الطلاق والصيف .. 5 أسباب هامة تقف وراء ارتباط فصل الصيف بمعدلات طلاق مرتفعة
بحسب ذكريات الطفولة كان الصيف قديماً يرتبط بالعطلة الصيفية والسفر والذهاب إلى المصيف، والدعوات بين الأهل والأقارب والسهر، وكثير من الأنشطة الجميلة التي كنا جميعاً نتوق إليها بمجرد حلوله، ولكن اليوم ومنذ سنوات قليلة ارتبط الصيف بأمر آخر مزعج ألا وهو الخلافات الزوجية المستمرة، والمشاحنات والمنازعات بين الأزواج التي لا سبيل لفضها إلا بالطلاق.
واليوم ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة في الصيف هذا العام ارتفعت معدلات الطلاق، وانتشرت هذه الظاهرة الغريبة وهي الخلافات المستمرة التي قد تنتهي في كثير من الحالات بالطلاق، تُرى ما هي الأسباب تقف وراء ارتباط فصل الصيف بمعدلات طلاق مرتفعة، وهل من سبيل للتغلب على هذه الأسباب وتحقيق استقرار الحياة الزوجية؟
الطلاق والصيف
"أنتِ طالق"، "طلقني" كلمات تتردد كثيراً في الأسر اليوم مع ازدياد الموجات الحارة التي تجتاح الدول العربية، لتزيد العبء على الأزواج والزوجات، وتوجد أسباب عديدة لارتباط الصيف بمعدلات الطلاق المرتفعة ومنها
القلق والتوتر
بحسب الدراسات التي طرحت في هذا الصدد، ترتبط معدلات الطلاق بالصيف لأن ارتفاع درجاع الحرارة يرفع من حرارة الجسم بسرعة، فيرتفع معها ضغط الدم ويصبح الانسان قلقاً ومتوتراً بشكل لافت، ويرافق ذلك حالة من عدم الاتزان فيبدأ كل طرف بوضع نهاية لكل ذلك من تصوره هو، ويبدأ الاتفاق على الطلاق، وبذلك يصبح الصيف عاملاً مؤثراً وبشكل لافت في توافق العلاقات الزوجية، ولذلك فالأمر يحتاج إلى التريث والهدوء وتجنب القرارات السريعة.
المشاحنات الزوجية المستمرة
في فصل الصيف تزيد احتياجات الأسرة، وخصوصاً في ما يتعلق بنفقات قضاء العطلة الصيفية على الرغم من الراحة من بعض المصروفات الكبيرة مثل مصاريف المدارس وغير ذلك من الاحتياجات إلا أنه في فصل الصيف تحدت المشاكل الزوجية وتزداد حدتها بسبب العديد من الأمور من أهمها، زيادة الاحتياجات والرغبة في السفر والذهاب إلى المصايف، والتمتع بالعطلة الصيفية، وهي أمور تزيد الاحتقان بين الزوجين، وتسرع من التفكير في الطلاق اعتقاداً أنه طريق الخلاص من كل هذه المشاكل.
المقارنات والتوهم
راق لي كثيراً رأي خبير العلاقات وعالم الحياة دكتور "خالد غطاس" عبر وسائل التواصل الاجتماعي عند تفسيره لأسباب انتشار الطلاق خلال الصيف حيث أرجع السبب إلى المقارنات التي تحدث بين الأزواج في ما يتعلق بكيفية قضاء العطلة الصيفية، إذ يقوم بعض الأزواح بنشر صور تعكس الحالة السعيدة التي يعيشونها خلال الصيف، وكيفية استمتاعهم بكل لحظة فيه، الأمر الذي يثير غضب وحزن الزوجات اللاتي لا يمكنهن الهروب من حرارة الصيف بالاستمتاع مثل غيرهن على الشواطئ وفي القرى السياحية، والسبب في ذلك الصورة غير الحقيقية التي تتبلور في ذهن الأزواج والزوجات عن هذه النماذج التي غالباً ما تكون استعراضية غير حقيقية لأنه من الوارد حدوث الخلافات والمشاحنات في الزواج، وبين هؤلاء الأزواج الذين يستعرضون صورهم على السوشيل ميديا.
وبتوضيح أكبر أشار غطاس إلى نقطة هامة، وهي أن مثل هذه الصور ومقاطع الفيديو الاستعراضية لا تعكس إلا جانباً واحداً فقط من الحياة في هذه الزيجات، والتوهم بأنها حقيقية يخلق حالة من الانزعاج الشديد في الزيجات الأخرى إذ يعتقد شريك الحياة في هذه الحالة أن شريكه هو المسؤول عن عدم استمتاعه بالصيف، وعدم قدرته على تحقيق سعادته مثل هذه النماذج، وهنا تكمن الخطورة، وتزيد احتمالات الطلاق.
الانفعالات النفسية
أكد خبراء وأطباء الطب النفسي أن ارتفاع الحرارة يخلق حالة من الارتباك لدى الأزواج والزوجات سببها حدوث بعض التأثيرات العضوية لهن التي تظهر على هيئة انفعالات نفسية تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، والخروج عن الصمت، واتخاذ قرارات غير مدروسة يترتب عليها الطلاق للخلاص من هذه الحالة المرضية كنوع من النجاة.
قلة الإمكانيات
في بعض الزيجات قد لا يتمكن رب الأسرة من اعتماد ميزانية للسفر إلى المصيف كما يفعل الكثير من الأزواج والزوجات كنوع من الهروب من ارتفاع درجات الحرارة، وقضاء أوقات سعيدة على البحر بدلاً من المعاناة منها، ولذلك تحدث مشاكل زوجية عديدة بسبب ذلك لانعدام القدرة على الترويح على النفس، وتخفيف من حدة حرارة الجو بالذهاب إلى المصايف والاستمتاع بها، وعدم استطاعة رب الأسرة على تحمل أعباء السفر في الصيف.
ما هو الحل؟
- بداية وبحسب غطاس لا يجب الاهتمام بما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي لأنه لا يعكس الصورة الحقيقية للعلاقة بين الأزواج، ومن الخطأ بناء حقائق على ذلك، مخاطباً جميع الأزواج بالهدوء والتريث وعدم الالتفات إلى الأوهام التي تتعلق بحياة الأزواج الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي.
- تجنب المقارنات لأن لكل زيجة عوامل ومقومات يجب الالتزام بها لتحقيق استقرارها ونجاحها.
- تجنب الخلافات الزوجية قدر الإمكان لأنها تتسبب في حدوث فجوة كبيرة بين الزوجين، ومن ثم زعزعة استقرار الحياة الزوجية.
- محاولة التفكير في طرق بديلة لتخفيف الأثر الشديد لارتفاع حرارة الجو والمساهمة في تطبيق هذه الحلول وفقاً للامكانيات المتاحة، وعدم التسليم بفكرة أن الشريك الحياة يستطيع ولكنه لا يفعل، لأن ذلك يزيد من حدة المشاحنات والخلافات الصيفية.
وأخيراً، وبعد كل ما سبق يجب أن يتريث كل من الأزواج والزوجات، وأن يتمهلوا كثيرا قبل اتخاذ قرار الطلاق، وذلك بالسيطرة على انفعالاتهم، والتفكير ملياً في ايجاد حلول جادة لوقف الشجار والخلاف الدائم في ما بينهما، بما يحفظ هدوء واستقرار الحياة الزوجية.
والآن وبعد ما سبق ذكره أعلاه .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي ما العلاقة بين الطلاق والصيف؟، وهل من أسباب أخرى تزيد من معدلات الطلاق في فصل الصيف؟