الأمان العاطفي عند المرأة .. كيف يمكن أن يتحقق
بخلاف الحب والاهتمام والرعاية، يعد الشعور بالأمان العاطفي أحد أهم المتطلبات الأساسية التي تحتاج إليها المرأة في علاقتها بشريك حياتها، لأنها لا تستطيع أن تعيش حياة هانئة ومستقرة دون الشعور بالأمان في العلاقة. ولذلك على الشريك أن يتفهم هذا المطلب الأساسي، والأهم على الإطلاق، كما عليه أن يجتهد لتشعر المرأة معه بالأمان الذي له فوائد مثمرة عديدة على كل منهما.
كما ويجب أن يلاحظ الرجل حاجة المرأة للشعور بالأمان، كونها عاطفية ورقيقة وحساسة، ولا يمكن أن تحيا إلا في جو دافئ تشعر فيه بالراحة، والطمأنينة والأمان، فما أجملها من علاقة تلك التي يتوافر فيها الأمان العاطفي، وما أروع أن تكشف المرأة عن نفسها أمام شريك حياتها وأن تقترب أكثر منه، وتتعمق أكثر في علاقتها به بعد شعورها بالاطمئنان إليه، والأمان العاطفي معه.
كيف يتحقق الشعور بالأمان العاطفي لدى المرأة؟
ثمة أمور عديدة لها أن تساهم في تحقيق الشعور بالأمان العاطفي لدى المرأة، وعلى الرجل تفهمها جيداً، والإصغاء إلى تأثيرها العميق على وجدانها، وفي طريقة تفاعلها بصورة إيجابية مع المشاعر النبيلة التي تنبثق منه.
ولعل من أبرز الأمور التي لها أن تساهم في تحقيق شعور المرأة بالأمان العاطفي ما يلي:
المعاملة الحسنة
لا يمكن أن تشعر المرأة بالأمان العاطفي مع شريك حياتها إذا تعرضت للإساءة الجسدية أو اللفظية أو العاطفية منه، أو إذا كان عنيفاً معها في كل التفاصيل الحياتية الدقيقة التي تجمع بينهما، ولكنه يتحقق بالمعاملة الحسنة، وبتفهم مدى أهمية حاجتها للشعور بالأمان، فهو يعني حمايتها من التعرض لأي أذى سواء كان من شريك حياتها أو عن طريق الآخرين.
الثقة
تلعب الثقة في شريك الحياة دوراً كبيراً في تعزيز الشعور بالأمان العاطفي لدى المرأة ، لأن الشعور بالثقة يعد تربة صالحة لزرع بذرة الأمان، ونموها نمواً سليماً، ولذلك يجب أن يحرص الرجل على تعزيز ثقة أنثاه فيه، وعدم خدشها، لأن جرح الثقة يحول دون شعورها بالأمان، كما أنه يزعزع استقرار علاقتها بشريك حياتها رغماً عنها، ويفقدها قيمة الشعور بالاطمئنان في وجوده.
وضع الحدود واحترامها
يساهم وضع الحدود واحترامها في تحقيق الشعور بالأمان العاطفي ليس فقط للمرأة وحدها، ولكن للرجل أيضاً، كما أنه يضمن حماية العلاقة بينهما للأبد، ويعزز من نجاح حياتهما الزوجية، ولذلك يجب وضع الحدود سواء كانت جسدية أو فكرية أو عاطفية أو مالية لتعزيز نجاح العلاقة، ومن أمثلة على وضع الحدود واحترامها، احترام الخصوصية والأمور التي تتعلق بظروف خاصة عند العائلة، واحترام الممنوع في العلاقة الحميمة، واحترام رغبة المرأة في الانفراد بنفسها وقت احتياجها لذلك، لأنها كلها أمور تحقق السلامة العاطفية، والشعور بالأمان العاطفي.
اتقان فن الانصات
الانصات للمرأة يحقق شعورها بالأمان العاطفي، وعليه يجب على الرجل أن يكون منصتاً جيداً لأنثاه، وأن يتحرى الدقة في الانصات إليها بعد أن يترك كل ما يشغل فكره ويحير عقله جانباً لتشعر بالراحة والأمان عند شعورها بانصاته إليها الذي ينبع من اهتمامه بها، والذي ترافقه بعض الإشارات الجيدة مثل: الابتسام لها، والنظر إليها بحنان ودفء إليها، واحتوائها أثناء الحديث، والتركيز في كل ما تلقيه على مسامعه.
المصارحة والمكاشفة والشفافية
للمصارحة دور كبير في تحقيق الشعور بالأمان العاطفي لدى المرأة، وكذلك الشفافية لأنها تحول دون شعورها بأن هناك ما يخفيه شريك الحياة عنها، وهو شعور مقلق للغاية لأن اخفاء بعض الأمور في العلاقة لا يحقق شعورها بالأمان، ويجعلها متخوفة دائماً من حدوث شيء ما، ويجعل الشك رفيقاً لها دائماً.
تفهم الاحتياجات والعمل على اشباعها
يتحقق الشعور بالأمان العاطفي لدى المرأة عند تفهم شريك حياتها لاحتياجاتها كأنثى، وعند بذله الجهد اللازم لاشباعها، وعدم إنكارها، وكذلك عدم إهمالها، لأن اهتمامه باشباع احيتاجاتها يجعلها تلمس حرصه عليها، كما أن اشباع احتياجات المرأة يحقق شعورها بالرضا، ومن ثم الشعور بالأمان مع شريك حياتها الذي لا يتأخر أبداً في القيام بواجباته نحوها.
فوائد الشعور بالأمان العاطفي
بشعور المرأة بالأمان العاطفي مع شريك حياتها، تتحقق لها العديد من المزايا التي لا يجب الالتفات إلى سواها، لأنها تسبب سعادتها، وتحقق لها العديد من المميزات والفوائد مثل:
- شعور المرأة بالتقدير والقيمة وهي أمور تنعكس عليها بشكل إيجابي وتسعدها كثيراً، وتعزز من ثقتها في نفسها.
- يجعل المرأة بعيدة عن التكلف والتصنع، لأنها تظهر على سجيتها وطبيعتها التي فطرت عليها، الأمر الذي يجعلها في حالة نفسية هادئة وجميلة.
- لا تخشى المرأة من إظهار نقاط ضعفها لشريك حياتها لوجود مساحة كافية من الأمان بينهما.
- يزيد شعور المرأة بالأمان العاطفي عند قدرتها على إظهار نقاط ضعفها لشريك حياتها دون أي حرج أو تقييد، وهو شعور جميل يجعلها غير خائفة وآمنة ومستقرة بين أحضانه ودون أي حواجز تفصلها عنه.
- يحقق شعور المرأة بالأمان العاطفي تواصلاً أعمق مع شريك حياتها، وبالتالي تحقيق سعادة أكبر معه، وتعزيز استقرار العلاقة بينهما.
- يساهم شعور المرأة بالأمان العاطفي في تحقيق حمايتها من الظنون والأفكار السلبية التي تتعلق بعلاقتها بشريك حياتها، ومدى إخلاصه لها.
- شعور المرأة بالأمان العاطفي يحقق استقرراها وهدوئها النفسي ويحول دون شعورها بالقلق والتوتر.
وأخيراً، يجب على كل رجل أن يحقق الأمان العاطفي لأنثاه، وأن يجتهد لتحقيق حمايتها، وصيانة كرامتها، لأنها مسؤولة منه مسؤولية كاملة، ولا يمكن لها الحصول على كل ذلك إلا من خلال شريك حياتها باعتباره أقرب الأقربين إليها، وكونه القادر على تحقيق شعورها بالأمان والاستقرار.
والآن .. ماذا عنكِ غاليتي، وما هو الأمان العاطفي عند المرأة من وجهة نظرك؟، وما هي أهميته بالنسبة لها؟، وكيف يمكن أن يتحقق؟