
التوتر وكثرة الكافيين أحد أسبابه: خفقان القلب.. متى يكون خطيرًا وكيف نعالجه؟
تشعرين بنوعٍ من خفقان القلب غير الطبيعي؟ تتسارع لديكِ ضربات القلب بصورةٍ غير مألوفة وغير معهودة؟ تحتاجين للتوقف عن إتمام ما تقومين به حاليًا، لأنكِ تشعرين بأن قلبكِ ينبض بسرعة وتحتاجين للجلوس وأخذ نفسٍ عميق؟
هذا الخفقان قد يكون مزعجًا، ولكنه عادةً ما يكون غير خطير أو ضار؛ وغالبًا ما ينتهي من تلقاء نفسه دون علاج. في أغلب الأحيان، قد يكون سبب الخفقان هو التوتر والقلق، أو نتيجة تناولكِ الكثير من الكافيين، أو النيكوتين، أو مشروبات الطاقة. كما يمكن أن يحدث ذلك أيضاً نتيجة التغيرات الهرمونية أثناء الحمل. لذا تأكدي من وجود واحدٍ أو أكثر من هذه العوامل، التي يمكن أن تتسبب لكِ بخفقانٍ وتسارع غير طبيعي لضربات القلب.
متى يكون خفقان القلب مصدر قلق؟

في حالاتٍ نادرة، يمكن أن يكون خفقان القلب المستمر مؤشرًا على وجود مرضٍ خطير في القلب. لذلك، وفي حالة المعاناة من خفقانٍ مستمر أو متكرر في القلب أو زيادة في معدل خفقان القلب عند النوم، يجب الذهاب للطبيب للحصول على عناية طبية فورية. من هنا، توجهنا إلى الدكتور هشام طايل، أخصائي القلب التداخلي في المستشفى الدولي الحديث؛ للوقوف أكثر على أسباب وأعراض خفقان القلب والأعراض المرتبطة به، وبالطبع طرق العلاج والوقاية منه، للإجابة على كافة التساؤلات التي يمكن أن تخطر في ذهنكِ حاليًا.
ما هو خفقان القلب؟
أو تسارع ضربات القلب، هو حالةٌ يشعر فيها الشخص بأن قلبه ينبض بسرعةٍ أكبر من المعدل الطبيعي، والذي يتراوح عادةً بين 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة لدى البالغين. وفي بعض الحالات، قد يصل معدل النبض إلى أكثر من 100 نبضة، مما يستدعي الانتباه، خاصةً إذا تكرَر الأمر أو صاحبه أعراضٌ أخرى غير الخفقان غير المعهود.
ما أسباب زيادة سرعة ضربات القلب؟
يشير الدكتور طايل إلى وجود العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى تسارع ضربات القلب؛ منها ما هو مؤقت وطبيعي، ومنها ما قد يدل على مشكلة صحية، ومن أبرزها:
• القلق والتوتر النفسي.
• الجهد البدني الزائد.
• تناول المُنبَهات (مثل الكافيين والنيكوتين).
• الحمى أو العدوى.
• فقر الدم.
• انخفاض ضغط الدم.
• فرط نشاط الغدة الدرقية.
• وجود مشاكل في القلب مثل اضطراب النُظم القلبي أو ضعف عضلة القلب.
• تناول بعض الأدوية أو المكملات الغذائية.
كيف يؤثر التوتر والقلق على سرعة ضربات القلب؟ وهل تكون هذه الزيادة مؤقتة؟
عند التعرض للتوتر أو القلق، يجيب الدكتور طايل؛ يُفرز الجسم هرموناتٍ مثل الأدرينالين، ما يؤدي إلى تحفيز القلب على العمل بشكلٍ أسرع، إستعدادًا لما يُسمى "استجابة القتال أو الهروب". هذا التسارع عادةً ما يكون مؤقتًا ويزول بزوال مصدر التوتر؛ لكن في حال استمر القلق لفترةٍ طويلة، قد يؤدي إلى خفقانٍ متكرر أو اضطراباتٍ في نُظم القلب.
ما هي أبرز أعراض خفقان القلب؟

هناك بعض الأعراض على تسارع ضربات القلب، التي قد تشير إلى مشكلةٍ صحية خطيرة. وبالرغم من أن تسارع ضربات القلب قد يكون أحيانًا غير خطير (كما ذكرنا في البداية)، إلا أن وجود أعراضٍ أخرى قد يشير إلى مشكلة صحية، مثل:
1. ألم أو ضيق في الصدر.
2. ضيق في التنفس.
3. دوخة أو شعور بالإغماء.
4. تعرَق مفرط.
5. الشعور بالإرهاق أو الضعف العام.
6. اضطراب في الوعي أو الإغماء.
في حال ظهور هذه الأعراض، يجب مراجعة الطبيب فورًا، ينصح الدكتور طايل، متحدثًا عن طرق تشخيص هذه المشكلة في السطور التالية.
كيف يتم تشخيص خفقان القلب؟
عند توجهَكِ للطبيب، يبدأ التشخيص عادةً بالفحص السريري وسؤالكِ عن الأعراض وتاريخ الحالة. ثم يعمد الطبيب إلى إجراء بعض الفحوصات، مثل:
• تخطيط القلب الكهربائي (ECG): لفحص النبضات الكهربائية للقلب وتحديد نوع التسارع.
• فحص الدم: للكشف عن مُشكلاتٍ مثل فقر الدم أو اضطرابات الغدة الدرقية.
• جهاز هولتر: جهاز يُرتدى لمدة 24-48 ساعة لمراقبة ضربات القلب بشكلٍ مستمر.
• اختبارات الجهد (Treadmill Test): لقياس استجابة القلب أثناء التمارين.
• تخطيط صدى القلب (Echocardiogram): لرؤية بنية القلب وصماماته.
ما هي العلاجات المتاحة لخفقان القلب؟
يعتمد العلاج على سبب تسارع ضربات القلب، ويشمل ما يلي:
1. تغيير نمط الحياة: مثل تقليل التوتر، الابتعاد عن الكافيين، والإقلاع عن التدخين.
2. العلاج بالأدوية: ومنها حاصرات بيتا أو أدوية تنظيم نبض القلب.
3. علاج السبب الأساسي: مثل علاج فرط نشاط الغدة الدرقية أو فقر الدم.
4. الصدمة الكهربائية (Cardioversion): تُستخدم في بعض الحالات الطارئة لاستعادة النبض الطبيعي.
5. القسطرة الكهربية (Ablation): لإزالة البؤر المُسببة لاضطراب النُظم داخل القلب.
كيف يمكنني الوقاية من خفقان القلب؟

بالطبع، الخفقان البسيط الناجم عن الشعور بالفرحة أو الاستثارة جراء حدثٍ مفاجئ، لا تُثير القلق كما أسلفنا. إنما يمكن وفي مجمل الأحوال، خاصةً عن تكرار التعرض لتسارع ضربات القلب، اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية كما يحصل مع العديد من المشكلات الصحية الأخرى.
وبحسب الدكتور طايل، أخصائي القلب التداخلي في المستشفى الدولي الحديث؛ يمكن الوقاية من تسارع ضربات القلب باتباع التالي:
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام (مع استشارة الطبيب).
• تقليل التوتر والقلق من خلال تقنيات الاسترخاء.
• الابتعاد عن المُنبَهات مثل الكافيين والنيكوتين.
• المتابعة الدورية لدى الطبيب خاصةً لمن لديهم تاريخٌ مرضي.
• تنظيم النوم وتناول الطعام الصحي.
في الخلاصة؛ فإن تسارع ضربات القلب أو خفقان القلب كما هو معروف، قد يكون أمرًا عارضًا أو مؤقتًا نتيجة التوتر أو الإجهاد، لكنه قد يشير أيضًا إلى مشكلة صحية تستدعي المتابعة. لذا فإن التشخيص الدقيق والعلاج المبكر مهمان للحفاظ على صحة القلب وتجنب المضاعفات.
احرصي دومًا عزيزي على إيلاء صحة قلبكِ العناية القصوى، ولا تتواني عن زيارة طبيبكِ في حال أي أعراضٍ مفاجئة أو مزعجة تمكن أن تؤثر سلبًا على صحتكِ ورفاهكِ.