الخرس الزوجي بداية النهاية .. هل من سبيل للنجاة
الخرس الزوجي طاقة سلبية تعصف بمشاعر الزوجين بعد فترة من طويلة من الزواج، وخصوصاً بعد سيطرة الرتابة والملل على حياتهما الزوجية، وهو حالة من الصمت الزوجي تفتح الباب لكل الأمور السلبية التي لها أن تدمر العلاقة محدثة الانفصال العاطفي بينهما، وهو حالة صعبة تصبح فيها الحياة الزوجية على حافة الهاوية، كونه يعد بداية النهاية.
من أجل ذلك يجب على كل زوجين الانتباه جيداً إلى الخرس الزوجي، والتعامل معه من البداية بعين العقل والحكمة، والذكاء العاطفي الذي يجعلهما قادران على محاربته، وإنعاش الحياة الزوجية بكل الطرق، لكي لا يحدث ما لا يحمد عقباه.
في هذا المقال نسرد أهم الأسباب التي تقف وراء الخرس الزوجي، والعلامات التي تدل عليه، وطرق التعامل معه بما يحقق سلامة العلاقة بين الزوجين، ونجاح الحياة الزوجية.
علامات تدل على حدوث الخرس الزوجي
العلامات التالية تدل على حدوث الخرس الزوجي بين الزوجين:
انعدام لغة الحوار بين الزوجين
انعدام لغة الحوار بين الزوجين أحد أهم العلامات التي تدل على حدوث الخرس الزوجي، إذ يحدث وأن تنعدم لغة الحوار بين الزوجين بعد فترة من الزواج، وخصوصاً بعد تمكن الروتين والرتابة من تفاصيل عدة بينهما، ويصبح حديثهما مقتصراً على كل الأمور الأخرى ما عدا الحوار الدافئ الذي له أن يحفظ علاقتهما للأبد لو أنهما تمكنا من الحفاظ عليه، إذ يصبح حديثهما عن الالتزامات المادية واحتياجات الأسرة، ومشاكل الأطفال دون تذكر علاقتهما.
التظاهر بالاهتمام أمام الآخرين
بعد حدوث الخرس الزوجي، يبدأ الزوجان في الاهتمام ببعضهما البعض أمام الآخرين فقط، واهمال ذلك في ما بينهما، وهي نقطة خطيرة للغاية، لأنهما لا يدركان أثر ذلك على علاقتهما، وعلى حياتهما الزوجية، لأنه وبعد فترة قصيرة سيحدث الإنفصال النفسي بينهما ومنه إلى الطلاق العاطفي الذي ينذر بنهاية حياتهما معاً.
تجنب الاحتكاك
مع حدوث الخرس الزواج يسود هدوء قاتل في الحياة الزوجية، حيث تجنب كل من الزوجين الاحتكاك ببعضهما البعض، وذلك لانعدام الباعث على التواصل، وانعدام الرغبة في حدوث تقارب من أي نوع، ما يعني هروبهما من بعضهما البعض، وهي حالة خطيرة تزيد من مخاطر الخرس الزوجي على الحياة الزوجية، وتعجل بحدوث سلبيات أخرى عديدة قد تصل إلى حد الطلاق والإنفصال.
الحنين إلى حياة ما قبل الزواج
بعد حدوث الخرس الزوجي، يبدأ كل طرف بالتفكير في الأمور السابقة التي عاشها قبل الزواج، حتى أنه قد يكون هناك تفكيراً في الماضي الدافئ، وذلك بسبب الحنين الذي يملأ قلوبهما ولا يجد منفذاً له إلا التفكير في حياتهما قبل الزواج، وفي أي مشاعر سابقة كانت قد استقرت في القلب فترة ما قبل الزواج، للشعور بالمشاعر الجميلة التي كانت موجودة وقتها، كحيلة لتحقيق سعادة وهمية، لأن الحنين إلى حياة ما قبل الزواج والعلاقات العاطفية والمشاعر السابق الشعوربها، يسبب انعدام شعورهما بالسعادة الزوجية وسط تداعيات الخرس الزوجي، وما يحدث لهما بعدها.
برود الحياة الزوجية
يخلق الخرس الزوجي حالة من البرود في الحياة الزوجية، فتصبح جامدة لا مشاعر فيها، يسيطر عليها الهدوء في كل تفاصيلها، وهذه المرحلة التي تسبق حدوث البرود العاطفي الذي يسبب طلاق كل من الزوجين عاطفياً.
أسباب حدوث الخرس الزوجي بين الزوجين
تتعدد أسباب الخرس الزوجي بين الزوجين، ولعل من أهم الأسباب التي ذكرها خبراء العلاقات الزوجية والأسرية ما يلي:
إهمال التواصل
يعد التواصل بين الزوجين سلاحاً قوياً يغفل كل منهما على التفكير فيه، وحمله وسط المعارك التي يدخلان فيها خلال مسيرة الحياة الزوجية، ومع اهماله يحدث حالة من الصمت تؤدي إلى الخرس الزوجي، تليها العديد من الأمور السلبية التي من الممكن أن تعصف بالعلاقة بين الزوجين وبحياتهما الزوجية بقسوة.
إهمال المشاعر
يؤدي إهمال المشاعر إلى التعجيل بحدوث الخرس الزوجي، لأن عدم البوح بها، وعدم تقديرها يخلق الجفاء في القلوب، فتدخل التعاسة من أوسع أبوابها، لأنه لا يوجد ما يسبب سعادتهما، فيحدث قبول اضطراراي لهذه التعاسة، وخصوصاً عند التفكير في الأسرة وإهمال كل الأمور المتعلقة بعلاقة الزوجين ببعضهما البعض مع الاكتفاء بالصمت وكأنه أفضل العلاجات المتاحة لهما بحسب تفكيرهما في الأمر، ورؤيتهما الخاطئة.
الخلافات الزوجية المتكررة
لا شك أن الخلافات الزوجية المتكررة تزعزع استقرار الحياة الزوجية، وتخلق حالة من الاحتقان بين الزوجين، ولذلك يفضل كل منهما الصمت لأنهما يعلمان مسبقاً أنه لا توجد فائدة من الحديث، وخصوصاً مع اختلاف وجهات النظر، وانعدام التفاهم، وانعدام مرونة الحوار.
فشل محاولات التقرب بينهما
ومع كل ما سبق، يحدث وأن ينتبه أحد الزوجين إلى ما آلت إليه الأمور بينهما، ويحاول جاهداً الإصلاح إلا أن محاولاته لا تجدي نفعاً يُذكر وسط إنكار الطرف الآخر للمشكلة، ولذلك يفضل الصمت لأنه يعلم أنه لا فائدة تذكر من محاولات الإصلاح التي يسعى إليها، ولذلك يحدث الخرس الزوجي.
إهمال العلاقة الحميمة
بعد فترة من الزواج، تصبح العلاقة الحميمة عملية بيولوجية بحتة، وواجباً يقوم به كل من الزوجين بدون أي مشاعر تحقق الراحة والإنسجام، ومع انعدام التغيير، وعدم الاهتمام بما يحقق نجاحها، لتصبح روتينية للغاية، الأمر الذي يعجل بحدوث الخرس الزوجي، والتعجيل ببدء نهاية الحياة الزوجية.
سلبيات الاستسلام للخرس الزوجي
مع استسلام كل من الزوجين للخرس الزوجي، يحدث ما يلي:
- زيادة الفجوة بين الزوجين.
- الإنفصال العاطفي.
- الامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمة وخصوصاً بعد حدوث الإنفصال العاطفي بين الزوجين.
- زيادة احتمالات الوقوع في الخيانة الزوجية.
- اقتراب نهاية العلاقة.
الحلول وكيفية التعامل مع الخرس الزوجي
توجد الحلول متى تواجد الدافع والحافز على الاستمرار في العلاقة، والحفاظ على الحياة الزوجية، بعدها يصبح الأمر سهلاً، لأن الحافز على الاستمرارية هو الطاقة التي ستحرك كل من الزوجين لبذل جهد كبير لإنقاذ حياتهما الزوجية، وإنعاش مشاعر الحب بينهما في محاولة للبدء من جديد من أجل علاقتهما التي تستحق ذلك.
وفي هذه الحالة يجب على الزوجين الاهتمام بتطبيق النصائح التالية:
- التواصل وتعميقه وابتكاراً طرقاً جديدة له.
- إقامة لغة الحوار بينهما من جديد مع توفير البيئة المناسبة لنجاح الحوار بينهما، والبدء بنقاش أمور خاصة بصميم علاقتهما معاً خالية من الأحاديث السلبية الأخرى، كالمشاكل والعقبات واحتياجات الأطقال.
- الاهتمام بإحداث تغييرات في العلاقة الحميمة بما يحقق نجاحها، والإفصاح في ما بينهما عن كل الأمور التي تسبب سعادة كل منهما بالآخر.
- المشاركة في القيام بنشاطات معينة لأنها تقرب بين الزوجين، وهي عديدة ويجب اختيارها النشاطات التي تعمق من العلاقة بينهما وتعمل على توطيدها.
- الاهتمام ثم الاهتمام، لأنه يجدد الحب ويبعد شبح الإنفصال العاطفي بين الزوجين.
- التعبير عن المشاعر واختيار الوقت المناسب لذلك، للحصول على فوائدها في التقريب بين الزوجين.
- الاستفادة من العطلات لإنعاش الحياة الزوجية، وخلق مشاعر إيجابية جديدة بينهما.
- استشارة خبراء العلاقة الزوجية للسيطرة على الخرس الزوجي وتحجيمه لإيجاد حلول للتغلب عليه.