النظرة المجتمعية النمطية للمرأة أحد التحديات التي تواجه رائدات الأعمال

الطموح وحده لا يكفي .. تحديات تواجه رائدات الأعمال عند إقامة مشاريعهن

ريهام كامل

"لا ريادة بدون طموح"، لأنه بدون الطموح لن تتوافر الدوافع اللازمة لخوض تجربة ريادة الأعمال، ولكن وعلى الرغم من أهمية الطموح إلا أنه يجب أن ترافقه العديد من العوامل الأخرى ليصبح الأمر حقيقياً مثل: توافر العديد من المقومات التي تساهم في نجاح رائدات الأعمال والتي يأتي على رأسها تذليل كل الصعاب والعقبات التي تواجههن عند التفكير في إقامة مشاريعهن أو تأسيس شركاتهن.

الطموح وحده لا يكفي

كثير من رائدات الأعمال لديهن طموحات ثمينة وإمكانيات وقدرات عالية تمكنهن من خوض تجربة ريادة الأعمال، ولكن لا تأتي الرياح دائماً بما تشتهيه السفن، إذ توجد تحديات عديدة تعترض مسيرتهن العملية، وتحول دون نجاحهن في بعض الحالات، ولذلك يتضح أن الطموح وحده لا يكفي لنجاح رائدات الأعمال، لأنه يجب أن تتضافر مجموعة من العوامل الأخرى التي تزيد من احتمالات نجاحهن.

الطموح وحده لا يكفي لنجاح رائدات الأعمال
الطموح وحده لا يكفي لنجاح رائدات الأعمال

تحديات تواجه رائدات الأعمال

تشير الإحصائيات إلى نجاح النساء في خوض تجربة ريادة الأعمال من خلال البدء في إقامة مشاريع صغيرة ثم التوسع شيئاً فشيئاً بحسب الإمكانيات المتاحة لهن، ولكن وعلى الرغم من تلك النجاحات إلا أنه قد يحدث إخفاق في بعض الحالات، وذلك بسبب بعض التحديات التي تواجههن عند إقامة مشاريعهن، ويأتي على رأس هذه التحديات ما يلي:

النظرة المجتمعية النمطية للمرأة

على الرغم من ما حققته المرأة من نجاحات كبيرة في كثير من المجالات، وعلى الرغم من وجود نماذج لرائدات أعمال متميزات، ونساء ناجحات تقلدن مراكز مرموقة، وحصلن على أعلى المراتب في العمل، إلا أنه ما زالت هناك نفس النظرة المجتمعية التي تضع المرأة في قالب معين هو قالب ربة المنزل التي تحيا من أجل البقاء في المنزل، والتي يقتصر دورها في المجتمع على رعاية زوجها وأطفالها دون الانشغال بأمور أخرى، وهذه النظرة تضعف من موقف النساء عند الدخول في مجال ريادة الأعمال، إذ يقع على رائدات الأعمال عبء تغيير الصورة النمطية العالقة في ذهن المجتمع بأفراده ومؤسساته، كما يقع عليها عبء اقناع هذه الفئة المجتمعية بأنها قادرة على ريادة الأعمال تماماً كقدرتها على إدارة شؤون منزلها، ورعاية أسرتها.

والحقيقة أن اقناع الجمهور وكسب ثقتهم يحتاج إلى وقت ليس قصيراً حتى تحصل رائدات الأعمال على التقدير المناسب لهن. وهنا لا يمكن للطموح وحده أن يحقق نجاح رائدات الأعمال، وخصوصاً في ظل المعتقدات الراسخة في عقول نسبة ليست قليلة من أفراد المجتمع، وهو أمر يحتاج إلى تمعن الجهات المعنية لتغيير نظرة المجتمع بأفراده ومؤسساته للمرأة.

نقص الدعم

ومن التحديات التي تواجه رائدات الأعمال عند إقامة مشاريعهن وتأسيس شركاتهن أنه لا توجد شبكة دعم تقدم لهن المساعدة اللازمة عند الحاجة إليها سواء كانت المساعدة مالية أو اجتماعية أو حتى استشارية وخصوصاً مع حداثتهن في ريادة الأعمال، ولهذه الأسباب قد تتحول أفكار مشاريع النساء إلى كلام على الورق دون تجسيد حقيقي ملموس لها بسبب نقص الدعم، والخوف من الفشل بدون الحصول عليه.

الهيمنة الذكورية

على الرغم مما وصلت إليه المرأة اليوم من تقدم ملحوظ في العلم والعمل، وعلى الرغم من منافستها للرجل في مختلف المجالات إلا أن الهيمنة الذكورية تعد أحد أهم التحديات التي تواجه رائدات الأعمال عند إقامة مشاريعهن، وتأسيس شركاتهن، وهو أمر يجب مواجهته بقوة، وخصوصاً رفض فئة ليست قليلة من الرجال العمل تحت قيادة المرأة مهما بلغ تميزها وارتفع قدرها من الناحية العلمية والعملية، وهذا التحدي يحتاج إلى تغيير في أفكار المجتمع، وتدخل المؤسسات المعنية للتأكيد على دور المرأة في المجتمع، وأحقيتها في الشراكة مع الرجل في تحقيق تنميته ورخاء وتقدم بلدها.

قلة رأس المال وصعوبة كسب ثقة البنوك من التحديات التي تواجه رائدات الأعمال
قلة رأس المال وصعوبة كسب ثقة البنوك من التحديات التي تواجه رائدات الأعمال

قلة رأس المال

لا يمكن إهمال الدور الذي يلعبه رأس المال في نجاح رائدات الأعمال، لأنه هو أساس كل مشروع كونه يحول الفكرة إلى شيء مادي ملموس، هو المشروع التجاري الذي أقيم من خلال تمويل الفكرة لتصبح حقيقة، وعلى الرغم من نجاح رائدات الأعمال في كثير من المشروعات إلا أنهن قد يواجهن بعض المشاكل المالية التي تتعلق بتمويل مشروعاتهن، وذلك لتردد البنوك في تمويل مشروعات وشركات قامت بتأسيسها رائدات أعمال، لأنها ترفض الاعتراف بجدارة المرأة الائتمانية بحجة تغير وضعها في أي وقت من الأوقات لتصبح غير قادرة الوفاء بالتزاماتها، وتخليها عن أعمالها والتزاماتها في أي وقت، ولذلك لا تستمر إلا مشاريع رائدات الأعمال الذين يملكون القدرة المالية اللازمة لإقامتها وبدء العمل فيها وضمان استمراريتها.

الموازنة بين العمل والحياة الأسرية

ومن التحديات التي تواجه رائدات الأعمال خلال مسيرتهن العملية إشكالية الموازنة بين العمل والحياة الأسرية، لأن مجهوداتهن في تحقيق الموازنة بين العمل والحياة الأسرية لا يُلتفت إليها أبداً، لأن المجتمع لا يراها إلا أم ومدبرة منزل، ولذلك يحبط كل محاولاتها في تحقيق التوازن، في حين أنه يتم تعظيم الرجل الذي يستطيع فعل المثل بسبب ظروف اجتماعية معينة بل ومكافآته على ذلك.

وهنا يجب التأكيد على أمر هام، وهو أن دور المرأة في تنمية المجتمع لا يقل عن دور الرجل، وعليه يجب على المؤسسات المعنية تذليل كل الصعوبات والتحديات التي تواجه المرأة في مجال عملها وكذلك مجال ريادة الأعمال، وهنا يجب الإشارة إلى دور دولة الإمارات العربية المتحدة بالغ الأثر في تمكين المرأة، وحل كل المشاكل التي تواجهها في بيئة العمل، إضافة إلى إنشاء حضانات للنساء العاملات للتغلب على مشكلة الموازنة بين العمل والحياة الأسرية، إضافة إلى تسخير كل الصعاب لها من أجل دعمها ومساعدتها على الانخراط في مجال الريادة ومختلف مجالات العمل بعمق أكثر وطريقة أسرع ترفع من شأنها وترتقي بها لتكون عضواً مؤثراً في بلادها.

صعوبة الوصول إلى المستهلك أو السوق من التحديات التي تواجه رائدات الأعمال
صعوبة الوصول إلى المستهلك أو السوق من التحديات التي تواجه رائدات الأعمال

صعوبة الوصول إلى المستهلك

الوصول إلى المستهلك من الأمور المهمة التي تعزز من نجاح المشاريع، لأنه يجب أن يعلم المستهلك بالمشروع، وبما يقدمه له من خدمة أو سلعة حتى يكون لها وجوداً بين المنتجات المنافسة، ومن هنا يبدأ التسويق، ولذلك تعد صعوبة الوصول إلى السوق والمستهلك أحد أخطر التحديات التي تقف عائقاً أمام رائدات الأعمال اللواتي يجدن صعوبة في تأسيس شركاتهن، وإقامة مشاريعهن.

وأخيراً غاليتي يُسعدنا أن تشاركينا الرأي .. برأيك هل من تحديات أخرى تواجه النساء في مجال ريادة الأعمال؟