
أنتِ أقوى فيما تتقدمين بالعمر.. النهج الذكي للتحرك والازدهار والشيخوخة برشاقة
"عندما أكبر، لا أريدُ أن أبقى أجمل.. غايتي القصوى مع التقدم في العمر، أن أبقى قويةً وخالية من الأمراض".
هل سبق أن سمعتِ أحدا يردد مثل هذا القول، وخاصةً النساء؟ المعروف بديهيًا، أن المرأة ميّالة بطبعها للاستمتاع بالجمال والشباب، وهي ترفض التصريح عن عمرها الحقيقي مخافة أن يُقال لها "أصبحتِ عجوزًا". الشباب والجمال هما أكثر ما يشغل بال معظم النساء، لكنها وخلال السنوات القليلة المنصرمة، لم تعد كذلك؛ إذ إن كثيرًا من النساء اليوم يرغبنَ في "شيخوخة صحية" أكثر منها "جميلة وشابة".
ما المقصود بشيخوخة صحية؟ معناه أن نكبر في السن، لكن أجسامنا البيولوجية تبقى تتمتع بالصحة والرشاقة والقوة. الشيخوخة لا يجب أن تعني مطلقًا التراجع للخلف، بل للتحسين؛ ومع تقدمنا في السن، لا نحتاج إلى مقاومة عملية الشيخوخة الطبيعية، بل تقبَّلها بذكاءٍ أكبر من خلال تغذيتنا، وحركتنا، وإعطاء الأولوية لصحة عظامنا.
نساءٌ كثيرات تحولنَ مؤخرًا نحو الاعتناء بنوعية الغذاء الصحي الذين يتناولنه، ويواظبنَ على ممارسة الرياضة والاستمتاع بالنوم وقلة التوتر، بغية الارتقاء بجودة السنوات الجديدة التي تُضاف إلى حياتهن. التقدم في السن برشاقة لا يعني إيقاف الزمن، بل هو ببساطة، التكيَّف مع هذه الظاهرة الطبيعية بذكاء.
لا أخفيكِ سرًا عزيزتي، لكن أساسيات التقدم بالسن بصورةٍ صحية وقوية؛ تتطلب بعض الخطوات الحياتية الصحيحة والمدروسة، والتي تدعم شيخوختنا الصحية بكل المقاييس. للتعرف إليها، تحدثنا إلى الدكتورة مريم مطر، مؤسِّسة ورئيسة جمعية الإمارات للأمراض الجينية؛ وميثاء المطروشي سفيرة لولوليمون ومدربة الصحة والأداء، وجمعنا لكِ في مقالة اليوم، بعض أفضل النصائح لشيخوخة صحية.
الشيخوخة برشاقة وقوة

تؤكد الدكتورة مريم مطر أن التقدم في السن برشاقة يتجاوز مجرد التقدم بالعمر، بل يتعلق بتحسين العمليات البيولوجية التي تؤثر في شيخوختنا، وتحافظ على حيويتنا البدنية والعقلية. ومع تقدم الأبحاث الجينية، أصبحنا اليوم أكثر إدراكًا أن بإمكاننا إعادة برمجة جيناتنا والتحكم في كيفية تعبيرها عن نفسها بمرور الوقت. ومن خلال التركيز على مناهج علمية مُصمَمة خصيصًا لكل شخص، مثل إعادة برمجة الجينات؛ يمكننا إبطاء عملية الشيخوخة، وتحسين الصحة، وضمان جودة حياةٍ أفضل على مر السنين القادمة.
ومع دخول النساء أواخر الأربعينيات من العمر، من الضروري لهنَ إدراك الحاجة إلى فهم الاحتياجات الفريدة لأجسامهنَ، والتكيف معها فيما يتقدمنَ في السن. ومن خلال الرؤى الجينية المُخصصة، تقول الدكتورة مطر؛ يمكن للنساء اكتساب فهمٍ أوضح لكيفية استجابة أجسامهنَ لعوامل أنماط الحياة المختلفة.
في هذا المنحى؛ تُشدد الدكتورة مطر على عدة عوامل منها:
• أهمية الحفاظ على قوة العضلات وكثافة العظام من خلال تمارين محددة، وخاصةً تمارين القوة.
• يُعدّ اتباع نظام غذائي متوازن، وغني بالعناصر الغذائية الأساسية، مُعزَزًا للصحة على المدى الطويل.
• إضافة إلى ذلك، يُعتبر تعزيز الصحة النفسية والعاطفية من خلال التواصل الاجتماعي وإدارة التوتر، أمرًا مهمًا أيضًا لشيخوخةٍ صحية.
• كذلك ضمان نمط نومٍ منتظم ومواءمة خيارات نمط الحياة مع الاستعدادات الجينية، كل ذلك يساعد على تحسين الصحة العامة مع التقدم في السن.
رعاية وقائية.. لشيخوخة صحية

تتضمن الرعاية الوقائية للشيخوخة نهجًا أكثر تخصيصًا، بحسب الدكتورة مريم، ومستندًا إلى الاختبارات الجينية. إذ لم يعد الاعتماد على التوصيات العامة كافيًا؛ ففهم تركيبكِ الجيني الفريد هو الأساس. ويجب أن تشمل الرعاية الوقائية، فحوصاتٍ منتظمة للاستعدادات الجينية لمختلف الحالات الصحية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري.
إضافة إلى ذلك، فإن إعادة برمجة التعبير الجيني من خلال إحداث تغييراتٍ في نمط الحياة، يمكن أن تؤثر بشكلٍ فعال في عملية الشيخوخة وتُقلَل من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر. ويساعد هذا النهج الشخصي تحديدًا، على معالجة الشيخوخة من جذورها الجينية.
إذن؛ للتقدم في السن بصحةٍ جيدة، من الضروري تخصيص الرعاية بناءً على التركيب الجيني الفريد لكل شخص. إن فهم كيفية تأثير عوامل نمط الحياة، مثل التغذية وممارسة الرياضة والنوم، في جسمكِ على المستوى الجيني، يسمح باتباع نهجٍ مُصمم خصيصًا لكِ. وهنا تشير الدكتورة مطر إلى مجموعة نصائح تساعد في تحقيق هذه المعادلة:
- اتباع نظامٍ غذائي متوازن، غني بالعناصر الغذائية الأساسية مثل أحماض أوميغا 3 ومضادات الأكسدة، للحفاظ على صحة الخلايا.
2. النشاط البدني المنتظم، وخاصة تمارين القوة، ضروريٌ للحفاظ على كتلة العضلات وكثافة العظام.
3. النوم الذي يؤثر في التعبير الجيني عاملٌ رئيسي آخر، فإعطاء الأولوية للنوم الجيد يمكن أن يؤثر بشكلٍ كبير في الصحة على المدى الطويل. كما أن إدارة التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء، تدعم الصحة النفسية بصورةٍ أكبر، بينما يُعزَز النشاط الاجتماعي والذهني طول العمر بصورةٍ عامة.
عظامٌ قوية.. لشيخوخة صحية ومتينة

في الفقرة السابقة، قدمت لنا الدكتورة مطر نصائح غذائية وحياتية قيّمة ومهمة لاحتضان الشيخوخة؛ من ضمنها ممارسة الرياضة.
ويتجه كثيرون في الغالب نحو التمرين الرياضي، بغية التخلص من الوزن الزائد؛ لكن الرياضة ليست فقط لتحقيق حلم الرشاقة، بل هي أساس الجسم الصحي في مختلف المراحل العمرية، وخاصةً عند التقدم في السن. وهو ما أكدته لنا ميثاء المطروشي، سفيرة لولوليمون ومدربة الصحة والأداء.
تقول المطروشي إن التقدم في السن هو بيدنا؛ والحركة تُبقينا أقوياء ومرنين ومستقلين. كما أن التمارين الرياضية تُبقي العقل حادًا والقلب قويًا. بالنسبة للمدربة الإماراتية الشابة، لا يقتصر التدريب على المظهر الجيد فحسب؛ بل يتعلق بطول العمر، والشعور بالقوة في الجسم، والحفاظ على الطاقة اللازمة للأشياء التي نحبها.
وللنساء تحديدًا، فإن التمارين الرياضية المُنتظمة هي أفضل أدواتهنَ؛ إذ تمرَ النساء بالكثير من التغيرات الجسدية والهرمونية، لذا فإن الحركة ليست اختيارية، بل ضرورية. وتُساعد تمارين القوة، والتمارين منخفضة التأثير، وتمارين الحركة على توازن الهرمونات، ومنع فقدان العظام، والحفاظ على استقرار عملية الأيض. وأهم من ذلك كله، أنها تبني الثقة بالنفس.
التمارين الأكثر فاعلية لشيخوخة صحية أفضل

هي التمارين التي تُحفَز الجسم مع مراعاة احتياجاته، تؤكد المطروشي. مضيفةً أن تمارين القوة تحافظ على صحة العضلات والمفاصل، فيما تضمن اليوغا والبيلاتس المرونة وحركة سلسة دون ألم. بدورها تدعم تمارين القلب والأوعية الدموية، مثل ركوب الدراجات في الأماكن المُغلقة، صحة القلب.
وتحظى تمارين "لاغري" Lagree، على وجه الخصوص، بتقديرٍ كبير نظرًا لفوائدها المُستدامة. فهي عالية الكثافة وقليلة التأثير، وهو ما يجعلها آمنة وفعالة للحفاظ على القوة والمرونة والثبات؛ وهي عوامل أساسية للشيخوخة الصحية. وتُظهر دراساتٌ حديثة كيف تُعزَز "لاغري" صحة المفاصل على المدى الطويل والمرونة البدنية العامة.
انتشر تمرين Lagree مؤخرًا في الولايات المتحدة، وهو برنامجٌ جديد للياقة البدنية يمتاز بتمريناته الخفيفة والفاعلة في ذات الوقت. وقد قام سيباستيان لاغري؛ وهو خبيرٌ فرنسي-أميركي ومؤسس شركة لاغري فيتنس، التي ابتكرت الجهاز الذي يعتمد عليه برنامج لياقة "لاغري"، بتصميم البرنامج الجديد، والذي يساعد على ممارسة التدريبات دون أحمالٍ كبيرة على المفاصل والعمود الفقري.
خلاصة القول؛ أن التقدم في السن لا يجب أن يشغل بالنا نحو الناحية الجمالية لوجوهنا وبشرتنا فقط، بل يجب أن نُحيط صحة أجسامنا من الداخل بالعناية القصوى. وذلك من خلال الاعتناء بصحة خلايانا وتقوية عظامنا عن طريق التغذية الصحية المتوازنة، والمواظبة على التمرينات الرياضية خصوصًا تمارين القوة.
احتضان الشيخوخة وتقبَلها كما هي، هي الخطوة الأولى لكِ عزيزتي نحو اتخاذ قرار تحسين صحتكِ الجسدية والنفسية والعقلية؛ بحيث تكون سنواتكِ القادمة التي تتجه بكِ نحو الشيخوخة، أفضل وأكثر صحية.