أيام في العسل كفيلة بإعادة الشغف إلى الحياة الزوجية .. كيف
بعد فترة من الزواج، يختفي الشغف، وتغيب اللهفة بين الزوجين، وخصوصاً مع تراكم الأعباء والمسؤوليات على عاتق كل منهما، ومع غياب الحوار، وتلاشي العادات الصحية التي كانت سبباً في تحقيق سعادتهما، وبعد تمكن الملل من علاقتهما الزوجية، تصبح هناك حاجة ملحة لتجديد روح العلاقة بينهما، في محاولة لانقاذ الحياة الزوجية من الانهيار.
ولذلك تعد فكرة "أيام في العسل" فكرة صائبة لتجديد روح الحياة الزوجية، ولتتألق في ثوب جديد يليق بها، وبلحظات الحب الأولى فيها، فكيف يمكن لكل زوجين التخطيط لأيام في العسل بعد فترة من الزواج بهدف استئناف الحياة سوياً بنشاط وحيوية وشغف ولهفة؟ وما هي أطيب الثمار التي يمكن تذوقها جراء ذلك؟ وما هي أهمية التخطيط لرحلة "أيام في العسل"
أيام في العسل
جرت العادة بعد الزواج مباشرة أن تكون هناك فترة معينة لاستمتاع الزوجين سوياً ببعضهما البعض في سعادة وفرح، قد تطول أو تكثر بحسب ظروف كل زوجين، ويطلق عليها "شهر العسل" لأنها تكون فترة رومانسية وحالمة، ويعتقد البعض أن هذه الفترة لا يمكن تعويضها في وقت لاحق، وأنه لن يأتي مثلها أبداً، وهو اعتقاد خاطئ لأن ممارسة الحياة الزوجية بعد ذلك بما فيها من أعباء ومسؤوليات لا تمنع من التمتع بالحياة، ولكن الاستسلام للرتابة والملل هو الذي يحول دون استمتاعهما بحياتهما الزوجية.
وهنا يقع على الزوجين مسؤولية كبيرة، ألا وهي مسؤولية تجديد روح الحياة الزوجية من جديد، والاقبال عليها بشغف ولهفة، والهدف من مقالنا اليوم، مساعدتهما على السير في المسار الصحيح الذي يضمن لهما الاستمتاع بالحب، وقضاء وقتاً رومانسياً ورائعاً معاً، وذلك من خلال تبسيط فكرة "أيام في العسل" لهما، ومساعدتهما على التخطيط لها تخطيطاً جيداً.
كيف يمكن التخطيط لرحلة أيام في العسل؟
ترى "داليا شيحة" خبيرة علاقات زوجية مستشارة أسرية بدبي، أن الحرص على خطف أيام عسل بعد فترة من الزواج له أن يقضي على الملل، ويفتح آفاقاً جديدة لتحقيق السعادة وراحة البال، وعودة الروح مرة أخرى إلى جسد العلاقة الزوجية، ولمساعدتهما في التخطيط لرحلة "أيام في العسل"، "تقدم لهما داليا شيحة" الخطوات التالية لتطبيقها وانتظار النتيجة:
الحصول على اجازة من العمل
بداية يجب على الزوجين الحصول على اجازة من العمل بضعة أيام من أجل التركيز جيداً، والاستعداد بذهن صافٍ لقضاء عطلة تشبه إلى حد ما العطلة التي استمتعا بها سوياً في شهر العسل في محاولة لتحقيق الاسترخاء، واستعادة ما فاتهما من أوقات جميلة بسبب روتين الحياة الزوجية الباهت.
التهيئة النفسية
أكدت شيحة على أنه يجب على الزوجين، الاستعداد نفسياً لرحلة الحب والرومانسية ليتذوقا أطيب ثمار رحلة "أيام في العسل"، كما يجب عليهما ترك كل نقاط الخلاف، وترك كل المشاكل وراء ظهورهما، والذهاب إلى رحلة الحب بعقل صافٍ، وقلب دافئ، حتى تنجح مساعيهما في تجديد روح الحياة الزوجية، وإعادة اللهفة والشغف لها من جديد.
التخطيط معاً للرحلة
يجب على الزوجين التخطيط سوياً لرحلة "أيام في العسل"، وذلك باقتراح أفكار رومانسية دافئة تحقق سعادتهما، وتخلقهما من جديد بمشاعر جديدة كلها تفاؤل وحب وحياة، ولكي لا ينسحب بساط الوقت من بين أيديهما، يجب عليهما التخطيط مسبقاً لها، وذلك باقتراح كل منهما لأكثر من اقتراح رومانسي، على أن يتم اختيار الأنسب لهما.
ومن هذه الأفكار، التمتع بليالي رومانسية حالمة في فندق بعيد عن أجواء المنزل، وعن كل المسؤوليات المرتبطة به، وتناول الطعام على ضوء الشمع، والرقص معاً على ألحان رومانسية دافئة ليتعمق بداخلها الشعور بالحب والارتياح والانسجام.
وقالت شيحة أنه يمكن لهما أيضاً قضاء وقتاً سعيداً في مشاركة بعض النشاطات المحببة لهما، والتي لم يمهلهما الوقت فرصة لممارستها وسط ما عليهما من أعباء ومسؤوليات، مثل: ممارسة السباحة معاً أو أحد الهوايات المحببة لهما، أو حتى المشي معاً بين أجواء الطبيعة الخلابة، ولذلك يجب أن يتم اختيار المكان المخصص لقضاء "أيام في العسل" بعناية ليساهم في تحقيق الهدف من رحلة الحب هذه.
غلق الهواتف النقالة
لطالما جلس كل من الزوجين على أريكته الخاصة في منزل الزوجية وكأنهما في عالمين منفصلين، وهما منشغلان بمواقع التواصل الاجتماعي، وبالبقاء متصلان بالانترنت فترات طويلة دون الالتفات إلى بعضهما البعض، ودون النطق بكلمة واحدة، ولذلك يجب عليهما التغلب على إدمان مواقع التواصل الاجتماعي بغلق الهواتف النقالة، للتمتع بأحاديث الحب والرومانسية التي كادت أن تلفظ أنفاسها بسبب الخرس الزوجي الذي تملك من حياتهما، ولاستثمار الوقت في استرجاع كل ما ضاع منهما خلال مسيرة الحياة الزوجية، وإحياء الحب، والشعور به من جديد.
تجنب الأحاديث الممنوعة
لتكتمل فوائد رحلة "أيام في العسل" يجب على الزوجين تجنب الأحاديث الممنوعة، والتي من بينها، أحاديث العتاب واللوم، والحديث عن الخلافات الزوجية، ومسؤوليات الأطفال، وكل الأحاديث التي لها أن تبعد بينهما بدلاً من أن تذيب جبال الجليد التي تراكمت ووقفت حائلاً بينهما، وكانت سبباً في تبلد الأحاسيس، وجمود المشاعر. وفي المقابل عليهما بتبادل أطراف الأحاديث الرومانسية الدافئة، التي تساعدهما تدريجياً على الدخول في هالة كبيرة من الحب، للاستمتاع به طوال مدة الرحلة.
أهمية رحلة أيام في العسل للزوجين
لا تقل أهمية رحلة أيام في العسل بعد فترة من الزواج عن أهمية شهر العسل بعد الزواج مباشرة، لأن الهدف من كل منهما تحقيق السعادة الزوجية، والانسجام، وبالتمتع بكل اللحظات الرومانسية الدافئة التي تمر عليهما معاً، ويزيد عن ذلك بعض المنافع الكبيرة للزوجين مثل :
- إعادة الشغف واللهفة للحياة الزوجية.
- الانسجام وتحقيق التقارب الحميمي.
- إحياء الحب والرومانسية.
- التخلص من الملل والرتابة.
- استئناف الحياة الزوجية بحيوية ونشاط.
- التمتع بالعلاقة الزوجية بحب وحميمية.
- تلاقيهما من جديد بعد أن حالت الظروف والمسؤوليات بينهما.
- شحن طاقة إيجابية كبيرة تزيد من عزمها على الكفاح معاً في الحياة الزوجية لتحقيق نجاحها.
وبحسب شيحة أيضاً، ولإعادة الشغف إلى الحياة الزوجية من جديد، على الزوجين انتهاز فرصة أي عطلة لهما معاً لقضاء "أيام في العسل" لتكون لهما بمثابة موعداً لهما مع السعادة، وليتمتعا سوياً ببعضهما البعض وبحياتهما الزوجية في ثوبها الجديد.
والآن، ومن واقع أهمية رحلة أيام في العسل .. كيف يمكن للزوجين تعظيم فوائدها؟
لتعظيم الفوائد التي يحصل عليها الزوجين من رحلة الحب "أيام في العسل" يجب عليهما تطبيق ما يلي:
- التخطيط للرحلة بشكل يجسد العلاقة بينهما.
- مفاجئة كل منهما للآخر بأمر يحبه.
- خلق طقوس يومية جديدة وسعيدة.
- تجنب الاتصال بالانترنت والبعد عن التكنولوجيا.
- تجربة أشياء جديدة معاً وخلق ذكريات رائعة وسعيدة منها.
وأخيراً، ولتعظيم الاستفادة من رحلة "أيام في العسل"، يجب على الزوجين استحضار الصدق، والنية الطيبة تجاه بعضهما البعض، فبالنوايا الطيبة تنجح الخطط، وتتحقق الفوائد، ويتذوق كل منهما أطيب ثمار الحب والرومانسية.
والآن، عزيزاتي الزوجات وأعزائي الأزواج يسعدنا أن تشاركونا الرأي .. هل أنتم بحاجة إلى رحلة "أيام في العسل"؟
