قانون لا يجب اختراقه .. العطاء في الحب كما يجب أن يكون
يقوم الحب الحقيقي الصادق على العطاء، ولذلك لا يمكن أن تنجح أي علاقة بدونه، وخصوصًا العلاقات العاطفية التي تترتب عليها تأسيس حياة متكاملة بعد اتخاذ قرار الزواج. قد يعتقد البعض أن الحب قد يستمر بدون عطاء إلى الأبد، والحقيقة أن ذلك اعتقاد خاطئ جدًا يؤدي بالعلاقات العاطفية والحياة الزوجية إلى السقوط في بئر مظلم لأنه حتى وإن لم يكل الطرف الذي يمارس العطاء في الحب بدون مقابل، فإن ذلك لا يعني إنه لن يمل. لأن من حقه أن يغير من موضعه كمرسل دائم في العلاقة، وأن يكون مستلمًا لكل المشاعر الإيجابية المترتبة على شعوره بعطاء الطرف الآخر له.
قانون لا يجب اختراقه
إن تبادل العطاء هو قانون الحب الذي لا يجب اختراقه. ولذا نجد أطراف العلاقات العاطفية الناجحة، وكذلك الزيجات الناجحة والهادئة المستقرة يحترمون هذا القانون ولا يخترقونه أبدًا. لأنهم جربوا تأثير تطبيقه على حياتهم العاطفية والزوجية. وتذوقوا إيجابيات لا حصر لها أمها تعزيز العلاقة بينهم وبين أحبائهم، وتحقيق التناغم والانسجام.
أما عن الحالات الأخرى التي يخيم الفشل عليها فهم قطعًا لا يحترمون قانون العطاء، ويستهينوا بسلبياته الخطيرة التي قد تكون سببًا في وضع نهاية مأساوية للعلاقة. ويتمثل عدم احترامهم في اكتفاء بعض الأطراف بالاستمتاع بالأخذ من الطرف الآخر في العلاقة بلا حدود دون أن يهتموا بتبادل العطاء وتحقيق استمتاعه هو الآخر بايجابياته العظيمة ولذلك تكون نهايتها الفشل الذريع.
الحب وحده لا يكفي
لا يعيش الحب بدون تبادل العطاء بين طرفي العلاقة، ولن يسعد أحد بالحب إذا كان خاليا من العطاء الصحي الذي يكون فيه كل طرف مرسل ومستقبل أي أن تكون علاقة الحب قائمة على تبادل الأخذ والعطاء في كل المواقف الحياتية المختلفة. لأن العطاء أحد أهم مقومات العلاقة الناجحة بين الطرفين مع حفنة من المقومات الأخرى مثل التفاهم والانسجام والصراحة والوضوح والتقدير وغيرها.
لا قيمة لكلمة بحبك بدون عطاء
لا يكفي أن يتبادل الرجل والمرأة كلمات العشق والهوى لتنجح علاقتهما وتستقر لأنه وببساطة شديدة كلمة"بحبك" لا ولن تكون كافية لنجاحها. لأن العطاء في الحب يجب أن يتذوقه كل من الطرفين بلا تردد أو بخل.
أهمية العطاء في الحب
يعد العطاء في الحب وفي العلاقات العاطفية والزوجية أساسًا لاستمرارها بدون توترات أو تقلبات تهدد بزعزعة استقرارها. لأنه عندما يكون العطاء في الحب تبادليًا بين الشريكين، تصبح العلاقة أكثر قوة، وأكثر إزدهارًا لأنه يحقق الفوائد التالية:
- تعزيز الحب والارتباط العاطفي بين الطرفين.
- فهم احتياجات الشريك وبذل الجهد لاشباعها.
- تعميق التفاهم والاحترام.
- تعزيز الثقة والأمان.
- الاستمتاع سويًا بالاستقرار العاطفي الناتج عن تبادل العطاء.
- تحقيق الشعور بالرضا والسعادة.
- تخفيف حدة الضغوط والصعوبات التي يواجهها كل من الطرفين في حياتهما العملية
- توفير القدوة الحسنة للأطفال إن وجدوا لأنهم ينتفعون بتبادل العطاء بين آبائهم وأمهاتهم.
ماذا لو اقتصر العطاء على أحد طرفي العلاقة؟
إذا اقتصر العطاء على أحد طرفي العلاقة العاطفية أو العلاقة الزوجية لن تتحقق فوائده الجمة، وستكون العلاقة باهتة وستظل هكذا إلا أن تظهر بوادر النهايات ويحدث الانفصال كما يحدث في حالات عدة لأنه لا يمكن أن تنجح علاقة بنيت على ظلم أحد أطرافها. لذلك يجب أن يكون كل من الطرفين متقنًا لمفهوم العطاء وكيفية اظهاره في العلاقة.
أشكال العطاء في الحب
العطاء في الحب له العديد من الصور والأشكال التي تعبر عن مشاعر الشريك واهتمامه. وهي ليست بالضرورة مادية، بل أن أعظمها وأكثرها تأثيرًا في الروح والوجدان هي المعنوية التي تقوم على العاطفة والسلوك وكلام الحب المصحوب بالأفعال
ومن أشكال العطاء في الحب ما يلي:
- الاهتمام والتعبير عنه بكل الطرق المتاحة.
- التواصل والحرص على ابتكار طرق جديدة له.
- الانصات بدقة واتاحة الفرصة للتعبير عن النفس وما تشعر به.
- تفهم احتياجات الشريك وبذل الجهد اللازم لاشباعها.
- تقديم الدعم النفسي والعاطفي والمادي.
- تحقيق الشعور بالأمان
- تفعيل مبدأ المشاركة
- بذل الوقت والجهد لتحقيق سعادة الطرف الأخر.
- التفاهم والاحترام بين الطرفين شكل من أشكال العطاء التي يجب الاهتمام بها لتحقيق سعادة كل منهما وتحقيق نجاح واستمرارية العلاقة بينهما.
- احترام آراء الشريك، وخصوصيته، وقيمه، وقراراته، وحتى مساحته الشخصية.
- المشاركة في الاهتمامات ومنح الوقت الكافي لممارسة الأنشطة المختلفة مع الطرف الآخر.
- تقدير الجهد المبذول في تحقيق استقرار الحياة الزوجية وممارسة الامتنان.
وختامًا، ولتعزيز العطاء في الحب يجب عدم التردد في التضحية وتقديم التنازلات لتحقيق سعادة الشريك لأن ذلك يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في العلاقة، كما يجب أن يكون العطاء متوازنًا ومتبادلًا بين الشريكين، وأن يكون نابعًا من القلب، مع نية حقيقية لإسعاد الشريك ودعمه طوال مسيرة العلاقة.
والآن .. يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. هل يمكن أن يستمر الحب بدون أن يكون العطاء متوازنًا ومتبادلًا بين الطرفين ولماذا؟