الحب بعد الصدمات العاطفية أجمل وأعمق.. وهذه أقوى علاماته
سألتني إحداهن عن إمكانية الحب بعد الصدمات العاطفية، فقلت لها، نعم قد يحدث فهو ليس أمراً بعيد المنال، فقد يمنحنا القدر فرصة أخرى لتعويضنا عن معاناة كادت أن تفتك بنا، فرصة سعيدة للتمتع بأيام دافئة جميلة عوضاً عن أيام ثقال ضاقت منها صدورنا، أيام ظننا أنها لن تمر ولكنها مرت وجاءت معها منحة ربانية تفتح لنا طاقة من النور والأمل والسعادة، وقلب جميل وأيادي ممدودة بالحب والسلام.
نعم غاليتي يمكن الحب مرة أخرى بعد الصدمات العاطفية، لأن الأخيرة لا تعني استحالة الوقوع في الحب من جديد، فما يهم أن يتم التعافي الكامل أولاً لتكون الصفحة الجديدة بيضاء تماماً لا يشوبها شائبة، لتسطر فيها أرق الكلمات، وأصدق المشاعر، ويتم التصديق عليها بأغلي الوعود والعهود.
موعد مع السعادة
الحب بعد الصدمات العاطفية يعد بمثابة موعداً حالماً مع السعادة، لأنه حب أنصج وأكثر قوة، ولأنه يأتي بعد التعرض لمرارة الخذلان التي تساهم في تحسين الوعي الشخصي وتعزيز القدرة على اتخاذ قرارات صحيحة في العلاقات المستقبلية، حباً حقيقياً قائماً على فهم واضح للاحتياجات والمسؤوليات، حباً متزناً لا يعرف التقلبات، ولا يتغير بتغير المزاج.
نعم، موعد مع السعادة التي ظننا أننا لن نراها أبداً في يوم من الأيام بعد أن فارقتنا الابتسامة، وافتقدنا مشاعر الحب والألفة والسكينة، وبعد أن طالت معاناتنا وفقدنا كثير من المعاني الدافئة للحب واللهفة والشوق.
متطلبات الحب بعد الصدمات العاطفية
من المهم أن يكون الشخص الذي تعرض للصدمة العاطفية مستعدًا للتفرغ لعلاقة جديدة، وأن يمنح نفسه الوقت الكافي للشفاء حتى لا تكون هناك رواسب سلبية تعصف بقصة الحب الجديدة الجميلة ذات الوعود الصادقة والليالي الدافئة. كما يتطلب الحب بعد الصدمات العاطفية، الهدوء واتزان المشاعر، وشعور عميق بالسلام النفسي حتى تكون النفس مهيئة لاستقبال مشاعر جميلة دافئة، لتتفاعل معها بالطريقة التي تليق بها وبعمق صدقها، وجمال شعورها، كما يتطلب ذلك الحب التفكير السليم، والاتفاق على بنود تحمي علاقة الحب الجديدة من أي تحديات مستقبلة من الممكن أن تعصف بها، وذلك من خلال التزام كل طرف بما عليه من مسؤوليات، وما له من حقوق.
علامات الحب بعد الصدمات العاطفية
تختلف علامات الحب بعد الصدمات العاطفية عن علامات الحب لأول مرة، فهي خالية من الحماسة والاندفاع، رزينة وحكيمة، وهذه العلامات هي:
الثقة بالذات
زيادة الثقة في النفس وفهم أعماق الذات يمكن أن تكون علامة على الاستعداد للوقوع في الحب مرة أخرى، وخصوصاً عندما تكون مصحوبة بارتياح شديد للطرف الآخر، وميل وانجذاب قوي إليه.
الاستقبال الدافئ لعلاقة الحب الجديدة
ويتمثل ذلك في إظهار استعداد كبير للتفاعل مع الشريك ومشاركته أدق التفاصيل بما يحقق الانسجام بينهما، والاهتمام بفعل كل ما له أن يوطد من العلاقة معه.
فهم الاحتياجات والتوقعات
من علامات الحب بعد الصدمات العاطفية التفكير في تحقيق توازن أفضل بين تلبية احتياجات الذات وفهم توقعات الشريك في علاقة الحب الجديدة، والتفاعل الصحي معها، وتعزيز القدرة على التعامل بشكل صحيح مع الشريك وفهم أهمية الاتصال الفعال.
الاقتناع بخوض المغامرة
ومن علامات الحب بعد الصدمات العاطفية الاستعداد الكامل لخوض مغامرة عاطفية جديدة، وتحمل المخاطر والسيطرة على المخاوف المصاحبة لها، والاستمتاع بها وبأدق تفاصيلها.
الشعور بالراحة
الشعور بالراحة والأمان في العلاقة، وعدم وجود خوف زائد من التعرض للأذى مرة أخرى، لأن ذلك يعني صدق مشاعر كل من الطرفين واستمتاعهما بها.
العناية بالذات
الاهتمام بالعناية بالنفس والصحة العاطفية الشخصية والتفكير في تحقيق رغباتها وتلبية احتياجاتها أحد أهم علامات الحب بعد الصدمات العاطفية.
الانفتاح العاطفي
القدرة على الانفتاح عاطفيًا والتعبير عن المشاعر بشكل صحيح، واستقبال مشاعر الشريك بلهفة وشغف، والاستعداد الكامل لبذل الجهد من أجل الحفاظ على هذه المشاعر، والتمتع بكل لحظات الحب معه.
والآن كيف يمكن تحقيق نجاح علاقة الحب بعد الصدمات العاطفية؟
لتجنب مزيد من الصدمات والخيبات ولنجاح علاقة الحب الجديدة بعد الصدمات العاطفية، يجب أن تتوافر المقومات التالية:
- التأكد من صدق المشاعر أولاً.
- التفكير بموضوعية وبمشاركة العقل والقلب معاً للتعامل مع الأمور بحكمة.
- حفظ الوعود وصيانة العهود.
- الوضوح ثم الوضوح.
- الصدق واعتماد مبدأ المصارحة مع الشريك.
- الاهتمام المتبادل بين الشريكين.
- العطاء المتبادل القائم على الحب.
- الإخلاص للعلاقة وللشريك.
- تجنب الكذب لأنه آفة خطيرة تفتك بالعلاقة وتعجل بفشلها.
- تعزيز مبدأ المشاركة.
- تعزيز التفاهم وتجنب الاختلافات.
- تعزيز الانصات.
- التواصل الدائم وبمختلف الطرق.
- فهم احتياجات الشريك وتلبيتها.
- التزام كل طرف بالقيام بما عليه من مسؤوليات وما له من حقوق.
- اعتماد تغييرات دائمة في شكل العلاقة لمحاربة الملل.
- عمل مفاجآت سارة من وقت لآخر لادخال السرور على قلب الشريك.
- الاحترام المتبادل.
- تجنب جرح المشاعر.
- النقد البناء وإقامة حوار هادف.
- عدم افشاء أسرار الشريك.
- التقدير ثم التقدير.
- الحفاظ على كرامة الشريك.
وختاماً، يجب إدراك حقيقة أن الوقوع في الحب بعد الصدمات العاطفية وبعد انتهاء الهدنة التي تخللت فترة التعافي يدل على صدق المشاعر تجاه الشريك الجديد، ووجود رغبة شديدة لمشاركته الحياة بأدق تفاصيلها، وعزم النية على تحقيق سعادته وتذوق أطيب ثمار الحب معه.
والآن يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. هل يمكن الحب مرة أخرى بعد الصدمات العاطفية؟
مع تمنياتي لكم جميعاً بالحصول على السعادة وبشكل دائم،،،
دمتم بخير،،،