تعرفي معنا على سُبل الوقاية من سعفة الرأس للحفاظ على صحة وجمال شعركِ

للحفاظ على صحة وجمال شعركِ: تعرفي معنا على سُبل الوقاية من سعفة الرأس

جمانة الصباغ

قد تتباهى المرأة بأشياء كثيرة لديها: جمالها، تناسق جسمها، عذوبة صوتها، رقتها، وإلى ما هنالك من صفاتٍ جميلة حباها الله بها.. لكن يبقى جمال شعرها هو التاج الذي يُزيَن كل هذه الصفات، ومن هنا جاءت المقولة الشهيرة المعروفة "تاج جمال المرأة شعرها".

تتوافد النساء على صالونات تصفيف الشعر بشكلٍ مستمر، سواء لمناسبةٍ خاصة أو حتى لتغيير لون الشعر أو قصه؛ وقد لا تحتاج المرأة لحدثٍ خاص لتُعامل شعرها معاملة الملوك، يكفي أن تقصد صالون التجميل مرة كل أسبوع لتشعر بالجمال والزهو بشعرها وصحته.

لكن كثيرًا من النساء، يعانيَن في مرحلةٍ أو مراحل متعددة من حياتهنَ، من مشاكل في الشعر وفروة الرأس؛ إما بسبب التغيرات الهرمونية التي تعصف بهنَ على مدار حياتهنَ، أو نتيجة مشاكل صحية تُهدد صحة الرأس والشعر. والمعروف أن فروة الرأس هي الأكثر معاناةً من العديد من الأمراض التي قد تؤثر على صحة الشعر والمظهر العام للمرأة والرجل على حد سواء.

الدكتورة إيناس عثمان أخصائية طب الأسرة في مستشفى فقيه الجامعي
الدكتورة إيناس عثمان أخصائية طب الأسرة في مستشفى فقيه الجامعي

وتشمل أمراض فروة الرأس الشائعة ما يلي:

  1. القشرة: وتحدث نتيجة تراكم خلايا الجلد الميتة على فروة الرأس، ما قد يؤدي إلى الحكة والالتهابات وظهور القشرة البيضاء على خصلات الشعر وعلى الثياب؛ وهي مشكلةٌ اجتماعية أكثر منها صحية، كونه تُسبَب الحرج للمصابين بها.
  2. الصدفية: حالةٌ جلدية مُزمنة تتسبب في ظهور بقعٍ حمراء متقشرة على فروة الرأس.
  3. الأكزيما: هي حالةٌ جلدية أخرى، تُسبَب الحكة والاحمرار والالتهابات.
  4. التهاب بصيلات الشعر: حالةٌ صحية تصيب بصيلات الشعر وتؤدي إلى تساقط الشعر.
  5. الثعلبة: حالةٌ صحية، تتميز بفقدان الشعر في مناطق محددة من فروة الرأس. وهو أحد أمراض المناعة الذاتية الذي يتم فيه فقدان الشعر من بعض أو كل مناطق الجسم، وعادةً من فروة الرأس، بسبب فشل الجسم في التعرف على "الذات" فيقوم بتدميرالأنسجة الخاصة به؛ كما قد تنتج عن التوتر النفسي والتعرض لصدمات شديدة.

هل الثعلبة هي سعفة الرأس؟

يخلط بعض الناس بين الثعلبة وسعفة الرأس، وقد يؤثر الاثنين معًا ويتسببان في الإصابة ببقعةٍ جلدية في الرأس فارغة؛ لكن كلا المرضين له العديد من الأنواع ويظهران في الرأس.

فكلاهما يُصيب الرأس ويبدأ من مرحلة الطفولة، وقد يمتد إلى الثلاثين عامًا؛ إلا أن الثعلبة تحدث نتيجة اضطرابٍ في الجهاز المناعي كما ذكرنا أعلاه، ليهاجم بصيلات الشعر،وقد يحدث ذلك في الحاجبين أو الرأس. في حين أن تحدث سعفة الرأس تحدث نتيجة عدة أسباب بينها الفطريات الذي يُعدَ السبب الأكثر انتشارًا.

للوقوف أكثر على مشكلة سعفة الرأس؛ أسبابها، أعراض وطرق علاجها والأهم الوقاية منها. تحدثنا إلى الدكتورة إيناس عثمان، أخصائية طب الأسرة في مستشفى فقيه الجامعي بدبي، فإذا كنتِ عزيزتي مهتمةً بجمال وصحة شعركِ وتحتاجين لمعرفة المزيد عن حمايته من هذه المشكلة، ما عليكِ سوى متابعة القراءة..

ما هي سعفة الرأس؟

سعفة الرأس، أو "تينيا الرأس"، هي عدوى فطرية تصيب فروة الرأس وبُصيلات الشعر. تُعدَ هذه الحالة شائعةً بين الأطفال، لكنها يمكن أن تصيب البالغين أيضًا. تتميز السعفة بظهور بقعٍ دائرية متقشرة، وتُسبَب الحكة وتساقط الشعر في المنطقة المصابة.

تحدث سعفة الرأس بسبب الفطريات الجلدية، وهي مجموعة من الفطريات التي تنمو على الجلد والشعر والأظافر. والفطريات الأكثر شيوعًا التي تُسبَب سعفة الرأس تتضمن:

  • تريكوفايتون:نوعٌ من الفطريات الجلدية التي تصيب الجلد والشعر.
  • ميكروسبوروم:نوعٌ آخر من الفطريات التي يمكن أن تُسبَب التهاباتٍ في فروة الرأس.
مشاركة الأدوات الخاصة مثل الأمشاط يمكن أن تُسبب الإصابة بسعفة الرأس
مشاركة الأدوات الخاصة مثل الأمشاط يمكن أن تُسبب الإصابة بسعفة الرأس

وينتقل هذا النوع من العدوى عبر:

  • التلامس المباشرمع شخصٍ مصاب.
  • استخدام الأدوات الشخصيةمثل المشط أو القبعات أو الوسائد المستخدمة من قبل شخصٍ مصاب.
  • الاتصال بالحيواناتمثل القطط والكلاب المصابة بالعدوى.

ما هي أبرز أعراض سعفة الرأس؟

تتنوع أعراض سعفة الرأس لتشمل:

  • بقعًا دائرية متقشرةتظهر على فروة الرأس وتُسبَب حكة.
  • تساقط الشعرفي المنطقة المصابة، ما قد يؤدي إلى بقعٍ صلعاء في الرأس.
  • احمرار والتهابفي فروة الرأس.
  • ظهور نقاطٍ سوداءعند تساقط الشعر من الجذور.
  • التهاب الغدد الليمفاويةفي بعض الحالات الشديدة، إذ يمكن أن تتضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة.

كيف يتم تشخيص وعلاج سعفة الرأس؟

يعتمد تشخيص هذه المشكلة على معايير عدة، هي:

  • التقييم السريري: فحص فروة الرأس من قبل الطبيب.
  • الفحص المجهري: أخذ عينةٍ من الشعر أو الجلد المصاب وفحصها تحت المجهر.
  • اختبار الفلورسنت: استخدام ضوءٍ خاص لتحديد وجود الفطريات.
  • الزراعة الفطرية: زراعة العينة في مختبرٍ لتحديد نوع الفطريات.

أما علاج سعفة الرأس فيعتمد على ما يلي:

  • الأدوية المضادة للفطريات: مثل جريزيوفولفين وتيربينافين، التي تؤخذ عن طريق الفم لفترةٍ تتراوح بين 6-12 أسبوعًا.
  • الشامبوهات الطبية: والتي تحتوي على مكوناتٍ مثل كيتوكونازول أو سيلينيوم سلفايد، تُستخدم لتقليل الفطريات على فروة الرأس.
  • العناية الشخصية: غسل الأدوات الشخصية بانتظام وتجنب مشاركة الأدوات مع الآخرين.

هل بالإمكان الوقاية من سعفة الرأس، وكيف؟

بالتأكيد، يمكن الوقاية من سعفة الرأس، وذلك باتباع الخطوات التالية:

  • الحفاظ على النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام والاستحمام بعد الأنشطة الرياضية.
  • تجنب مشاركة الأدوات الشخصية: مثل الأمشاط والقبعات والوسائد.
  • الحفاظ على نظافة الحيوانات الأليفة: التأكد من عدم إصابتها بالفطريات من خلال الفحوصات البيطرية المنتظمة.
  • التوعية: تعليم الأطفال حول أهمية النظافة الشخصية وعدم مشاركة الأدوات مع الآخرين.
النظافة الشخصية أحد أبرز طرق الوقاية من سعفة الرأس
النظافة الشخصية أحد أبرز طرق الوقاية من سعفة الرأس

في الخلاصة؛ فإن سعفة الرأس هي عدوى شائعة يمكن الوقاية منها بسهولة، من خلال اتباع ممارسات النظافة الجيدة والتوعية حول كيفية انتقال العدوى. العلاج المبكر والفعال يمكن أن يحدَ من الأعراض ويمنع انتشار العدوى.

لذا من المهم استشارة الطبيب عند ظهور أي علاماتٍ تدل على الإصابة بسعفة الرأس، لضمان التشخيص والعلاج المناسبين. وعلى أمل أن تكون هذه المقالة قد قدمت معلوماتٍ قيَمة حول هذا المرض وسبل الوقاية والعلاج المُتاحة.