العلاقة الباهتة والروتين القاتل أخطرهم ..6 أسباب تقف وراء التباعد بين الزوجين
رغم حلاوة البدايات وانبهار كل منهما بالآخر في فترة التعارف وبعد الخطوبة يحدث تغيير كبير في علاقتهما بعد ذلك، فبعد فترة ليست قصيرة من الزواج، ومع انشغال كل منهما بوتيرة الحياة الصامتة، ومع تراكم الأعباء والمسؤوليات على عاتق كل منهما، ومع زيادة الضغوط، وظهور عوامل تزيد من تدهور العلاقة بينهما يحدث التباعد، ذلك الخطر الأكبر الذي يتربص بأي زوجين بعد فترة من الزواج واستمرارية العلاقة، خطر مدمر قد يودي بهما إلى طريق مسدود لا مجال فيه للاختيار طريق لا يكون لهما رأياً في السير فيه أو تجنبه لأنه لا يوجد غيره أمامهما، والنتيجة النهائية تتوقف على مدى قوة العلاقة بينهما ومدى حرص كل منهما على مواجهة التحديات والعقبات العنيفة التي تقف أمامهما صلبة كالصخر عاتية كالرياح، تُرى ما هي أهم الأسباب التي تقف وراء التباعد بين الزوجين؟، وكيف يمكن احداث التقارب بينهما من جديد؟
أسباب التباعد بين الزوجين
تحتاج العلاقات إلى اهتمام بالغ وخصوصاً العلاقة بين الزوجين، فهي تحتاج إلى اهتمام ورعاية دقيقة وفائقة، وتحتاج إلى مواصلة الجهد للحفاظ عليها وعلى التواصل الذي يساهم في الحفاظ عليها، كما تحتاج أيضاً إلى البحث الدائم كل ما له أن يعزز منها ويبعد الخطر عنها، ومن ذلك التغيير لأنه الدرع الواقي الذي له أن يتصدى للملل والرتابة والروتين ألد أعداء العلاقة الزوجية.
وقبل أن نتحدث عن ما تحتاج إليه العلاقات باستفاضة يُسرنا أن نقدم لكل زوجين أهم وأقوى الأسباب التي تقف وراء تباعدهما والتي تتمثل في ما يلي:
اهمال مشاكل العلاقة الحميمة
تحتاج العلاقة الحميمة إلى الوضوح والشفافية والمصارحة بدون خجل أو استحياء، وذلك للدور الكبير الذي تلعبه في تحقيق استقرار العلاقة بين الزوجين، فهي مهمة جداً في تحقيق الانسجام بين الزوجين، وتسليحهما ضد أي مشاكل أخرى تعتري مسيرة زواجهما.
ولعل اهمال مشاكل العلاقة الحميمة أخطر ما يسبب التباعد بين الزوجين، لأنه من الطبيعي أن توجد مشاكل حميمية في بداية الزواج، ولكنه ليس من الطبيعي اهمالها والتزام الصمت والمضي قدما مع اهمالها وتوقع نجاح الحياة الزوجية بعد ذلك، ولأن اهمال العلاقة الحميمة يزيد من خطر الانفصال وليس التباعد فقط، وذلك بسبب الخلافات الزوجية المتكررة التي تحدث بسبب هذه النقطة الأهم على الاطلاق، ولكن بأسباب ظاهرية غير حقيقية تجعل كل من الزوجين في دائرة مغلقة قاتمة كلها حزن وعدم رضا وتعاسة، وهما بعيدان كل البعد عن أسباب التباعد بينهما.
العجز عن ابتكار طرق جديدة في التواصل
يعد التواصل روح العلاقة الزوجية، وعجز كل من الزوجين عن ابتكار طرق جديدة له يزيد من خطر التباعد بينهما، لأن التباعد بين الزوجين يحدث بسبب قلة التواصل بينهما، وبسبب عدم وجود طرق جديدة للتواصل في ما بينهما، واعتمادهما على الطرق التقليدية التي لا تفتقر للرومانسية وتحول دون هدوء العلاقة وتحقيق الانسجام.
الانغماس طوال الوقت في الخلافات
من الطبيعي أن تفتقر العلاقة الزوجية إلى الهدوء والاستقرار لانغماسهما طوال الوقت في خلافات زوجية مستمرة، وذلك بسبب انشغالهما عن علاقتهما الزوجية، الأمر الذي يزيد من خطر التباعد بينهما.
ومع استمرار ذلك، وانعدام القدرة على إدارة الأزمة في ما بينهما إدارة سليمة يحدث التباعد بين الزوجين، وتظهر علامات تنذر بحدوث الانفصال.
الروتين والرتابة
الروتين والرتابة ضيفان ثقيلان جداً على الزوجين، لأنهما يعجلان بتمكن الملل من علاقتهما ومن ثم التسبب في حدوث التباعد بينهما، لأن الملل الزوجي يؤدي إلى حدوث النفور، ومع حدوث النفور يغيب الشغف والحافز على الاستمرار في العلاقة فيحدث التباعد بين الزوجين بسبب الركود الذي أصاب الحياة الزوجية وأطاح بأجمل ما فيها.
الخرس الزوجي
حالة نفسية تطمث على علاقتهما، وتفصل بينهما نفسياً في عالمين مختلفين بحيث يرتمي كل منه بقوة في عالمه مع رفع شعار (لا أسمع لا أرى لا أتكلم)، وهنا تبدأ رحلة طويلة يسود فيها الصمت وينعدم فيها الدفء والألفة والسكينة، حتى يصلان بهذه العلاقة الباهتة الهشة إلى الانفصال النفسي والطلاق العاطفي ثم الانفصال نهائياً بعد فوات الأوان وعدم انتباههما لما يطرأ على علاقتهما من تغيرات قاتلة تسبب في حدوث التباعد بينهما وبصفة نهائية.
العلاقة الباهتة
مع تمكن الملل من العلاقة الزوجية تصبح العلاقة بين الزوجين باهتة، والمشاعر جامدة، يحتضر الحب ويغيب الشغف، وتنعدم الألفة بين الزوجين، وتدخل الحياة الزوجية في مرحلة باردة حيث جمود المشاعر، ومن هنا يحدث التباعد بين الزوجين.
كيف يمكن احداث التقارب بين الزوجين من جديد؟
ثمة أمور عديدة تتيح للزوجين فرصة التقارب من بعضهما البعض مرة أخرى، ويتوقف نجاحهما في ذلك على قوة الحافز لديهما ورغبة كل منهما في استكمال مسيرة الحياة الزوجية معاً بشكل أفضل يليق بحلاوة البدايات، ومن أهم هذه الأمور التي تساهم في احداث التقارب بينهما من جديد ما يلي:
- محاربة الملل باحداث تغييرات في شكل وتفاصيل الحياة الزوجية.
- تعزيز التواصل وابتكار طرق جديدة له.
- تعزيز التفاهم والتغلب على الخلافات الزوجية وحلها من جذورها لكي لا تتكرر مرة أخرى لأنها تهدد استقرار العلاقة وتسبب التباعد بين الزوجين.
- مناقشة مشاكل العلاقة الحميمة واعتماد المصارحة والوضوح واستشارة المختصين.
- استشارة خبراء العلاقات الزوجية عند الفشل في التغلب على أي أزمة زوجية.
- الاهتمام ثم الاهتمام.
- التزام كل طرف لما عليه من أعباء ومسؤوليات.
- الاستفادة من العطلات والإجازات لقتل الرتابة والروتين والترويح عن النفس وتحقيق التقارب بين الزوجين.
- التعبير عن المشاعر واحترامها.
- العودة إلى الرومانسية في محاولة للشعور بالدفء والألفة والمودة واحياء الحب من جديد.
والآن، يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. ما هي أقوى أسباب التباعد بين الزوجين من وجهة نظركم؟
مع خالص تمنياتي لكل زوجين بحياة زوجية سعيدة،،،