انبهار أم حب : افهمي مشاعرك بعمق وحققي التوازن بين الواقع والخيال لسلامة قلبك
الحب ليس انبهارًا؛ هو أصل الرومانسية؛ هو المشاعر الجميلة الدافئة التي تغمر القلب وتجعله فرحًا وسعيدًا. الحب يظهر في اللهفة على الحبيب، والرغبة الملحة في الحديث معه والنظر إليه. الحب هو علاقة حقيقية مجسدة على أرض الواقع. له دلالات عميقة تدل عليه. الحب مشاعر تحيا في هدوء وشاعرية. رغم كل التحديات يبقى الحب حبًا، ولكن في بعض الحالات قد يكون هناك اشتباه في الحب وما إذا كان حبًا حقيقيًا أم لا.
أحيانا يحدث معنا كل الأمور التي تدل على وقوعنا في الحب، ولكنه ليس حبًا. فقد يحدث وأن نشعر بكل مشاعر الحب مع شخص ما ولكنه في الحقيقة انبهارًا وليس حبًا. الحب الحقيقي له شروط عدة ليتحقق أولها أن يكون مجسدًا على أرض الواقع، ما عدا ذلك يكون انبهاراً عاطفيًا وليس حبًا، فما هو الانبهار العاطفي وما هي أسبابه؟، ومتى تكون المشاعر انبهارًا وليس حبًا؟، وما الفرق بين الانبهار العاطفي والحب؟، وكيف يمكن التعامل مع الانبهار؟
كيف يكون الانبهار؟
هل تتحدثين عنه كثيرًا؟، هل ترينه في أحلامك؟، هل تشعرين بالسعادة عند الحديث معه أو عند مشاركته المكان والزمان؟ هل تهربين من عالمك الواقعي إلى عالم تلتقيان فيه في الخيال. تلك هي علامات الانبهار العاطفي.
ما هو الانبهار العاطفي؟
بحسب الخبراء، الانبهار العاطفي يشبه الحب في بعض الجوانب مثل الشعور بالشغف والرومانسية، ولكنه مختلف تمامًا. يمكن القول أن الانبهار هو حالة من التعلق أو الهوس بشخص آخر تُرافقها مشاعر قوية. أحيانا يكون وسيلة لا شعورية للهروب من مواقف عاطفية صعبة مثل الصدمات العاطفية. وقد يكون للانبهار أسباب علمية بحتة كانخفاض مستويات السيروتونين أو للمعاناة من قلة النوم وفقدان الطاقة مثلًا.
متى يحدث الانبهار العاطفي؟
يحدث الانبهار العاطفي عندما تظهر رغبة ملحة لدى الشخص المنبهر لتحويل الوهم إلى واقع ملموس، وتحويل حالة عدم اليقين إلى حقيقة، فتظهر كل المشاعر في صورة أوهام ملحة بها تفاصيل عدة للعلاقة مع الحبيب. ولذلك يؤدي الانبهار العاطفي إلى سلبيات عديدة مثل المعاناة من ضغوط نفسية كبيرة قد تؤثر في جودة حياة الشخص ضحية الانبهار.
ما الفرق بين الحب والانبهار العاطفي؟
على الرغم من أوجه الشبه بين الحب والانبهار العاطفي وبخاصة في ما يتعلق بقوة المشاعر، وقوة التفكير، والانجذاب الروحي، والجاذبية الجسدية، إلا أنه توجد فروقًا جوهرية بين كل منهما، فالحب الحقيقي عبارة عن مشاعر قائمة على علاقة عاطفية تبادلية حقيقية ومتكاملة الأركان. بينما الانبهار العاطفي فهو غالبًا ما يكون أحادي الجانب. ولذلك، تكون المدة الزمنية للانبهار العاطفي قصيرة وبصفة مؤقتة وهذا عكس المشاعر النابعة عن حب حقيقي والتي تزيد يومًا بعد يوم خلال مسيرة العلاقة العاطفية بين الطرفين.
من ناحية أخرى، تتسم المشاعر في حالة الانبهار العاطفي بأنها أقوى وأكثر اندفاعية ولذلك تكون مشاعر غير مستقرة وهو ما لا يحدث مع الحب الحقيقي الذي يتحقق معه الاستقرار والشعور بالأمان، فالحب طمأنينة وأمان. ربما كان السبب هو مثالية المشاعر في الانبهار العاطفي، وواقعيتها في حالة الحب الحقيقي. كما أن الحب لا يؤثر على جودة الحياة بعكس الانبهار الذي من الممكن أن تتعطل الحياة العادية معه.
ما هي أسباب الانبهار العاطفي؟
بحسب الخبراء المختصين، تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع ضحية للانبهار العاطفي، على رأسها ما يلي:
- الصدمات العاطفية غير المداواة التي لم يتم التعافي منها نهائيًا.
- انخفاض تقدير الذات.
- الحرمان العاطفي والاحتياجات العاطفية غير الملباه.
- التغيرات الحياتية المفاجئة وتراكم الضغوط والأعباء.
كيف يمكن التعامل مع الانبهار العاطفي؟
إذا شعُرتِ أنكِ في حالة انبهار عاطفي، يجب عليكِ التزام الهدوء أولًا لتكوني قادرة على إدراة مشاعرك بشكل صحي وسليم ثم قومي بتطبيق النصائح التالية:
- تقبلي مشاعرك وتعمقي فيها لتحقيق وعي أكبر بها ليمكنك التفرقة بين ما هو صحي وما هو غير صحي لقلبك وحياتك العاطفية.
- ضعي الحدود وقللي من التفاعل مع الطرف الآخر، وتوقفي عن البحث عنه كلما راق لكِ التواصل معه.
- مارسي اليقظة الذهنية وتمارين التأمل للتغلب على التفكير في الطرف الآخر.
- حاربي الفراغ العاطفي بالانخراط في أعمال خيرية تحقق سعادتك من خلال شعورك بالحب والعطاء كلما قمتِ بمساعدة من هم بحاجة إليكِ.
- اعتني بذاتك وركزي على تلبية احتياجاتك الجسدية والعاطفية بتعزيز حبك لها وجعلها أولوية.
- وزاني بين الواقع والعاطفة.
- استشيري الخبراء ولا تترددي في ذلك إذا عجزت عن تحقيق التعافي من الانبهار والتغلب عليه.
وختامًا، لا تحققي تقدير ذاتك من خلال الآخرين، فقد تكونين ضحية للانبهار العاطفي الذي من الممكن أن يجعلك تخطئين مشاعر الحب الحقيقية.
مع تمنياتي القلبية لكِ بسعادة دائمة لا تغيب عنكِ أبدًا،،،