من هنا تبدأ وبذلك تحيا للأبد .. مقومات بناء علاقة حب صحية مع شريك الحياة
لا يمكن أن تستمر العلاقات بنفس الوتيرة لوقت طويل. ولا يوجد ضامن للحفاظ عليها ونجاحها سوى الاهتمام وبذل الجهد وفعل كل ما يساهم في نجاحها. ولذلك وحتى إذا كان الحب طرفًا أصيلًا في العلاقة فإن ذلك لا يعني أن مقومات نجاحها قد اكتملت، إذ توجد العديد من الأمور المهمة الأخرى التي يجب أن تتحقق والتي من أبرزها أن تكون علاقة الحب هذه علاقة صحية. تُرى كيف يمكن بناء علاقة حب صحية مع شريك الحياة؟
ما هي علاقة الحب الصحية؟
إن علاقة الحب التي يشعر فيها كل من الشريكين بالرضا، والاستمتاع بالسعادة الدائمة، والسلامة النفسية، والأمان والطمأنينة، والثقة، وراحة البال، هي حتمًا علاقة حب صحية. لأن هذه المشاعر غالية جدًا لأن راحة الإنسان في الشعور بها. وما إن تتحقق هذه المشاعر الجميلة إلا وتظهر العلاقة بشكل متزن شكل يسعدنا مع شركاء الحياة.
كما أن مشاركة الأهداف وانشغالهما في تحقيقها يعد أمرًا ضررويًا لكي تتحقق صحة علاقة الحب التي تجمع بينهما. لأن مشاركة هدف مشترك كنجاح العلاقة ووضع تصورًا لها، واتخاذ خطوات فعلية نحو ذلك يجعلها صحية بل أكثر صحة.
كيف يمكن بناء علاقة حب صحية مع شريك الحياة؟
إن الحصول على علاقة حب صحية ومثيرة مع شريك الحياة يعد أمرًا مهمًا جدًا لتحقيق الاستقرار والرضا العاطفي الذي يضمن استمراريتها للأبد. ولعل من أبرز المقومات التي تحقق ذلك ما يلي:
التواصل والاتصال العاطفي
يتحقق التعايش السلمي بين الشريكيين بالتواصل والمشاركة المستمرة والاتصال العاطفي المستمر، لأن ذلك يحول دون تعرضهما لحدوث فجوات تقلل من كفاءة العلاقة. ولأن التواصل الجيد يعد جزءًا أساسيًا في أي علاقة. وعندما يعرف كلا منهما ما يريدانه من العلاقة ويشعران بالراحة في التعبير عن احتياجاتهما ومخاوفهما ورغباتهما، تزيد الثقة وتقوى الروابط بينهما ومن ثم يتحقق الاستمتاع بعلاقة حب صحية.
الاهتمام بعلاقة الحب
للأسف يعتقد البعض أن الحب الذي قامت عليه العلاقة هو الضامن الوحيد لها. ولذلك لا يكون هناك جهدًا مبذولًا في الاهتمام بعلاقة الحب هذه. وهذا ما يحدث في أي علاقة حب بعد الزواج إذ نجد أن كل من الطرفين لا يفكران في بذ الجهد إلا عند وجود مشاكل فقط. وقتئذ تبدأ النقاشات، وتُبذل الجهود في سبيل التخلص من المشكلة ثم العودة من جديد إلى نفس الروتين، والنوم في العسل على اعتبار أن الحب هو ما جمع بينهما وأنه باقيًا لا محالة، وهنا يكمن الخطر.
إن الاهتمام بعلاقة الحب ووضعها في المقام الأول يعد أمرًا مهمًا للغاية لأن الاهتمام يحفظ الحب ويجعله في زيادة مستمرة، والعكس يحدث مع الاهمال. بعده تتحول علاقة الحب إلى علاقة غير صحية ينتج عنها زعزعة الاستقرار العاطفي بينهما. وهذه بداية النهاية.
التفكير في كيفية قضاء وقت ممتع معًا
إن مجرد التفكير في كيفية قضاء وقت ممتع معًا يخلق راحة نفسية بين الشريكين. هذه الراحة نابعة من التزام كل منهما نحو الآخر، وحرصه على التفكير في فعل كل ما له أن يحقق سلامة العلاقة ويخلق علاقة حب صحية بينهما. لذا يجب على الشريكين الالتزام بقضاء وقت جيد معًا على أن يكون ذلك بصفة منتظمة، وبغض النظر عن انشغال كل منهما في ما عليه من مسؤوليات أخرى. لأن العلاقة الصحية يجب أن تكون مدعمة بذكريات جميلة وممتعة. ولذلك يجب تخصيص وقت لا يمكن تخطيه أبدًا لقضاء وقت ممتع معًا، ولممارسة نشاطات مشتركة وهوايات محببة إليهما، وتبادل الدعوات خارج المنزل، وعمل روتين رومانسي جميل أثناء ممارسة أي منها، والتوقف عن التفكير في أي مسؤوليات أو أعباء أخرى.
المشاركة في تقديم المساعدة للغير
لمشاركة كل من الشريكين في أعمال الخير كالتطوع لمساعدة المحتاج وتقديم العون للآخرين أو أي من أوجه العمل الإنساني الموجودة له كبير الأثر في تلاحم الشريكين معًا من خلال تواجدهما معًا بالعقل والقلب من أجل التفكير في فعل أفعال انسانية نبيلة. كما أن لذلك تأثيرات إيجابية عميقة عليهما مثل الشعور بالسعادة. يكفي أنهما يتحدان على فعل الخير، والتفكير في مساعدة من هم بحاجة إليهم. كما أن ذلك يعد فرصة كبيرة جدًا لاكتشاف كل منهما للآخر من جديد، وكشف الستار عن جوانب جميلة وعميقة لها أن تزيد من الحب بما يساهم في خلق علاقة حب صحية بينهما.
الاهتمام بمثلث النجاة
التفاهم والاحترام والتقدير، مثلث النجاة لأي علاقة حب ولجعلها علاقة صحية، لأن كل منهم يعد بمثابة حياة للعلاقة. فالتفاهم ضروري جدًا لتحقيق الاستقرار ووأد أي فرصة للخلاف، والاحترام أهم من الحب إذ لا يمكن أن يعيش الحب بدونه. والتقدير أروع هدية من الممكن أن يتبادلها كل منهما لتحقيق سعادة الآخر، لأن تقدير كل منهما لجهود الآخر يحفز على تقديم الأفضل وعلى بذل الجهد لأنه يوجد شريك يقدر ما يفعله الآخر من أجله وهذا أجمل ما في الأمر. وكل هذه الأمور كفيلة بتحقيق الانسجام الذي يخلق تناغم عميق المدى بينهما. وبذلك يتم بناء علاقة حب صحية قادرة على مواجهة التحديات والاستمرار للأبد.
وختامًا، ليست هذه الأمور فقط التي تساهم في خلق بناء علاقة صحية مع شريك الحياة. ولكنها الأهم. ومن المفيد أن يكتشف الشريكان الأمور الأخرى التي تزيد من عمق العلاقة بينهما، وتحقق سلامتها وصحتها واستمراريتها كنوع من الجهد الذي لابد أن يُبذل للاهتمام بعلاقتهما وتحقيق استمراريتها.
مع تمنياتي القلبية لكل شريكين بالاستمتاع بعلاقةا حب صحية أبدية،،،
والآن برأيكم، ما هي الأمور الأخرى التي تساهم في بناء علاقة حب صحية مع شريك الحياة؟ .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي،،،