النوم متأخرًا يسبب الاكتئاب ويضر بسلامة العقل أيضًا

النوم متأخرًا يسبب الاكتئاب: ما العلاقة بين السهر والصحة النفسية

ريهام كامل

النوم متأخرًا بات ظاهرة شائعة عند قاعدة عريضة من الناس، فقد أصبح السهر أمرًا عاديًا في حياة الكبار والصغار من مختلف الأعمار.توجد أسباب عديدة تقف وراء السهر، منها الدراسة، العمل، ولكن النسبة الأكثر يتبعه كأسلوب حياة، لأنهم يرون أن السهر يحقق ترفيه وتسلية كبيرة جدًالهم. النسبة الأكبر من الذين يسهرون لساعات متأخرة من الليل لا يعلمون الآثار الخطيرة التي تتربص بهم وبصحتهم، والتي من أهمها التأثير سلبًا على الص، إذ ظهرت دراسة تفيد بأن النوم متأخرًا يسبب الاكتئاب.

من أجل هذا الموضوع المهم، نتطرق اليوم لتناول دراسة جديدة تكشف عن العلاقة بين السهر والصحة النفسية، وإيضاح كيف يمكن أن يكون النوم متأخرًا سببًا في زيادة احتمالات الإصابة بالاكتئاب.

دراسة.. النوم متأخرًا يسبب الاكتئاب

النوم متأخرًا يسبب الاكتئاب فحافظي على صحتك النفسية بالنوم المبكر
النوم متأخرًا يسبب الاكتئاب فحافظي على صحتك النفسية بالنوم المبكر

كشفت دراسة جديدة أن النوم متأخرًا يزيد من احتمالات الإصابة بالاكتئاب، لتضيف إلى آثاره السلبية التي تلحق الضرر بالصحة الجسدية تأثيرًا جديدًا يتعلق بالصحة النفسية أيضًا.

الدراسة التي قام بها فريق بحثي من جامعة ساري في بريطانيا، والتي شملت 550 طالبا جامعيًا تتراوح أعمارهم ما بين 17 و28 عاما، لمعرفة إجاباتهم عن أنماط النوم الخاصة بهم، وبمدى تركيزهم الذهني ومستويات شعورهم بالقلق والاكتئاب من خلال استبيان قاموا به.

وبحسب الموقع الإلكتروني "هيلث داي" المتخصص في الأبحاث الصحية، والذي قدم نتائج سابقة مفادها بأن الطلبة الذين يسهرونلساعات متأخرة من الليل تتزايد لديهم أعراض الإصابةبالاكتئاب.أوصى الباحثون بضرورة الانتباه للعلاقة بين السهر والاكتئاب، والتوعية بشأن النوم المتأخر، وذلك  للحد من مخاطر الإصابة بالاكتئاب لدى من ينامون متأخرا في الليل، مثل الالتزام بممارسة تدريبات ذهنية معينة، مطالبين بضرورة عمل دراسات إضافية، لتحديد مدى ارتباط نتائج الدراسة بفئة عمرية معينة دون غيرها.

هل يمكن أن يسبب النوم المتأخر الاكتئاب؟

النوم متأخرًا يسبب الاكتئاب ويضر بسلامة العقل أيضًا رئيسية
النوم متأخرًا يسبب الاكتئاب ويضر بسلامة العقل أيضًا

نعم، تشير العديد من الدراسات العلمية بما فيهم الدراسة التي تم الإشارة إليها أعلاه، إلى أن النوم المتأخر قد يكون عاملًا رئيسيًا في زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.النوم الجيد المنتظم يساعد ينظم كيمياء الدماغ، ولذلك تحدث تغيرات في هرمونات المزاج مثل السيروتونين والميلاتونين عند السهر أو التأخير في النوم لأي سبب، مما يؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب.

وبحسب موقع "ويب طب" عن أضرار النوم المتأخر، تزيد قلة النوم من إفراز هرمون الكورتيزول، المعروف باسم هرمون التوتر، ما يؤدي إلى الشعور بالإجهاد النفسي الذي يسبب الإصابة في الاكتئاب لاحقًا.

العزلة أيضًا، أحد أعراض الاكتئاب التي يتسبب في حدوثها النوم المتأخر، لأن الأشخاص الذين ينامون في ساعات متأخرة من الليل لا يكون لديهم الوقت الكافي لممارسة كثير من الأنشطة الاجتماعية المهمة، فيحرمون من التواصل مع الأهل والأصدقاء والأقارب بطريقة منتظمة، ومن هنا تبدأ عزلتهم ثم إصابتهم بالاكتئاب.

أضرار النوم المتأخر

النوم متأخرًا يسبب الاكتئاب، وإضافة إلى ذلك، فإن له أضرار عديدة أخرى، وهي كما ذكرها موقع "ويب طب" كما يلي:

  • التأثير على الوظائف الإدراكية، النوم متأخرًا يضعف من الذاكرة، ويقلل من الانتباه، ويتسبب في حدوث صعوبات في التعلم، وكذلك في اتخاذ القرار.
  • زيادة احتمالات التعرض للحوادث.
  • ضعف المناعة، من أضرار النوم المتأخر أنه قد يسبب ضعف في المناعة، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالالتهابات المختلفة، ويزيد من طول الفترة اللازمة للشفاء.
  • التأثير سلبًا على الهرمونات، حيث زيادة هرمونالكورتيزول والنورإيبينفرين، ومن ثم التأثير في هرمونات الخصوبة.
  • النوم متأخرًا يؤدي إلى زيادة الوزن، وزيادة إحتمالات التعرض لمشاكل صحية عديدة.
  • زيادة إحتمالات الإصابة بالسكري.
  • النوم متأخرًا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وزيادة احتمالات التعرض لفشل القلب، والنوبة القلبية، والسكتة الدماغية، كما أنه السهر والنوم المتأخر يتسببان في زيادة ضغط الدم ما يزيد من احتمالات التعر ض.
  • شحوب الوجه، وانتفاخ العينين، وظهور التجاعيد من أضرار النوم متأخرًا، والتي يجب الانتباه إليها جيدًا.

نصائح لتجنب النوم المتأخر

النوم متأخرًا يسبب الاكتئاب، ولكن ثمة نصائح مهمة لو تم الإلتزام بتطبيقها ستتحقق الوقاية من الاكتئاب مع الحصول على فوائد النوم المبكر أيضًا، وهذه النصائح هي:

النوم متأخرًا يسبب الاكتئاب لأنه يعوق إفراز الميلاتونين
النوم متأخرًا يسبب الاكتئاب لأنه يعوق إفراز الميلاتونين
  • يجب الالتزام بجدول نوم منتظم، والذهاب إلى الفراش في نفس الموعد يوميًا، والاستيقاظ في نفس الموعد أيضًا، لأن ضبط الساعة البيولوجية يحول دون السهر لساعات متأخرة من الليل.
  • تجنب الشاشات بمختلف أنواعها قبل النوم بساعتين أو ساعة، لأن الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر يسبب الأرق الشديد لأنه يعوق إنتاج الميلاتونين.
  • خلق بيئة نوم مريحة تضمن عدم وجود منغصات تعكر مسيرة النوم خلال الليل. النوم في الظلام والهدوء مفيد جدًا مع مراعاة اعتدال درجة الحرارة في الغرفة، واستخدام وسادة مريحة أثناء النوم.
  • ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على تحسين جودة النوم، بشرط أن تكون في بداية اليوم، إذ يحذر المختصين من ممارسة الرياضة قبل موعد النوم مباشرة.
  • تجنب الكافيين والوجبات الثقيلة ليلًا قبل النوم، لأنها حتمًا ستحول دون نوم عميق ومتواصل.
  • ممارسة الاسترخاء والتأمل
  • تقنيات مثل التنفس العميق والتأمل واليوغا تساعد في تقليل التوتر وتحسين جودة النوم.
  • طلب الاستشارة في حال القيام بكل ما سبق دون جدوى، للتحدث مع المختص بهذا الشأن، والحصول على الدعم اللازم.

خلاصة القول:

النوم متأخرًا يسبب الاكتئاب، ويؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية. قد يبدو السهر عادة غير ضارة لكثيرين، لكنه على المدى الطويل يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات خطيرة مثل القلق والاكتئاب. لذلك، من المهم الحرص على تحسين جودة النوم، واتباع عادات صحية جيدة قبله، إضافة إلىاتباع نمط حياة صحي.

تذكري: النوم يُغلق أعيننا عن العالم، لكنه يُوقظ أرواحنا من الداخل، ناموا جيدًا، فالصحة تبدأ من راحة الجسد، والمزاج الجيد، والسعادة تتحقق بكليهما.