نوم الزوجين في سريرين منفصلين قد يؤيده البعض ولكنه لا يحقق الترابط العاطفي القوي في العلاقة

نوم الزوجين منفصلين سعادة مزدوجة أم بداية للانفصال العاطفي

ريهام كامل
2 يناير 2025

يعد النوم جزءًا أساسيًا من حياتنا، وله تأثير كبير جدًا على صحتنا الجسدية والنفسية. ولذلك يجب أن يحظى كل منا على حقه في النوم، وأن يكون نومه عميقًا هادئًا بلا أي توترات أو معكرات للصفو. هذا بالنسبة للنوم بوجه عام، ولكن ماذا عندما يتعلق الأمر بالزواج ونوم الزوجين معًا؟ وأيهما أفضل نوم الزوجين معًا في سرير واحد أم في سريرين منفصلين؟

الحقيقة أن هذا الموضوع هام جدًا ولكنه محير أيضًا، إذ توجد آراء ودراسات تشير إلى ضرورة نوم الزوجين في سريرين منفصلين بل في غرفتين منفصلتين أيضًا، في حين توجد آراء أخرى ترى أن نوم الزوجين معًا في سرير واحد أكثر فائدة للزوجين وللعلاقة الزوجية.

نوم الزوجين منفصلين سعادة مزدوجة أم بداية للانفصال العاطفي

سريران منفصلان للسعادة الزوجية

قرأت هذه العبارة كثيرًا، وأود أن أتحرى مدى صحتها معكم حتى نصل إلى حد للحيرة التي تتعلق بايجابيات وسلبيات نوم الزوجين في سريرين منفصلين، وعن أفضلية النوم بالنسبة لهم.

يرى بعض خبراء العلاقات الزوجية من خلال بعض الدراسات أن نوم الزوجين في سريرين منفصلتين أفضل لهما ولسعادتهما الزوجية. إذ تتحقق فوائد النوم بعمق في هذه الحالة، ويزيد استمتاعهما بنوم هانئ وعميق دون أي عوائق. وهذا ما أظهرته صور المخ التي تم اخذها للأزواج الذين يتبعون هذا النهج الذي أصبح رائجًا في الآونة الأخيرة. السؤال الآن هل حقًا أن نوم كل من الزوجين في سريرين منفصلين يحقق سعادتهما؟

أيهما أفضل نوم الزوجين معًا أم انفصالهما؟

قد يكون نوم كل من الزوجين في سريرين منفصلين سببًا في سعادتهما في بعض الزيجات، ولكن لا يمكن اعتماد هذه الحقيقة كقاعدة عامة. فقد يكون النوم في سريرين منفصلين أو غرفيتن منفصلتين خيارًا مناسبًا في بعض الحالات التي تتطلب مساحة شخصية أو تجنب المشكلات المتعلقة بالنوم مثل الشخير أو اختلاف مواعيد النوم، ولكنه ليس بالضرورة أن يكون كذلك في جميع الحالات أو جميع الزيجات الأخرى إذ أنه يوجد نسبة كبيرة من الأزواج الذين يفضلون النوم في سرير واحد، تعزيزاً للتقارب العاطفي، وللحصول على الدعم النفسي اللازم، ولتحقيق الشعور بالراحة والأمان.

أسباب تدفع الأزواج لاختيار غرف نوم منفصلة

هناك العديد من الأسباب التي تجعل بعض الأزواج ينامون في أسرة منفصلة أو حتى في غرف منفصلة، إليكم خلاصة الأسباب من خلال آراء بعض الأزواج في هذا الصدد:

  • الشخير، أحد أهم الأسباب التي تدفع بعض الأزواج للنوم منفصلين في غرف أخرى. كما أنه وبحسب حالات انفصال عديدة قد يكون سببًا في الخلع والطلاق.
  • اختلاف الرغبات بين الزوجين، مثل تفضيلات درجة الحرارة المختلفة ( الزوجة تحب الدفء، والزوج يحب البرودة أو العكس) أو أن الزوجة تحب غلق باب غرفة النوم والزوج لا يقبل بذلك.
  • اختلاف رغبة الزوج والزوجة حول النوم في الظلام أو في إضاءة خافتة.
  • إصابة أحدهما بالأرق بشكل دائم.
بعض الأزواج يفضل النوم في سريرين منفصلين والأسباب عديدة
بعض الأزواج يفضل النوم في سريرين منفصلين والأسباب عديدة

ما هي سلبيات نوم الزوجين في سريرين منفصلين؟

نوم الزوجين في سريرين منفصلين قد يكون له بعض السلبيات التي تؤثر على العلاقة الزوجية، أبرزها ما يلي:

  • الجفاف العاطفي

النوم معًا في سرير واحد يمكن أن يعزز الروابط العاطفية بين الزوجين، ومن ثم توطيد العلاقة بينهما. أما نوم الزوجين في سريرين منفصلين، فقد ينتج عنه تباعد عاطفي شديد بين الزوجين، ما يؤثر في طبيعة التواصل بينهما وهنا تكمن الخطورة.

  • التأثير سلبًا على العلاقة الحميمة

نوم الزوجين منفصلين يؤدي إلى تراجع العلاقة الحميمة. بالنسبة لكثير من الأزواج، قد يؤثر النوم في أسرة منفصلة على طبيعة العلاقة الجنسية. ذلك لأن الشعور بالتقارب الجسدي والنفسي أثناء النوم معًا يحث على التفاعل العاطفي بين الزوجين، ويعزز الرغبة الجنسية

  • انعدام الشعور بالراحة والأمان

يوفر نوم الزوجين في سرير واحد يوفر مساحة كافية لممارسة اللطف والتفاعل الحميم بينهما الذي ليس شرطا أن ينتهي بممارسة لقاء الحب بينهما، فقد يكفي الاحتضان والحديث معًا قبل النوم في تحقيق الشعور بالراحة والأمان ما يحفز على الخلود إلى النوم سريعًا.

  • الشعور بالوحدة والعزلة

النوم في أسرة منفصلة يمكن أن يعزز الشعور بالانعزال وله أن يخلق فجوة كبيرة بين الزوجين قد تكون سببًا في حدوث الانفصال العاطفي بينهما. وقد يبدأ كل منهما في التفكير في نفسه بشكل منفصل أكثر من كونهما شريكين في الحياة.

على الرغم من هذه السلبيات، إلا أن هناك بعض الأزواج يجدون أن النوم في أسرة منفصلة يحسن نوعية نومهم، ويساهم في الحفاظ على علاقة صحية بينهما.

كم نسبة الأزواج الذين ينامون في أسرة منفصلة؟

وفقًا لدراسة أمريكية، وبحسب مؤسسة النوم الوطنية، فإن حوالي 10% فقط من الأزواج المتزوجين ينامون في غرف منفصلة. وحوالي 25% من الأزواج ينامون في أسرة منفصلة.

خلاصة القول:

إن الإجابة على سؤال"أيهما أفضل نوم الزوجين معًا في سرير واحد أم في سريرين منفصلين؟" لا يمكن أن تكون مؤيدة لفكرة نوم الزوجين معًا، وناكرة للفوائد التي حظي بها بعض الأزواج بسبب النوم منفصلين. إذ تشير بعض الدراسات إلى أن النوم معًا في سرير واحد يمكن أن يكون مفيدًا على المدى الطويل للعلاقات الزوجية، حيث تعزيز الترابط العاطفي وتعزيز العلاقة الحميمة، ولكن ذلك لا ينفي حقيقة أن النوم في سريرين منفصلين أكثر راحة وفعالية بالنسبة لكثير من الأزواج.

وعليه، لا توجد إجابة محددة وقاطعة لهذا السؤال إذ أن كل علاقة زوجية تحتاج من طرفيها تقييم قدرتهما على التكيف مع بعضهما البعض، اتخاذ القرار المناسب الذي يصب في صالح علاقتهما الزوجية، آخذين في الاعتبار تعزيز التواصل في ما بينهما في جميع الحالات سواء بالنوم معًا أو منفصلين. لكي لا تتأثر العلاقة الزوجية سلبًا.

 

مع تمنياتي لجميع الأزواج بنوم هادئ وعميق وصحي،،،