مع بداية العام الجديد أفشوا السلام بينكما .. نصيحة إلى كل زوجين
ليس منطقيًا أن يزدهر السلام النفسي في العلاقة الزوجية إذا اقتُلعت بذوره من نفس كل من الزوجين، ولا يمكن أن ينعما بفوائده العظيمة في غياب النظرة العميقة له، وعدم إستيعاب أهميته في إزدهار حياتهما، ولا يمكن أن يتذوقا أطيب ثماره وكل منهما فاقدًا له ولأهم معانيه، ومتغافلًا عنه بالانشغال بأمور أخرى أقل قيمة منه، لأنه لا أمل في العثور عليه والشعور بروحانيته الجميلة إذ لم يشعر كل منهما به في نفسه أولًا، وإذا لم يملأ ضيه وجدانه.
أهمية السلام الداخلي في العلاقة بين الزوجين
لا شك أن شعور كل من الزوجين بالسلام الداخلي في أعماق نفسه يعد أمرًا مفيدًا جدًا في إزدهار علاقة كل منهما بالآخر، لأنه يحقق الشعور بالأمان، والثقة، وراحة البال، ويمنح علاقتهما هدوءًا منقطع النظير، ويبعد عنهما الخلافات والصراعات وتوتر المشاعر، ومن ثم تعزيز وتوطيد العلاقة بينهما.
كما أن شعور كل من الزوجين بالسلام النفسي الداخلي يعزز من القدرة على التواصل بشكل فعال مع بعضهما البعض حيث الاستماع بفعالية وتعاطف الشريك، لأن التواصل بين الزوجين عندما يكون مفتوحًا وصادقًا، يصبح حل النزاعات بطريقة مرضية لكل منهما أمرًا أكيدًا، وبما يعود بنفع كبير عليهما بنفع كبير، حيث تزيد احتمالات الوصول إلى حل وسط مع اختلاف الآراء والقيم والمعتقدات الراسخة بداخل كل منهما، وهذا ما يحقق رضاء كل منهما في أدق تفاصيل العلاقة التي تجمع بينهم على الحب والسلام.
كما أن شعور كل من الزوجين بالسلام النفسي الداخلي يجعلهما مقبلين على العلاقة، ويزيد الحافز على الاستمرارية لديهما، ويجعل كل منهما مقبلًا على تقديم التضحيات أو التخلي عن بعض التوقعات في سبيل الحفاظ على علاقة زوجية صحية للأبد
ولا يمكن أن ننسى تعزيز الثقة وتزايد نموها كأحد أهم الفوائد المثمرة لشعور كل من الزوجين بالسلام النفسي الداخلي، إذ يتم بناء الثقة بمرور الوقت من خلال الصدق والوضوح والمصارحة، ومتى تواجدت الثقة متى شعر كل من الزوجين براحة عميقة في مشاركة أفكارهم ومشاعرهم بل والأكثر من ذلك الحديث عن نقاط ضعفهم واحترامها، وأخذها بعين الاعتبار دائمًا في أدق المواقف التي تجمع بينهما.
أفشوا السلام بينكم
قالها الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم عندما قال: (( لا تَدْخلُون الجنَّة حتى تُؤْمنُوا، ولا تؤمِنُوا حتى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ))، ونادى بها سيدنا عيسى عليه السلام مع ذكرى ميلاده، لما للسلام من أهمية كبير في تحقيق راحة النفوس وهدوء العقول والعيش في حياة هنيئة بلا ضغينة أو كره أو خلافات.
ولأهمية السلام النفسي الداخلي بين الزوجين، يجب على كل منهما غرس تعاليم السلام في نفسه أولًا وتطبيق كافة معانيه في تعامله مع نفسه أولًا من خلال الرأفة بها وعدم توبيخ النفس وتعزيز قيم القناعة والرضا والحب والمودة والصدق والأخلاق الحميدة لأنها في النهاية تصب في صالح العلاقة الزوجية.
ولذلك وليحصل الزوجان على العلاقة السوية السليمة التي تليق بالرباط المقدس الذي أوصى الله عز وجل باحترامه والحفاظ عليه، أن يتعاملا معًا بسهولة وبأساليب كريمة تحفظ الكرامة وتعزز من وجود الاحترام بينهما، وتعمق من الحب والمودة في قلوبهما، وأن يتجنبا تعدي حدود الاحترام وجرح المشاعر بتفشي القسوة، والانخراط في أي شكل من أشكال الإساءة اللفظية أو العاطفية أو الجسدية مع احترام كل منهما لحدود الآخر.
كيف يتحقق السلام النفسي الداخلي عند كل من الزوجين؟
يعد السلام النفسي الداخلي العنصر الأكثر أهمية لإقامة علاقة صحية وقوية بين الزوجين كما أنه شرطًا أساسيًا لتوطيد مشاعر الحب والرحمة في حياتهما الزوجية، ومن ثم تعزيز الشعور بالأمان العاطفي والجسدي، وخلو العلاقة من أي أذى سواء عاطفي أو جسدي أو معنوي
ومن مقومات تحقيق السلام النفسي الداخلي في العلاقة الزوجية الإيمان بأهميته، ولذلك يجب على الزوجين تحقيق الشعور به بداخل كل منهما أولًا مع التخلي عن أي من الاعتقادات الخاطئة التي تجعل الحياة الزوجية على صفيح ساخن لا يهدأ أبدًا، ذلك إضافة إلى اتقان فن الانصات، واحترام وجهات النظر، والتعامل بمرونة مع الشريك، وتجنب الانفعالات التي لا جدوى منها أبدًا.
كما يجب على الزوجين تعزيز وجود السلام النفسي الداخلي في علاقتهما ببذل جهد أكبر في الاهتمام ببعضهما البعض، وكبح كل الظنون والأفكار السيئة، والتفاؤل، وتعزيز التفكير الإيجابي.
وختامًا ومن أهم فوئد توافر الشعور بالسلام النفسي لدى كل من الزوجين إنه يسمح ببناء أساس قوي للعلاقة الزوجية وليس ذلك فحسب بل تحقيق كل المقومات التي تجعلها علاقة مُرضية للأبد، ولذلك ينبغي على كل من الزوجين الانتباه الجيد للإيجابيات عميقة التأثير المترتبة على تحقيق الشعور بالسلام النفسي الداخلي بجانب كل منهما.
والآن يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. كيف يمكن أن يتحقق الشعور النفسي الداخلي بداخل كل من الزوجين، وما هي تأثيراته طويلة المدى على الحياة الزوجية، وهل من وصفة فعالة لتحقيقه؟؟
مع تمنياتي لكل زوجين بعام جديد هادئ ومستقر وسعيد وحياة زوجية دافئة يغمرها السلام النفسي وينثر روحانياته الجميلة عليها،،،
كل عام وأنتم بخير وسلام،،،