه إلى اتباع سلوكيات معينة لتعزيز صحتهن العامة وتقليل فرص ارتداد المرض لهن مرة أخرى. فإذا كنت غاليتي ناجية من سرطان الثدي عليك بالالتزام بالنصائح المهمة التالية:
- الالتزام بالمتابعة الطبية الدورية المنتظمة إذ أنه من الضروري زيارة الطبيب بانتظام لإجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من عدم عودة المرض، وتشمل هذه الفحوصات، تصوير الثدي الدوري، وتحاليل الدم، وغيرها من الفحوصات الطبية الأخرى، وذلك للتأكد من عدم وجود إشارات لارتداد المرض مرة أخرى.
- اعتماد نمط حياة صحي دائم يتضمن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن إذ ينصح باتباع نظام غذائي يحتوي على الخضراوات، الفواكه، والحبوب الكاملة. كما يجب تقليل الدهون الحيوانية والسكريات المكررة، وزيادة استهلاك الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة التي تساهم في حماية الجسم، بالإضافة إلى المواظبة على ممارسة نشاط بدني رياضي لأنه يساعد في تعزيز المناعة والوقاية من الأمراض، ويساهم في تحسين الحالة النفسية من ناحية أخرى المناعة، والحافظ على الوزن المثالي من ناحية أخرى، ومن أهم الرياضات التي يمكن للناجيات من سرطان الثدي ممارستها، المشي، أو السباحة، أو اليوغا.
- إدارة التوتر من أغلى النصائح التي يجب على الناجيات من سرطان الثدي بعد ظهور علامات الشفاء منه، الإلتزام بها، لأن التوتر يؤثر على صحة الجسم ويضعف المناعة. لذا يجب مواجهته وتحقيق الوقاية منه بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، التنفس العميق، أو اليوغا يمكن أن تساعد في الحفاظ على استقرار الحالة النفسية.
- يجب عدم التردد في طلب الدعم النفسي من المقربين لأن التعامل مع مشاعر القلق والخوف بشكل سلبي يزيد من احتمالات ارتداد المرض مرة أخرى لذا من المهم شرح المخاوف والمشاعر السلبية للمقربين لابعاد نوبات الزعر والقلق عنهن تحقيقًا للوقاية من الإصابة بسرطان الثدي مجددًا.
- ضرورة استشارة المختصين عند الحاجة إلى ذلك لأنهم قادرين على مساعدة الناجيات من سرطان الثدي على تخطي الأمر من خلال وضعهم في مجموعات دعم بمثابة قوة محاربة في وجهة السرطان وتجاوز كل المشاعر السلبية المترتبة عليه.
- الحفاظ على الوزن في معدلاته الطبيعية بعيدًا عن السمنة، لأن الوزن الزائد قد يزيد من خطر عودة سرطان الثدي.
- التوقف عن التدخين، والحد من تناول الكحول باعتبارهم أحد أخطر المحفزات على عودة المرض مرة أخرى.
- الاستمرارية في تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب طوال الفترة المخصصة لرحلة ما بعد التعافي والنجاة كأحد أهم أساليب الوقاية القوية والضرورية.
كم نسبة عودة سرطان الثدي بعد الشفاء؟
بحسب الأطباء المختصين، من الممكن في بعد الحالات أن يرتد المرض، ويعرف في هذه الحالة باسم سرطان الثدي المتكرر. وقد يكون لذلك بعض الدوافع. وتبلغ فرصة عودة المرض في حال عدم إصابة الغدد الليمفاوية تحت الإبط، خلال 5 سنوات نحو 6%. أما إذا كانت الغدد الليمفاوية تحت الإبط سرطانية تكون احتمالية ارتداد سرطان الثدي مرة أخرى بواقع واحد من كل أربع حالات، وفي حال تلقي العلاج الإشعاعي تنخفض نسبة الخطورة إلى 6%.
خلاصة القول:
تختلف علامات الشفاء من سرطان الثدي بحسب الحالة، لكن متابعة الحالة الصحية وتطبيق نمط حياة صحي هما مفتاح النجاح في الحفاظ على الصحة بعد العلاج.
مع تمنياتي للناجيات من سرطان الثدي وجميع النساء المعافاة الدائمة والحياة الصحية السعيدة،،،