تختبر المشاعر وتحدد مصير العلاقة .. فوائد فترة الاستراحة بين الشريكين ونصائح لنجاح أهدافها
مهما بدأ الحب قوياً في بداية العلاقة، ومهما بلغت روعة الذكريات، قد تأتي فترات لا تتمناها القلوب، ولا تخطر على العقول، يعاني فيها كل من الشريكين بمشاعر متناقضة تُدخلهما في حالة من الصمت، والنفور من كل ما كانا يتوقان لممارسته معا، وليس ذلك فحسب فقد يحدث التباعد النفسي والفعلي إذا لم ينتبه إلى ذلك، فما السبيل إلى النجاة، وهل يعني ذلك قرب الانفصال بين الشريكين؟
فترة الاستراحة بين الشريكين
"بيدي لا بيد عمرو" هذا المثل العربي الشهير يجعلنا نضع أيدينا على الحل الأمثل لمواجهة الشريكين لحالة الارتباك التي تنتاب كل منهما، إذ يجب عليهما التفكير ملياً في أخذ فترة استراحة يتفقان على مدتها، لتحقيق الاستقرار لكل منهما، وليستطيعا التفكير في حياتهما معاً، والوصول إلى الحل الأمثل لهما بدلاً من أن ينتهي بهما الطريق إلى عتبة الانفصال وفي قلوبهما مشاعر دافئة مكبوتة، وعقولهما أملاً في الاستمرار في العلاقة.
وفترة الاستراحة بين الشريكين هي فترة قصيرة يعيشان فيها بعيدان عن بعضهما البعض بعد اتفاقهما على ذلك، ليختلي كل منهما بنفسه للتفكير في حقيقة ما يحدث، وفي إمكانية الحياة بدون بعضهما البعض، وتصور المستقبل بعد انفصالهما فعلياً، والتفكير في ما إذا كان بامكانهما تجاوز الأزمة بتجديد الحب في القلوب، والقضاء على الملل أم لا، لكي يصلا إلى القرار السليم الذي لا يمكن أن يعقبه الندم. وهذه الاستراحة هي انفصال مؤقت لتعزيز تفكير كل من الشريكين بعيداً عن أي تأثيرات، والحقيقة أن فوائدها عديدة، فما هي يا تٌرى هذه الفوائد؟
فوائد الاستراحة بين الشريكين
تتعدد فوائد الاستراحة بين الشريكين، ومن أهمها اختبار المشاعر، لأن الزهد يصيب العلاقات أيضاً، ففي حالات عدة يحدث وأن يزهد الشريك في علاقته بشريكه ربما لأنه متاحاً له أغلب الوقت، وربما بسبب الروتين القاتل الذي تمكن من علاقة كل منهما بالآخر، والملل الذي اقتحم حياتهما وتسرب إلى حياتهما، ولذلك يحتاج كل منهما إلى فترة استراحة قصيرة بعيداً عن الآخر، في محاولة لاختبار المشاعر، وتصور الحياة بدون الشريك، والتفكيرة في كل الأمور التي تجمع بينهما، وهنا تظهر فائدة عظيمة للاستراحة بين الشريكين لأنه وفي حالات عدة قد يشتاق كل منهما للآخر خلال فترة الاستراحة، وقد يعودان بعلاقتهما ومشاعرهما في ثوب جديد.
وقد يحدث وأن يكون الانفصال الفعلي هو القرار الأمثل لكلاهما، وأي كان القرار فمن المؤكد أنه قراراً سليماً بعيداً عن الأحكام السريعة، والأخطاء التي تحدث عند عدم التفكير في كل الأمور المترتبة على القرار، ولأنه سيكون أفضل من الاستمرار مع شريك لا يرغب في استكمال الحياة مع شريكه، وأكثر ملائمة للشريكان اللذان اتفقا على على الانفصال بمحض إرادتهما بعد تفكير عميق في ما يتعرضان له من هزات عنيفة تجتاح مشاعرهما، وتعصف بقلوبهما.
والآن كيف تؤتي فترة الاستراحة بين الشريكين ثمارها؟
لتؤتي فترة الاستراحة بين الشريكين ثمارها، يجب الالتزام بتطبيق النصائح التالية:
- يجب على الشريكين تفهم الغرض من الاستراحة.
- تحديد وقت الاستراحة والاتفاق عليه.
- الاتصال بالنفس والحديث معها.
- تجنب التواصل مع الشريك خلال فترة الاستراحة.
- ممارسة الهوايات والانخراط في نشاطات محببة.
والآن وبعد أخذ فترة استراحة للتفكير العميق يجب على كل شريك أن يسأل نفسه الأسئلة التالية، وأن يحاول الإجابة عليها وتدوينها في ورقة:
- هل تذكرت شريك حياتك أثناء الاستراحة عند النوم، وأثناء مشاهدة التفاز، أو عمل قهوتك أو عند أي من الأمور التي كان يشاركك إياها؟
- هل آثارت ممارستك لهواياتك المفضلة والمحببة عندك مشاعر الفقد لشريك حياتك ولممارستك أي من النشاطات معه؟
- هل كان تصورك للمستقبل بدون شريك حياتك مريحاً بالنسبة لكِ؟
- هل تشعر بالحنين إليه، ويغلبك الشوق إلى رؤيته واحتضانه؟
إذا كانت الإجابات بـ"نعم" عند كل من الشريكين فالأمر يحتاج إلى لقاء كل منهما بالآخر، للحديث سوياً عن آثار فترة الاستراحة، وللتعبير عن مشاعرهما والافصاح عنها دون خجل أو قيد، بشرط انتباه كل منهما إلى لغة الجسد أثناء الحديث، لاتخاذ القرار السليم في نهاية اللقاء.
وأما إذا كانت الإجابات بـ "لا" عند الطرفين فالأمر محسوم، والنتيجة المقبلة هي الانفصال الفعلي بهدوء، والبحث عن السعادة مع شريك آخر في الوقت المناسب بدلاً من ضياع الوقت واستنذاف الطاقة العاطفية في حياة غير مرغوب في الاستمرار فيها.
وأما إذا اجتمعت "لا" و"نعم" معاً، بمعنى وجود شريك لا يؤثر فيه غياب شريكه عنه، وآحر يدفعه الحنين إلى شريكه دفعاً، فهنا تكمن المأسأة، لأن الحب هنا من طرف واحد هو الذي سيعاني مرارة الانفصال عن من تهواه الروح وتعشقه القلب، ويحتاج إلى مقابلة المختصين واستشارتهم حتى لا يتعرض لهزات عنيفة بعد انفصال شريكه عنه، وليستطيع مواجهة الانفصال بعقل راضٍ، وقلبٍ مستسلم أخذاً في الاعتبار أن آلام الانفصال عن شريك لا يشعر به أهون بكثير من آلام الاستمرار في العلاقة مع من لا يبادله نفس المشاعر، فالأول يمكن الشفاء منه أم الثاني يظل عالقاً في القلب مدى الحياة.