تفهم احتياجات من نحب واحتوائهم أجمل ما يجب تقديمه لهم في عيد الحب

في عيد الحب ماذا يحتاج منا الحب .. الاحتفال أم الفهم والمراعاة

ريهام كامل
13 فبراير 2023

عيد الحب، الورود والقلوب الحمراء، الهدايا والاحتفالات، وتبادل التهاني والتبريكات، هل هذا حقاً ما يحتاجه الحب منا؟ الحقيقة أنه من السهل أن نحتفل، ونشتري الورود والقلوب المزينة بلون الحب، ومن السهل أن نتبادل الكلام المعسول فيما بيننا كأحباء، ومن السهل أن نردد كلمات الحب على ألسنتنا جميعاً، ولكن هل حقاً نحن جميعاً نعرف معنى الحب؟، وهل نقدره؟، وإذا كان ذلك ما يحدث، لماذا يغيب عن عالمنا اليوم معاني كثيرة للحب، ولماذا أصبحت المشاعر باردة، والوجوه تائهة، والنظرات حائرة، لماذا لم نعد نشعر بالحب؟

احتواء من نحب أغلى أمانيهم في عيد الحب

قبل الاحتفال بعيد الحب

الاحتفال بعيد الحب أمراً جميلاً، ولكن يجب أن يسبقه العديد من الأمور الأخرى مثل تفهم معاني الحب، وتفهم كيف نحب، وإدراك ما يجب فعله لمن نحب، حتى تكتمل معاني الاحتفال، ولكي تسعد القلوب بالحب، ومن الأمور التي يجب أن تسبق الاحتفال بالحب، أن نتأكد جميعاً أننا قد قمنا بواجبنا كاملاً نحو من نحب، وأننا نحقق سعادتهم، ونبذل قصارى جهدنا ليعشوا في راحة وأمان، وأننا نكرمهم ونراعي مشاعرهم، ونقدر تضحياتهم من أجلنا، وأننا نحبهم فعلاً وقولاً، وأننا لا نريد سوى أن يديمهم الله تعالى في حياتنا أغلى وأهم النعم.

كيف نحب؟

العالم اليوم ليس كالأمس، وكثير من الأمور الأخرى قياساً على ذلك، فكل شيء يتغير من حولنا، والمسؤوليات تزداد، والأعباء تتراكم، والقلوب تئن بما يعسرها من خيبات، والعقول مشتتة بما يعتريها من هموم، فكيف نحب ونحن غير مؤهلين للحب بكل هذه التراكمات السلبية التي لها أن تعصف بالمشاعر والقلوب لتطيحها أرضاً في أي وقت؟

للإجابة على هذا السؤال وخصوصاً في ظل الاحتفال بهذه المناسبة السعيدة، مناسبة عيد الحب، يجب علينا أن نتبع الخطوات التالية لنعرف بداية كيف لنا أن نحب وفقاً للظروف التي تحيط بنا اليوم.

يجب أن نحب أنفسنا أولاً

"فاقد الشيء لا يعطيه"، ولذلك يجب أن نحب أنفسنا ونغمرها عطفاً وحناناً في عيد الحب، ويجب علينا الطبطبة عليها بيد حنونة تزيل عنها متاعبها وكأنها لم تكن، ويجب علينا أن نحب أنفسنا بالاهتمام بها صحياً ومن جميع النواحي حتى يتسنى لنا الاهتمام بمن نحب، وتقديم الدعم اللازم لهم متى احتاجوا إلى ذلك.

ويدخل في حب النفس، حمايتها من الألم قدر الإمكان، والتفكير جيداً قبل أي قرار يؤثر عليها، والعمل على راحتها من خلال التخلص من أي مشاعر سلبية تسيطر عليها حتى تكون هناك فرصة جيدة للمشاعر الإيجابية التي تحفظ القلوب وتجعلها تزدهر بحب من نحب.

الاهتمام بمن نحب

الاهتمام بمن نحب وحسن رعايتهم أغلى وأقوى دليل على حبنا لهم، لأن الاهتمام بهم يخبرنا ويخبرهم أيضاً بمقدار حبهم في قلوبنا، ويرشدنا بما يجب علينا فعله لتتحقق سعادتهم، لتعود عليهم هذه المشاعر الجميلة التي نكنها لهم بتأثيرات إيجابية جميلة تخبرهم صراحة بحبنا لهم، وحرصنا عليهم.

دعم من نحب

الحب دعم ومساندة، وعليه يجب علينا أن ندعم من نحب، وأن نكون لهم السند في كل وقت، كما يجب علينا أن نكون يقظين بالدرجة التي تجعلنا نلبي نداء من نحب عند طلبهم الدعم والمساندة، ويجب علينا أن نكون على مقربة منهم بالقدر الذي يجعلنا نعرف متى يكونوا بحاجة إلى الدعم والمساندة.

تجديد العهد والوعد في عيد الحب يبقيه أبدا

التواصل مع من نحب

اليوم، بات تواصل القلوب بعيداً نوعاً ما، فقد طغت عليه وسائل الاتصال الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي،  وكثير من التحديات الأخرى التي تعصف به، الأمر الذي خلق فجوة عميقة بيننا وبين من نحب، ولذلك وبمناسبة عيد الحب، يجب علينا أن نعيد التواصل الدافئ بمن نحب إلى حياتنا من جديد، ويجب علينا أيضاً أن نحرص جميعاً على التواصل المباشر دون رسائل الهاتف وغيرها، وأن نخصص وقتاً معيناً يومياً للتواصل بأحبائنا باستمرار، وأن نحرص على لم الشمل في لقاءات دافئة تعيد لنا ما سُرق منا مع التقدم وصخب الحياة.

الاحتواء

يكتمل الحب بالاحتواء، لذا علينا أن نحتوي من نحب، وأن نستوعبهم بعيوبهم ومميزاتهم، لأن الاحتواء هو المعنى الحقيقي للحب، وأساس الشعور به، فلا حب بدون احتواء، ولذلك وبمناسبة عيد الحب، علينا جميعاً أن نحتوي من نحب.

الخوف على من نحب

الخوف على من نحب ينبع من حبنا لهم، ويتجلى في مشاعرنا نحوهم عند شعورهم بالأسى من أي أمر يعترض مسيرتهم في الحياة، والخوف على من نحب يجعلهم يشعرون بالأمان لأن هناك من يشعر بهم، ويتألم لألمهم، وينعكس على تعاملهم مع ما يعترض طريقهم في الحياة بشكل إيجابي وفعال.

الإخلاص

في عيد الحب، علينا أن نجدد العهد بمن نحب، وأن نكون سبباً في تحقيق شعورهم بالأمان بالقرب منا، وذلك من خلال الإخلاص لهم، والحرص على مشاعرهم، والتفكير آلاف المرات قبل التفوه بما يجرحها، وتجنب فعل ما يكسرها، وتذكرهم عند كل فعل نقوم به، لأنه لا قيمة للحب بدون قلوب مخلصة وفية تحفظ العهد، وتفي بالوعد، وتصون الود.

 

وأخيراً، يجب أن يسبق احتفالاتنا بعيد الحب، تذكر المعاني الحقيقية للحب التي غابت عن عالمنا، نعم يجب تذكرها لنعيد إحيائها من جديد، فالحب عطاء، وتضحية، وفاء ووصال، الحب أمل وحياة، الحب هو الوقود الذي يحرك طاقاتنا ومشاعرنا نحو الحياة والتمسك بها، لذا علينا جميعاً أن نحب وأن نقدر من نحب، وأن نترجم احتفالات عيد الحب إلى أفعال يومية وليست سنوية نحتفل بها وتمضي سنة أخرى ثم نحتفل مرة أخرى، دعونا نحب من نحب فعلاً وقولاً لترتاح القلوب وتهدأ العقول، وتمر أي تحديات تواجهنا خلال مسيرة الحب مرور الكرام.

وأنت غاليتي الرقيقة، يُسعدنا أن تشاركينا الرأي، فكيف يمكن أن نحتفل بعيد الحب مع من نحب، وماذا يحتاج الحب منا ليعيش أبداً؟