المواعدة بعد الزواج ثقافة يجب إتقانها لبقاء الحب والشغف بين الزوجين للأبد
لعلك تتساءلين مثلي لماذا لا يبقى الحب بعد الزواج بنفس حماس وشغف البدايات؟، ولماذا تصبح الحياة الزوجية باهتة مع مرور الوقت؟، ولماذا تتمكن منها الرتابة بسهولة لتصبح بمثابة سيناريو سخيف يتم مشاهدته يومياً بنفس التفاصيل؟، ولماذا يستسلم طرفاها للملل والروتين دون أي مقاومة تذكر؟ كل هذه الأسئلة وأكثر تدور برأسك، ورأسي، ورأس كل أنثى تحاول أن تفهم الأسباب التي تجعل الحياة بعد الزواج تختلف كثيراً عن الحياة قبلها، وخصوصاً في فترة التعارف والمواعدة واللقاءات الغرامية الأولى، أسئلة سأحاول الإجابة عليها في السطور التالية لتسليط الضوء على أكثر ما يجعل الحياة بعد الزواج مملة وراكدة، ودور المواعدة بعد الزواج في تغيير الواقع الحزين الذي يعيشه الأزواج والزوجات.
المواعدة بعد الزواج
"المواعدة" هي كلمة السر التي يمكن من خلالها الإجابة على كل الأسئلة، لأن المواعدة قبل الزواج، وتكرار اللقاءات بين الطرفين في فترة الخطوبة كانتا أساس جمال هذه الفترة، وكانتا السبب في بقاء الحب متوهجاً في القلوب، ومع غياب المواعدة بعد الزواج يسود الروتين، ويصبح الملل سيداً للموقف، فتختنق المشاعر، وتبدأ الحياة الزوجية في الانهيار تدريجياً حتى مع استمرارها، فكم من حياة زوجية استمرت فقط من أجل شكليات زائفة، حياة انتهت رغم بقائها.
ثقافة يجب أن تسود
يجب أن تسود ثقافة المواعدة بعد الزواج من أجل تغيير العديد من الأمور التي أطاحت بمعاني الود والرحمة والرومانسية والأمان، وكل الأحاسيس الجميلة التي تربط بين كل زوجين، وقتئذ ستبدو الحياة الزوجية في ثوب جديد، أنيق، مريح، يليق بالرباط المقدس، وستحيا المشاعر من جديد ليحيا معها الحب بمعناه العميق الدافئ، وليتبدل الحال، وتصبح البيوت مرتعاً للحب، ولينشأ فيها الأطفال محبين للحياة، ولديهم إيماناً قوياً بالحب، وبكل المبادئ التي يقوم عليها.
من أجل ذلك كله يجب على كل زوجين اتقان المواعدة بعد الزواج ولو لمرة واحدة أسبوعياً أو بواقع 2 مرة بالشهر، بشرط أن تكون منتظمة ودائمة، ومختلفة ومتجددة في كل مرة يلتقي فيها كل من الزوجين لتؤتي ثماراً طيبة يتذوقها كل من يستظل بشجرة الحياة الزوجية ( زوج وزوجة وأطفال).
والآن .. كيف تتم المواعدة بعد الزواج؟
بداية ولتحقيق المواعدة بعد الزواج يجب عليك غاليتي إقناع زوجك بأسلوب أنيق ومهذب وبلطف بالغ بأهمية المواعدة بينكما، وبأهمية وجود لقاء دافئ يجمع بينكما في جو جميل، لقاء تتبادلان فيه أحاديث جديدة بعيدة عن كل الأحاديث التي تكون محل اهتمامكما في المنزل، أحاديث أخرى واقعية أيضاً ولكنها جديدة تتجدد معها المشاعر والأحاسيس لتعطي الحياة الزوجية رونقاً جديداً يليق بها وبك وبشريك حياتك.
ولتنجح المواعدة بعد الزواج يجب الحرص على الأمور التالية:
تجنب المنغصات
يجب أن تتجنبي غاليتي المنغصات التي قد تفسد عليكِ وعلى زوجك المواعدة، لذا من الأفضل عدم الانشغال بالهاتف النقال، وتجنب التفكير أو الحديث في أي أمور تتعلق بالمسؤوليات، لأن ذلك اللقاء ليس عادياً لأن الهدف منه تجديد روح الحياة الزوجية، وإيجاد متنفساً لكلاكما لإحياء كل الأمور والمشاعر الجميلة التي اختفت مع سرعة الحياة وإزدحام الوقت ورتابة الأحداث.
استحضار ذكريات أول لقاء
استحضري أجمل الذكريات التي لها منزلة خاصة في قلوبكما بطلف، واربطيها بذكريات جديدة مماثلة من خلال الحديث الدافئ الرقيق مع زوجك، وممارسة نشاطات دافئة يحبها هو أيضاً.
التواصل بالعيون
للتواصل البصري بين الزوجين دوراً كبيراً في إحياء العديد من المشاعر الجميلة، ولذلك لا تتركي فرصة أثناء حديثك مع زوجك إلا وتنظرين إليه نظرة عميقة ودافئة تجعله يستحضر أوقاتاً جميلة مرت على كلاكما في وقت ما منذ تعارفكما وارتباطكما ببعضكما البعض، ليبادلك نفس النظرات، ليبدأ تواصلاً جديداً بينكما هو التواصل بالعيون.
الانخراط في الحديث معه
شجعيه بكل الطرق على الحديث معك، وشجعيه على الفضفضة، والانخراط في الحديث لا يعني أن تكوني متحدثة جيدة فقط بل منصتة جيدة أيضاً، لأن الإنصات إلى زوجك يحفزه على الكلام والفضفضة ويريح قلبه ويصفي عقله، لأنه يخفف من وطأة الضغوط عليه، لذا احرصي على أن تكوني منصتة جيدة، وأبدأي بطرح الأسئلة بلطف عليه وبأسلوب راقي يحفزه على الرد عليكِ، ويكسر كل الحواجز التي بنيت بينكما مع تكالب الأعباء، وتمكن الملل من حياتكما الزوجية.
بذكاء شديد حاولي معرفة ما يفتقده الآن
ليس عيباً أن تسألي زوجك عن الأمور التي يفتقدها فيكِ اليوم بعد فترة من الزواج، فهي نقطة تحسب لكِ، لأن الهدف منها سامي ونبيل وهو تقويم نفسك والتقرب منه أكثر، لذا بادري بسؤاله عنها، ولكن بطريقة لطيفة ورقيقة يغلب عليها حبك له وحرصك عليه، وكوني البادئة لعله يسألك نفس السؤال ويسهل على كل منكما التقرب من الآخر من جديد بعد مواجهة الواقع، والحديث عن ما تفتقداه في بعضكما البعض، والبدء بالتغيير على الفور.
حفزي شعوره بالأمان
الرجل ليس بعيداً عن المخاوف فهو أيضاً له نقاط ضعفه التي تؤثر فيه، فقد يفقد الشعور بالأمان، وقد يخشى من أمور عديدة قد لا تخطر ببالك على اعتبار أنه رجلاً ، ولكن الحقيقة غير ذلك، فالرجل يبحث عن الأمان، ويريد الحنان، ويعشق الكلام المعسول، ويحب أن تمدحه زوجته دائماً، لذا لا تترددي أبداً في تحقيق شعور زوجك بالأمان، وامدحيه بما يحب، وكوني مصدر الحنان الوحيد له، ولا تغفلي عن ذلك أبداً.
اجلعي اللقاء بينكما ممتعاً
احرص غاليتي على أن يكون اللقاء في المواعدة بينكما شيقاً وممتعاً ومحفزاً لزوجك على انتظار مواعيد أخرى تجمع بينكما، اجعليه ينتظره بحماس وحب، اعلم أن ذلك يحتاج مجهوداً كبيراً، ولكن أنت على قدر المسؤوليه تذكري ذلك دائماً، ولا تستهيني بقلب زوجة كلها مشاعر جميلة تريد أن تحي الحب بينها وبين زوجها من جديد.
وأخيراً غاليتي، وبعد أن تحدثنا عن أهمية المواعدة بعد الزواج، يُسعدنا أن تشاركينا الرأي من حيث المبدأ ( أهمية المواعدة واللقاء الدافئ بين الزوجين بعد الزواج)، وعن الأمور التي لها أن تساعد كل زوجة في اقناع زوجها بذلك، والأمور التي تساعدها في تحقيق نجاح المواعدة لتحقيق مكاسب لا حصر لها؟