العلاقة بين الزوجين بعد المساواة يجب أن تكون أكثر ترابطًا وأكثر عمقًا لتحقيق التناغم والانسجام بينهما

العلاقة بين الزوجين بعد المساواة.. 10 أمور تحقق التناغم والانسجام بين الزوجين في العصر الحالي

ريهام كامل
17 سبتمبر 2024

هي؛ لم يعد دورها مقتصرًا على المنزل وتربية الأطفال فقط بل امتد ليشمل أدوار عديدة ومتنوعة في المجتمع. أدوار جعلتها تكتشف إمكانياتها المدفونة، ومهاراتها الكبيرة، وقدراتها الخارقة التي جعلتها أكثر ثقة وأعظم مكانة في سباق الناجحين والناجحات.

هي؛ الآن محبة لذاتها أكثر، وتعلم قدر نفسها أكثر وأكثر. لم تنسى أنها الأم والأخت والزوجة، لم تهمل أمومتها، ولم تفشل في عملها بل كان النجاح حليفًا لها أينما ذهبت، وما زالت رحلة اكتشاف الذات، ومسيرة تحقيق الأحلام والطموحات مستمرة.

هو، مندهش كثيرًا من سرعة إيقاع تطور "هي" وتميزها في كثير من المجالات بعد أن كان هو الأكثر ظهورًا في الأسرة والمجتمع وكل ميادين الحياة المختلفة. والنتيجة حدوث فجوة بين هي وهو على مستوى الحياة الزوجية بشكل خاص وسائر العلاقات بشكل عام. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، كيف يمكن أن تزدهر العلاقة بين الزوجين بعد المساواة؟

داليا شيحة مستشارة زوجية وأسرية
داليا شيحة مستشارة زوجية وأسرية

العلاقة بين الزوجين بعد المساواة

تقول داليا شيحة مستشارة زوجية وأسرية بدبي أن العلاقة بين الزوجين بعد المساواة تحتاج إلى جهد متواصل من كل منهما، وتحتاج من الرجل تقبل ما وصلت إليه المرأة في العصر الحالي، بل تحتاج منه أن يكون داعمًا ومشجعًا لها، وذلك لسد الفجوة الكبيرة التي حدثت بينه وبينها بعد أن سطع نجمها هي أيضًا في السماء، وبعد أن شاركته العديد من الأمور في الحياة العملية. كما تحتاج إلى تفهم المرأة لضرورة تحقيق التوازن بين الأدوار التي تقع على عاتقها لأن قيامها بذلك يدل على أحقيتها عن جدارة لكل ما وصلت إليه انجازات وكل ما حصلت عليه من دعم.

تحولات كبيرة في العلاقة بين الزوجين

بعد تمكين المرأة بشكل إيجابي وناجح  في أكثر من دولة عربية، حدثت تغيرات عديدة في شكل العلاقة بين الزوجين، وهذا الأمر يستدعي الالتفات جيدًا إلى عواقب ذلك. إذ يجب أن تكون كل الأحداث التابعة لتمكين المرأة في صالح الزوجين وليس العكس. ذلك لأن إيمان كل منهما بدور الآخر في المجتمع له أن يحقق نجاحات كبيرة ومميزة على صعيد الحياة الزوجية والأسرية.

وفي هذا الصدد قالت شيحة أن الأدوار التقليدية بين الرجل والمرأة حدثت فيها تحولات كبيرة. إذ لم تعد العلاقة بين الرجل والمرأة محصورة في الأدوار التي نشأنا عليها جميعًا نساءً ورجالًا بل أصبحت أكثر تنوعًا وتعقيدًا. ولتكوين علاقة صحية وناجحة بين الزوجين بوجه خاص، يجب أن يتم وضع آلية للتغلب على الفجوة التي حدثت بينهما بالفعل، وذلك انقاذًا للحياة الزوجية ولمستقبل الأبناء أيضًا.

العلاقة بين الزوجين بعد المساواة بحاجة إلى تعزيز التفاهم والتواصل الفعال بينهما

كيف يمكن تحقيق التناغم والانسجام في العلاقة بين الزوجين بعد المساواة؟

بحسب داليا شيحة يجب الالتزام بتطبيق ما يلي لتحقيق التناغم والانسجام في العلاقة بين الزوجين بعد المساواة:

  • إعادة تعريف الأدوار التقليدية لكل من الزوجين

كانت الأدوار التقليدية للرجل والمرأة واضحة جدًا في الحياة الزوجية؛ الرجل إذ كان الرجل مسؤولًا عن عن توفير المال من خلال عمله ، بينما كانت المرأة مسؤولة وبشكل أساسي عن رعاية المنزل والأطفال. لكن مع تطور المجتمع، تغيرت هذه الأدوار بشكل كبير، وأصبحت المرأة شريكة للرجل بشكل أعمق، وأصبحت مساهمة معه في نفقات المنزل، وداعمة ومعينة له في كثير من المسؤوليات، والحقيقة أن ذلك لا يقلل من قيمة الرجل، ولكنه يجب أن يكون مقدرًا منه. وقد كانت هذه التغيرات لصالح المرأة لأنه لا يليق بها إلا أن تكون كما هي الآن بتقدمها وتطويرها لذاتها وتميزها بين صفوف النساء. ولذلك مزايا عديدة أهمها أن تكون أم قادرة على مساعدة أبنائها على الوصول إلى بر الأمان. من ذلك تتضح أهمية إعادة توزيع الأدوراء بشكل عادل يحفظ الحقوق ويحث على الإلتزام بأداء الواجبات كخطوة أولى في تحقيق التناغم والانسجام بين الزوجين وبما يؤكد على سلامة العلاقة بين الزوجين بعد المساواة.

  • المرونة وقبول تغيير الادوار

يجب أن يكون كل من الزوجين مرنًا في تقبل تحمل بعض الأعباء الإضافية، أو في قبول بعض التغييرات في الأدوار بحسب الظروف الطارئة لأن الأصل أنهما متشاركان في كل التفاصيل. كما أن حياتهما الزوجية تحتاج إلى تلك المرونة لتنجح وتستمر بشكل مريح ومشرف لعطاء كل منهما. يجب عليهما فعل ذلك، والنتيجة وضع آلية سليمة لتحقيق التناغم والانسجام وتعزيز العلاقة بين الزوجين بعد المساواة.

  • المشاركة والتعاون

يجب أن يعلم كل من الزوجين أن تميزهما في مجال العمل يجب أن يكون درعًا واقيًا لهما ولحياتهما الزوجية وأطفالهما من كثير من السلبيات، ولتستمر هذه الحياة وليسطح نجم كل منهما عاليًا في السماء دون أي تشويش، يجب أن يعتمدًا مبدأ المشاركة والتعاون فما أجمل أن يفعلا ذلك بتناغم وانسجام وبصدر رحب. إن المشاركة بين الزوجين وتحقيقها على نطاق واسع في الحياة الزوجية حتما ستحقق سلامة العلاقة بين الزوجين بعد المساواة.

ومن أوجه المشاركة أن يتم تقاسم المسؤوليات المنزلية، وأن يتم التحدث عن الطريق المثلي التي تحقق المشاركة بين الزوجين بشكل إيجابي على أن يتخلل ذلك الحديث الواضح الصريح عن توقعات كل منهما من الآخر في ما يتعلق بالمشاركة لكل لا يحدث الصدام بعد ذلك، وبخاصة أن الهدف تحقيق الانسجام وليس فتح باب للتنافر في ما بينهما.

  • الدعم

كل منهما بحاجة إلى الآخر خلال مسيرته العملية والزوجية أيضًا. لذا، وليتحقق التناغم والانسجام بينهما يجب أن يشعر كل منهما بدعم شريكه له. ويقصد بالدعم عنها تقديم النصح والتشجيع وتعزيز الحالة النفسية من خلال الحفاظ على الحياة الزوجية خالية من المنغصات التي قد تضعف من أداء كل منهما في العمل. إن الأصل في الحياة الزوجية الناجحة والعلاقات الزوجية السليمة أن يكون كل طرف داعم للطرف الآخر، ومحفزًا له على القيام بكل ما له أن يرفع شأنه. إن محاولة فعل ذلك يحقق التناغم والانسجام في العلاقة بين الزوجين بعد المساواة.

العلاقة بين الزوجين بعد المساواة يجب أن يسودها الدعم بشكل كبير

  • الاعتراف بالجهود المبذولة وتقديرها

لا يوجد أعظم من زوجين علما كيفية تبادل مشاعر الاحترام والتقدير لكل مجهود يبذل لتحقيق سلامة واستقرار الحياة الزوجية. لذا يجب على كل منهما الاعتراف بتلك الجهود وتقدير المساعي ففي ذلك تحفيزًا كبيرًا على بذل مزيد من الوقت والجهد، والنتيجة مثمرة وهي تحقيق التناغم والانسجام في العلاقة بين الزوجين بعد المساواة.

  • التواصل الفعال

لتحقيق التوازن بين الأدوار التقليدية والحديثة التي تقع على عاتق الزوجين، يجب أن يكون هناك تواصلًا فعالًا بين الرجل والمرأة بشأن توقعاتهما واحتياجاتهما. إن الصراحة والشفافية تعد بمثابة طوق نجاة لهما في مواجهة الخلافات الزوجية، واعتماد نهج زوجي مبتكر يحقق فوائد التواصل الفعال في ما بينهما.

وليكون التواصل عاملًا ناجحًا وفعالًا بينهما يجب أن يتم ابتكار طرقًا إيجابية للتواصل وبالطريقة التي تحقق التناغم والانسجام في العلاقة بين الزوجين بعد المساواة. ويتحقق ذلك ببذل الجهد لإقامة حوارات هادفة تساهم في حدوث التفاهم بين الزوجين، واحترام الرأي الآخر والانصات إلى صاحبة بدقة، وتجنب المقاطعة وبدء الحديث بعد انتهاء كل كلام الشريك مع الاهتمام بإجراء نقاشات منظمة بين الحين والآخر عن النتائج المحققة بعد اعتماد آلية سليمة لتحقيق نجاح العلاقة بين الزوجين بعد المساواة.

  • التعامل مع الضغوط والتحديات المشتركة

تتطلب الضغوط والتحديات المشتركة بين الزوجين العمل معًا للتغلب عليها وتجاوزها بنجاح. والتعامل معها وتعلم كيفية إدراتها لكي لا تتراكم تلك الضغوط ولكي لا يصبح كل منهما بمثابة قنبلة موقوتة من الممكن أن تنفجر في أي وقت مسببة الأذى له ولمن هم في محيطه.

ولتحقيق التناغم والانسجام في العلاقة بين الزوجين بعد المساواة يجب عليهما الاتفاق على تعاون في مواجهة التحديات، سواء كانت مالية أو شخصية، والعمل معًا على إيجاد حلول فعالة. وتقديم الدعم المتبادل خلال الأوقات الصعبة وبما يعزز من قوة العلاقة ويعزز من التماسك بينكما.

  • تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية

يجب على كل من الزوجين تحديد الأولويات والتوازن بين الحياة الشخصية والمهنية باعتبار ذلك العامل المساعد الأهم في تحقيق التناغم والانسجام والتفاهم أيضًا في العلاقة بين الزوجين بعد المساواة. ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال وضع خطة متوازنة تتيح لهما إدارة الوقت بشكل مثمر، مع تخصيص وقت كافٍ للعمل، والاهتمام بممارسة الأنشطة الشخصية والعائلية معًا، فضلًا عن إدارة الوقت بشكل جيد يساهم في تحقيق نجاح العلاقة بين الزوجين.

  • الاستثمار في العلاقة الزوجية

الاستثمار في العلاقة الزوجية وفعل كل ما له أن يرفع من شأنها يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز جودة الحياة الزوجية، ويتيح للزوجين أن يتعاملا بشكل أفضل مع الأدوار المختلفة التي يلعبانها. وليتم الاستثمار في العلاقة الزوجية بشكل جيد، يجب تخصيص وقتًا كافيًا للاستمتاع بالأنشطة المشتركة التي تعزز من قوة العلاقة بينهما، مثل تناول العشاء معًا أو القيام بنشاطات ترفيهية أخرى وبما يحقق الحفاظ على الروابط العاطفية القوية التي تحسن من جودة العلاقة بين الزوجين بعد المساواة.

  • استمرارية التعلم والاهتمام بتطوير الدراسات

أكدت العديد من الدراسات التي طرحت حول فوائد اهتمام شريك الحياة بتطوير ذاته أن هذا الأمر يُحدث تقدمًا ملحوظًا في العلاقة بين الزوجين. ففي حرص كل منهما على التعليم المستمر والاهتمام بتطوير الذات يجعل لهما منافذ أخرى لتطوير علاقتهما أيضًا. ويخلق بيئة داعمة لتحقيق التناغم والانسجام في العلاقة بين الزوجين بعد المساواة، وهذا ما يجب أن يتحقق لأنه حتمًا سيعود بنفع كبير على الزوجين وعلى حياتهما الزوجية وعلى أطفالهما، وعلى المجتمع أيضًا لأن استقرار الحياة الزوجية ينعكس بشكل إيجابي على المجتمعات.

خلاصة القول

إن الحياة الزوجية ليست حربًا ولن يكون البقاء فيها للأقوى بل للأذكى عاطفيًا، وللأكثر إخلاصًا، والأكثر تفهما، والأكثر تطبيقًا لكل الأمور التي تحقق الاستقرار في الحياة الزوجية، والأكثر بذلًا للجهد والوقت في سبيل تحقيق علاقة زوجية هادئة ومستقر بين الزوجين بعد المساواة.

مع خالص أمنياتي لجميع الأزواج والزوجات بحياة زوجية هادئة ومستقرة،،،