صحياً.. 3 أمور عليكِ الاهتمام بها عند اختيار شريك حياتكِ

اختيار شريك حياتكِ مهمة ليست سهلة على الإطلاق لأن قرار الارتباط به يعد قراراً مصيرياً يترتب عليه سعادة أبدية أو تعاسة فورية نتيجة لفشل الحياة معه، وعليه يجب عليكِ غاليتي التفكير جيداً عند اختيار شريك حياتكِ من كافة النواحي، وخصوصاً النواحي الصحية، لأنها تعني أمانكِ وسلامتكِ، وسلامة أطفالك في المستقبل.

واختيار شريك الحياة يجب أن لا يقتصر على الأمور العادية التقليدية كالتعرف على صفاته وطباعه، ومكانته العلمية والعملية، ومدى توافر التوافق الاجتماعي بينكما، إذ يجب أن يكون هناك اهتماماً كبيراً بالنواحي الصحية التي من الممكن أن تؤثر في ما بعد في مصير الأطفال، والتسبب بإصابتهم بكثير من الأمراض وخصوصاً الوراثية منها، وأمور سلبية عديدة تؤثر عليكِ بالتبعية.

ولكن قبل التطرق لهذه الأمور، يجب أولاً القيام بعدة خطوات مهمة قبل اختيار شريك حياتكِ، والتي تخبرنا بها وتؤكد عليها "داليا شيحة" خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية بدبي.

خطوات مهمة يجب القيام بها عند اختيار شريك حياتكِ

قالت شيحة أنه تجنباً للعديد من المشاكل الزوجية المترتبة على سوء اختيار شريك الحياة في المستقبل يجب القيام بالخطوات التالية:

تحديد الصفات

يجب عليكِ عزيزتي تحديد الصفات الجميلة التي تتمني أن يتصف بها شريك حياتك، كأن يكون صادقاً، حكيماً، حنوناً، وسيماً، رجلاً بمعنى الكلمة إلى غير ذلك من الصفات، وبنفس الطريقة عليكِ تحديد الصفات الذميمة التي لا يمكن أن تتقبليها في شريك حياتكِ حتى تتضح لكِ صفات شريك حياتكِ الذي يصلح لكِ، والذي يمكنك مشاركة الحياة معه.

حيادية المشاعر

الحيادية والموضوعية من الأمور المطلوبة جداً عند اختيار شريك حياتكِ، لأن الاستسلام للمشاعر دون الإحتكام إلى العقل من الممكن أن ينتج عنه قراراً خاطئاً سواء بالرفض أو القبول، لذا يجب أن تكوني محايدة في مشاعرك عند الاختيار، وأن تعطي نفسك فرصة للتفكير بحيادية وبناء على ما تحبينه وما تكرهينه من صفات ليكون قرارا الارتباط سليماً، ولتكون نتائجه مرضية بالنسبة لكِ.

الاهتمام بفترة التعارف

عليكِ غاليتي الاهتمام بفترة التعارف لأنها تكشف لكِ عن بعض الصفات والطباع التي يمكنك من خلالها اختيار شريك حياتكِ، ويجب أن تكون كافية حتى يكون هناك احتكاكاً قوياً بينكِ وبين شريكك المستقبلي في عدة مواقف مختلفة تتبلور فيها مواطن الاختلاف أو التشابه، ومدى الانسجام والتفاهم بينكما حتى يمكنك اتخاذ قرارا سليماً بشأنه.

أمور يجب أخذها في الاعتبار عند اختيار شريك حياتكِ

التفكير بعمق

الآن حان وقت التفكير بعمق ودراسة إمكانية الارتباط بشريك حياتكِ المستقبلي بعد انتهاء فترة التعارف بينكما، وهنا يجب تحديد صفات الجيدة التي تميزه، وكذلك صفاته الذميمة التي تكرهينها، واختبار قدرتك على تقبلها، مع البدء بأخذ الاعتبارات الصحية التالي ذكرها أدناه في الاعتبار.

أمور يجب عليكِ الاهتمام بها عند اختيار شريك حياتكِ

يجب عليك غاليتي الاهتمام بكافة الأمور الصحية التي تتعلق بشريك حياتكِ، وبتاريخ العائلة المرضي حتى يكون قرار اختيارك قراراً سليماً، ومن هذه الأمور ما يلي:

سلامته من الأمراض التي تمنع الزواج

من المعروف أنه يتم عمل بعض الفحوصات الطبية لكل من الرجل والمرأة قبل الزواج للكشف عن الأمراض التي تمنع اتمام الزواج، مثل مرض إضطراب المناعة الذاتية، ومتلازمة نقص المناعة المكتسب، وأمراض الكبد مثل: فيروس (( B التهاب الكبد، ومرض ارتفاع ضغط الدم، وأمراض الجهاز العصبي مثل: إصابة النخاغ الشوكي، وتضخم الغدة الدرقية.

والحكمة من أخذ هذه الأمور في الاعتبار، حمايتك من مرارة الفراق بعد التعلق، وخصوصاً إذا كان شريك حياتكِ كاملاً من جميع النواحي الأخرى، بالإضافة إلى أنها تحمي أطفالك في المستقبل من الإصابة بهذه الأمراض.

التأكد من عدم وجود تاريخ مرضي للأمراض العقلية

لا تعتمدي على فحص الزواج فقط عند اختيار شريك حياتكِ، للكشف عن أي من الأمراض العصبية والعقلية، ولكن يجب عليكِ التأكد من أنه لا يوجد تاريخ عائلي للإصابة بأي منها، وذلك من خلال مقابلة العائلة نفسها، والاهتمام بالتعرف على أفرادها وتفرعاتها إن أمكن عن قرب، تماماً مثل اهتمامك بالتعارف على شريك حياتكِ أيضاً.

التأكد من سلامته من الأمراض النفسية

أحيانا لا يكون الشخص نفسه على علم باصابته بأي مرض نفسي، ولذلك يجب أن تهتم المرأة بالتأكد من سلامة الصحة النفسية لشريك الحياة الذي هي على وشك اختياره من خلال التعرف على العلامات التي تشير إلى الإصابة بمرض نفسي، وذلك من خلال استشارة المختصين عند الحاجة لمعرفة تفسير سلوك معين أو شرح بعض التصرفات المريبة إن وجدت، حتى يكون قرار اختيارها لشريك الحياة قراراً سليماً.

والآن وبعد كل ما سبق هل يوجد شريك حياة مثالي؟

البعض يرى أن المثالية يرادفها الكمال، ولذلك قد لا يوجد شريك حياة مثالي أو كامل لأن العيوب تعتري الجميع، الرجال والنساء على حد سواء، ولكن يوجد شريك يتمتع بمميزات عديدة مقابل عيوب قليلة، ومميزات عالية القيمة وعظيمة الفائدة مقابل عيوب من الممكن تقبلها، ولذلك قد لا يوجد شريك حياة مثالي بالمعنى الدقيق الذي يقصد به الكمال، ولكن من الممكن أن يوجد شريك حياة رائع يمكن التغاضي عن عيوبه أو التعايش معها لأنها تعادل نقطة في بحر صفاته الجميلة وطباعه الرائعة.

ومن ما تقدم غاليتي يجب عليكِ اختيار شريك حياتكِ الذي تتصورين الحياة معه بكل تفاصيلها، شريكك الذي من الممكن أن يكون حقاً نصفك الآخر، والذي يملك القدرة على تحقيق شعوركِ بالسعادة، وفهمك دون شرح، شريك حياتكِ الذي يمكنك الاعتماد عليه، واستمداد القوة منه، شريكك الداعم لكِ في كل الأوقات، الذي يتقبلك في كل حالاتك، الوفي لكِ، الذي يتمسك بالوعود ويصون العهود، لأن هذا هو شريك حياتك المثالي حتى وإن وجدت فيها بعض العيوب.

وأخيراً، غاليتي لا تقبلي هذه الأمور في شريك حياتك المستقبلي مهما حدث، الأنانية، الغرور، الكذب، الاتكالية، الخيانة، النرجسية، التسلط، وانتقي لنفسك شريكاً يليق بكِ، شريكا يبادلك الاحترام والتقدير، شريكاً قادراً على العطاء والتضحية، لتنعمي بحياة سعيدة معه، ولا تقبلي بأقل من ذلك لأنكِ غالية، ويجب أن تكون سعادتك غالية أيضاً.

وخلال رحلة البحث عن شريك حياتكِ المناسب لكِ، احذري اليأس، فالقلوب تناجي بعضها، والعقول تجد من يشبهها، والسعادة تبحث عن صاحبها فلا تقلقي أبداً مهما حدث.

يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. هل يوجد شريك حياة مثالي، وما هي أهم الأمور التي يجب أخذها في الاعتبار عند اختيار شريك الحياة؟