للوقاية من السرطان 4 نصائح للحد من خطر الإصابة بالمرض

في اليوم العالمي للسرطان: إحمي نفسكِ ومن تحبين باتباع هذه النصائح القيَمة

جمانة الصباغ

يؤكد شعار اليوم العالمي للسرطان الذي وضعه الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للفترة ما بين 2025-2027، "متحدون من خلال التفرد"، على نهجٍ يُركَز على الناس في الرعاية ويستكشف طرقًا جديدة لإحداث تأثيرٍ مفيد. وللعلم، فإن اليوم العالمي للسرطان هو تظاهرة سنوية يُنظَمها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لرفع الوعي العالمي من مخاطر مرض السرطان، وذلك عبر الوقاية وطرق الكشف المبكر للمرض والعلاج. ويُعتبر مرض السرطان أكبر المشكلات الصحية التي تواجه العالم، كما يُعدَ أهم أسباب الوفاة على الصعيد العالمي.

للوقاية من السرطان 4 نصائح للحد من خطر الإصابة بالمرض-رئيسية واولى
للوقاية من السرطان 4 نصائح للحد من خطر الإصابة بالمرض 

وعلى الرغم من التقدم الحاصل في مجال العلاج من أمراض السرطان، إلا أنه لا يزال يُمثَل تحديًا كبيرًا للصحة العامة؛ حيث يحتل المركز الخامس ضمن الأسباب الرئيسية للوفاة في المملكة العربية السعودية، وفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كما يأتي أيضًا في المرتبة الخامسة بين أكثر أسباب الوفاة شيوعاً في دولة الإمارات، حيث يتسبب في 8.2% من إجمالي الوفيات في الدولة.

أمراض السرطان وأهم أسبابها

هناك العديد من أنواع أمراض السرطان التي تصيب الجنسين، حتى الأطفال الصغار هم مُعرَضون لمخاطرها؛ فيما تنحصر بعض الأنواع بالنساء أو الرجال على حد سواء. وتُعدَ التغيّرات أو الطفرات في الحمض النووي داخل الخلايا في الجسم، السبب الرئيسي وراء الإصابة بالسرطان؛ ومن الممكن أن تحدث الطفرات الجينية لعدة أسباب، منها على سبيل المثال الطفرات الجينية التي نُولد بها، بحيث يُولد المرء بطفرةٍ جينية ورثها عن والديه. وهذا النوع من الطفرات يكون مسؤولًا عن نسبةٍ صغيرة من أنواع السرطان. إضافةً إلى الطفرات الجينية التي تحدث بعد الولادة، والتي لا تكون وراثية.

هناك العديد من العوامل التي يمكنها التسبب في حدوث طفرات جينية، مثل التدخين والتعرض للإشعاع والفيروسات والمواد الكيميائية المُسببة للسرطان (المواد المسرطنة) والسمنة والهرمونات والالتهابات المزمنة وعدم ممارسة الرياضة. وتحدث هذه الطفرات  بشكلٍ متكرر أثناء نمو الخلايا الطبيعي؛ إلا أن الخلايا تحتوي على آليةٍ يمكنها التعرف على وقت حدوث الخطأ وإصلاحه. وعلى الرغم من ذلك، قد تفشل هذه الآلية في التعرف على الأخطاء من حين لآخر، مما قد يتسبب في أن تصبح الخلية سرطانية.

لذا من الضروري دومًا، تثقيف أنفسنا ومن نحب، حول مخاطر السرطان وأهمية الوقاية منها؛ كذلك الإلمام ببعض النصائح التي تساعدنا في الكشف المبكر عنه، بغية علاجه بالطرق المناسبة، خاصةً في ظل التطور الطبي والتقني الذي يشهده الجسم الطبي في الوقت الحالي. وفي هذا الخصوص، يُحدَثنا الدكتور جيف فاسيركا، أخصائي أمراض الدم والأورام وخريج كلية الطب بجامعة سانت جورج في غرينادا عن أهمية التعرف على مخاطر السرطان، كما يقدم بعض النصائح للكشف عنه.

الدكتور جيف فاسيركا، أخصائي أمراض الدم والأورام
الدكتور جيف فاسيركا، أخصائي أمراض الدم والأورام

الوقاية من السرطان: 4 نصائح للحد من خطر الإصابة بالمرض

للأسف، ما زال حتى يومنا هذا، السرطان هو السبب الرئيس الثاني للوفاة في العالم. لكن معدلات البقاء على قيد الحياة تتحسن لأنواعٍ كثيرة من السرطان، بفضل التحسينات التي تشهدها طرق الكشف عن السرطان وعلاجه والوقاية منه.

ويُحدَد الدكتور فاسيركا من جامعة سانت جورج النصائح الأربع الآتية للحد من خطر السرطان واكتشافه مبكرًا:

معرفة مخاطر السرطان وإجراء الفحوصات والتطعيم عوامل تحميكِ من السرطان
معرفة مخاطر السرطان وإجراء الفحوصات والتطعيم عوامل تحميكِ من السرطان

1.     اعرفي مخاطر الإصابة بالسرطان

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعدَ السرطان أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم؛ حيث يتسبب في وفاة ما يقرب من 9.7 مليون شخص. وتشمل عوامل الخطر الرئيسية، بحسب المنظمة الأممية، تعاطي التبغ (التدخين بأنواعه) واستهلاك الكحول والنظام الغذائي غير الصحي والخمول البدني وتلَوث الهواء. كما تلعب عوامل الخطر غير القابلة للتغيير، مثل العمر والمواد المسرطنة والعوامل الوراثية وضعف جهاز المناعة، دورًا في الإصابة.

2.     أهمية إجراء الفحوصات المنتظمة

تُسهّل الفحوصات المنتظمة العلاج السريع من الإصابة بالسرطان، وبالتالي خفض عدد الوفيات المرتبطة به. وتُعتبر فحوصات الكشف المنتظمة مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية ومسحات عنق الرحم وتنظير القولون، ضروريةً للكشف عن أية مشاكل في وقتٍ مبكر، وتمكين العلاج السريع وتعزيز فرص النجاة من المرض.

على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي اكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة إلى زيادة نسبة معدل البقاء على قيد الحياة لخمس سنوات إلى 99%، في حال تقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب، مقارنةً بنسبة 27% فقط في حال الكشف المتأخر. لهذا نحرص من خلال موقع "هي"، كل عام، على المشاركة في الحملة العالمية للتوعية من سرطان الثدي والدعوة للكشف المبكر عنه، ضمن حملة شهر أكتوبر الوردي.

3.     اكتشفي الأعراض مبكرًا

قد تختلف الأعراض حسب نوع السرطان، ولكن هناك بعض العلامات الرئيسية التي يجب عليكِ التنبه لها لضمان اتخاذ إجراءاتٍ سريعة والوقاية الاستباقية، مثل:

•       الأعراض الجسدية: ظهور كتل غير مُبررة وتورم وسعال وضيق في التنفس وتغيَرات في الإخراج ونزيف غير متوقع وفقدان الوزن غير المقصود والتعب والألم غير المبرر وظهور الشامات الجديدة.

•       مشاكل الجهاز البولي: المضاعفات، بما في ذلك الحاجة الملحة للتبول بشكلٍ متكرر وعدم القدرة على التبول، والألم.

•       أعراضٌ أخرى: حدوث تغيَراتٍ غير عادية في الثدي وفقدان الشهية والألم المستمر وحموضة المعدة والتعرق الليلي الشديد.

إحمِ نفسك من السرطان بممارسة الرياضة وتناول الأكل الصحي وتجنب التدخين
إحمِ نفسك من السرطان بممارسة الرياضة وتناول الأكل الصحي وتجنب التدخين

4.     أساليب الوقاية الاستباقية

إن اتباع أنماط حياةٍ أكثر صحة ومواكبة مواعيد اللقاحات الأساسية ومعالجة المخاطر البيئية، كلها أساليب يمكن أن تُقلَل من مخاطر الإصابة بالسرطان؛ فلا تتواني عزيزتي عن السعي لما يلي:

•       أسلوب حياةٍ صحي: يشمل تجنّب منتجات التبغ، الحفاظ على وزنٍ صحي، اتباع نظامٍ غذائي صحي، والامتناع عن تناول الكحول.

•       الحصول على اللقاحات اللازمة: منها أخذ اللقاحات ضد فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب الكبد الوبائي ب والفيروسات الأخرى التي قد تُعرَض حياتكِ وحياة من تحبين للخطر.

•       معالجة المخاطر من محيطكِ: ومنها تجنَب التعرض للأشعة فوق البنفسجية واستخدام وسائل الحماية من الشمس، والحد من التعرض لتلوث الهواء الخارجي والداخلي.

يُعلَق الدكتور جيف فاسيركا، الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة في مؤسسة أخصائيي السرطان وأمراض الدم في نيويورك والشريك المؤسس لـOneOncology: "في اليوم العالمي للسرطان، نتذكر التأثير العميق الذي يُخلَفه السرطان على منطقة دول الخليج العربي وغيرها من دول العالم. ومن خلال عيش حياةٍ أكثر صحة والحصول على اللقاحات اللازمة والتشجيع على الكشف المبكر، يمكننا جميعًا الحد من عبء هذا المرض وتمهيد الطريق لمستقبلٍ أكثر صحة في دول الخليج العربي."

ونحن بدورنا، ندعوكِ عزيزتي في هذا اليوم، للتوعية العامة والتثقيف حول مرض السرطان وكيفية الوقاية منه، باتباع نصائح وإرشادات الخبراء، لتنعمي بحياةٍ صحية ورفاهية وسعادة.