سر السعادة والصحة أيضًا .. كيف يؤثر الرضا الزوجي على الصحة النفسية للزوجين
العلاقة الزوجية هي علاقة لها قدسية خاصة، وتأتي ضمن أعظم الروابط الانسانية التي تتخلل حياتنا. وتعود قدسيتها إلى الميثاق الغليظ الذي يجمع بين الرجل والمراة في حياة واحدة بتفاصيل دقيقة. ولذ تزيد تأثيراتها على كل منهما. إذ تؤثر بشكل مباشر وعميق على صحتهما النفسية والجسدية. قد تتعرض العلاقة الزوجية لهزات عنيفة وتوترات مستمرة تهدد سلامة الصحة النفسية والجسدية لكل من الزوجين. ويكمن العلاج في كلمة واحدة هي الرضا الزوجي.
ما هو الرضا الزوجي؟
الرضا الزوجي هو شعور الزوجين بالسعادة والارتياح في حياتهما الزوجية، ويتعلق بمدى تحقيق توقعاتهما واحتياجاتهما من العلاقة. ويشمل الشعور بالتفاهم، الدعم العاطفي، الثقة المتبادلة، والتوافق في الأهداف والقيم، مما يعزز الاستقرار والانسجام.
ويلعب الرضا الزوجي دورًا حيويًا في تحقيق الاستقرار النفسي لكلا الشريكين، حيث تُظهر الدراسات أن الأزواج الذين يشعرون بالرضا والارتياح في علاقتهم هم أكثر سعادة واستقرارًا، وأقل عرضة للتوتر والاضطرابات النفسية. فكيف يمكن للعلاقة الزوجية أن تكون ملاذًا للراحة النفسية؟ وما هو الدور الحقيقي للتواصل والدعم المتبادل في تحقيق هذا الرضا؟
أسئلة مهمة للغاية، سأحاول في السطور التالية ومن خلال مقالي هذا أن أجيب عليها من خلال دراسة كانت قد طرحت حول تأثير الرضا الزوجي على الصحة النفسية للرجل والمرأة، وكيف يمكن للعلاقة المتينة أن تُحوِّل حياة الشريكين إلى حياة أكثر سعادة وصحة؟
ما هو تأثير الرضا الزوجي على الصحة النفسية والجسدية؟
طرحت دراسة قوية ومفيدة تبحث في علاقة الزوجين ببعضهما البعض، تحديدًا حول الرضا الزوجي والصحة النفسية لكل من الزوجين.إذ تتناول الدراسة كيفية تأثير مستوى الرضا في العلاقة الزوجية على الحالة النفسية والصحية للأزواج، وكيف يمكن أن تؤدي العلاقات السعيدة إلى حياة أطول وأكثر صحة.
ويتمثل الهدفت من هذه الدراسة، في فهم تأثيرات الرضا الزوجي على الجوانب النفسية والاجتماعية لكل من الزوجين مع التركيز على العوامل المؤثرة في تحسين جودة الحياة الزوجية.
وتلخصت نتائج هذه الدراسة التي استمرت لمدة عامين، لمراقبة التغيرات الصحية في أن الأزواج الذين أبدوا مستويات عالية من الرضا في علاقتهم الزوجية كانوا أقل عرضة للإصابة بمشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب ومن ثم عدم وجود معاناة من المشاكل النفسية. وبالنسبة للنساء فقد أفادت الدراسة أن الزوجات اللاتي شعرت بالتقدير من أزواجهن سجلن مستويات أقل من التوتر، وأن الرجال الذين كانت لديهم علاقات عاطفية مستقرة وسعيدة أظهروا استقرارًا نفسيًا أكبر.
ما هي العلاقة بين الرضا الزوجي والصحة النفسية؟
تبين من الدراسة أنه كلما زاد الرضا الزوجي كلما باتت الصحة النفسية في حالة مستقرة وجيدة. وقد تبين من خلال الدراسة ما يلي
- إن الأزواج الذين يتبادلون الحوار المفتوح والنقاشات البناءة حول مشاعرهم ومشاكلهم كانوا أكثر سعادة واستقرارًا نفسيًا.
- عدم التواصل أو التواصل السلبي (مثل الانتقاد المستمر أو الإهمال) كان مرتبطًا بزيادة معدلات التوتر والاكتئاب في العلاقة بين الزوجين.
- الدعم المتبادل بين الزوجين يحقق الاستقرار النفسي.
كيف يمكن تحقيق الرضا الزوجي من خلال الدراسة؟
لتحقيق الرضا الزوجي بين الزوجين، أوصت الدراسات بضرورة اتباع ما يلي:
- تعزيز التواصل الفعال لأنه يخلق بيئة إيجابية لحل النزاعات وتحسين التفاهم بين الزوجين ومن تخفيف حدة المشاكل وتحقيق الاستقرار النفسي. لذلك يجب تخصيص وقت محدد للتواصل وعدم اهمال ذلك لأي سبب من الأسباب.
- تشجيع الأزواج على تقديم الدعم النفسي لبعضهم البعض في الأوقات الصعبة، مما يسهم في تحسين جودة الحياة الزوجية.
- تعزيز قيم التقدير والاحترام في العلاقة الزوجية، لأنها تلعب دورًا كبيرًا في تحسين الرضا الزوجي.
- التعبير عن المشاعر بطريقة واضحة ومعبرة دون أي تحفظات.
- انتهاز فرصة العطلات والتخطيط لها بشكل جيد يحقق الرضا الزوجي بين الزوجين.
- الصدق طوق نجاه وهو من المقومات التي تحقق الهدوء النفسي والراحة النفسية للزوجين ومن ثم تحقيق الرضا الزوجي.
- ضرورة المشاركة في نشاطات مختلفة لأن ذلك يقرب بين الزوجين، ويوطد العلاقة بينهما أكثر وأكثر.
ما هي الأمور التي تحول دون تحقيق الرضا الزوجي؟
توجد العديد من الأمور التي تحول دون تحقيق الرضا الزوجي من أبرزها ما يلي:
إليك بعض الأمور التي تحول دون تحقيق الرضا الزوجي في نقاط بسيطة:
- سوء التواصل بين الزوجين
- رفع سقف التوقعات.
- الملل الزوجي والإصابة بالفتور.
- ضياع الحميمية واهمال اشباع الاحتياجات العاطفية.
- النقد واللوم المستمر.
- تدخلات الأهل والأصدقاء.
- الخيانة وفقدان الثقة.
- انعدام التوازن في المسؤوليات.
- الإجهاد وضغوط الحياة.
- عدم الالتزام بالحقوق والواجبات.
- الخلافات المستمرة واندلاع الشجار الزوجي لأتفه الأسباب.
خلاصة القول:
تؤكد الدراسة على أن الزواج السعيد والمستقر يلعب دورًا كبيرًا في تحقيق استقرار الصحة النفسية لكل من الزوجين، ومن ثم تحسين جودة العلاقات الزوجية من خلال التواصل الفعال والدعم المتبادل.