غياب الانسجام أشدها تأثيراً .. أسباب تؤدي إلى حدوث الطلاق العاطفي بين الشريكين
تردد في الآونة الأخيرة الحديث عن مفاهيم عدة تشير إلى انحدار العلاقة بين الشريكين، مثل الانفصال النفسي والطلاق العاطفي الذي يعد أحد أكثر هذه المفاهيم انتشاراً، ويقصد به انقطاع الروابط العاطفية بين الشريكين، حيث يصبحان غير قادران على الاستمرار في الارتباط ببعضهما البعض عاطفياً ما يؤدي إلى حدوث الانفصال بينهما على مستوى العواطف والمشاعر، وقد يظهر الطلاق العاطفي عندما يشعر أحد الشريكين أو كلاهما بعدم وجود تواصل عاطفي أو انخراط مشترك بينهما، الأمر الذي يهدد بطلاقهما طلاقاً نهائياً وللأبد.
من أجل ذلك ولتسليط الضوء على التأثيرات السلبية للطلاق العاطفي، نقدم اليوم معلومات وافية عنه، كأسباب حدوثه، والعلامات التي تشير إليه، وكيفية الإصلاح مع خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية داليا شيحة.
ما هي العلامات التي تشير إلى حدوث الطلاق العاطفي بين الشريكين؟
ثمة أمور عديدة تؤدي إلى حدوث الطلاق العاطفي بين الشريكين من أهمها ما يلي:
فقدان الاهتمام
إحساس بفقدان الاهتمام، وفقدان الانخراط العاطفي تجاه الشريك، والمعاناة من فقد الشغف تجاهه، وبدء تبلد المشاعر وهي أمور تفقد الرغبة في الاهتمام بالشريك كما كان في السابق.
حدوث فجوة عاطفية
مع فقدان الاهتمام والشغف تحدث فجوة عاطفية بين الشريكين، وتزيد بإهمالها والتغافل عن سلبياتها، ويبدأ كل منهما في تجاهل احتياجات الآخر العاطفية الأمر الذي يؤدي إلى حدوث ما يعرف بالطلاق العاطفي.
تغير في المشاعر
يؤدي غياب الاهتمام وحدوث فجوة عاطفية بين الشريكين إلى تغير المشاعر، وظهور حالة من الجمود تؤثر بشكل مباشر على صميم العلاقة بينهما ما يؤدي إلى حدوث الطلاق العاطفي.
قلة أو انعدام التواصل
يؤدي نقص مستوى التواصل العاطفي، وتجنب الحديث عن المشاعر إلى حدوث الطلاق العاطفي وظهور العديد من السلبيات الأخرى بين الشريكين مثل اللامبالاة.
انعدام المشاركة
يؤدي انشغال كل من الشريكين في ممارسة أنشطة فردية إلى حدوث تباعد كبير بينهما، وذلك لتفريطهما في معنى المشاركة أحد أهم مقومات النجاح التي تعزز من العلاقة بين الشريكين.
تغير في نمط العلاقة الجنسية
يؤدي حدوث تغير في نمط العلاقة الجنسية مثل تباعد مرات اللقاء الحميم إلى تراجع التواصل الحميم في ما بينهما ومن ثم فقدان الانسجام، وفقدان العديد من المعاني الدافئة التي تعصف بصميم العلاقة بين الشريكين وتعجل بحدوث الطلاق العاطفي.
الانغماس في العمل أو الأنشطة الخارجية
يؤدي الانغماس المفرط في العمل أو الأنشطة الخارجية وعدم الاهتمام بتوطيد العلاقة مع الشريك في هذه الأثناء إلى حدوث الطلاق العاطفي.
ما هي أهم أسباب الطلاق العاطفي؟
تقول داليا شيحة أن الطلاق العاطفي لا يحدث فجأة ولكنه يبدأ في الحدوث تدريجياً مع حدوث العديد من الأمور التي تعد بمثابة أسباباً قوية، ولذلك تتنوع أسباب الطلاق العاطفي وتعتمد على الظروف الفردية لكل شريكين وعلى شكل العلاقة بينهما، ومن أهم الأسباب التي تعجل بحدوثه ما يلي:
- الإهمال.
- فقدان الحافز على الاستمرار في العلاقة مع الشريك.
- حدوث تغيرات جذرية في المشاعر.
- قل انخراطهما معاً في نشاطات واحدة.
- الانفصال في عالمين مختلفين بسبب عدم وجود انخراط عاطفي في علاقتهما.
- قلة وانعدام التواصل بين الشريكين.
- نقص التواصل الفعال والصريح بين الشريكين.
- حدوث تغييرات كبيرة حياة الزوجين، مثل التغييرات الوظيفية أو المشاكل المالية كونها تمثل عبئاً شديداً على العلاقة.
- عدم التوافق في القيم والأهداف ووجود العديد من الاختلافات الجوهرية بينهما.
- غياب التفاهم وتكرار الخلافات.
- فقدان الانسجام بين الشريكين.
- فقدان الشعور بالأمان.
- غياب الثقة.
- الضغوط الحياتية الشديدة، مثل فقدان أحد الأقارب أو مشاكل في العمل، يمكن أن تؤثر على العلاقة.
- عدم وجود تكافؤ في التحمل والمسؤوليات.
- تعقيد العلاقة بين الشريكين.
والآن هل يمكن الإصلاح والقضاء على الطلاق العاطفي بين الشريكين؟
بحسب شيحة، يتطلب القضاء على الطلاق العاطفي وإصلاح العلاقة بين الشريكين جهداً ووعياً عميقاً بالأسباب التي أدت إليه وتفاديها والقضاء عليها، ووجود الحافز لدى كل منهما ومن الأمور التي تساهم في التغلب على الطلاق العاطفي ما يلي:
التواصل الفعال
يجب على الشريكين تعزيز التواصل الفعّال فيما بينهما إذ يعد ذلك خطوة هامة في فهم مشاعر الشريك والتعبير عنها بصدق، والتعجيل بحدوث التقارب بينهما.
تعزيز التفاهم
يساهم تعزيز التفاهم في ما بين الشريكين إلى خلق بيئة هادئة ومستقرة بعيدة عن الخلافات تساهم في تحسين العلاقة بينهما، لأنه يلعب دوراً كبيراً في منع تشعب الاختلافات بينهما.
تعزيز التفكير الإيجابي
يؤدي التفكير الإيجابي، وتغيير النظرة السلبية، والتركير على الانتباه على الجوانب الإيجابية في العلاقة والحياة إلى تحسين مزاج كل منهما والتقريب بينهما مرة أخرة باسم المودة والرحمة كبداية لظهور العديد من المقومات التي تعزز بخلق علاقة تناغم وانسجام أقوى من السابق، ومن ثم التغلب على الطلاق العاطفي.
تعلم فنون التفاوض وحل المشكلات
يجب على الشريكين تعلم كيفية التفاوض بشكل فعال وحل المشكلات إذ يساهم ذلك في توطيد العلاقة في ما بينهما، وتوفير بيئة هادئة ومستقرة تساعد في دعم علاقة الشريكين ببعضهما البعض، ومساعدتهما على التغلب على كل المنغصات التي تعكر صفو العلاقة في ما بينهما.
استشارة خبراء العلاقات الزوجية
يمثل اللجوء إلى المساعدة الاستشارية من قبل خبراء العلاقات الزوجية والأسرية أهمية كبيرة جداً في توطيد العلاقة بين الشريكين من خلال التغلب على المشاكل التي تعتريهما في حياتهما الزوجية، لأنه يمكن أن يكون ذلك أمراً فعالاً لفتح قنوات الاتصال وتقديم أدوات لحل المشكلات.
وختامًا وما يجب أن يعلمه الطرفان أنه من المهم جداً أن يكون الطرفان على أتم الاستعداد للعمل وبذل الوقت والجهد اللازم لدعم العلاقة، والأخذ بالأسباب التي تعزز من علاقة كل منهما بالآخر، والتي لها أن تزيل آثار الطلاق العاطفي والتغلب عليه.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. ما هي أخطر أسباب الطلاق العاطفي؟، وما هي أعراضه؟، وهل يمكن التغلب عليه،؟
مع تمنياتي لكل زوجين بعلاقة هادئة ومستقرة وسعيدة.
دمتم بخير،،،