النضج العاطفي عل رأسهم .. مميزات الحب بعد سن الأربعين
لا يرتبط الحب بسن معينة فالقلوب لا تشيخ أبداً، وهو ما يجب أن يسلم به الذين يربطون الحب بالعمر ويفرضون عليه العديد من القيود، لاعتبارات واهية يصنعونها هم من حفنة من المغالطات والمعتقدات الخاطئة التي لا وجود لها إلا داخل عقولهم. معتقدات تحول بينهم وبين استمتاعهم بحياة طبيعية ينعم بها كل من يؤمن بالحب في كل مكان على وجه الأرض. فقد يرى البعض أنه لا يمكن الحب في سن معينة دون غيرها مثل سن الأربعين وما يليه، والحقيقة أنه وبحسب الإحصائيات التي طرحت في هذا الصدد يعد الحب في هذا السن من أجمل الأمور التي من الممكن أن يصادفها إنسان، وليس ذلك فحسب، فقد يكون بداية حقيقية لمن حرموا من معاني الحب الدافئة، وتأثيراته الروحانية العميقة على الروح والجسد وعلى الحالة النفسية ككل، ومزايا أخرى عديدة للحب بعد سن الأربعين.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن .. ما هي يا ترى مميزات الحب بعد سن الأربعين؟
مميزات الحب بعد سن الأربعين
يختلف الحب بعد سن الأربعين من شخص لآخر وقد يكون تجربة ذات أبعاد مختلفة عن تجارب الحب في مراحل حياتية سابقة، لذلك سيكون مجال حديثنا اليوم عن حب المرأة تحديداً في هذا السن من خلال معرفة أهم مميزات الحب بعد سن الأربعين بالنسبة لها، وهذه المميزات هي:
النضج العاطفي
المرأة بعد سن الأربعين تكون أكثر نضجًا من الناحية العاطفية حيث مرورها بالعديد من التجارب الحياتية الغنية بدروس ذات قيمة ومعنى من الحياة، وهو أمر يثقل عاطفتها ويجعلها قوية ومتزنة وبعيدة عن الاندفاع، ولذلك تكون عاطفة المرأة قوية وبعيدة كل البعد عن ما يسمى بنزوة الأربعين أو ما يعرف بأزمة منتصف العمر.
وعي كافٍ باحتياجاتها
المرأة بعد سن الأربعين يكون لديها وعي أكبر بتحديد أولوياتها في الحياة، واحتياجاتها الضرورية، ولذلك يكون هذا السن مناسباً لها من حيث البحث عن شريك يتناسب مع تلك الأولويات.
الاستقلالية المهنية والشخصية
على الرغم من أن البعض قد يستاء من استقلالية المرأة من حيث قوتها المهنية في ميدان العمل، وقوة شخصيتها إلا أن هذه مزايا مهمة تجعل الحب بعد سن الأربعين أروع وأكثر واقعية وحقيقي مائة في المائة، وهي أمور يصدق عليها الرجل الذي يثق بنفسه ولا يخشى من استقلالية أنثاه المهنية أو الشخصية، ولا يقف الأمر عند حد التصديق بل يمتد ليشمل دعمه هو شخصياً لأنثاه لتحقق أكبر قدر ممكن من الاستقلالية في عملها وصولاً للمكانة المرموقة التي ترجوها لنفسها وله ولأسرتهما الصغيرة، وتعود مزايا الحب في هذا السن إلى أن تجربة المرأة في العلاقات العاطفية في هذا التوقيت تحديداً تأخذ طابعاً مختلفاً مثيراً وكله شغف ودفء ورومانسية.
البحث عن الاستقرار
الحب بعد سن الأربعين يعد بمثابة طوق نجاة لكل امرأة تبحث عن الاستقرار العاطفي، وخصوصاً المرأة التي عانت من صدمة عاطفية كادت أن تعصف بها وبمشاعرها للأبد، ولذلك نجدها أكثر الباحثين عن الحب من أجل تحقيق استقرار عاطفي وتفاهم وانسجام مع شريك حقيقي يعي ما لها من حقوق ويدرك ما عليه من واجبات، شريكًا قادرًا على احتوائها واستيعاب احتياجاتها، شريكا يكون رجلًا لها لا عليها، لتعيش في ظل يليق بها ويمنحها الشعور بالأمان والاطمئنان.
امتلاك القدرة على مواجهة التحديات
تحديات عديدة كادت أن ترهق المرأة بشدة في بداية تجاربها مع الحياة مثل الأمومة و القضايا العائلية بمختلف أنواعها، وهو ما قد يؤثر على تجربتها في العلاقات وهي في عمر سن صغيرة، ولكن بمرور الوقت وبعد أن وصلت المرأة لمرحلة كبيرة من النضج في سن الأربعين نجد أن ردود أفعالها تجاه كل هذه التحديات يختلف اختلافًا كبيراً إذ تصبح قادرة على مواجهة تحديات عديدة في الحياة بسلاسة وسهولة، ولذلك تستطيع الحفاظ على حبها بكل ما أوتيت من قوة في هذا السن لأن تدرك التأثيرات الإيجابية للحب وتريد أن تنعم بها.
التقبل الذاتي
المرأة بعد سن الأربعين تكون قد حققت المزيد من التقبل لنفسها، ولذلك تصبح لديها قدرة عالية في تقبل ذات الآخرين والتكيف على طباعهم، واحتواء انفعالات والتجاوب معها بما لا يضر وينفع علاقتها بشريك الحياة الذي قد يجد ما يسره من المرأة الأربعينية إذا أحبها بصدق وصان قلبها وحفظ لها كرامتها، وكان لها رجلًا كريماً ناضجًا ومحبًا.
التفاهم الأعمق
بفضل تجارب المرأة السابقة في الحياة، تصبح أكثر تفهما لكثير من الأمور التي تترتب على الحب في سن الأربعين وذلك من أجل تحقيق تفاهم عميق ومثمر مع شريك الحياة.
تحقيق التوازن
أحيانًا يكون البحث عن الحب في سن الأربعين مطلباً أساسياً للمرأة الأربعينية التي عانت من تجربة عاطفية سابقة أو التي لم يمهلها القدر فرصة لايجاد الشريك المناسب بعد أن وصلت لمكانة جيدة على مستوى الحياة العملية والشخصية، وذلك بهدف تحقيق التوازن الذين سرعان ما يحدث بعد تحقيق الاستقرار العاطفي.
وختاماً، يمكن القول بأن الحب في سن الأربعين للمرأة يعد فرصة جيدة لها لتحقيق التوازن، وخصوصاً مع تمتعها بالنضج العاطفي الذي يتضمن القدرة على التأقلم مع التغيرات والتحولات في الحياة بشكل إيجابي، وبما يجعلها قادرة على تحليل عواطفها بشكل جيد وصياغتها في تصرفات لائقة مع بدء البحث عن شريك حياة مناسب لها.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. هل يوجد عمر محدد للحب؟، وكيف ترون الحب في سن الأربعين؟
مع تمنياني للجميع بحياة عاطفية هادئة مليئة بالحب والانسجام والتفاهم،،،
دمتم بخير،،،