الإهمال العاطفي يقتل مشاعرك ويربك روحك .. فما هي علاماته وأسبابه وكيف السبيل للنجاة منه
التقلب صفة من صفات الحياة، وهذا التقلب يعني أنه لا يمكن أن يدوم حال معين، فقد تتساءلين غاليتي، لماذا لم يعد زوجي مهتماً بي، لقد كان كذا، وكذا؟، وقد تتعجبين من تحول الحال من حبيب مغرم مهتم إلى غريب غير مهتم، هاملاً لكِ ولكل احتياجاتك العاطفية، شخص تغيرت طريقة تفكيره، وقل الحافز لديه، ولم يعد شغوفاً بكِ كما كان بالأمس القريب.
إن ما حدث لكِ من زوجك سببه الإهمال العاطفي أحد أخطر التحديات التي تعترض مسيرة الحياة الزوجية، ولذلك ولكي لا تكوني في حيرة من أمرك أنتِ وأخريات مثلكِ، أدعوكن جميعاً إلى متابعة هذا المقال، لمعرفة مفهوم الاهمال العاطفي، وعلاماته، وأسبابه، وطرق التغلب عليه التي تضمن نجاة الحياة الزوجية من سلبياته الخطيرة، فهيا بنا.
الإهمال العاطفي
يقصد بالإهمال العاطفي، الفشل في تلبية الاحتياجات العاطفية لشريك الحياة، وبمفهوم آخر يعني إنعدام الدعم العاطفي والفشل في تلبية احتياجات الشريك، وبحسب داليا شيحة مستشارة زوجية وأسرية بدبي، تقول أن الإهمال العاطفي أسوأ شيء من الممكن أن يتعرض له شريك من شريك حياته، لأنه يقتل المشاعر، ويدمر الوجدان، ويؤثر على الصحة النفسية والجسدية للشخص ضحيته.
علامات الإهمال العاطفي
لا شك أن التأكد من ماهية الإهمال العاطفي يعد أمراً مهماً في علاجه، لأنه قد يكون إحساساً غامضاً في بداية الأمر، وقد تكونين أنتِ في حيرة من أمركِ غاليتي، نعم لديكِ شكوك عديدة حول إهمال زوجك لكِ، ولكنك تفتقدين إلى عنصر هام ألا وهو الحقيقة، والتأكد من أن ما يحدث لكِ هو نتيجة لإهمال زوجك لكِ من الناحية العاطفية، ولذلك ولتسهيل الأمر عليكِ وعلى كل أنثى تريد أن تضع يدها على المشكلة للبدء في حلها سواء باتخاذ خطوات إيجابية وفعالة، أو بسؤال المختصين، نقدم لكِ غاليتي الحائرة، أهم علامات الإهمال العاطفي، وهي:
الشعور أنكِ وحيدة في العلاقة رغم اقترانك بشريك حياتك
تأكدي إنك تعانين غاليتي من إهمال زوجك لكِ إذ تغلب عليك الشعور بأنكِ وحدك في العلاقة، وأنه لا يوجد أي تفاعلات مشتركة بينكما، وأنكِ تقضين وقتاً طويلاً بمفردك، ولا يوجد تواصل من أي نوع بينكما، إضافة إلى عدم وجود حوار بينكما.
تفكرين في علاقتك به من جديد
ويعني ذلك أنك لا تشعرين بالراحة والأمان، وتعيدين التفكير في العديد من الأمور التي لها أن تزيد من ارتباطك به، والتي يأتي الإنجاب على رأسها لأنك ببساطة شديدة لا تشعرين بالأمان والاستقرار معه، فإذا حدث ذلك فاعلمي أنك تعانين ويلات الإهمال العاطفي من زوجك.
نفوره من لقاء الحب
تباعد مرات العلاقة الحميمة بشكل ملحوظ، وشعورك بنفور شريك حياتك من ممارسة لقاء الحب معكِ يدل على إهماله لكِ عاطفياً.
تزايد الفجوة بينكما
عندما تشعرين بأنك غير قادرة على التفاعل معه، أو الحديث معه، أو التعامل معه بصورة طبيعية كما في السابق، اعلمي غاليتي أنكِ تعانين مرارة الإهمال العاطفي من زوجك.
غياب الثقة في شريك حياتك
ومن أهم علامات الإهمال العاطفي، غياب ثقتك فيه، وفقدانك الشعور بالأمان في حضوره، وزيادة عدد مرات الخذلان منه خلال مسيرة الحياة الزوجية.
والآن وبعد أن تأكدتِ من تعرضكِ للإهمال العاطفي تُرى ما هي الأسباب التي تقف ورائه؟
أسباب الإهمال العاطفي
تختلف أسباب الإهمال العاطفي من علاقة إلى أخرى، وبحسب شيحة، من الممكن أن تكون أسباب إهمال شريك حياتك لكِ عاطفياً أحد الأسباب التالية:
- إنشغاله بشكل لافت في عمل جديد يحتاج منه كل الوقت لاثبات حضوره، وخصوصاً في الشهور الأولى التي تعد بمثابة تجربة له.
- إنخراطه في العديد من المشاكل سواء على مستوى العمل أو على المستوى العائلي حيث علاقته بأهله، وعدم رغبته في إخبارك بذلك تجنباً لإزعاجك ولخوفه من إثارة قلقلكِ.
- تأثر شريك حياتك سلباً ومنذ الصغر من تعرضه للإهمال العاطفي، ومن ذكريات مؤلمة تعصف بمشاعره وتحول بينه وبين ممارسة ما حُرم منه، لأنه وبحسب علم النفس إذا لم ينشأ الفرد على كيفية إقامة علاقة عاطفية صحية وناجحة منذ الطفولة سيكون من الصعب عليه تغيير هذا الواقع الأليم بعد البلوغ، كما أنه لن يكون قادراً على الاهتمام عاطفياً بالمقربين منه مهما كان محباً لهم.
- دخول إمرأة أخرى في حياته، وانشغاله بها وبتوفير احتياجاتها العاطفية بدلاً من فعل المثل لكِ، ويعد ذلك أمراً من الوارد حدوثه خلال مسيرة الحياة الزوجية.
والآن وبعد الحديث عن علامات الإهمال العاطفي وأسبابه، كيف هو السبيل للتعايش معه للنجاة من تأثيراته المدمرة؟
التعايش مع الإهمال العاطفي
بناء على علاقتك بشريك حياتك، وبحسب أسباب إهماله لكِ سيكون قرارك غاليتي، فإذا كان قرارك الاستمرار معه في العلاقة وجب عليكِ التعايش مع الاهمال العاطفي أولاً وقبل البحث عن العلاج، وذلك من خلال الالتزام بالنصائح التالية التي تقدمها لك المستشارة الزوجية والأسرية "داليا شيحة"، وهي:
لا تفكري في نفسك كضحية
للتعايش مع الإهمال العاطفي، يجب عليكِ أولاً تجنب تقمص دور الضحية، وأن تحذري من تكرار ذلك في نفسك مهما بلغ حد الألم داخل روحك جراء ما تتعرضين له من إهمال عاطفي من شريك حياتكِ، لأن شعورك بأنكِ ضحية سيكون له نتائج عكسية مدمرة لكِ، لأنكِ إذا واجهتي شريك حياتك بما يفعله معك سيبدأ في الدفاع عن نفسه وقطعاً ليست هذه الطريقة السليمة للنجاة من سلبيات الإهمال العاطفي.
تحدثي معه عن آلامك
بطريقة ودية ولطيفة، قومي غاليتي بالحديث مع زوجك، واخبريه بمعاناتك من تعرضك للإهمال العاطفي من قبله، واخبريه صراحة بحاجتك إلى اهتمامه ودعمه واحتوائه لكِ، ثم الحديث عن الحلول التي يمكنها أن تشفي روحك من مرارة تعرضك للإهمال العاطفي.
أجيبي عن الأسئلة التالية بحيادية
لتصلين إلى عمق المشكلة، ولتخفيف ألم تعرضك للإهمال العاطفي من قبل شريك حياتك، حاولي غاليتي الإجابة عن الأسئلة التالية:
- هل كان شريك حياتكِ مهتماً بك في السابق ثم طرأ عليه هذا التغيير؟
- هل تزايد إهماله لكِ عاطفياً يوم بعد يوم؟
- هل كنتِ سبباً في هذا التحول، وبمعنى آخر هل صدر منك ما جعله يشرع في إهمالك عاطفياً؟
من خلال هذه الأسئلة ستتوصلين غاليتي إلى نتائج هامة، وهي إما أن زوجك دائماً مهملاً لكِ عاطفية وهو أمر أكثر صعوبة من غيره من الاحتمالات الاخرى، ويختلف عن مجرد وجود تغيير طارئ عليه في علاقته بكِ، لأن الأولى من الصعب تغييرها، أما الثانية فهناك إحتمالات عديد لإحياء العلاقة بينكما من جديد، واستجابة شريك حياتكِ لحثه على الاهتمام بك عاطفياً.
إبدأي باخباره بما يصدر منه
في محيط علاقتنا بشركاء الحياة أو حتى في محيط الصداقة يكون من الأولوية أن نستبق الحديث معهم، وأن نقوم باخبارهم بما يصدر منهم في حقنا، لذا كوني سباقة، وابدأي بالحديث معه عن ذلك، لأنه ومع رتم الحياة السريع، قد يكون من الصعب على شريك الحياة الانتباه جدياً لمثل هذه الأمور، ليشعر أنه ثمة خطأ ما يوجد في علاقتكما، ويحتاج إلى الإلتفات له، والعمل عليه.
مساعدته في حل المشكلة
إن العلاقة بين الزوجين ليست علاقة أحادية، ومن الخطأ التعامل معها على أنها علاقة أحاديه، وأنه يجب على الشخص المخطئ تصحيح الخطأ وحده، لذلك يجب أن تكوني بمؤمنة بوحدة الفريق، ويجب أن تكوني غاليتي طرفاً فعالاً مع شريكِ حياتك المهمل لكِ عاطفياً حتى تنحل المشكلة.
شاركيه ممارسة أنشطة يحبها
في الابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية والعمل والمتطلبات الأخرى التي تقع على عاتق كل منكما، إفادة كبيرة جداً، ولذلك فكري غاليتي في أهم الأنشطة التي يجب عليكِ ممارستها مع شريك حياتك، وخصوصاً إذ تمت في جو تغمره الألفة والسكينة والراحة.
لا تتعجلي حل المشكلة
الصبر أحد أهم الأمور المطلوبة منكِ غاليتي عند الشعور بالإهمال العاطفي من قبل شريك الحياة، لأن المشكلات العميقة مثل هذه المشكلة تحتاج إلى الصبر والتمهل في حلها، ولذلك لا تتعجلي النتائج، وكوني قريبة من شريك حياتك لتشعريه بأنكِ تجيدين الاهتمام العاطفي، وأنكِ بحاجة إلى ذلك منه.
والآن، وبعد ما تقدم كيف يمكن علاج الإهمال العاطفي؟
علاج الإهمال العاطفي
إذا كنتِ بحاجة بعد كل ما سبق ذكره إلى علاج الإهمال العاطفي لا تترددي أبداً في إستشارة المختصين (خبراء العلاقات الزوجية) باعتبارهم الفئة الأفضل في مساعدتك في النجاة بعلاقتك بشريك حياتك من تأثيراته السلبية، وتحسين علاقتك به، وإيجاد طريقاً آمناً للعودة إلى حياتكما الزوجية والعاطفية بسلام تام وأمان.
والآن غاليتي .. يُسعدنا أن تُشاركينا الرأي، ماذا يجب عليكِ فعله إذ تعرضتِ للإهمال العاطفي من شريك حياتك؟