
مراحل تعيشها المرأة بعد الخيانة.. تفاصيل جرح ينزف في صمت
الخيانة ليست مجرد غدرٍ بالوعد، بل هي خيانة لقلبٍ كان يمنح الحب بصدق وشفافية. إنها تلك اللحظة القاسية التي تأتي بلا سابق إنذار، من أقرب الناس، ممن ملك القلب، وسكن الروح، وتمكن من العقل، تأتي لتُطفئ النور في العيون وتزرع الشك في كل تفاصيل العلاقة التي قد تبدو لها وهمية رغم مرارة الألم، وقوة الصدمة.
موضوعنا اليوم عن مراحل تعيشها المرأة بعد الخيانة، حيث الحديث عن واحدة من أقسى التجارب التي قد تمر بها خلال مسيرة عمرها، إنها ليست مجرد صدمة عابرة، بل هي زلزال يهز أعماقها، ليحطم الثقة التي كانت تُشعرها بالأمان، ويُضعف إيمانها بعاطفة كانت تعتبرها ملاذًا آمنًا لها، وتسقط القناع عن رجل كان أقرب إليها من نفسها، ليسقط هو أيضًا من نظرها مع سقوط ذلك القناع.
في لحظات كهذه، تتبدل نظراتها الدافئة التي كانت مليئة بالسلام إلى نظرات حائرة ومشوشة، ومع مرور كل لحظة، تشعر وكأنها في عالمٍ مفقود، تعيش في كابوسٍ لا نهاية له.

مراحل تمر بها المرأة بعد الخيانة
مع الألم والارتباك والغضب والخوف والحزن وخيبة الأمل والكآبة، تبدأ مراحل أساسية تعيشها المرأة بعد الخيانة، هذه المراحل هي الصدمة، الإنكار، الهوس، الغضب، المساومة، الحزن، ثم القبول والتعافي. إنها رحلة طويلة تمر بها المرأة نحو التعافي.
إذا كنتِ قد تعرضتِ لهذه التجربة المريرة، تابعي معي بدقة السطور التالية، أملًا في التعافي، واستجماع قواكِ من جديد، فالضعف لا يليق بكِ. عزيزتي صاحبة الجرح الذي ينزف في صمت، افهمي هذه المراحل فهي سبيلك الوحيد للشفاء وتحقيق التعافي.
بحسب أميرة داوود دكتورة علاج شعورى وعلاج بالطاقة الحيوية دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا ، توجد 7 مراحل تعيشها المرأة بعد الخيانة، هذه المراحل هي:
-
مرحلة الصدمة
وهي مرحل اكتشاف الخيانة، والانهيار، والتطرف في ردود الأفعال، مرحلة صعبة وقاسية للغاية، تنفجر فيها المرأة بالبكاء بل وبالصراخ أيضًا وهي في حالة مفجعة من الصدمة. فقد أظهرت دراسات أن الصدمة تعمل كنوع من "التخدير الطبيعي" للتغلب على الألم. بعدها، تبدأ مراحل أخرى أكثر إيلامًا، ولكنها ضرورية للشفاء.
-
مرحلة الإنكار
في البداية ومع استقبال الصدمة، يكون رد الفعل الأول هو الرفض أو الإنكار. وهذا أمر طبيعي، لأن الحقيقة موجعة للغاية، فيحدث الإنكار أملًا في عدم تصديق ما يحدث. بحسب د.أميرة، تشعر المرأة في هذه المرحلة، بالانفصال عن الواقع، وكأنها تعيش في حلم أو كابوس. هذه المرحلة تستمرة لفترة أيام أو شهور وقد تستمر في بعض الحالات لسنوات، الفيصل في ذلك قدرة المرأة على المواجهة وتقبل الأمر بدلًا من انكاره.

-
الهوس
عندما تبدأ الحقيقة في الظهور، تدخل المرأة التي تعرضتت للخيانة، مرحلة الهوس، إذ يصبح من الصعب التوقف عن التفكير بما حدث، حينئذ يسيطر الشك عليها ويتمكن منها، هذه المرحلة تسبب ضعف ثقة المرأة في نفسها، وفي إدراكها، وحدسها أيضًا.
-
الغضب والحزن
بعد الخيانة تفقد المرأة الثقة في الآخرين، ويتزعزع شعورها بالأمان، ويبدأ الحزن في التسلل إلى كل حواسها ليتمكن منها لفترات طويلة، الله وحده يعلم متى تنتهي منها. في هذه المرحلة تنهال على رأسها العديد من التساؤلات، أبرزها ما يلي، كيف فعل ذلك بي؟، هل كانت قصة الحب التي جمعت بيننا مجرد كذبة؟، إلى غير ذلك من الأسئلة. في هذه المرحلة يجب الحزن والبكاء وقبول ما حدث لأن ذلك سبيل الشفاء الوحيد.
-
مرحلة المساومة
تختلف ردود النساء في هذه المرحلة، البعض منهن يسعين جاهدات أملاً في إصلاح الأمور، واسترجاع ما كان. البعض يلمن أنفسهن، لذا تبدأ المرأة في المساومة ولوم الذات، لتمنح شريكها مبررًا للخيانة، استسلام المرأة لهذه المرحلة والتفكير فيها يعيق التعافي، كما أنها لن تفلح. وهذا ما يستقر في نفس المرأة بعد حديثها مع نفسها، لا سبيل للرجوع بعد الخيانة، التعافي فقط هو السبيل الوحيد لبدء الحياة من جديد، والخروج من عالم الأحزان.
-
مرحلة الحداد والعزلة
من المراحل التي تعيشها المرأة بعد الخيانة، هذه المرحلة حيث الحزن والكآبة والانعزال عن الآخرين. على الرغم من ذلك إلا أنها تعد تمهيدًا للشفاء الذاتي من جرح الخيانة. لذلك على المرأة مواجهة الشعور بالحزن، وفهم أسبابه، والتغلب عليه ومحاربته.
-
القبول والتعافي
وأخيرًا تأتي مرحلة القبول والتعافي كأهم مرحلة من المراحل التي تعيشها المرأة بعد الخيانة. القبول هنا لا يعني الرضا بالخيانة، ولكن الاعتراف بحق المرأة في حياة صحية هادئة بلا أحزان أو بكاء، حياة كريمة بواقعها الجديد لكي تعيش في سعادة واستقرار، ينفعها في ذلك حبها لذاتها، وتكوين علاقات جديدة ناجحة، والعمل على الارتقاء بنفسها. في هذه المرحلة تستطيع المرأة اتخاذ القرار المناسب، وهي في حالة اتزان تام، إما الانفصال، أو الاستمرار مع الشريك الخائن.
خلاصة القول
من الصدمة حتى القبول والتعافي هي مراحل تعيشها المرأة بعد الخيانة، عليها المرور الآمن خلالها حفاظًا على صحتها النفسية والجسدية، وتحقيق التعافي الكامل لها، وعليها مواجهة الحزن بدلًا من الهروب، وتقبل كل ما حدث برضا تام ليتحقق شعورها بالسلام النفسي الذي حتمًا سيحقق شعورها بالتعافي من صدمة الخيانة.
إلى كل امرأة ذاقت مرارة الخيانة.. لا تلومي نفسك، الخطأ خطأ الخائن الغادر، وهو حتما لا يستحقك!