خطوات مهمة في بيئة العمل حتى لا تضطر الأمهات العاملات للاختيار ما بين الوظيفة والأمومة
واحدة من بين كل أربع نساء خصوصا الأمهات العاملات، تفكر في تغيير مسار حياتها المهنية أو ترك القوى العاملة برمتها في الآونة الأخيرة، وهذا الإحصاء، المأخوذ من تقرير شركة McKinsey & Company لعام 2020 حول المرأة في مكان العمل، يعتبر المرة الأولى منذ خمس سنوات التي نشهد فيها علامات على ترك النساء للقوى العاملة بمعدلات أعلى من الرجال، وفيما يرى البعض أن هذا أمر واقعي، دعونا بمناسبة اقتراب عيد الأم السنوي والذي يتم الاحتفال فيه يوم 21 مارس من كل عام، دعونا نستكشف سبب حدوث ذلك.
لماذا تترك النساء وظائفها في الوقت الحالي؟
هناك عدد من النساء يقارب عدد الرجال في سوق المواهب، ومع ذلك فإن النساء لا يشكلن نصف صانعي القرار، حتى أن نسبة النصف تعتبر رقما كبيرا للغاية وضربا من الخيال في بعض المناطق والدول.
ولقد تم التركيز على المساواة بين الجنسين في مكان العمل لما يقرب من عقدين من الزمن، ولكن مرارًا وتكرارًا نرى النساء وخصوصا الأمهات العاملات، مجبرات على الاختيار بين التأثير على العالم من خلال فطنتهن التجارية أو من خلال كونهن زوجات وأمهات.
وفي الفترة الأخيرة، سلط وباء فيروس كورونا المُستجد، الضوء الجلي على هذه العقلية العتيقة وكشفها على حقيقتها في التحيز المنهجي، حيث إنه منذ عام 2020، وحتى اليوم، يتطلب نجاح المرأة الاختيار بين الأسرة والمهنة.
ولضمان التقدم نحو التنوع بين الجنسين، يدعو تقرير "النساء في مكان العمل" الشركات وقادتها إلى التقدم وإنشاء مكان عمل لا يتطلب هذا النوع من الاختيار، بحيث لا تضطر المرأة إلى المفاضلة بين حياتها العملية وأسرتها، خاصةً وأن الكفة عادةً تميل نحو الأخيرة، وبالتالي نفقد النساء في الوظائف المختلفة.
وتتناول الخطوات التالية مجموعة من النصائح والخطوات التي يمكن من خلالها الحفاظ على المرأة ككتلة وظيفية مؤثرة في القطاعات المختلفة.
-
وضع سياسة واضحة بشأن معايير مكان العمل
في استطلاع حديث، وجدت شركة Workhuman لبرامج المؤسسة العالمية للموارد البشرية أن 88% من الموظفين يرغبون في العمل في شركة لديها سياسة واضحة بشأن حقوق مكان العمل.
وجاء في الاستطلاع أنه بينما نتطلع إلى بناء مكان عمل أكثر عدلاً وشمولاً ووعي اجتماعيًا، لم يعد من المقبول عدم وضع خطة عملية تطبيقية على الأرض، مشيرا إلى أهمية عمل الناس وفقًا لقيم شركتهم، لأنها الشيء الوحيد الذي يبقي الناس معًا، سواء كنا في مكتب أم لا، كما أن إرساء قيم واضحة للقوى العاملة، يعزز المزيد من الهدف في عمل الموظفين ويزرع المزيد من الإنسانية في مكان العمل، كما أنه يتيح للنساء والسكان ناقصي التمثيل معرفة أن منظمتهم ملتزمة بأن تكون مكان عمل منصف.
على صاحب كل عمل أو مؤسسة، تأسيس مكان عمل حديث محوره الإنسان يسمى ميثاق حقوق الإنسان في مكان العمل، وتتضمن هذه المبادئ الحق في الانتماء، والنمو، والقيام بعمل هادف، والتقدير، والانسجام بين العمل والحياة، والحصول على أجر عادل، والتمتع بالخصوصية، علاوةً على والشعور بالأمان والاحترام، بالإضافة إلى تعزيز مفهوم حماية البيئة.
-
إعادة صياغة إدارة الأداء المستمر
في الكثير من الأحيان تتلقى النساء ردود فعل غامضة للغاية مثل أن يمدحها مديرها بعبارة "عمل رائع"، ولكن على النقيض من ذلك، حيث يتلقى الرجال ردود فعل أكثر واقعية مثل أن يقول له مديره: "عمل جيد حقًا في الاجتماع، حيث كان عرضك التقديمي واضحًا وتضمن ذلك الرسم البياني بأرقام مبيعات العام الماضي".
وللمضي قدمًا كصاحب عمل، قم بتغيير هذه الطريقة في التعامل مع السيدات، ويساعد هذا النوع من التعليق على تحفيز السيدات على الاستمرار في العمل بدلاً من تركه، حيث إنها تشعر بكونها ميزة ومؤثرة في مكانها.
والمفتاح هنا هو التوقف عن التفكير في إدارة الأداء المستمر كأداة للموارد البشرية، وبدلاً من ذلك، افهم أن إدارة الأداء المستمر أكثر شمولاً، حيث إنه يشمل كيف نتواصل ونتفاعل بشكل فريد مع بعضنا البعض لإنجاز المهمة.
وتذكر أن النساء يتسمن بالعلاقة في صنع القرار، مما يعني أنه من خلال المبادرات الموجهة نحو الغرض، حيث تفكر النساء في كيفية تأثير قراراتهن على الآخرين والظهور في العالم الحقيقي.
-
التعرف والاعتراف بقدرة المرأة على صنع نجاحات في العمل
في معظم الحالات، لا تزال المرأة تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية في المنزل، بالإضافة إلى مسؤولياتها في العمل، وعندما تتلاعب بكل ذلك، يصبح عالمك كله حول الدور الذي تلعبه في حياة الآخرين.
والقادة بحاجة للقيام بالتذكير، حيث يقوي الاعتراف العلاقات ويعيد تنشيط وتحفيز الموظفين على الشعور بالرضا عن مكان وجودهم وما يفعلونه.