فارس الأحلام .. كيف تغير في نظر الفتيات بين الأمس واليوم
فارس الأحلام، لطالما سمعنا عنه في الراويات الرومانسية الجميلة، وجسدته فتيات الأمس البعيد في أحلامها ويقظتها، ووضعن له مواصفات رقيقة مثلهن تماماً، فصورنه بفارس يأتي على حصان أبيض يخطف حبيبته، ويطير بها إلى عالم خيالي واسع المدى، تتلألأ فيه الدنيا بشعاع الحب.
فارساً لا يريد من الدنيا سوى حبيبته، ولا يطيق العيش إلا معها، فارساً يحميها من تقبلات الزمان، ومن كل ما يحاول أن يحول دون سعادنها، جميلة هي أحلامهن، والأجمل براءة الحلم ونقاؤه، فلم يعد اليوم لهذه الأمور أهمية لأنها باتت في عداد الموتى، فاليوم يختلف الأمر كثيراً عن الأمس.
مواصفات فارس الأحلام
كان لكل فتاة مواصفات معينة لفارس أحلامها، الوسامة والمرح والقوة و الصفات الرجولية كلها مواصفات مشتركة بين الفتيات، وكن يحلمن بالعش الصغير الهادئ والحياة الزوجية المليئة بالحب والحنان، حياة يملؤها الحب ولا شيء غيره.
وكانت الفكرة المسيطرة على عقولهن أن فارس الأحلام هو المنقذ والمحقق لكل الآمال والأمنيات في الحياة، وأن كل واحدة منهن ستعيش حياة من الترف والرومانسية، لن تحزن، ولن تبكي عيناها أبداً، فكل شيء موجود بوجود الحب، لأنهن كن يعتقدن أن الحب غير قابل للنفاذ، وأنه سيظل للأبد، وأن الأحلام الوردية صارت حقيقة، وأن الوضع الراهن في خيالهن الواسع لن يتغير أبداً.
فارس الواقع
أما اليوم ولاعتبارات كثيرة مثل التحديات المادية المرهقة للجميع، والبطالة، والعنوسة، والواقع الذي يعيشه نسبة كبيرة من الأزواج والزوجات في حياة زوجية بائسة يهيمن عليها الملل والفتور والتعاسة، نجد أسطورة فارس الأحلام قد تلاشت، وحل محلها أفكار جديدة بمعايير جديدة غاب عنها كثير من المعاني الجميلة.
وبدأت نسبة كبيرة من الفتيات اليوم في التفكير بشكل عقلاني أكثر، والبحث عن أموراً أخرى غير الحب تسبب السعادة، مثل الثراء، والمال، والبيت الواسع، والسيارة الفخمة، والفارس الذي يجعلها تعيش على أرض الواقع بدلاً من حياة الأحلام.
والحقيقة أنه لا يمكن اللوم على فتيات اليوم إذا ما عدلن عن أفكارهن الرومانسية، ونظرن نظرة عقلانية بعض الشيء عن فارس الأحلام..أعني فارس الواقع، لأن القرار السليم عند الارتباط هو بداية نجاح الحياة الزوجية، والقرار السليم يحتاج إلى كثير من العقل وبعض المشاعر.
والحقيقة أنه هناك أموراً عديدة جعلت نظرة الفتيات تتغير عن فارس أحلام، مثل:
- الخذلان والمرور بقصص حب فاشلة عصفت بقلوبهن وجعلتهن يفقدن إيمانهن بالحب والعالم الرومانسي الجميل الذي بتن يحلُمن به.
- تغير الأحوال من حولهن، وطغيان المادة على كل شيء، وارتفاع تكاليف المعيشة، وخوفهن من الفقر إذا ما تزوجن برجال يعانين من فقر وضعف الحال.
- كثرة الرجال المخادعين الذين يتظاهرون بالحب والرومانسية ليتلاعبون بمشاعر الفتيات بغرض التسلية والمرح.
- النظر إلى قصص الحب والزواج الفاشلة بعمق، والحزن على أبطالها، والخوف من المرور بنفس التجربة ومواجهة نفس المصير.
والحقيقة أن أسطورة فارس الأحلام ليست إلا حلماً جميلاً طالما داعب خيال الفتيات، مجرد حلم لا يمكن أن يتحقق لأنه قائم على معايير لا وجود لها، لأن فارس الواقع الذي تعيشه كل فتاة أفضل بكثير من حياة هاوية ليست مستقرة تهيم في عالم الخيال تتخبط هنا وهناك حتى ينهار كل ركن فيها بلا عودة.