سارة العايد لـ"هي": المرأة السعودية مساهم فاعل في تنمية الاقتصاد الوطني
إعداد: سڤانا البدري Savanah Al Badri
تصوير : شيماء إدريس Shaima Idris
شهد المناخ السعودي في السنوات الأخيرة حضوراً لافتاً ومشاركات مميزة لسيدات سعوديات تركن بصماتهن وأصبحن قدوة لغيرهن من النساء في مجال ريادة الأعمال ومواكبة الإبداع في كافة المجالات، ومنهن رائدة الأعمال سارة بنت محمد بن عايد العايد التي حققت نجاحا كبيرا في هذا المجال. لمع اسمها في مجال ريادة الأعمال والعلاقات العامة في المملكة العربية السعودية، وهي رئيسة الشؤون الاستراتيجية والشريكة المؤسسة لشركة، "تراكس" TRACCS ، واحدة من أفضل شركات العلاقات العامة المستقلة في العالم. وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بجدة، ومجلس السياحة والثقافة ومجلس التعليم والتدريب بغرفة جدة، إضافة إلى انغمارها في قطاع الأعمال والمبادرات الإنسانية.
اضطلعت العايد بدور محوري في تحقيق رؤية صناعة العلاقات العامة في المملكة السعودية، وتعزيز حضورها في جميع أنحاء المنطقة وخارجها. اقتحمت ميدانا يحتكره الرجال، وتميزت فيه، وتقول: "أطمح إلى أن أكون دائماً في خدمة ودعم أي مبادرة، وأواصل المسيرة التي رسمتها لنفسي، وأن أسخر خبراتي ومعرفتي لإرشاد الآخرين"..
اختيرت سفيرة يوم رائدات الأعمال العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بين الأعوام 2016 – 2019 ، وصنفتها مجلة "فوربس" ضمنالسيدات الأكثر تأثيراً في العالم العربي. ورغم كل نجاحاتها المهنية، ما زالت سارة العايد سيدة تقليدية تضع أسرتها في مقدمة مهام أعمالها.. "هي" التقتها في جدة، وكان لنا معها هذا الحوار الخاص
من هي سارة العايد؟
إنسانة تتطلع إلى تنمية ذاتها، وصادقة مع نفسها، ومع عائلتها. وتعتبر نفسها الأم الأكثر سعادة وحظا في العالم، تحب عائلتها، وتفخر بكونها مواطنة في هذا البلد المعطاء.
لعبتِ دورا محوريا في مجال صناعة العلاقات العامة في المملكة، وتعزيز حضورها في جميع أنحاء المنطقة وخارجها؟ أخبرينا عن مشوارك وأهم التحديات التي واجهتك.
الحمدالله، أنا فخورة بمسيرتي المهنية. عندما أطلقنا شركة "تراكس" TRACCS، لم تكن شركة مختصة في صناعة الاتصال فحسب، بل اسما أسهم في تشكيل هذه الصناعة والارتقاء بها على مستوى المنطقة، حيث نجحنا في تطويرها في منطقتنا من المفاهيم التقليدية إلى صناعة استراتيجية حيوية تسهم في تحفيز جهود التنمية في كافة القطاعات.
أسستِ شركة "تراكس" TRACCS لتكون شركة علاقات عامة ريادية وإقليمية وبامتداد عالمي، وصولا إلى أكبر شبكة علاقات عامة، ما الذي تقدمه الشركة لرواد الأعمال؟
من أجل تحقيق النمو، علينا دوما أن نتحدى أنفسنا. ولا شك في أننا فخورون بهذا الإنجاز وبالجهود التي بذلناها من أجل تطوير هذه الصناعة في بلادنا خاصة، وفي المنطقة بوجه عام. ولأننا في "تراكس" بدأنا فعليا كرواد أعمال، لطالما كانت داعما ومساندا لرواد الأعمال في صناعة الاتصال، وخاصة فيما يتعلق ببرامج التوجيه والإرشاد التي نطلقها بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية، وغيرها من الجهات في مسعى لتطوير وتعزيز منظومة ريادة الأعمال في المملكة.
للعمل التطوعي حيز كبير في جدول أعمالك، ماذا يمثل لك؟ وكيف بدأتِ المشوار؟
أحاول جاهدة أن يكون العمل التطوعي في صلب كل أعمالي، فقد اعتدت الأعمال التطوعية منذ كنت في السادسة من عمري، حيث كنت أساعد في الأعمال الخيرية مع والدتي. كما كنت نشطة في برامج التطوع ضمن فريق الكشافة، والبرامج الأخرى في المدرسة. وحتى اليوم، لا يزال التطوع
جزءا من برنامجي اليومي، وسيظل كذلك بمشيئة الله.
أسهمت في توجيه وتدريب الكثير من السيدات العربيات، وموّلت أكثر من 300 مشروع نسائي لريادة الأعمال، فهل حققت الأهداف المرجوة؟
عندما تتصل بك سيدة شابة فرحة بنجاح مشروعها الريادي، وعندما تساعدين في تدريب وتوجيه الأشخاص من أجل تحقيق أحلامهم، ستدركين أن الهدف قد تحقق، وأن هناك متسعا للمزيد.
في ميدان يحتكره الرجال ما أهم التحديات والمعوقات التي واجهتك في ريادة الأعمال؟
اليوم، لا نتكلم عن بيئة يسيطر "عليها" الرجال، بل عن خبراء ورواد يتطلعون إلى بناء القدرات، والبحث عن الكفاءات الوطنية، وتمكينهم من الفرص، ليتمكنوا من التألق والتميز في مختلف الميادين، ويسهموا بدورهم في تنمية مجتمعاتهم عبر الأفكار والبرامج الريادية المبتكرة. بوجه عام، أرى أن التحديات في السوق التي نعمل فيها تتمحور بشكل رئيس حول مدى جاهزيتها، وفرص التمكين والتطوير التي تقدم للشباب والشابات، ونستند في تلبية هذه الفرص إلى رؤية 2030 باعتبارها خريطة طريق المملكة نحو الازدهار والنمو بمشيئة الله، والتي بدأنا نشهد نتائجها فعليا على أرض الواقع
وفي كل يوم تقريبا. ومن هذا المنطلق، نحن بصفتنا رواد أعمال علينا أن نتطور اليوم، لنستطيع مواكبة وتيرة التحديث والتطوير الحالية، وأن نسهم في دعم السوق بالكفاءات والفرص واللوائح اللازمة، وغير ذلك من المتطلبات الأخرى.
ما رأيك في مشروع تمكين المرأة السعودية؟ وهل أنصفتها رؤية المملكة 2030 ؟
بكل تأكيد، فالمرأة السعودية اليوم ليست نصف المجتمع فحسب، بل هي مساهم فاعل في تنمية الاقتصاد الوطني، والارتقاء بالمملكة إلى مصافّ الدول المتقدمة عالميا.
قدّمت المملكة الدعم للنساء في مشاريع عدّة، برأيك هل تأخذ المرأة في المملكة حقّها من الدعم؟ وما الذي ينقصها بعد؟
الجميع يشاهد التأثير الكبير الذي نشهده كل يوم في المملكة، بل وفي العالم أيضا. هذا التأثير نشاهده اليوم في تطوير التعليم، وتطوير سوق العمل، والتنمية الاجتماعية، حيث لا تزال الرؤية الطموحة للمملكة تواصل التركيز على تمكين أمة بأكملها، وليس فقط السيدات، الجميع يحظى اليوم بالفرص، ويشارك بدوره في التنمية، ويتمثل ذلك في إحدى ركائز رؤية المملكة 2030 ، وهي "مجتمع نابض بالحياة"، حيث لا يمكن تصور تحقيق هذه الرؤية من دون تأمين تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل، وبث وتعزيز روح التعاون بين أبناء الوطن، والمضي بها نحو الأمام.
ما أهم الإنجازات النسائية التي تفخرين بها في بلدك السعودية؟
كل سيدة في المملكة هي مصدر فخر لنا، وكل إنجاز تسطره المرأة ينعكس عليها وعلى عائلتها ومجتمعها، بل وعلى وطنها الواسع. هناك أمهات عظيمات يعملن من خلف الكواليس، مع رعاية عائلاتهن، وتنشئة أطفالهن تنشئة صالحة، وهن مكون أساسي من مجتمعاتهن، سواء كن ربات بيوت، أو سيدات أعمال، أو معلمات أو طبيبات أو فنانات أو غير ذلك. نحن نفخر بهن جميعا، ونتمنى لهن دوام التوفيق والنجاح.
ما رسالتك لكل امرأة ورائدة أعمال لتحقيق النجاح في مجالها المهني؟
الإيمان بالنفس، والإتقان والأمانة في كل عمل تنفذه، وأن تعطي مئة بالمئة من قدراتها من دون تردد. فعندما نتبنى أي قضية علينا اعتناقها، والعمل على تحقيق أهدافها من خلال العمل بثقة واحترام الغير، والعمل مع الآخرين بأسلوب التعاون، والتحلي باللطف واللباقة، إضافة إلى إلهام الآخرين وتحفيزهم، ليس للمنافسة، بل لنكون جميعا أفضل على الدوام.
إلامَ تطمحين في المستقبل؟
أطمح إلى أن أكون دائما في خدمة ودعم أي مبادرة، وأواصل المسيرة التي رسمتها لنفسي، وأن أسخر خبراتي ومعرفتي لإرشاد الآخرين. كما أتطلع إلى أن أكون مصدرا للإلهام لكل الحالمين الذين يقبلون على أحلامهم، ويسعون بجد لتحويلها إلى حقيقة، وأن أسهم في التأثير فيمن حولي، وفي مجتمعي، وبلدي، مستندة إلى القيم والأخلاقيات، وروح الريادة بكل مصداقية، وإقدام.