باحثة في الآثار والسياحة.. من هي حصة بنت مروان السديري التي سلطت الضوء على أبرز الحضارات والكنوز الآثرية في المملكة؟
تزخر المملكة العربية السعودية بالكثير من الآثار والكنوز التاريخية التي أثبتت بأن المملكة تمتلك حضارات تاريخية متنوعة في تاريخها عبر العصور، فالنقوش التاريخية والآثار المطمورة والإكتشافات الأثرية المختلفة التي أُكتشفت على مدى سنوات تحكي أسرارًا قديمة لحضارات غابرة وحضارات عريقة يجهلها الكثيرون.. وهو المجال الذي جذب الكثير من السعوديات ليبحرنَ في هذا العالم الاستثنائي ويبذلنَ جهودا حثيثة متنوعة، ليصبحنَ من ذوات البصمات المتميزة في هذا العالم.. ومنهن الباحثة في الآثار والسياحة "حصة بنت مروان السديري" التي سلطت الضوء على أبرز الحضارات والكنوز الآثرية في المملكة.
من هي حصة بنت مروان السديري ؟
كان شغف "حصة بنت مروان السديري" بالآثار وراء إختيارها لدراسة "علم الآثار" بل وإكمال دراستها العليا وحصولها على ماجستير في السياحة الدولية، الضيافة وإدارة الفعاليات، وإلى جانب تميزها العلمي في قسم الآثار، أظهرت السديري تميزا متفردا في مجال البحث الميداني والتنقيب عن الآثار فسخرت اهتماماتها وأبحاثها في مجال الآثار، وشاركت في جولات استطلاعية متنوعة، فاكتسبت على مدى سنوات خبرات ميدانية في التعامل مع الآثار بالطرائق العلمية الحديثة، وأصبحت إحدى الشخصيات السعودية البارزة التي تُسهم في إلقاء الضوء على أبرز الحضارات التاريخية والكنوز الآثرية التي تزخر بها المملكة، وتقدم معلومات قيمة عن المملكة في تاريخها عبر العصور، وكذلك تُسهم في إلقاء الضوء على عناصر الجذب السياحي في المملكة.
وتتميز الباحثة "حصة بنت مروان السديري" ببذلها لجهود متنوعة في إطار حرصها على تثقيف أفراد المجتمع من خلال إلقائها الضوء على أبرز وأحدث الإكتشافات الآثرية والقطع الآثرية وأبرز المواقع والآثار التاريخية في المملكة، حيث تسرد لمتابعيها عبر حسابها في "تويتر" تفاصيل هامة تثري معلوماتهم الثقافية حول هذه المواضيع المتنوعة وأهميتها التاريخية، كما أنها كاتبة في صحيفة الجزيرة الثقافية من خلال نوافذ ووقفات متنوعة مع التاريخ، ومن ذلك مقال بعنوان "الرسومات الصخرية ومعانيها بالمملكة"، وآخر بعنوان "استقرار الإنسان ونهضته في تاريخ المملكة".
حصة بنت مروان السديري تسلط الضوء على أبرز الحضارات والكنوز الآثرية في المملكة
قدمت الباحثة السعودية في الآثار والسياحة "حصة بنت مروان السديري" من خلال إستضافتها في برنامج "الندوة" ضمن برامج قناة العربية تحت عنوان "كم نعرف من آثار السعودية"، العديد من المعلومات القيمة عن تاريخ المملكة عبر العصور، وسلطت الضوء على أبرز الحضارات والكنوز الآثرية في المملكة.
ومن أبرز هذه المعلومات القيمة فلقد ألقت الباحثة السديري الضوء على مملكة "قيدار"، الجوف عاصمتها دومة الجندل، والتي بدأت حوالي 1000 ق.م باعتبارها من أقدم حضارات الجزيرة العربية، ولفتت إلى أن المعلومات عنها وصلت عن طريق النقوش الآشورية، وأشارت إلى أن طبيعة الحياة فيها كانت مشابهة لحياتنا اليوم في البداوه والقبائل وأول ذكر لكلمة "عرب" تنسب لهم، ومن ملكاتهم "الملكة زبيبة، الملكة شمسي، الملكة يطيعة، الملكة تبوأة"، واللواتي يعتبرن أول ملكات عربيات.
وحول الطبيعة المناخية قديما في الجزيرة العربية والتي سهلت استيطان الإنسان فيها، أشارت الباحثة السديري إلى أن صور الأنهار التي تعادل أكبر أنهار اليوم كانت موجودة بالسعودية وبحيرة المندفن بالربع الخالي مساحتها 300 كم² تم العثور على استيطان بجانبها بالعصور الحجرية، مؤكدة بأن المملكة كانت غنية بالأنهار والأشجار، كما أن المناخ كان ممطر وهو السبب الذي دفع الإنسان للاستيطان فيها.
وأشارت الباحثة السعودية في علم الآثار والسياحة حصة بنت مروان السديري إلى أن طرق الحج والتجارة أسهمت في وجود حضارات الجزيرة العربية، كما أكدت بأن التنقيب عن مواقع أثرية بدأ في الفترة الأخيرة وفي شكل كثيف، وما تم اكتشافه حتى الآن، لا يمثل أكثر من 10% من الآثار المطمورة.
بحث علمي عن آثار العلا في المجلة العلمية للأعمال والابتكار التابعة لكلية برلين
وحول مجهودات الباحثة "حصة بنت مروان السديري" في إلقاء الضوء على عناصر الجذب السياحي في المملكة، كانت السديري قد نشرت أول بحث علمي لها عن آثار العلا في المجلة العلمية للأعمال والابتكار التابعة لكلية برلين للأعمال والابتكار، وأكدت الدراسة التي نشرتها بأن رؤية المملكة 2030 ساهمت بشكل كبير في تقدم قطاع السياحة والضيافة في المملكة، وأن "شتاء طنطورة" في العلا من أكثر التجارب السياحية نجاحاً.
وناقشت الباحثة حصة بنت مروان السديري في دراستها عن "دور إدارة المشاريع في صناعة السياحة والضيافة: دراسة حالة عن طنطورة في محافظة العلا" مدى نجاح المملكة في قطاع السياحة والتطورات التي أحدثتها فيه من خلال استعراض عدد من العناصر مثل النموذج والاستراتيجية التي تم تطبيقها، والشراكات التي تم عقدها مع عدد من الدول الأخرى للمساهمة في هذا المشروع الضخم، بالإضافة إلى التاريخ العريق الخاص بمحافظة العلا، معتمدة في إطارها النظري على نموذج "الهيئة المعرفية لإدارة المشروعات" ونموذج "الهيئة المعرفية لإدارة الفعاليات"، وأظهرت الدراسة التي ربطت استراتيجيات إدارة المشاريع الدولية المدمجة في هذا الحدث الثقافي وأهميته بأن نجاح مشروع شتاء طنطورة أحدث اهتماماً كبيراً من الباحثين والسياح، وتتوقع الدراسة أن تكون المواسم المقبلة أكثر جذباً للسياح، وخلقاً للوظائف.
وكانت السديري قد أشارت إلى أنه تم تسجيل 30 ألف موقع أثري فقط في منطقة العلا، وأن هيئة التراث لا تبذل جهودا فقط على المستوى المحلي، وإنما أيضا على المستوى العالمي، وذلك للتنقيب عن الآثار الغارقة، من خلال اتفاقيات مع جهات عالمية للتنقيب عن الآثار في مناطق مختلفة.
وحول مواسم السعودية أكدت السديري بأن مواسم السعودية هي إحدى عناصر الجذب السياحي، كما يوجد اهتمام بتلبية كافة احتياجات السيّاح، وهي مبادرة تقول أن السعودية تعمل على مدار العام، ودللت السديري على ذلك بموسم الرياض، وموسم جدة، ومهرجان طنطورة، ومدينة نيوم، وتروجينا الذي سيستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية.