فرصة جيدة لإعادة الاتصال الروحي به.. دعم شريك الحياة في الأوقات الصعبة
دعم الشريك أحد أهم مقومات العلاقة الناجحة، لأنه يجسد حقيقة المشاعر التي يكنها لشريكه، ويكشف عن أجمل ما فيه، ألا وهو الشعور بما يحدث مع شريكه، وبقائه على اتصال روحي معه بالقدر الذي يجعله قادرًا على ملاحظات أي تغييرات سلبية تطرأ عليه وتخبره صراحة بأن شريكه بحاجة إلى دعمه ومساندته والوقوف بجانبه.
وللدعم أشكال عديدة، فالاهتمام بالشريك شكل من أشكال الدعم، والانصات له دعم، والتخفيف عنه بطيب الكلام دعم، التفاني في حبه والإخلاص له دعم، كل هذه الأمور وأكثر يجب أن يحرص كل شريك على تقديمها لشريك حياته إذا كان حقًا يقدر وجوده في حياته. وليست هذه أشكال الدعم الوحيدة، إذ توجد مواقف حياتية صعبة، وأوقات عصيبة تستدعي وقفة الشريك وقفة حاسمة إلى جانب شريك حياته. وقد تكون هذه هي النقطة الفاصلة التي من الممكن أن تغير اتجاه العلاقة بين الشريكين إما للأفضل والاستمرارية وإما للتباعد والتنافر وسطر النهاية وانتظار حدوثها.
دعم شريك الحياة في الأوقات الصعبة
بداية لابد وأن يعلم الجميع أن الأوقات الصعبة على الرغم من بها من ضغوط إلا أنها تعد أعظم فرصنا للنمو والتوسع في العلاقة مع شركائنا في الحياة. والحقيقة أن دعم الشريك في الأوقات الصعبة لا يمكن أن يختذل في مقال. ولكن هو اجتهاد ليس أكثر من أجل شرح كيفية دعم الشريك. والدعم هو ترجمة ما تشعر به أسفًا على شريك حياتك إلى أفعال طيبة ذات قيمة تواسيه، وتخفف عنه، وتُشدد من أزره هذا هو الدعم الذي يليق به.
وسواء كانت الأوات الصعبة هذه عبارة عن مروره بأزمة مالية، أو شجاره مع أحد الموظفين في العمل، أو حدوث سوء تفاهم بينه وبين مديره، أو مشكلة خاصة في عائلته، أو حتى كانت تتعلق بما يتعرض له من مضايقات أو منغصات أثناء طريقه في العودة من العمل إلى المنزل. وقد تكون الأوقات الصعبة معاناته من الحزن وألم الفراق بعد وفاة أحد أفراد عائلته. إن الأمر يتطلب أن يكون الشريك قريب من شريك حياته وبالدرجة التي يستحقها كل موقف يحتاج فيه إلى دعم.
والآن هل من علامات تُظهر معاناة الشريك من أمر ما وتوضح مروره باوقات صعبة؟
ثمة علامات عديدة إضافة إلى شعور الشريك بشريك حياته، تخبره بأن شريكه يمر بأوقات صعبة تستدعي مساندته ودعمه لها، من أبرزها ما يلي:
- يصبح الشريك وعلى غير العادة سريع الانفعال وسريع الغضب.
- يستخدم أسلوب الهجوم بشكل مستمر.
- صدور بعض التصرفات التي قد تبدو غير عقلانية.
- تفضيله للعزلة ورفضه للتجمعات العائلية.
- شعوره بالضيق.
- الكآبة ( يجب أن لا ينتظر الشريك حدوث ذلك لشريكه وأن يشرع في دعمه بمجرد الشعور به وبضيق حاله)
كيفية دعم شريك الحياة
يمكن دعم شريك الحياة في الأوقات الصعبة من خلال ما يلي:
تخفيف العبء عنه
يتجلى تخفيف العبء عن شريك الحياة واظهار الدعم له في الانصات إليه جيدًا ليفصح عن ما قلبه لتخفيف وطأة شعوره بما يحدث معه وليهدأ، لأنه وما إن يشرع في الحديث والفضفضة إلا ويبدأ بالتحسن حتى أنه سيتنفس بشكل أعمق لأنه أزاح من على صدره هموم كالجبال، ووجد من يحتويه بعمق، ومن ينصت له بدقة ليخفف عنه .. هكذا يجب أن يكون دعم شريك الحياة.
ممارسة التعاطف معه
منتهى الدعم لشريك الحياة أن يشعر بمشاركة شريكه الوجدانية له، وأن يلمس تعاطفه معه، وتأثره، وحرصه على مشاعره، ورغبته الملحة في التخفيف عنه. إنه التعاطف أحد الجسور التي يجب أن تبقى ممدودة بين الشريكين لستمر الحياة بينهما بشكل أعمق وأصدق.
التفكير في كيفية نجاته
إن محاول التفكير معه في إيجاد حل للمشكلة التي يعاني منها يعد من أقوى أشكال الدعم لأنه يجعله يتغلب على الأوقات الصعبة بسرعة. ولكن ماذا لو كانت المشكلة حزن أو ألم على فراق أحد أفراد عائلته أب أو أم أو غير ذلك؟، حتى المشاعر التي يعاني منها الشريك بالامكان التفكير في القضاء عليها وتحويلها إلى مشاعر إيجابية. وذلك بحثه على تذكر الأوقات الجيدة معهم. والصلاة والدعاء لهم. والحديث عنهم بطريقة تجلي صدره وتحفزه على استدعاء الذكريات السعيدة معهم.
مساعدته على تحقيق الشعور بالاسترخاء
يجب مساعدة الشريك الذي يعاني من مشكلة ما على تحقيق الشعور بالاسترخاء لأنه سيخفف عنه كثير من السلبيات التي اثقلت روحه وأرهقت عقله، وجعلت طاقته طاقة شديدة السلبية. ولأن الاسترخاء كفيل بتحويل مسارات الطاقة السلبية إلى أخرى إيجابية. لذا يجب تحفيزه على الهدوء والاسترخاء باعداد المنزل وتهيئته له. وبالموسيقى الهادئة، وبتشجيعه على ممارسات اليوغا ومشاركته إياها إضافة إلى تشجيعة على ممارسة التأمل بعمق.
إعادة الاتصال الروحي بالشريك
إن التواصل الفعال بين الشريكين له كبير الأثر في توطيد العلاقة بينهما. ولكن قد يؤثر رتم الحياة السريع، وتراكم الأعباء على عاتقهما إلى حدوث فجوة في ما يتعلق بالتواصل فيما بينهما. ولذلك تعد المحن والأوقات الصعبة فرصة جيدة لإعادة الاتصال بالشريك ليعلم أنه هناك من يشعر به، ويتألم لألمه، ويشاركه مشاعره، ويحاول استيعابه بما هو عليه خلال الأزمة ليشعر بالأمان أهم احتياجاته في الأوقات الصعبة.
التغاضي عن الانفعال والعصبية
إن تقدير كم الضغوط التي يعاني منها شريك الحياة، وتقدير المشاعر التي يشعر بها، والأسباب التي تجعله بحاجة إلى الدعم يجب أن يترجم في رد الفعل حيال انفعال الشريك أو عصبيته الزائدة خلال الأزمة، إذ أنه يجب التغاضي عن كل ذلك، والتمتع بمرونة كافية لتجاوز عصبيته، ومساعدته هو أيضًا على تجاوز هذه المرحلة المتوترة. يحضرني هنا ونحن على مقربة من شهر رمضان المبارك، مثال عصبية الزوج المدخن، هذا الموقف يحتاج إلى دعم الزوجة له بالصبر عليه، والتغاضي عن عصبيته وانفعاله. ومحاولة تهدئته ومساعدته على تخطي الأيام الأولى من رمضان بسلام لأنه يكون في حالة صعبه بسبب إدمانه للنيكوتين.
وختامًا، لا يتوقف دعم شريك الحياة على ما تم ذكره فقط، لأن أشكال دعم الشريك عديدة ومتشعبة وخصوصًا أنها تصدر من القلب والشعور لا يوجد فيها مجال لحسابات العقل. ولذلك تمس القلب وتؤتي ثمارها في تحقيق دعم شريك الحياة.
والآن.. برأيكم .. كيف يمكن دعم شريك الحياة في الأوقات الصعبة؟