من بينها الصمود أمام التحديات .. 9 تدابير وقائية لتجنب الطلاق في بداية الزواج
إن بناء الحياة الزوجية والجهد المبذول في تأسيس كيانها يستحقان الدفاع عنهما بكل عزم وإصرار؛ كما أن الزواج ذلك الرباط المقدس يتطلب العديد من المقومات لينجح ويستمر. قد يكون الطلاق هو الحل في بعض الحالات التي تستحيل فيها العشرة بين الزوجين، ولكن مثل هذه الحالات هي حالات استثنائية لا يمكن تعميمها على جميع الزيجات، لأن الأصل في الزواج الاستمرارية والنجاح وتحقيق سعادة واستقرار الأسرة ككل. ولكي يتحقق ذلك، يجب أن تتضافر جهود الزوجين معًا لتسير مركب الحياة الزوجية بأمان تام مهما واجهت من أمواج عاتية. تُرى كيف يمكن للزوجين تجنب الطلاق خلال مسيرة الزواج؟
تدابير وقائية للزوجين لتجنب الطلاق
للطلاق تأثيرات سلبية عميقة على المرأة والرجل والأطفال، ولذلك يجب على الزوجين الأخذ بالأسباب التي تحفظهما وأطفالهما من تلك التأثيرات، ولذلك أيضًا ومن أجل بناء علاقة صحية يمكنها الصمود أمام كل التحديات التي تواجهها خلال مسيرة الزواج، يجب العلم بأنه توجد تدابير استباقية يمكنك اتخاذها لجعل الزواج أقوى وأكثر استقرارًا وأكثر نجاحًا. ومن أبرز التدابير الوقائية التي تحقق سلامة العلاقة بين الزوجين، وتكفل حماية زواجهما من الفشل والانفصال، ما يلي
-
الالتزام بالعهود والوعود
في كل مرة يضيق الخناق على أحد الزوجين أو كلاهما يجب عليهما أن يتذكرا العهود والوعود والالتزامات الوثيقة التي تعهد كل منهما في القيام بها والحفاظ عليها في فترة الخطوبة، وبعد اتخاذ خطوة الزواج كونها خطوة أكثر جدية ولا يلائمها إلا الالتزام بها وبكل العهود والوعود التي تضمنتها.
ولتحفيز الالتزام عند كل من الزوجين يجب أن ينتبه كل منهما إلى أن الطلاق ليس خيارًا سليمًا هو أبغض الحلال، ولا يجب أن يكون أول الحلول في حل المشاكل بين الزوجين بل يجب أن يكون آخرها، وبعد التأكد من اتخاذ كل التدابير التي تحفظ الزواج وتقيمه على أعلى مستوى من الاستقرار والنجاح.
-
تعزيز فضيلة التسامح بين الزوجين
التراكمات أسوأ ما يمكن أن يحدث للزوجين، لذا يجب على كل منهما أن يحذر السقوط في بئرها المظلم، لأنها تسبب وجود ضغينة في نفوسهما، وهنا يكمن الخطر الحقيقي فذلك بداية النهاية، وبداية انهيار ذلك الكيان العظيم الذي أقيم بميثاق من الله عز وجل. لذا ولتجنب كل ذلك وأكثر بل والأسوأ، يجب على الزوجين تفعيل فضيلة التسامح في ما بينهما وأن يحذرا من الخصام الطويل، وأن لا يمر عليهما ليلة واحدة وهما على غير وفاق، لأن ذلك يخلق فجوة كبيرة بينهما. لذا حاربوا الضغائن والأحقاد والمشاحنات بالتغاضي والعفو والتسامح، وتجاهل الذلات قدر الإمكان.
قد يعتقد البعض أن التسامح يفيد الطرف الآخر فقط، ولكنه في الحقيقة يفيد كلا من الطرفين، الزوج والزوجة، لأنه يحقق السلام النفسي الداخلي للطرف الذي يمارسه أيضًا وليس للطرف المستفيد من التسامح فقط. لذا على كل زوجين الاهتمام بتعزيز وتفعيل فضيلة التسامح في الزواج، وعليهما أيضًا أن لا يتمادوا في ارتكاب الأخطاء ارتكازًا عليها.
-
اتقان ثقافة الاعتذار
الاعتذار كفيل بوأد أي فرصة للتراكمات والمشاحنات، كما أنه يعزز علاقة الزوجين ببعضهما البعض، ويحقق هدوئها واستقراها، لذا فمن أخطأ في حق شريكه عليه تقديم الاعتذار الذي يليق به على الفور.
-
التقدير والاحترام
يجب على الزوجين تبادل التقدير والاحترام بالأفعال والأقوال لأنهما كفيلان بمحاربة أي خلافات لها أن تتسبب في استحالة العشرة فيما بينهما.
-
الاهتمام بالمدح والثناء
العيوب تعترينا جميعًا؛ ولكن لكل منه صفات تميزه عن الآخرين، وهو ما يجب أن يستغله كل من الزوجين لصالح علاقتهما وحياتهما الزوجية. لذلك يجب تحديد الصفات الطيبة، ويجب على كل منهما التركيز عليها ومدح بعضهما البعض بها، وليس ذلك فحسب بل يجب عليهما الثناء على الجهد المبذول من الطرف الآخر في سبيل تحقيق نجاح واستمرارية العلاقة، ولا تنسوا كما ذكرت سابقًا." أشكرك قبل أحبك أحيانًا".
-
استمرارية التواصل
أقدر جيدًا التحديات الحالية التي تواجه الزوجين، والمتعلقة بقضاء وقت طويل على مواقع التواصل الاجتماعي، وشبكات الانترنت، والكم الهائل من القنوات التلفزيونية المختلفة والتطبيقات التي تضم الأفلام والمسلسلات بمختلف أنواعها وأذواقها. ولكن على الزوجين عدم الاستسلام لها، وتخصيص وقت محدد ودائم لهما بعيدًا عن كل هذه المشتتات التي لها أن تكون سببًا في الوقوع في حدوث الصمت الطويل بينهما ومن ثم حدوث الخرس الزوجي ومنه إلى الطلاق النفسي ومنه إلى الطلاق الفعلي.
كما أن الحرص على استمرارية التواصل يتيح للزوجين التعبير عن مشاعرهم بتلقائية والتقرب من بعضهما أكثر، وتعزيز علاقة كل منهما بالآخر بشكل أعمق.
-
وضع ميزانية المنزل معًا
يجب على الزوجين التفاهم بشأن الأمور المالية وتحديدها منذ البداية، وخصوصًا إذا كانت الزوجة عاملة، إذ يجب منذ البداية، الاتفاق على قدر مساهمة الزوجة في مساعدة الزوج إذا كان بحاجة إلى ذلك من أجل قتل أي فرصة للخلاف في ما بينهما لاحقًا. كما أن تفعيل المشاركة في الأمور المالية، والتفكير في أوجه الانفاق وترشيدها، ووضع ميزانية للمنزل معًا له أن يزيد من ترابط الزوجين معًا، والتأكيد على أنهما في مركب واحد، ويجب عليهما بتضافر جهودهما معًا ليصلًا معًا وبسلام تام إلى بر الأمان.
-
احترام المساحة الخاصة
مع استمرارية التأكيد على انخراط الزوجين معًأ في ممارسة نشاطات واحدة، يجب أيضًا أن تكون هنا مساحة خاصة لكل منهما لكي لا يتسلل الملل إلى حياتهما الزوجية. هذه المساحة الخاصة يجب أن تكون خارج نطاق الحياة الزوجية مثل مقابلة الأصدقاء، وقضاء بعض الوقت معهم، وممارسة الهوايات المفضلة لكل منهما. فمن شأن ذلك كسر الرتابة والروتين الموجودة في تفاصيل عدة في الحياة الزوجية. كما أنه يعد حافزًأ جيدًا للزوجين على ممارسة حياتهما الزوجية بحيوية ونشاط واقبال كبير.
-
استشارة المختصين وطلب المساعدة
كثير من الزيجات يهمل أطرافها الدور الذي يلعبه المختصين في حل مشاكل العلاقات الزوجية والأسرية، ويرفضون فكرة استشارتهم بشأن المشاكل والتحديات التي يواجهونها خلال مسيرة الزواج. في حين أن زيارتهم لن تجلب لهم إلا الهدوء والاستقرار والنجاح. لذا يجب على كل زوجين عدم التردد في استشارة المختصين وخبراء العلاقات الزوجية، لأنهم يملكون الخبرة والحكمة وكل الأساليب التي تمكنهم في التقريب بينهم، ومساعدتهم على مواجهة الأزمة والتغلب عليها.
وختامًا، يجب على كل زوجين الاهتمام بتطبيق كل ما سبق من أجل تحقيق استقرار واستمرارية حياتهما الزوجية، وللمحافظة على العلاقة بينهما وتجنب الطلاق.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي، تُرى ما هي اللاءات العشر التي تحقق نجاح واستقرار الحياة الزوجية وتحفظ علاقة الزوجين ببعضهما البعض؟ .. هذا هو موضوع مقالي التالي...
مع تمنياتي لكل زوجين بسعادة دائمة وأن يكونوا على وفاق دائمًا،،،