الازدراء أحد العلامات التي تنذر بحدوث الانفصال النفسي والطلاق

النقد المستمر والمماطلة من بينها .. 4 علامات مهمة تنذر بحدوث الانفصال العاطفي والطلاق

ريهام كامل
13 يونيو 2023

الانفصال العاطفي بين الزوجين لا يحدث فجأة، والتباعد النفسي بينهما يبدأ تدريجياً، والسبب في ذلك المنهج الذي يتبعه كل منهما في الحياة الزوجية منذ أول يوم فيها، إذ توجد العديد من التصرفات السلبية التي تستهدف صميم العلاقة، وتؤثر فيها تأثيرات بالغة تعجل بحدوث الانفصال العاطفي والطلاق.

والانفصال العاطفي بين الزوجين هو حالة من الجمود تصيب الحياة الزوجية بحيث يعيش فيها طرفاها أمام الآخرين في هدوء ووفاق، ولكنّهما على أرض الواقع منفصلان عاطفيًا عن بعضهما البعض.

ومن أجل الوقاية من تبعيات ذلك، نقدم لكِ عزيزتي هذا الموضوع المهم عن علامات تنذر بحدوث الانفصال النفسي والطلاق للوقاية منهم وفقاً لـ"غوتمان" أحد أهم خبراء العلاقات، وذلك لاتخاذ الحيطة والحذر لتحقيق الاستقرار والهدوء والاستمرارية بنجاح للحياة الزوجية.

النقد المستمر اللاذع يهدم ولا يبنتي ومن علامات الانفصال العاطفي والطلاق
النقد المستمر اللاذع يهدم ولا يبنتي ومن علامات الانفصال العاطفي والطلاق

علامات تنذر بحدوث الانفصال العاطفي والطلاق

الأحداث التي تصادفنا في الحياة، وخصوصاً تلك التي تتعلق بالعلاقات لا تحدث في غمضة عين، بل تبدأ صغيرة وتكبر تدريجياً مع مرور الوقت، وخصوصاً في الحياة الزوجية، ولذلك وقبل الانفصال العاطفي والطلاق توجد علامات عديدة تظهر وتدل على قرب حدوثهما، وهذه العلامات هي:

النقد المستمر

النقد البناء نقد مقبول ويساهم في تصحيح الأخطاء، ويلفت النظر إلى الهفوات لتجنبها في المستقبل خلال مسيرة العلاقة، ولكن يوجد نقد ليس الهدف منه الإصلاح، ويحدث بهدف الاحتقار والتقليل من شأن الطرف الآخر، وله آثار مدمرة لأنه يجعل الطرف المتضرر في حالة غليان مستمرة، وخصوصاً مع استمرارية التعرض له، كونه يعصف بالمشاعر، ويتسبب في شعور الطرف المتضرر بالإهانة.

الازدراء

يعد الازدراء من اكثر أنماط التواصل التي تؤدي إلى تدمير العلاقة بين الزوجين، ويحدث عندما  يقوم أحد الشريكين بالهجوم على كيان شريكه بطريقة مؤذية من خلال الأقوال والأفعال التي تحط من قيمته، والتهكم، والسخرية، والتحقير من العلاقة بالتفوه بعبارات ندم سلبية تسيء إلى الطرف الآخري، وقد يكون الازدراء من خلال التقليد الساخر، إذ تعتبر الأفكار السلبية غذاء أساسي للازدراء، لذا على الزوجين إدراك خطورة التعرض بصفة مستمرة لمثل هذه الإحباطات، لأنها تعمل على تدمير العلاقة، وغياب الشغف، واختفاء الاحترام، وضياع الحميمية، وهذه نتائج خطيرة تعجل بحدوث الانفصال النفسي والطلاق.

المماطلة

تعد المماطلة أحد أهم العلامات المهمة التي تنذر بحدوث الانفصال النفسي بين الزوجين، وقد يصل الأمر إلى الطلاق في العديد من الزيجات، وتعني المماطلة وقف النقاش أو الانسحاب منه بطريقة سلبية لا تجعل الشريك ينتهي من الصراع القائم بداخله، ما يعرضه لهزات نفسية عنيفة ومؤلمة تقف بينه وبين العاطفة والمشاعر الدافئة التي يشعر بها نحو شريك حياته، ولذلك ومع استمرار التعامل بمبدأ المماطلة يحدث الانفصال العاطفي بين الزوجين ومن ثم الطلاق.

الدفاعية

عندما ينشغل كل من الزوجين بالدفاع عن نفسه، وانكار الوقوع في الخطأ، تزيد الخلافات، وتتشعب المشاكل، لعدم وجود عقول ناضجة تفهم أهمية الحوار البناء الهادف بين الزوجين، ولانشغال كل منهما بالدفاع عن نفسه أمام الآخر، واسقاط التهم عن رأسه، لأن الدفاعية حيلة نفسية يسلكها كل طرف لتبرأة نفسه من الخطأ، وهي سلوك أناني يتعارض مع مبدأ المشاركة الذي يعد أحد مقومات الحياة الزوجية الناجحة.

لتجنب الانفصال العاطفي والطلاق يجب تقبل عيوب الشريك والنظر إلى الايجابيات وتضخيمها
لتجنب الانفصال العاطفي والطلاق يجب تقبل عيوب الشريك والنظر إلى الايجابيات وتضخيمها

والآن كيف يمكن انقاذ الحياة الزوجية بعد ظهور هذه العلامات؟

بحسب غوتمان، فإن 69% من المشاكل بين الشريكين تكون أبدية ولا تنتهي ولكل هناك دائماً أمل في استمرارية الحياة الزوجية معها، لأن الاختلافات الكبيرة في الرأي لا تدمر العلاقات الزوجية، ولكن لا يحدث ذلك في كل الزيجات، لأن طريقة التعامل مع تلك الخلافات هي المسؤولة عن تدمير العلاقة وزعزعة استقرار الحياة الزوجية، ولذلك ولكي لا يحدث الانفصال العاطفي بين الزوجين، وللوقاية من الطلاق يجب على الزوجين الالتزام، توصي داليا شيحة خبيرة علاقات زوجية وأسرية بدبي بضرورة تطبيق ما يلي:

اعتماد مبدأ "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية"

بمعنى أنه يجب على الزوجين قبول اختلاف الرأي حول أي من الأمور أو الأراء أثناء النقاش، لكي لا يفسد ودهم أو يزعزع استقرار حياتهم الزوجية، وليكون من السهل عليهما التلاقي عند نقطة مناسبة لكل منهما، وهي نقطة الأمان التي تحفظ علاقتهما من الدمار.

تقبل الشريك على حاله كما هو

النقد المستمر اللاذع يهدم ولا يبني، لذا يجب العمل على تقويم الشريك، ولفت انتباهه إلى هفواته بطريقة سليمة وموضوعية ولطيفة، كما يجب تقبل الشريك على حاله، لأنه لا يوجد شخص كله عيوب، لأن المميزات دائما تتلاقى معها، لذا يجب تضخيم مميزات الشريك، ومحاولة التغاضي عن العيوب متى كان بمقدورهما ذلك.

التفاهم

يجب على الشريكين تعزيز التفاهم في ما بينهما، بتقبل الرأي الآخر، وتجنب السخرية والتهكم منه، ووضع خطوط عريضة لنقاشها والتفاهم بشأنها، وليؤتي التفاهم ثماره الطيبة على الحياة الزوجية، يجب على الزوجين، الالتزام بأداب الحوار، وتجنب المقاطعة، وعدم الاستعجال في الرد.

تعزيز التواصل بالطرق الإيجابية

يلعب التواصل دوراً كبيراً في تعزيز العلاقة بين الزوجين، لذا يجب على كل منهما الاهتمام بابتكار طرقاً جديدة للتواصل في ما بينهما، وبما يحقق استقرار علاقتهما، لأن التواصل أحد أهم المقومات الأساسية التي تضمن نجاح الحياة الزوجية، وتساهم في تحقيق استقرارها، واستمراريتها.

الاعتراف بالخطأ

يعد الاعتراف بالخطأ من السلوكيات الإيجابية التي تعزز من نجاح الزواج، لأنه لا يوجد انكار للخطأ، ولأن ذلك يضمن السيطرة على الأمور التي تهدد استقرار الحياة الزوجية.

الاهتمام بالتجديد والتغيير

يجب على الزوجين الاهتمام بعمل تغييرات مستمرة في شكل العلاقة والحياة الزوجية، لأن ذلك يحافظ على تجددها، ويبعد الرتابة والروتين عنها، كما أنه يحميها من مخاطر تمكن الملل الزوجي منها، ولأن التجديد والتغيير يكسر الروتين القاتل، ويجعل العلاقة في إزدهار مستمر.

وأخيراً، يجب على كل زوجين تقبل الاختلافات، والاهتمام بالعمل على توفير مقومات استقرار ونجاح الحياة الزوجية لتظل في أبهى صورها للأبد.

والآن .. يُسعدنا أن تشاركينا الرأي .. هل من علامات أخرى تنذر بحدوث الانفصال العاطفي بين الزوجين والطلاق؟