النوم على سريرين منفصلين عادة صحية للعلاقة أم تنافر وتباعد بين الزوجين
النوم على سريرين منفصلين بعد الزواج ليست ظاهرة جديدة، لأنها موجود في حالات نادرة من الزيجات منذ زمن طويل، حيث كانت هذه العادة مترسخة في فئة إجتماعية معينة، هم الأزواج الأثرياء، إذ كانوا يعتبرونها أحد أهم المظاهر المرتبطة بالثراء، والبيئة المحيطة بهم، وذلك في نفس الوقت الذي تمسكت فيه الفئات الأخرى بنوم الزوجين معاً على سرير واحد.
أما اليوم، فقد أصبح النوم على سريرين منفصلين ظاهرة شائعة أكثر مما نعتقد، لتزايد نسبة من يفعلون ذلك بين الأزواج، إذ أثبتت الدراسات الحديثة التي نشرت في صحيفة نيويورك تايمز، ينام واحد من كل خمسة أزواج في غرف نوم منفصلة، وما يقرب من ثلثي هؤلاء ينامون كل ليلة في غرف بمفردهم.
تضارب الآراء
وحول النوم على سريرين منفصلين بعد الزواج، ترى بعض الآراء أن حدوث ذلك يدل على تدهور العلاقة بين الزوجين، كونه دلالة غير صحية لأنها ظاهرة تسبب التباعد بين الزوجين، وتحول دون حصولهم على فوائد إيجابية جمة نتيجة لنومهم على سرير واحد.
كما وتوجد آراء أخرى تؤكد أن هذه الظاهرة ظاهرة صحية للغاية، وتحقق منافع جمة للزوجين، لأنها تعزز من نوم كل منهم نوماً عميقاً وبراحة أعمق كل يوم، وأنه ليس من الضروري أن يكون الأزواج والزوجات في حالة خصام ليناموا في أسرة منفصلة. وقد استشهدت هذه الآراء بذلك على نجاح العديد من العلاقات الزوجية التي ينام فيها طرفيها على أسرة منفصلة.
رأي الخبراء
قالت داليا شيحة خبيرة علاقات زوجية وأسرية بدبي أن نوم كل من الزوجين على سريرين منفصلين اليوم بات ظاهرة بين كثير من الأزواج والزوجات، وهي ظاهرة يجب أن تحترم طالما أن كل من الطرفين يرتضيان ذلك، ويرحبان بالفكرة، ويقتنعان بها تمام الاقتناع، كما أن الفصل في ذلك يعود إلى طبيعة العلاقة بين الزوجين، وإلى طريقة تفكيرهما، إذ أن ذلك القرار يتوقف على ديناميكية العلاقة بينهما، مشيرة إلى أن هناك زيجات ناجحة جداً تطبق ذلك، بل أن البعض منهم يفضل النوم في غرف منفصلة، وليس على سريرين منفصلين في نفس الغرفة فقط.
وأشارت شيحة إلى أن الأمر يعود إلى الزوجين فإذا رأى كل منهما أن النوم على سرير واحد أفضل لهما ولعلاقتهما الخاصة، وحياتهما الزوجية عليهما بذلك، لأن القرار يعود لكل منهما، وليس لأحداً غيرهما.
أهم الأسباب وراء النوم على سريرين منفصلين
وبحسب شيحة توجد أسباب عديدة وراء النوم على سريرين منفصلين، من أهمها الحصول على ليلة نوم جيدة كونه يعد السبب الرئيسي الذي يجعل كل من الزوجين يفكران في النوم على أسرة منفصلة أو حتى غرف نوم مختلفة، وهو أمر يراه بعض الأزواج والزوجات أمراً مناسباً، وخصوصاً الذين يعانون من اضطرابات النوم، والمشاكل الشائعة الخاصة بها مثل: الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم أو الأرق أو الذعر أثناء النوم مثل ما يحدث أثناء رؤية الكوابيس الليلية، إضافة إلى اختلاف الأزواج حول العديد من الأمور عند موعد النوم، فبعض الأزواج يفضلون النوم على صوت التلفاز والضوء، وبعضهم يفضل النوم على الأجواء الليلية الهادئة المعتمة، ومنهم من يفضل النوم على هواء المكيف البارد، والبعض الآخر لا يفضل ذلك، ولذلك يرون أن النوم في غرف منفصلة قد يحل هذه المشكلة.
كيفية حماية العلاقة الزوجية من آثار التباعد عند النوم
لتبقى علاقة الزوجين ببعضهما البعض صحية بشكل كامل، يجب عليهما تعزيز التواصل في ما بينهما لتجنب الآثار السلبية الناتجة عن تباعدهما عند النوم، وبحسب شيحة يجب عليهما الاهتمام بتطبيق النصائح التالية:
- يجب أن لا يؤثر النوم على سريرين منفصلين على العلاقة الحميمة بينهما، بمعنى أنه يجب أن تكون هناك ممارسة منتظمة للعلاقة الخاصة في ما بينهما.
- تعزيز التواصل الحميمي باللمس وبتعزيز التعبير باستخدام لغة الجسد.
- تعزيز التواصل بتبادل أطراف الحديث معاً.
- تخصيص وقت لهما خلال اليوم لممارسة نشاطاً محباً لكل منهما.
- إظهار المودة أمام الأطفال إن وجدوا لأنهم لن يستوعبوا سبب وجود سريرين منفصلين في غرفة النوم، أو نوم كل من الأبوين في غرف منفصلة، حتى لا يظنوا أن هناك أمراً سيئاً يحدث بين أبويهم.
وأخيراً تقول شيحة أن النوم على أسرة منفصلة أو حتى في غرف منفصلة اليوم قد لا يكون شيئاً سلبياً، ولكنه أمر لا يمكن تعميمه أولاً لأنه أمر يتعلق بأصحاب القرار فقط، كما أن لنوم الزوجين على سرير واحد فوائد جمة، وأيضاً يوجد من الأزواج والزوجات من لا يطيقون النوم بعيداً عن بعضهم البعض، لذا فالأمر يتعلق باتفاق الطرفين، ويتوقف على ديناميكية العلاقة بينهما، ومدى التوافق والانسجام في ما بينهما.
والآن .. يُسعدنا غاليتي أن تشاركينا الرأي .. إذا كنت متزوجة هل تفضلين النوم على سريرين منفصلين أم على سرير واحد ولماذا؟