السعادة الزوجية نتيجة مؤكدة .. أهم فوائد تحقيق الاشباع العاطفي بين الزوجين
إن تحقيق الإشباع العاطفي بين الزوجين له أهمية كبيرة جدًا لكل منهما إذ تتجلى تأثيراته بشكل واضح في هدوء واستقرار علاقة كل منهما بالآخر، وفي حياتهما الزوجية بل أنه يتخطى حدود العلاقة بينهما لينعكس إيجابًا عليهما في علاقتهما بالآخرين، وفي طريقة تعاملهم مع المواقف الحياتية المختلفة. لذلك من الضروري جدًا أن ينتبه كل من الزوجين لهذه الحقائق الغالية، وأن يحرص كل منهما على اشباع شريكه عاطفيًا لتذوق ثمار طيبة تعود على حياتهما الزوجية بنفع كبير.
ما هو الاشباع العاطفي بين الزوجين؟
يقصد بالاشباع العاطفي شبع كل من الزوجين وارتوائهما بالحـب والحنـان والمودة والرحمة وكل المشاعر الدافئة المترتبة على علاقتهما دون شعورهما بالنقص حيال أي منها. ويتضمن الاشباع العاطفي المشاعر الرومانسية والعلاقة الحميمة (الاشباع العاطفي والغريزي) باعتبارهما من الاحتياجات الضرورية جدًا لكل زوجين. ولا يمكن أن يحل أحدهما محل الآخر، بمعنى أنه لابد من توافرهما معًا ليتحقق الاشباع، وليستفيد كل من الزوجين بما لذلك من فوائد جمة.
ما هي مقومات الاشباع العاطفي؟
ليتحقق الاشباع العاطفي يجب أن تتوافر عدة مقومات منها الذكاء العاطفي كونه المقوم الأهم الذي يحقق الاشباع العاطفي بين الزوجين باعتباره حافزًأ قويًا لإدراك المشاعر، والانفعالات وفهمها، والتعبير عنها بطرق مختلفة، إضافة إلى التوافق الزوجي الذي يحفز على إقامة علاقات منسجمة مع الشريك ومن ثم حدوث حالة جيدة من الرضا تجعل من السهل تحقيق الاشباع العاطفي.
كما توجد مقومات أخرى للاشباع العاطفي مثل، التفاهم وتفعيل مبدأ المصارحة والمكاشفة وعدم الخجل من تجنب الحديث في مشاكل العلاقة الحميمة، والتفكير سويًا من أجل حلها، واستشارة المختصين في حالة الفشل في علاج أي منها.
ما هي أهمية الإشباع العاطفي بين الزوجين
للاشباع العاطفي بين الزوجين فوائد عديدة منها:
- تحقيق الرضا بين الزوجين ومن ثم تفعيل هدوء واستقرار الحياة الزوجية من خلال الاحترام.
- تعزيز الثقة بين الزوجين ما يجعل العلاقة أكثر قوة واستقرارًا.
- توطيد العلاقة أكثر وأكثر لأن كل منهما يصبح مرآة للآخر.
- تحقيق السعادة الزوجية لأن الشعور بالاشباع العاطفي يحفزهما على الاستمتاع بالحياة، وخصوصًا مع الشعور بالراحة والطمأنينة والأمان المصاحبين لحالة الاشباع العاطفي التي تغمرهما.
- الاشباع العاطفي يساهم في تحقيق التوازن والاستقرار العاطفي في الحياة الزوجية.
- الاشباع العاطفي يزيد من قوة الزوجين في مواجهة أزمات الحياة ويجعلهما أكثر استعدادًا للتعاطف مع بعضهما البعض في الأوقات الصعبة والتحديات التي قد تواجههما.
ما هي الآثار السلبية المترتبة على انعدام الاشباع العاطفي بين الزوجين؟
يُحرم كل من الزوجين من الآثار الايجابية المترتبة على الاشباع العاطفي في حال عدم تحقيقه، وتزيد مواجهتهما لمزيد من العنف والانحرافات في العلاقة، إذ يترتب على ذلك العديد من الآثار السلبية التي لها أن تزعزع أساس العلاقة مهددة بانتهائها وإلحاق الفشل بها. ومن أبرز هذه السلبيات ما يلي:
- الحرمان العاطفي الذي يؤدي بدوره إلى انحرافات سلوكية وهي أمر خطير للغاية لأنها تزيد من احتمالات حدوث الخيانة الزوجية وزيادة حدة المشاكل بين الزوجين.
- انحرافات سلوكية مع الآخرين لأن عدم الاشباع العاطفي يجعلهما في حالة ذهنية وعاطفية غير مستقرة ويزيد من انفعالاتهما تجاه الآخرين وهنا تكمن الخطورة.
- زيادة الخلافات الزوجية وبقاء الحياة الزوجية على صفيح ساخن يزداد غليانه كلما زاد الحرمان في العلاقات وبات انعدام الاشباع العاطفي واقعًا مفروضًا عليها.
كيف يمكن للزوجين تحقيق الاشباع العاطفي؟
الاشباع العاطفي يشير إلى الحالة التي يشعر فيها الفرد برضا وراحة عاطفية كاملة دون نقصان. يعتبر الاشباع العاطفي هدفًا مهمًا للكثير من الناس، حيث يسعون إلى تحقيق التوازن والسعادة النفسية في حياتهم. يمكن أن يكون الاشباع العاطفي نتيجة للتوازن بين مختلف جوانب الحياة مثل العلاقات الاجتماعية، والعمل، والصحة الجسدية والعقلية. تحقيق الاشباع العاطفي يتطلب فهم الاحتياجات العاطفية الخاصة بالفرد والعمل على تلبيتها بطرق صحية ومتوازنة.
كيف يمكن تحقيق الاشباع العاطفي بين الزوجين؟
يمكن تحقيق الاشباع العاطفي بين الزوجين من خلال تطبيق النصائح التالية:
تحقيق التواصل الدافئ
يعتبر التواصل الصريح والمفتوح أحد أهم عناصر تحقيق الاشباع العاطفي بين الزوجين. يجب على الشريكين التحدث بصراحة حول مشاعرهم واحتياجاتهم العاطفية، والاستماع إلى بعضهما البعض بتفهم واحترام.
التعبير عن المشاعر والاهتمام بتقدير الآخر
يجب على الشريكين التعبير عن مشاعرهما بارتياحية ودون حجب لأي منها، وتقديرهما لبعضهما البعض. ويمكن القيام بذلك من خلال تفعيل الكلمات اللطيفة، والقيام بالأفعال الطيبة، وتقديم الدعم المعنوي.
تقديم الدعم العاطفي
يعني ذلك أن يكون الشريكان متواجدين لبعضهما البعض في الأوقات الصعبة والمواقف الصعبة. يجب أن يشعر كل من الزوجين بأن الآخر يدعمهم ويقف إلى جانبهم في جميع الأوقات.
فهم الاحتياجات العاطفية
يجب على الشريكين فهم احتياجات بعضهما البعض العاطفية والعمل على تلبيتها. فمثلاً، قد يحتاج أحدهما إلى المزيد من الوقت المخصص للمحادثات والاستماع، بينما يحتاج الآخر إلى المزيد من الوقت المخصص للمرح والترفيه.
القيام بأنشطة مشتركة
يساهم القيام بأنشطة مشتركة مثل السفر، والرياضة، والطهي، وكذلك مشاهدة الأفلام في تعزيز العلاقة وتحقيق تقارب أعمق بينهما ما يساعدهما على فهم كثير من المشاعر والتي يأتي هالاشباع العاطفي بين الزوجين وتعزيز روابطهما العاطفية.
الاحترام والتقدير
يجب على الشريكين ممارسة الاحترام والتقدير بشكل دائم تجاه بعضهما البعض، وعدم التقليل من أهمية مشاعر الشريك الآخر أو تجاهلها.
وختاماً، يتطلب تحقيق الاشباع العاطفي بين الزوجين جهدًا مشتركًا وتفاهمًا متبادلًا من كل كل منهما، ويعد مطلبًا أساسيًا لبناء علاقة زوجية صحية وسعيدة، وهو يتطلب جهدًا مشتركًا من الشريكين لفهم احتياجات بعضهما البعض وتلبيتها بطريقة تسهم في تعزيز الحب والاحترام بينهما، وتعمق من أواصر المحبة في ما بينهما.