الحب الحقيقي للحبيب الأول مجرد وهم لأن الحب يتغير عبر الزمن وقد لا يكون الحب الأول حبا حقيقيًا

ما الحب إلا للحبيب الأول: حقيقة ثابتة أم وهم شائع؟

ريهام كامل
25 نوفمبر 2024

الحب الحقيقي للحبيب الأول، كثيرًا ما يردد البعض ذلك، ويشيد بالحب الأول ويعتبره الشعور الأول والأخير، والأكثر عمقًا وتأثيرًا على المحببين. ربما ساد ذلك الاعتقاد لأنه يشغل جزءًا خاصًا في الذاكرة لا يمكن المساس به أو التشويش عليه. ويقال عن الحب الأول ما هو أكثر من ذلك، ولكن هل كل يقال عنه حقيقة ثابتة تمتد عبر الزمان، أم مجرد وهم شائع يرتبط بالحنين إلى الماضي؟ وهل صحيح أن الحب الحقيقي لا يكون إلا للحبيب الأول؟

للإجابة على هذا السؤال يجب الإجابة على بعض الأسئلة التي تمهد لحسم الجدل حول ما إذا كان الحب الحقيقي للحبيب الأول أم لا، وهذا ما ستضمنه السطور التالية التي أتمنى أن تكون فيها إجابة وافية وكافية للسؤال المذكور أعلاه.

الحب الحقيقي ليس حكرًا على الحب الأول
الحب الحقيقي ليس حكرًا على الحب الأول  

ما هو الحب الأول؟

الحب الأول هو تلك العلاقة العاطفية التي نشعر فيها بمشاعر قوية وعميقة للمرة الأولى. وغالبًا ما يحدث في مرحلة المراهقة أو مرحلة بداية الشباب، ويتميز بالإثارة والحماس والعاطفة الجياشة بانفعالاتها القوية التي قد لا تكون مدروسة. ويعد الحب الأول تجربة بريئة ومثيرة، حيث تتشكل في ملامحه الكثير من الأحلام والتوقعات العالية عن الحب والأحلام الرومانسية الوردية.

لماذا يُعتبر الحب الأول حبًا حقيقيًا لدى البعض؟

يعتبر البعض الحب الأول حقيقة مؤكدة، وذلك بسبب عمق المشاعر، وقوة الذاكرة، حيث يمكن تذكره، وتذكر شعوره، وكل الذكريات القوية التي ترتبط به. لذلك تظل الذكريات المرتبطة به حاضرة في الذاكرة حتى بعد مرور السنوات. ولا يهم ما إذا كانت سعيدة أم مؤلمة لأن صاحبها يتذكر كل المشاعر التي رافقت وقوعه في الحب بقوة.

ما الذي يجعل الحب الأول موجودًا في القلب والذاكرة؟

توجد أمور كثيرة بحسب رأي الخبراء المعنيين تجعل الحب الأول موجودًا في القلب والذاكرة، وهذه الأمور مثل:

  • البراءة والنقاء، إذ يعد الحب الأول تجربة غير مشروطة لا يوجد بها أي شروط، أي الحب من أجل الحب بدون التفكير في أي أمور أخرى.
  • البصمة النفسية العميقة بحسب الدراسات التي أثيرت عن الحب الأول، وما تسببه من شدة تعلق به وبالحنين الدائم إليه.

ما الذي يجعل البعض يعتبر الحب الأول وهمًا كبيرًا؟

رغم صدق مشاعره، والعاطفة الجياشة التي يشعر بها المحبين إلا أن البعض لا يعترف بأن الحب الأول هو الحب الحقيقي، ويسلم بأنه ما هو إلا وهمًا كبيرًا، وذلك للأسباب التالية:

  • المثالية والحنين باعتبارهما السبب الذي يجعل البعض يعتقد أن الحب الأول هو "الأفضل" حتى وإن لم يكن كذلك.
  • انعدام النضج العاطفي بسبب حداثة السن، وعدم وجود نضج عاطفي عند الوقوع في الحب الأول، ولذلك تكون هناك سطحية أو غير واقعية لعدم وجود الخبرة الكافية.
هل صحيح أن الحب الحقيقي لا يكون إلا للحب الأول
هل صحيح أن الحب الحقيقي لا يكون إلا للحب الأول

الحب الأول في علم النفس

ينظر علم النفس إلى الحب الأول على أنه تجربة تعليمية هامة، لكنه ليس بالضرورة أن يكون هو الحب الحقيقي أو الحب الأبدي بحسب تعليقات البعض عليه، إذا أثبتت العديد من الأبحاث أن الحب الذي يُبنى على التفاهم والنضج العاطفي هو الحب الحقيقي، وهو الحب الذي يعيش للأبد.

التعلق بالحب الأول خطأ يجب تداركه

من الجيد أن نتذكر الحب الأول في لحظات معينة وبسبب مثيرات معينة مثل الذكريات التي تجعلنا نسعد أو نبتسم أو نتألم. ولكن من الخطأ أن نتعلق به ونغلق قلوبنا بأقفال من حديد توهمًا بأن الحب الحقيقي هو الحب الأول، لأن ذلك يعد عبثًا واعتداءًا صريحًا على معاني الحب الحقيقي الذي يحدث مع النضج العاطفي، وبعد التعلم من الخبرات الحياتية وفهم المعاني الحقيقية للحب الذي يعيش للأبد. كما أن التعلق بالحب الأول يحول بين المحب وبين المستقبل حيث يحرم عليه الدخول في علاقة حب جديدة أكثر نجاحًا وأكثر نضوجًا. لذا يجب على الجميع أن يسلم بفكرة أن الحب الأول تجربة عاطفية نمر بها لنتعلم منها ماهية الحب والتعرف بسهول على المشاعر الحقيقية، والحب الحقيقي، وماهية علاماته، وأنه تجربة نمر بها فترة وعلينا أن نمضي لنكمل المسيرة مع أجمل معاني الحب الحقيقية الخالية من الاندفاع والمثالية الزائدة.

كيف يمكن التعامل مع الحنين للحب الأول؟

إن الحنين للحب الأول ليس جريمة لأنه لا حجر على المشاعر، ولكن ثمة خطوات معينة يجب تجربتها للتعامل مع الشعور بالحنين إليه، وهذه الخطوات هي:

  • تقبل الذكريات، لأنه من الطبيعي أن نشعر بالحنين للحب الأول، ولكن ذلك لابد أن لا يستغرق أكثر من لحظات عابرة لأنه لا يجب الوقوف عنده كثيرًا.
  • الاستفادة من تجربة الحب الأول، ومعرفة تأثيراته على النفس، ومعرفة الأخطاء لتداركها في علاقة الحب الحقيقي الأصدق والأكثر وجودًا في القلب والعقل.
  • التفكير في الحاضر والاستعداد للدخول في علاقة حب حقيقية بدلاً من التركيز على أوهام الحب الأول.
ما الحب إلا للحبيب الأولِ وهم شائع وليس حقيقة ثابتة
ما الحب إلا للحبيب الأولِ وهم شائع وليس حقيقة ثابتة

ما الحب إلا للحبيب الأول: أين الحقيقة وأين الوهم؟

الحقيقة، وبحسب خلاصة آراء خبراء علم النفس وخبراء العلاقات، أن للحب الأول تأثير دائم لأنه يشكل مفاهيمنا عن الحب والعلاقات. وهذا التأثير يجعل من الصعب نسيانه، لكنه لا يعني بالضرورة أنه "الحب الحقيقي" الوحيد.

والوهم هو، أن الاعتقاد بأن الحب الأول هو الحب الوحيد أو الأفضل هو نوع من المثالية الزائفة، لأن الحب يمكن أن يتغير وينمو بمرور الوقت، والتجارب اللاحقة قد تكون أكثر عمقًا ونضوجًا وأكثر رومانسية.

خلاصة القول:

تتلخص الإجابة على سؤال، هل صحيح أن الحب الحقيقي لا يكون إلا للحبيب الأول؟ في أن الاعتقاد بأن الحب الحقيقي لا يكون إلا للحبيب الأول هو فكرة شائعة ترتبط غالبًا بالمثالية والحنين إلى الماضي. لكن من الناحية النفسية والعلمية. ليس بالضرورة أن يكون هذا الاعتقاد سليمًا لأن الحب يتغير مع الزمن كونه تجربة تتغير مع مرور الوقت. كما أن الحب يمكن أن يكون أكثر نضجًا وتقديرًا في المراحل اللاحقة من الحياة، وبخاصة مع توافر الخبرة والفهم العميق لمتطلبات الحب الحقيقي.

كل التحية والتقدير لكل القلوب المحبة بصدق، والنفوس المخلصة الحافظة للعهد،،،