لحماية نفسكِ ومن تحبين من الأمراض الموسمية إليكِ أفضل طرق الوقاية

لحماية نفسكِ ومن تحبين من الأمراض الموسمية: إليكِ أفضل طرق الوقاية

جمانة الصباغ

مع تغيَر الفصول وظهور تقلبات الطقس، تزداد معدلات الإصابة بالأمراض الموسمية مثل نزلات البرد، والإنفلونزا، والحساسية الموسمية، والتهابات الجهاز التنفسي. وتُعَد هذه الأمراض من أكثر التحديات الصحية شيوعًا خلال فترات الانتقال بين الفصول.

موسم المرض في أوجه: من الإنفلونزا وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي إلى فيروس نوروفيروس؛ وقد يُطلق على موسم الإنفلونزا قريبًا إسم "موسم المرض" باعتباره مزيجًا من فيروسات الجهاز التنفسي، بما في ذلك الإنفلونزا، وكوفيد-19، والفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، بحيث يبدو الأمر وكأن كل من تعرفينه تقريبًا يمرض.

تشير أحدث البيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى ارتفاعٍ حاد في عدد حالات الإنفلونزا الإيجابية منذ ديسمبر الفائت، مما يُظهر اتجاهًا تصاعديًا قويًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وبالنسبة لأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، بما في ذلك COVID-19 وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، فإن مستوى النشاط الإجمالي عند مستوى "مرتفع"، ومن المتوقع أن يزداد خلال أشهر الشتاء.

فما هي أسباب انتشار هذه الأمراض؟ ومن هم الأكثر تأثرًا بها؟ وكيف يمكن الوقاية منها؟ أسئلةٌ تجيب عليها الدكتورة مريم شكر، طبيبة عامة مع اهتمامٍ خاص بطب الأطفال في مركز هيلث بلاس لصحة الأسرة.

الدكتورة مريم شكر، طبيبة عامة في مركز هيلث بلاس لصحة الأسرة
الدكتورة مريم شكر، طبيبة عامة في مركز هيلث بلاس لصحة الأسرة

الأمراض الموسمية: أسبابٌ وعوامل

تشير الدكتورة شكر إلى أن تغيَرات الطقس المصاحبة للانتقال بين الفصول، كثيرًا ما تؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي لدى الإنسان. والسبب الرئيسي في ذلك، هو تعرَض الجسم لتغيراتٍ كبيرة في درجات الحرارة ومستويات الرطوبة، مما يزيد من فرصة انتشار الفيروسات والبكتيريا المسببة للأمراض.

إضافة إلى ذلك، يساهم التواجد في الأماكن المغلقة خلال فصلي الشتاء والخريف؛ حيث تقلَ التهوئة الجيدة، في سرعة انتقال العدوى بين الأفراد. وتُعدَ هذه الأجواء المغلقة بيئةً مثالية لتكاثر الفيروسات، خاصة في المدارس، ومكاتب العمل، ووسائل النقل العام.

وتضيف شكر، رغم تشابه الأعراض بين نزلات البرد والإنفلونزا، فإن الحمى الشديدة وآلام العضلات العامة هي أعراضٌ مميزة للإنفلونزا، بينما تكون أعراض البرد أقل حدةً وتقتصر غالبًا على انسداد الأنف والسعال.

ارتفاع حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي أمرٌ طبيعي

لطالما كان موسم الإنفلونزا جزءًا منتظمًا من موسم التقويم، لكن كل ذلك تغيَر مع جائحة كوفيد-19 في عام 2020. ومنذ ذلك الحين، استمر فيروس كوفيد-19 في الخلفية، حيث كان يتفاقم بانتظام، جنبًا إلى جنب مع الإنفلونزا، ولكن ليس في نفس الجدول الزمني بالضبط.

وبحسب ما نقل موقع Healthline عن ويليام شافنر، دكتور في الطب، أستاذ الطب الوقائي والأمراض المعدية في قسم سياسة الصحة في المركز الطبي لجامعة فاندربيلت في ناشفيل؛ فقد أصبح "كوفيد-19 الآن جزءًا من بيئتنا الفيروسية، مثل هذه الفيروسات الأخرى." ومع ذلك، وبعكس الإنفلونزا وفيروس المخلوي التنفسي، كان لفيروس كوفيد-19 تاريخيًا ذروتين سنويتين.

وأوضح شافنر في هذا الصدد: "هناك ذروةٌ أصغر في الصيف، ثم ذروةٌ أكبر إلى حد ما خلال فصل الشتاء. أما الفيروسات الأخرى، مثل الإنفلونزا وفيروس المخلوي التنفسي والعديد من فيروسات البرد الشائعة الأخرى، فتزداد خلال فصل الشتاء."

الدكتورة مريم شكر، طبيبة عامة في مركز هيلث بلاس لصحة الأسرة
الدكتورة مريم شكر، طبيبة عامة في مركز هيلث بلاس لصحة الأسرة

فيروس المخلوي التنفسي أحد الأسباب الرئيسية لأمراض الجهاز التنفسي

في حين يُعدَ فيروس المخلوي التنفسي، الذي يؤدي إلى دخول المستشفى لحوالي 80 ألف طفل تحت سن 5 سنوات سنويًا، أحد الأسباب الرئيسية للحاجة إلى الاستشفاء بسبب أمراض الجهاز التنفسي في الوقت الحالي. وعلى الرغم من أن البالغين الأصحاء لا يخشون المرض عادةً، إلا أن كبار السن وخاصة الأطفال الصغار يمكن أن يصابوا بمرض شديد.

ويقول دين وينسلو، أستاذ الطب وخبير الأمراض المعدية في كلية طب ستانفورد: "الشيء الذي يُقلقنا حقًا هو فيروس المخلوي التنفسي عند الأطفال الصغار، الذين تقلَ أعمارهم عن ستة أشهر. إذ يمكن أن يمرضوا بشدة ويصابوا بحالةٍ تُسمى التهاب القصيبات الهوائية، وهي عدوى والتهاب في مجاري الهواء الصغيرة."

بالإضافة إلى أمراض الجهاز التنفسي، تمَ ربط سلالة جديدة من فيروس نوروفيروس المعدي، والمعروفة باسم GII.17، بعددٍ كبير من حالات تفشي المرض في الأسابيع القليلة الماضية. وأوضحت الدكتورة جوديث أودونيل، رئيسة قسم الأمراض المعدية في مركز بن بريسبتيريان الطبي وأستاذة الأمراض المعدية في جامعة بنسلفانيا، أن فيروس نوروفيروس يبدو أكثر انتشارًا هذا الشتاء مقارنةً بالسنوات السابقة.

وأظهرت عينات أُخذت من 7 بين كل 10 مرضى مرتبطين بتفشي فيروس نوروفيروس، نتائج إيجابية للشكل الجديد من الفيروس، مقارنةً بسلالة GII.4 الأكثر شيوعًا سابقًا. وأشار شافنر بالقول: "على النقيض من الفيروسات التنفسية، هذا فيروس معوي يصيب معدتكِ وأمعائكِ وقولونكِ. إنه قابلٌ للانتقال بشكلٍ غير عادي من شخصٍ لآخر، ويمكن أن يبقى على الأسطح البيئية."

ينتشر الفيروس بسهولة في الأماكن المغلقة والمساحات الضيقة؛ وقد ارتبط كثيرًا بتفشي المرض على متن السفن السياحية. في الواقع، شهدت صناعة الرحلات البحرية واحدةً من أسوأ أعوامها على الإطلاق فيما يتعلق بتفشي فيروس نوروفيروس، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، مع تأكيد ستة حالات تفشي لفيروس نوروفيروس في ديسمبر وحده.

للغذاء دورٌ حيوي في تعزيز جهاز المناعة ضد الأمراض الموسمية
للغذاء دورٌ حيوي في تعزيز جهاز المناعة ضد الأمراض الموسمية

كيفية الوقاية من الأمراض الموسمية

هناك عدة طرق بسيطة، وفقًا للدكتورة شكر، يمكن أن تُقلل من خطر الإصابة بالأمراض الموسمية، منها:

1.     غسل اليدين بانتظام: يُعدَ من أهم الوسائل لمنع انتشار الفيروسات.

2.     تجنب الأماكن المزدحمة: يساعد في تقليل احتمالية التعرض للفيروسات.

3.     الحصول على لقاح الإنفلونزا: يُوصى به سنويًا، خاصةً للأطفال وكبار السن والمصابين بأمراضٍ مزمنة.

وتشدد شكر على أن للغذاء دورٌ حيوي في تعزيز جهاز المناعة. فتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات مثل فيتامين سي، وشرب السوائل الساخنة، والنوم الكافي يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بالأمراض. فيما يُعدَ لقاح الإنفلونزا أحد أفضل الأساليب الوقائية ضد هذا المرض؛ وقد أثبت فعاليته في تقليل شدة الأعراض وحدوث المضاعفات، لذا يُوصى به بشدة خاصةً للفئات الأكثر عرضة للخطر.

لحماية نفسكِ ومن تحبين من الأمراض الموسمية إليكِ أفضل طرق الوقاية-رئيسية واولى
لحماية نفسكِ ومن تحبين من الأمراض الموسمية إليكِ أفضل طرق الوقاية

وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراضٍ مزمنة مثل الربو أو الحساسية، فإن الالتزام بالأدوية الوقائية وتجنب التعرض لمُحفزات الحساسية المعروفة، يمكن أن يُقلل من تأثير الأمراض الموسمية عليهم بحسب الدكتورة شكر؛ كما يُنصح بالحصول على اللقاحات الموسمية لتجنب المضاعفات. وبالرغم أن تغيرات الطقس لا تؤدي بالضرورة إلى ظهور فيروساتٍ جديدة، إلا أنها تُسهم في زيادة انتشار وتفاقم الفيروسات الحالية. لذا، تبقى الوقاية والتوعية الصحية هما الركيزتان الأساسيتان للحد من تأثير هذه الأمراض.

في الختام؛ تقول شكر أن الأمراض الموسمية تُمثَل بالفعل تحديًا صحيًا متكررًا، لكن من خلال اتخاذ التدابير الوقائية واتباع النصائح الطبية، يمكن تقليل خطر الإصابة والحد من انتشارها. كما أن الاهتمام بالتطعيمات الموسمية والنظام الغذائي الصحي يُعدَان مفتاحين رئيسيين للحفاظ على صحة ورفاه الفرد والمجتمع.