التعاطف واحترام المشاعر من أهمها .. نصائح الخبراء لتحقيق الانفصال الآمن مع وجود الحب
كثيرة هي قصص الحب، منها ما دام أمداً طويلاً وحتى آخر العمر، ومنها ما لم تقوى على الاستمرار، وذلك لأسباب عديدة، فقد يكون السبب أن رصيد الحب لم يكن كافياً لاستمرار العلاقة، أو عدم توافر المقومات التي تطيل من عمر العلاقة، والتي لا يمكن أن تختزل في الحب فقط، لأنه ليس الضامن الوحيد لاستمرار العلاقة بين الشريكين، إذ توجد أمور أخرى عديدة يجب أن تتوافر لتستمر العلاقة وتزدهر، وليتذوق طرفاها أطيب الثمار.
الانفصال الصعب
الانفصال مع وجود الحب مأساة كبيرة، لأنه يرهق النفس، ويجرح القلب، ويترك أثراً أليماً في النفس، ولكن كل ذلك قد يكون أخف الأضرار في بعض الحالات، لأن استمرار العلاقة مع فشل محاولات الإصلاح غالباً ما يجعل استمرارها أمراً مستحيلاً بل ومخيفاً أيضاً، ولذلك يحتاج الشريكان في هذه الحالة إلى إستشارة خبراء العلاقات الزوجية ليتم الانفصال بطريقة آمنة للطرفين دون التسبب في جروح عميقة تعوقهما عن استكمال حياتهما بشكل طبيعي بعد ذلك.
ولأهمية هذا الموضوع نقدم لكم اليوم علامات توحي بقرب الانفصال بين الشريكين، مع ذكر الطريقة الأنسب للانفصال الآمن بعد فشل محاولات الإصلاح بينهما، ومع وجود مشاعر الحب.
والآن : متى يكون الانفصال أفضل قرار حتى مع وجود الحب؟
قد يتساءل البعض، لماذا ينفصل الشريكان والحب بداخل كل منهما، وهو سؤال منطقي للغاية، وخصوصاً مع الاعتقاد بمعجزات الحب والتي من بينها إزالة أي عقبات في طريق الشريكين لاستمرار العلاقة بينهما، والإجابة تكمن في أنه في بعض الحالات ورغماً عن الحب والمشاعر التي تربط بين الشريكين إلا أنهما لا يشعران بالسعادة والاستقرار العاطفي وهدوء العلاقة.
وبحسب الدراسات والأبحاث المعلنة في هذا الصدد توجد علامات عديدة تدل على ضرورة الانفصال، كونه أفضل القرارات في بعض الحالات حتى مع وجود الحب، وخصوصاً بعد فشل محاولات الإصلاح، وهذه العلامات هي:
- عدم الشعور بالتأثيرات الايجابية للمشاركة بين الشريكين.
- الشعور بالتوتر عند الدخول في مناقشة مع الشريك.
- انعدام الرغبة في التواصل بسبب الخوف من نشوب الخلاف بسبب انعدام التفاهم في ما بينهما.
- الشعور بالوحدة بالرغم من وجود الشريك
- النزاعات المستمرة وعلى أتفه وأبسط الأسباب.
- تقديم كل المساعدة وبذل الجهد لنجاح العلاقة ولكن دون جدوى.
نصائح للانفصال الآمن
ليكون الانفصال آمناً ومقبولاً عند الشريكين، تقدم لكم "داليا شيحة" مستشارة زوجية وأسرية بدبي، أهم النصائح الفعالة، وهذه النصائح هي:
يجب إظهار التعاطف والاحترام عند الانفصال
يجب أن يظهر الشريكان مشاعر التعاطف نحو بعضهما البعض، فكلاهما بحاجة إلى ذلك، لأن الانفصال مع وجود الحب أمر قاسي للغاية، كما أنه يجب عليهما احترام بعضهما البعض، واحترام مشاعرهما، وتجنب فعل ما يجرحها، والحفاظ على الكرامة.
يجب وضع الحدود
بعد اتخاذ قرار الانفصال، وبعد الاتفاق عليه، يجب وضع حدود واضحة عند انهاء العلاقة، ووضع آلية مناسبة للتعامل بعد ذلك، وخصوصاً في حالة وجود أطفال، لأنه كلما كان الانفصال هادئاً وآمنا كلما كانت آثاره السلبية على الشريكان والأطفال محدودة، ولذلك توصي شيحة باحترام الحدود، واحترام المساحة الخاصة عند الانفصال، وذلك تجنباً لحدوث سوء الفهم، ولتجنب المواقف السلبية، والمشاحنات الباردة التي تحدث أثناء الانفصال.
ضرورة وضع خطة التواصل بعد الانفصال
في بعض حالات الانفصال يفضل الشريكان أن يصبحا أصدقاء، ولكن مع وجود الحب قد يستحيل ذلك، ولذلك من الأفضل أن لا يتم التفكير في انشاء علاقة صداقة بين الشريكين، لأن الحب لا يتحول إلى صداقة، ولكن العكس ممكن جداً وجائز، ويحدث في العديد من الحالات ولكن، في حالات أخرى قد يكون من الأفضل أن يبقى كل من الشريكين على تواصل، وهي الحالات التي يكون فيها الأطفال طرفاً ثالثاً بينهما، بل أنه من الضروري أن يكون هناك اتصالاً قوياً في ما بينهما من أجل الحفاظ على نفسية الأطفال، لكي لا يشعرون بسلبيات الانفصال، وهذا الأمر يتطلب ضرورة وضع خطة للتواصل على أن تكون مناسبة ومثمرة للجميع.
عدم التردد في طلب الدعم من المقربين
في حال الانفصال مع وجود الحب، من الضروري عدم التردد في طلب الدعم من الأصدقاء أو العائلة أو حتى من خبراء العلاقات الزوجية، إذ أنه من المفيد جداً مشاركة المشاعر والخبرات مع أشخاص موثوق بهم، وذلك تجنباً للاعتماد على خبرات السابقين، والتعرض لمشاكل جمة جراء التعميم، والتأثر بمثل هذه الخبرات.
وتعود أهمية طلب الدعم من الآخرين إلى تخفيف الآثار السلبية للانفصال كالحصول على نصائح لتخفيف الألم العاطفي الناتج عن الانفصال، ومعرفة كيفية التعايش مع الأمر.
الاهتمام برعاية الذات
بعد الانفصال تقع مسؤولية كبيرة جداً على الطرفين بحيث يجب على كل منهما الاهتمام بذاته ورعايتها جيداً، والتعاطف معها، وعدم اهمالها لكي لا تغوص في الحزن الذي يسيطر عليها بعد الانفصال، ولذلك يتعين عليهما وضع استراتيجة لرعاية الذات من خلال اتخاذ بعض الخطوات الفعالة التي تمكنهما من جعل أنفسهما الأولوية، كالانخرط في الأنشطة التي تعزز الصحة الجسدية والعاطفية مثل: ممارسة الرياضة، والهوايات، وقضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء، والتأمل، والسفر، والقيام بكل الأفعال التي تحقق الاسترخاء، مع التفكير في الدروس المستفادة من التجربة ليصبح التعامل مع الأمر أكثر مرونة.
وأخيراً، وليكون الانفصال مع وجود الحب بعد فشل كل محاولات الإصلاح أمراً مقبولاً في نفس كل من الشريكين، يجب عليهما التفكير ملياً في قرار الانفصال، وقياس درجة احتمالية استمرار علاقتهما، والمحاولة من جديد للإصلاح، وخصوصاً إذا كانا لا يقويان على الحياة بدون بعضهما البعض، كما يجب عليهما وضع تصور للحياة بدون الطرف الآخر، لمعرفة إذا ما كان بمقدورهم ذلك أم لا، ليكون قرار الانفصال قراراً سليما وبعد دراسة كل الاحتمالات.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي أيهما أفضل الانفصال مع الحب بعد فشل محاولات الإصلاح، أم استمرار العلاقة بين الشريكين مع المشاكل؟